اواب خديجه

موقع أيام نيوز

رواية اواب خديجة اواب وخديجه الفصل السابع 7و الثامن 8 و التاسع 9
-"يعني إنتِ جايه دلوقتي تعرفيني إن احنا معزومين عند أهلك صح؟،بتحطيني قدام الأمر الواقع يعني،اللي هو اقبل وخلاص وهنروح يعني هنروح،صح؟"
-"أواب ممكن تسمعني لو سمحت،الموضوع مش كده خالص والله ولا زي ما إنت فاكر."
-كنا قاعدين بنتكلم يهدوء وبراحه 
-"طيب ما أنا هادي أهه وبسمع،اتفضلي يا خديحة فهميني،وبراحه وعلى مهلك احنا مش في خڼاقه ولا بنعمل مشكله."
-"أنا والله كنت بكلم ماما النهارده عادي وبتطمن عليها،ولما عرفت إني تعبانه شويه وكده،قالتلي هتجيلي هي وبابا،وأنا قولتلها متجيش علشان هي كانت لسه هنا من كام يوم وحرام أفضل ممشوراها ورايا كده هي وبابا وعُمير،قالتلي إنَّها هتبعت أكل لينا وكده علشان حتى مامتك لو كانت هتساعدني ف هي مش هنا،بس قولتلها إنّك قاعد معايا النهارده وواخد اجازه."

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
-"إنتِ عاوزه تروحي يا خديجة ولا لأ؟"
-"أكيد عاوزة أروح،ده بيت أهلي في النهاية،بس لو إنت مش عاوز خلاص هنقضي اليوم مع بعض لوحدنا هنا و.."
-"لا نقضيه لوحدنا ليه،ده رمضان بيحب اللمه،وكمان عاوز اعمل كام تعديل في تصميمات مع الواد عُمير وحوارات وبالمره إنتِ تتسلي شويه بدل ركنة البيت دي."
-ضحكت وأنا بقرصه
-" إيه ركنة البيت دي،إنت شاري بطانيه،وبعدين لأ متقلقش عليا،أنا بالذات ركنة البيت دي مبتفسدنيش،علشان أنا أصلاً مكنتش بنزل كتير ومرتاحة في بيتي فما بالك بقا بيتي ومع قرة عيني اللي لسانه بيرمي طوب،شوف يا أخي قمة الرومانسية والله."
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
-"أجمل بطانيه والله.'
-"صحيح الله يكون في عونها طنط أمينة قاعدة في سجن مع عساكر تحت."
-ضحك وهو بيغتت عليا أكتر.
-"طيب والله ما حد مرتاح راحة أمينة،ولا متهني هنا أمينة،ولا متدلع دلع أمينة."
-"بطّل نبر عليها وسيبها في حالها والله حرام عليكم دي طيبة خالص."
-"فيه إيه يستي مبيعذ..بوهاش والله."
-"مش مرتحالك،حساك هتقول حاجه تعليلي ضغطي،تسببلي قولون عصبي،حاجه مش أقل من كده."
-"جدعه والله بتفهميها وهي طايره كده،ربنا يرزقنا أربع أولاد يا خديجة عشان عاوز أشوف وشك شكله هيبقى عامل إزاي وقتها."
-ضحكت بعد ما قومت من جمبه وبعدل شعري.
-"والله ما أكره يا أواب،ده أنا نفسي والله،ده يبقى يوم سعدي وهنايا والله،يوم ما يكونوا من إنسان محترم،عارف دين ربنا،بار بأهله واخواته وبيا،محترم،متربي،هبكون قدوة وصاحب قبل ما يكون أب،وهيكونوا سند ليا ولبعض من بعضنا ويشدوا من أزر بعض ويِقووا ببعض،وبيتنا يتملي دوشه ودفا وحنيه ونجري ورا ده هنا علشان نعلمه يكون الصح من الغلط ف يتعلم ولما ربنا يستردنا ناخد أجر واحنا مبنعملش حاجه،كلها حاجات متحمسه أعيشها،سواء ولاد سواء بنات ف همّ نعمه والنعم محدش بيتشرط عليها،زيها زي الهديه بتتقبل كده وتتحط في القلب وعلى الراس."
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
-"طيب والله ده إنتِ اللي هديه وتتحطِ في القلب وعلى الراس."
-بصّ في الساعه
-"يلّا يا غاليه تعالي علشان نلبس وننزل نتوكل على الله نلحق نصلي العصر عندكم هناك علشان لو احتاجوا مساعده في تحهيز الأكل نبقى موجودين نساعدهم."
-"هافف عليا نعمل ماتشنج رمضاني هايل ياولا يا أواب."
-"نعمل اللي عاوزاه يستي يسلام،عندنا كام خديجة،تعالي شوفي عاوزة نماتش إيه.
-"اتأكد إنتَ كده تاني إن كُل حاجه مقفولة،الغاز والمايه والمحابس وهنقفل الكهرباء واحنا نازلين،والبلكونات،وشباك المطبخ،والشفاط، نقفل باب الشقه بالمفتاح."
-"يابنتي دول كام ساعه وجايين اهدي فيه إيه لده كله،كوارث الطبيعه مش هتستنى لما ننزل احنا الاتنين وتحصل،خلاص احنا اتأكدنا مرة وكله تمام اهدي يلّا واخرجِ عشان اقفل الباب."
-"بس البيت بتاعكم ك بيت حلو والله يا أواب."

-"بجد يا خديحة،يعني ده اللي لفت نظرك،ده الموضوع الشيق اللي هتفتحيه معايا طيب."
-ضحكت وأنا برد عليه
-"ما أنا عارفه إنك بتحب شغلك أوي وبتحب تتكلم عنه وكنت عاوزه أشاركك فيه وكده."
-"تعالي بس الأول كده على جمب من الشارع علشان نقفل البوابة حلو،إنتِ مش مُضطره تضغطي على نفسك يا قطقوطه وتقعدي تحشري معلومات متهمكيش لمجرد إنها تهمني أنا،لإن كده كده في بيني وبينك بدل موضوع واحد نتكلم فيه ألف وبدل صفه واحده مشتركه بيننا مليون،معاكِ مثلاً لو حابه نقرب هوايتنا لبعض ونعرف أكتر عن بعض ونلاقي نقطه مشتركة نقف فيها،إنما احنا الحمد لله يا خديجة واقفين على أرض ثابته علشان احنا فاهمين بعض وبيننا اكتر من حاجه مشتركة،وبنفهم بعض من غير ما نتكلم يعني أنا مثلاً لو شديت إنتِ بترخي وبترخي زيادة كمان ويمكن ديه أكتر حاجه استفدناها من الفترة الكبيرة أوي اللي قعدناها في الخطوبه وكتب الكتاب إن احنا مقضنهاش ترندات وعبط وإلا كان زماننا لابسين في الحيطه دلوقتي."
-"إنتَ هتوصلنا مشي ولا إيه؟،إنتَ راكن العربية في المحافظة اللي جنبنا يا غالي ولا إيه؟"
-"لأ يالمضه،علشان الحاج بييجي مبيبقاش فيه مكان غير ليه فبسيبه ليه هو،وبسيب التاني لعم فراج علشان راجل كبير في السن حرام يفضل يلف على رجله كده كل ما يحتاج العربيه."
-"إنتَ متربي يا أواب والله،أمّك عرفت تربيك،والله طنط أمينة دي فخر الأمهات،رفعت راسي ربنا يرفع راسها دُنيا وآخره."
-"عندك حق والله ياخديجة،أُمي دي كانت بتفضل ورايا كده،لو قولتلك بتشربني الأخلاق بالملعقة والله،لولا بس ما أفسده العالم والله."
-بصتله باستغراب
-"وهو العالم أفسد إيه؟،إنت من أطفال الشوارع ولا إيه؟"
-"فصيلة،والله فصيلة،ماتسيبيني أعيش دور الضحېة وآخد فيه بطولة شويه الله."
-"ضحېة إيه يا جود بوي بس."
-"هو أنا هزعل من جود بوي ولا إيه،ده الواحد يزعل لو اتقال عليه عكس كده يا خديجة والله،الواحد يفضل محترم،متربي،عارف ربنا،بيتقِ الله،بيعمل اللي يقربه من ربنا."
-غمز وهو بيفتحلي باب العربية
-"ده ميمنعش إنه يكون شقي وباد بوي مع اللي بيحبهم برضو،مش ابقى إنسان لساني وحش،وحياتي قڈرة ومليانة قرارات أقذر وأفعال أقذر وأقذر وأقول أنا الواد الباد بوي الجامد اللي مفيش منه اتنين."
-"ده الحمدلله إني اتحوزتك إنت يا أواب والله،الحمدلله."
_________________________________________
-"كده اتصل بيكِ امبارح يا غداره مترديش عليا،طبعاً ما أنتِ اتجوزتي خلاص هتعوزيني ليه تاني."
-"يابني دخلهم الأول وبطّل شغل العيال ده،الجو صيام."
-الحوار اللي حصل أول ما عُمير فتح الباب وماما ردت عليه،حضنته وأنا بضحكله وحرفياً بتعامله معاه معاملة القطه اللي بتلاعب صاحبها.
-"خلاص يا عموري بقا ما إنتَ عارف الموبايل يا إما صامت يا إما مقفول ومرمي بعيد،حقك عليا والله،شوفت علشان كده جتلك النهارده."
-كملت بمسْكَنه
-"عارف ده أنا حتى تعبانه ومريضه خالص،وأواب خدني للدكتور وكتبلي علاج،يلا صالحني بقا."
-"خشي يختي الأول،بعدين كملي مَسْكَنه،خشي،شوفتي من كتر الرغي والشحاته دخلوا وسابوكِ."
-"يابني بطل تحطيم فيا يابني،والله ارجع بيت حوزي قرة عيني."
-"بدأنا بقا بدأنا،كل ما حد هيقرب منك،تقوليلنا جوزي قرة عيني."
-"بس اسكت بقا،فين بابا؟"
-"طالع يختي،كان بيقابل واحد صاحبه،مالك يا أواب ساكت كده ليه؟"
-"ياعم مش ساكت،الحاجه كانت بتكملني في حاجه ف كنت بفكر بس؟"
-"ماشي يا عم لو في حاجه ابقى عرفني،قومي يا خديجة روحي لماما شوفيها كده."
-"طيب،أواي لو عاوز حاجه عُمير هنا أهه،وابقى اندهلي برضو هجيلك على طول،خمس دقايق بس وجايه هسلم عليها."
-"فيه ايه؟"
-"إيه ف إيه يا عم؟،مفيش حاجه،كله تمام الحمدلله."
-"هو إيه اللي كله تمام،في حاجه مضيقاك وباين على وشك إيه اللي حصل،فيه مشاكل بينكم ولا إيه؟،متحكيش تفاصيل بس لو حاببني أخلي ماما تدخل هقولها."
-"يا عم لأ ربنا ما يجيب مشاكل،سرحت ياعم والله ومنمتش كويس بس."
-"طيب الحمدلله،العصر هيأذن أهه والحاج طالع يدوبك نلحق نتوضى وننزل المسجد وهمّ هيصلوه هنا جماعه مع بعض،يلا ياعم قوم اتوضى."
_________________________________________
-"بس بقا ف كنت بفضل طول الوقت هنا بعد ما أخلص مع ماما بره شغل البيت وكده يعني،أعمل بقا كل اللي نفسي فيه،عارف بقا جبت كتب كتير أوي،وكنت بقعد الواد عموري بالعافيه معايا نقرأ،وياعيني كان يبقى عنده كُليه الصبح بس مش دايماً علشان كان بيصعب عليا خالص."
-كنت قاعده أنا وهو في أوضتي أحكيله بعد ما سليت ماما وهي بتعمل الأكل وهو طلع من صلاة العصر وعُمير نزل يجيب لماما حاجات محتجاها وبابا جه قعد شويه ودخل يقرأ باقي الوِرد وكان قاعد مبتسم وبيسمع.
-"ده عموري ده بينكم صولات وجولات."
-رديت بلهفه كل ما تيجي سيرته
-"آه والله يا أواب،عموري هو فيه زيه،ده أنا ربنا جبر بخاطري لما طلع هو دُوناً عن شباب الدنيا كلها أخويا،لحد، دلوقتي بحمد ربنا في كل صلاة عليه والله،ومبحكيش لحد من صحباتي عنه بحيث مفتنهمش وفي نفس الوقت تفضل علاقتي أنا وهو هاديه وسويه مش إنت كنت بتقولي إن طنط أمينة كانت بتشربك الأخلاق بالمعلقه،أهه عموري بقا كان بيشربني الحنيه بالمعلقه،ربنا عز وچل قال سنشد عضدك بأخيك وأنا ضهري مسنود ومحمي بيه وبوجوده."
-"على أد ما أنا بحب علاقتكم دي أوي،على أد ما بغير منكم،علشان في حد بيشاركني قلب زوجتي ورُكني الركين،ومن ناحية تانيه إني مجربتش الشعور ده."
-في اللحظه دي سمعنا خبط على الباب وبعدها صوت عُمير.
-"يعني إنتِ اتكرمتي وسِبتي بيتك اللي قاعده فيه مع جوزك وجيتي علشان تقعدي في بيتنا مع جوزك برضو،إيه الافتراء ده يابت،أنا عاوز ادخل،أنا بقالي كتير مقعدتش معاكي في الأوضه دي."
-ضحك أواب 
-"عامل زي العيل الصغير الغتت اللي مصمم يدخل أوضة أمه وأبوه والله،إدخل يا حبيب بابا،إدخل."
-دخل وهو بيحضني 
-"وحشتني قعدتنا هنا يابت يا خديجة والله،رمضان اللي فات زي دلوقتي كنا قاعدين نسمع سيرة نبوية او بننكش بعض وبنحضر الفطار."
-"بس بقا متخلنيش أعيط،تعالى هات حضڼ يا عموري."
-"كنت لسه بقول لأواب والله على أيام ما كنت بخليك تقعد معايا بالعافيه نقرأ الكتب،ولسه كنت هبدأ في العياط بس إنت دخلت،يلا إنتوا الاتنين هنا هحكيلكم إنتوا الاتنين،إستنوا اخرج أجيب ماما تسمع هي كمان وأشوف بابا."
-خرجت بسرعه.
-"متستغربش هي بتحب اللمه بس في حته هاديه ومع ناس مرتاحه معاهم هتلاقيها في أحلى نسخه منها،استني هتشوف السيناريو اللي هيحصل قدامك دلوقتي."
-"حفظتها والله وعارف امتى بتهب منها وتبقى هوبا كده،لو هشكرك على حاجه واحده يا عُمير هتبقى إنك كنت أكبر سبب في إن خديجة تبقى شخصيتها متكامله كده فيها كل حاجه،وتظهر امتى."
-"خديجة كنز والله ومتتعوضش وكفايه حنية قلبها بس لما بت.."
-"يا ماما ادخلي بقا يلا،كلنا هنا اهه والأكل خلصان وبابا نام،وانا هقعد احكيلكم،وانتوا هتسمعوا كلكم يعني هتسمعوا."
-"يابنتي مبتسكتيش لأ،سيبيني أخرج،هشوف الأكل وأبوكِ."
-"ادخلي بقا،ادخلي،اقعدي يا ماما بقا يلا"
-"هو ده السيناريو اللي بقولك عليه،الحق اتعود عليه بقا."
-بصله باستغراب 
-"مش هتبدأ تحكي حاجه وحد فينا مش موجود،وكل شويه هتفضل تقولك فاكر ولومفتكرتش فهي هتفضل معاك لسنه قدام لحد ما تفتكر،هي دي خديجة."
-"خلاص يا خديجة قعدت أهه ومش هقعد لوحدي،ده إنتِ بارّه بيا جداً."
-"اتاخروا كده قعدوني بينكم،وتعالوا يلّا احكيلكم بقا لما أنا وعموري واحنا صغيرين...."
_________________________________________
-"تسلم إيدك يا أُمي الأكل كان فوق الممتاز،ربنا يديمها سفره دايمه بحسك ياعمي."
-"بألف هنا وشفا يا أواب،ربنا يِعمرها بوجودك إنت وخديجة والحبايب دايماً."
-"بألف هنا وشفا ياحبيبي،بس إنتَ مكلتش حاجه."
-"فطار بقا يا أُمي،والمعدة بتتملي ميه."
_________________________________________
-"هننزل نصلّي التراويح كلنا ادخلي البسي وحضري حاجتنا علشان نخلص،نعدي ناخد الحاجة ونرجع بيتنا يا قطقوطه."
-"حاضر،أنا اتبسطت أوي النهارده بجد."
-"وأنا كمان يا قطقوطه والله،ده كفاية الأجواء اللي عملتيهالنا النهارده ولا أجدعها شربط ذكريات."
-"والله كان يوم حلو،والأيام دي بحس فيها بدفا وحنان أوي،هدخل البس عشان نلحق ننزل،قبل ما الكل يخلص ويفضلوا يستعجلونا."
-"شدي حيلك يا قطقوطه."
_________________________________________
-"خلاص بقا هبقى آجي أزوركم تاني،علشان أواب بيجحرلي واحنا في الشارع،هياكلني والله."
-"خلاص إفراج،بس ابقي ردي على تليفونك،علشان والله ببقى مضغوط في الشغل وباجي تعبان وببقى عاوز أشوفك بس بصطبح بوش جوزك وبتمسى بيه."
-"بس بقا،متعملش فيها مش طايقه ده إنت كنت موافق على الجوازه دي قبلي أنا."
-ضحك وهو بيقرب مني يوشوشني.
-"آه بصراحه بس متعرفيهوش بقا علشان ميتمرعش."
-"يلّا يا عم،خليها تسلم على الباقيين علشان الجو كده هيبرد عليكم."
-"يا بابا متتحرجش تجيلي ده بيتك يا حبيبي تعالى في أي وقت والله."
-"حاضر يا حبيبة أبوكِ،خلي بالك من نفسك وجوزك،ربنا يرضى عنك وخدي بالك من صحتك قبل أي حاجه ومتنسيش تبقي تفكريه يجيبلك البتاع اللي بتحبيه ده وهو طالع اللي كنت بتخلي عمير يجبهولك،ولو حصل حاجه كلميني،أواب طيب خلي بالك من نفسك ومنه."
-"هات حضڼ يا حجوج يا حنين يا اللي بتوحشني إنتَ."
-"سِت الحبايب،اللي مليش غيرها هلتي حضڼ ومتتكلميش عشان كلامك بيعيطنا احنا الاتنين."
-"يلّا سلام يا حبايبي،خلوا بالكم من بعض انتوا التلاته ولو عملتوا ورق عنب تاني اعزموني عشان أنا مش هقعد ألف فيه ده كله،يلا نروّح على بيتنا يا قُرة عيني؟"
-ضحك وهو بيمسك إيدي.
-"يلّا يا قطقوطه،يلّا اطلعي العربيه."
-"بقولك إيه ما تيجي نعدي على أي حلواني نجيب قطايف أعملهالك لما نروح بكرا على الفطار."
-"هجبهالك بكرا زمانهم قافلين دلوقتي."
-قولت بضحك
-"عارف،حسيت النهارده كإني كُنت بسيبهم لأول مره رغم إن يوم الفرح قضتها برضو عياط وبكاء وعويل،بس زعلت إني سبتهم وأنا متعودهعلى أجواء معينه بقضيها معاهم همّ في الوقت ده." متنسوش تتابعوني
-"والله يا خديجة بشكل أخص،أنا مكنتش عارف شكل حياتي كان هيبقى عامل إزاي دلوقتي،حياتي لو تشوفيها أصلاً الأول مكنتش حياة،كانت بَلَهْ،بس الحمدلله إنك هنا."
-"والله معرفش يا أواب أنا لقيت مامتك واقفة برّا ومعاها ستات كتير وبتقول قرايبكم من البلد،أعمل إيه طيب دلوقتي؟"
-"طيب خلاص استني أنا أصلاً جاي في الطريق،شوفي هتلحقي تعملي إيه واعمليه،بس اخرجي الأول نادي لأُمي،اديهالي اكلمها علشان افهم فيه إيه،واخرجي إنتِ اقعدي معاهم."
-"معلش يا جماعه هاخد منكم طنط دقيقة واحده بس،البيت بيتكم أكيد."
-"طنط أواب على التليفون،وعاوز يكلم حضرتك،أنا هخرج أقعد معاهم برّا علشان مينفعش يقعدوا لوحدهم كده."
-"هاتي طيب،وفكري كده هيتعملهم إيه فطار علشان هيبقوا على سُفرتين النساء هنا والرجاله تحت عندي."
-وقفت مش عارفه أفكر،ماشي الحمدلله فيه وقت،بس مضمنش خزين البيت هيكفي ولا لأ،طيب هينفع أنزل أصلاّ وأسيبهم في بيتي وأستئمنهم وأنا أصلاً معرفش حد فيهم،طيب لو أواب مش عامل حسابه في فلوس الفترة دي، أنا معايا فلوسي اللي عُمير بيديهالي لكن يستحيل أواب يوافق أدفع منهم جنيه،بيحبوا أكل معين طيب ويمكن أطلع مبعرفش أعمله،هلحق أخلص كل ده قبل المغرب ولا لأ،مليون فكرة جت في دماغي.
-"يلّا يابنتي،هتفضلي واقفه،روحي اقعدي مع الناس واتعرفي عليهم."
-"آه أكيد،حاضر يا طنط."
__________________________________________
-"نورتونا يا جماعه والله،أواب زمانه جاي في الطريق وهيفرح جداً لما يشوفكم."
-"البيت منور بوجودكم يابنتي،معلش نطينا عليكم كده من غير إحم ولا دستور بس كُنّا عندنا مشاوير جمبكم،ومجناش باركنا ولا شوفناكم حتى ف قولنا نيجي نسلم عليكم."
-كانت ست كبيرة في السن وواضح إن هي أكبر الموجودين،بس تقريباً شوفتها قبل كده أو لمحتها.
-"لأ طبعاً،ده احنا نشيلكم فوق دماغنا لو الأرض مشالتكمش،كفايه بس خطوتك العزيزه وإنك افتكرتينا."
-أغلبهم كان باين عليهم طِيب أصلهم وتواضعهم بس مش كُلّهم وده بدأ يظهر من أول ما طنط دخلت.
-"ليكم وحشه يا جماعه،بقالنا كتير مبنشوفكمش،وإنتِ يا بداره عامله إيه يا حبيبتي بقالي كتير مشوفتكيش."
-"طيب معلش يا جماعه عن اذنكم،هعمل بس كام حاجه وارجع."
___________________________________________
-"أيوه يا أواب، كلم محمد معلش يروح الماركت يجيب الحاجات دي علشان أبدء أحضر الفطار للناس اللي هنا."
-"اهدي طيب،متسربعه ليه."
-"أواب،أهدى إيه،العصر أذن وأنا مبدأتش في حاجه،وكم.."
-"إهدي طيب،هشوف أكل جاهز أجيبه وأنا جاي يا خديجة وهنحل المشكلة وخلاص."
-"لأ،جاهز إيه،مش هينفع يعني علشان إنتَ بتقول جايين من البلد وكده أنا بصراحه معرفش بس أنا ممكن أعمل كذا صنف هنا،وهخلّي ماما تجيلي تساعدني وطنط معانا أهه وهنلحق إن شاء الله."
-"خديجة، إحنا ما صدقنا إنك خرجتي من دور التعب اللي كنتِ فيه وبقتي أحسن شوية،وبعدين عادي،هنطلب أكل بيتي من برا وخلاص."
-"هيتكلّف أكتر وممكن ياخد وقت،وأنا مش هجرب في الناس وهمّ أول مرة يجولنا يعني."
-"خلاص اللي تشوفيه يا خديحة،حقك عليا أنا على اللغبطه اللي حصلت دي،عارف إنك اتحطيتي في موقف رخم بس أنا كمان مكنتش أعرف."
-اتنهدت لإني عارفه إن ملوش ذنب وده خلاص واقع إحنا فيه ف ملهوش لازمه اللوم والعتاب.
-"محصلش حاجه يا أواب،بتحصل عادي،المهم بس،اتصل بأخوك عرفوا على ما أكتب أنا عاوزه إيه،وهديلوا فلوس من اللي إنت سايبها هنا،بس خليه يستعجل،وعرفوا إنّي هكون بدأت في الحاجة على ما يجيبلي الباقي علشان يستعجل."
__________________________________________
-"ها يبنتي أساعدك في إيه،معلش يابنتي والله على اللغبطة اللي عملتهالك دي،بس احنا كنا قاعدين لقيناهم بيرنوا يقولوا احنا تحت البيت،ملحقناش حتى نعمل حاجه ولا أرن عليكِ أعرفك."
-حاولت ابتسم في وسط ما أنا مشغوله ومركزة معاها في الكلام.
-"يا طنط محصلش حاجه والله،ظروف زي دي وارد تحصل،ده حتى {من كان يؤمنُ بالله واليوم الآخر فليُكرم ضيفَه}،صدقيني محصلش حاجه،وأنا خلاص بعمل أهه،حضرتك ارتاحي وأنا هخلص."
-"قوليلي بس فاضل إيه وبتعملي إيه وأنا هعمله معاكِ."
-"صدقيني،كله محتاج يبقى على البوتوجاز ومش هنعرف نتحرك كده،اتقضلي إنتِ معاهم وأنا هخلص على طول،أنا عارفه أنا بعمل إيه والله."
-"دوامة"،الكلمه الوحيدة اللي توصف اللي أنا فيه هي"دوامة" والحمدلله حقيقي إن مستوايا في الأكل اتحسن كتير عن زمان وإلا كان زماننا كلنا قاعدين برا مستنيين اللي يفطرنا،متعصبة؟ بصراحة آه،متوترة؟ بصراحة آه، وفيه منهم بيبصولي بطريقة مش عجباني والدنيا مضغوطة وحقيقي أنا بس عاوزه أروح بيتنا لماما،ماما اللي في العادي تليفونها أربعه وعشرين ساعه مفتوح،النهاردة تليفونها قرر يعترض ويمجمعش وهي أصلاً ملهاش ذنب أجيبها أمرمطها معايا.
__________________________________________
-"ها قوليلي بسرعة أعمل إيه؟"
-"خضتني يا أواب،جيت إمتى؟،ودخلت هنا إزاي وسط كل اللي برا دول؟"
-سند على الرخامه وبدأ يقطع السلطة.
-'لسه جاي يدوبك سلّمت على الرجالة تحت،وغيّرت هدومي ،وقولت لماما تفضّيلي الطريق علشان عاوز أشوفك،شوفي بقا هعمل معاكِ إيه وقوليلي عليه كُله وأنا هعمله."
-رُحتله وأنا بمسك الخضار والسك.ينة من إيده
-"سيب بس وإنزل تحت اقعد مع الرجاله،مينفعش تقف هنا كده،علشان محدش يشوفك."
-"ما يشوفوا يستي،وبعدين إنتِ واقفه لوحدك  تعملي ليه؟"
-"مينفعش أقولهم يعملوا دول ضيوف."
-"لأ،يعملوا إنتِ مش هتعملي لأمة لا إله إلا الله اللي برا دي كلها لوحدك وكلهم قاعدين،عندك حق أنا مينفعش أعمل السلطه."
-شدني من إيدي للباب.
-"روحي إندهي لأمي قوليلها أواب عاوزك في أوضتنا."
-"طيب،روح وهندهلها."
________________________________________
-"بقولك يا أُمي،مينفعش وقفة خديجة لوحدها كده في المطبخ،وهي مش راضيه تخليني أساعدها قدامكم علشان متحرجنيش،ولسه كانت تعبانه من قريب فلو تعرفي تدخلي البنات معاها بس علشان ينجزوا الدنيا."
-"دخلتلها من الأول يابني والله،وقالتلي أنا بعمل وارتاحي إنتِ ومرضيتش تخليني امد إيدي في حاجه."
-"معلش هي بس بتتكسف،اخرجي إنتِ بس ودخليهم معاها وقوليلهم يعملوا إيه،وساعدوها كده علشان شكلها تعبان خالص والله،ومش هتستحمل كده،والحاجات اللي محتاجين مساعده فيها هاتوها أعملها أنا واخواتي تحت،إنتِ عارفه إن احنا متعودين إننا بنعمل عادي."
-"حاضر ياحبيبي،هعمل اللي إنتَ عاوزه،أنا مرضتش ادخل ازنق عليها علشان تعرف تعمل اللي هي عوزاه وعلشان يبقى حد قاعد معاهم برا،إنت فاهم صح؟"
-"فاهم يا حبيبتي،مبلومكيش ولا أقدر أفتح بوقي أصلاً،يلا بس علشان الغلبانه اللي واقفه في المطبخ لوحدها دي،وبستئذنك باب أوضتنا هيفضل مقفول بالمفتاح ولو حابه فالمفتاح خليه معاكِ،أنا معرف خديجة وهي موافقة،علشان بس محدش يدخل وكده."
-"عيني يا حبيبي عيني،ربنا يصلح الحال ويرزقكم راحة البال."
-"يارب يا أُمي،اللهم آمين."
___________________________________________
-"يلّا مبقاش غير حاجات قُليله خديجة سابتها كُلّ واحده فيكم تمسكها تخلصها،قبل ما المغرب يأذن علشان نلحق،يلا يا خديجة قوليلهم يعملوا إيه وهمّ هيعملوه"
-اتفاجئت بصوت طنط وهي داخله ومعاها بنات وهي بتدخلهم المطبخ ووقفوا جمبي مستنيني أقولهم يعملوا إيه،وأنا واقفه أصلاً مش فاهمه فيه إيه،بس أكيد أواب هو اللي قالها تعمل كده،علشان أواب هو أواب.
-"يا طنط أنا والله خلاص يعتبر.."
-"ياحبيبتي عارفه،بس خليهم حتى يساعدوكِ في أي حاجة."
-كنت فعلاً تعبت خلاص ومبقتش قادرة وكمان مش متعودة أعمل كل ده لوحدي.
-"طيب يا طنط،معلش هتعبكم معايا بس لو تعملوا بس العصاير أنا بعملها فريش هي الفواكه أهه،والتمور والمكسرات،والسلطات،والمُقبلات."
-ردت البنت اللي طنط كانت بتكلمها قبل ما ادخل والبي حقيقي مكنتش فاكرة إسمها لإن دماغي مشغولة بما فيه الكفاية.
-"ريحة الأكل غريبه بس يعني حلوه،المطبخ حر وأنا مش بعرف أعمل حاجه في الحر ده،وبعدين إيه ده إزاي تسيبوا خُضار مكشوف كده."
-رديت عليها وأنا مستغربه نبرتها وطريقتها بس اقترضت حسن النية.
-"ممكن تكوني مستغرباه بس من التوابل،الخصار مكشوف علشان ده كان هيتقطع سلطة دلوقتي ف طبيعي يبقى مكشوف،ممكن متعمليش حاجه لو حابه طالما مش بتعرفي تقفي في الحر،متتعبيش نفسك."
-"لا لا محصلش حاجه."
-الموقف مش ناقص استفزاز أو حړقة ډم وأنا متوترة أصلاً علشان معرفش ذوقهم في الأكل وهي نفسها داخله مش عارفه هي عاوزه إيه،رجعت كملت اللي أنا بعمله.
___________________________________________
-"طنط معلش نادي لأواب والشباب علشان يبدأوا ينزلوا الأكل،أنا جهزته برا خليهم يخدوه وينزلوا على طول."
-"طيب،هو طالع أهه."
-"فيه إيه،واقفين كده ليه؟"
-"مفيش يابني كنت هندهلكم تشيلوا الأكل وخديجة كانت بتحطهلكم على العتبة علشان متفضلوش مستنين،يلا بسرعه علشان الاكل ميبردش وخلاص المغرب هيأذن."
-"طيب خلاص يلّا ادخلوا،كده فاضل حاجه تاني؟"
-"آه،نزّل دول،خليهم همّ يرصوا الاكل واطلع إنت تاني عشان لسه في اطباق جوا."
-"لأ خلاص اقعدي إنتِ على كده،كفايه أصلاً اللي عملتيه من أول اليوم ولوحدك،لوسمحتي يا أمي خديكة متعملش حاحه تاني علشان إنتِ شايفه هي عامله إزاي أصلاً  ومن أول ما طلعت وباين عليها."
-"حاضر،شيل بس الأول ونبقى نشوف الموضوع ده."
-بصّلي بتحذير إني معملش حاجه تاني وشال الحاجه ونزل وأنا دخلت.
-"اقعدي شويه،وأنا هخرج أنا سفرة الستات وباقي الأطباق لأواب."
-طاقتي خلصت،مش قادرة،مش عاوزه أي حاجه دلوقتي غير إني أنام،عاوزه أفضل في سريري،عاوزه أروح ييت بابا،وأنام في أوضتي،وأصحى ألاقي كل اللي حواليا ده انتهى،بس لما أصحى ألاقي أواب موجود بس كل اللي حوالين أواب ده مش موجود.
__________________________________________
-"ما شاءالله مرات ابنك طهايه وأكلها طعمه بفتح النفس ويرُد الروح،تسلم إيدك يا خديجة."
-كان رأي طنط كبيره في السن قاعده واللي أكيد ملحقتش أتعرف عليها لإني كنت قضيت الوقت كله في المطبخ،كلامها طبطب عليا وفرحني لإنها أول واحده قالت رأيها أول ما قعدنا على السُفرة ناكل.
-"الله يسلمك ياطنط،ألف هنا وشفا."
-"أيوه ماشاء الله،خديجة شاطرة ونفسها حلو في الأكل كله،دي بتبعتلي شوية أكل،مدقتش زيه قبل كده من حلاوته."
-"آه فعلاً حلو،ملحه بس عالي شويه."
-كان رأي "بداره" البنت اللي بتحب تعلق على كل حاجه تشوفها،بصتلها وأنا رافعه حاجبي.
-"لأ يا حبيبتي،ملحه مظبوط تلاقيكِ بس علشان كنتِ صايمه."
-"آه،تسلم إيدك،كل صنف أحلى من التاني."
-"معرفش لحقتي تعملي كل ده امتى،بس بجد تسلم ايدك."
-"الاكل جميل جداً،وكمان طعمه مختلف وحلو."
-واستمرينا على كده باكتر من رأي وكلهم بيشكروا والحمدلله ،للحظه جه في بالي لو كنت عملت مشكلة أو صغرت عقلي وقولت مدتهمش ميعاد وهمّ اللي جم مرة واحده وميخصنيش وأحرجت نفسي والعيلة قدامهم كان هيبقى إيه الموقف،أوقات الضرورات بتجبرنا إننا نقبل المواقف زي ما هي من غير فزلكه وفرك.
___________________________________________
-"نورتونا والله واتبسط جداً بالحبّه اللي قعدتهم معاكم دول،بإذن الله المرة الجايه اللي تنوروني فيها همون قاعدة معاكم طول اليوم."
-"كفايه ذوقك وحسن استقبالك والله،يلا الحق انزل أنا كمان وراهم علشان الرجاله زمانهم بيستعجلونا."
-"شرفتي ونورتي."
-قفلت الباب بعد ما نزلت ،مبقتش شقه بقت ساحة معركه،قلعت الاسدال،رميت نفسي على الكنبه،وأخيراً،البيت هادي،مفيش وش،مفيش ضغط،مفيش هاتي يا خديجة ودي يا خديجة حطي يا خديجة اعملي يا خديجة،الصداع وۏجع جسمي مسيطر عليا،مش قادرة اتحرك حركه زياده،وعاوزه أعيط،بس مبسوطة،علشان اكتشفت إني أقدر أشيل المسئوليه في أي وقت وأقدر أساير أموري ومن غير ما اقصر مع فروضي او اعمل مشاكل وحقيقي الحمد لله.
-"معلش يا قطقوطه،حقك عليا أنا،اتهرستي في الموضوع ده وإنتِ كان ممكن ترفضي عادي."
-فتحت عيني على صوته وهو بيطبطب على راسي
-"محصلش حاجه يا أواب،طنط قالتلي إن هي برضو مكنتش عارفه،كنت هقولك إني اتضايقت لو طنط كانت عارفه مثلاً ومقالتليش قبلها حتى اعمل حسابي او اشوف الظروف مناسبه معايا ولا لأ،بس خلاض اللي حصل حصل،هننكد على نفسنا ليه،وكده كده الأمر حصل مؤة واحده وكُلنا خدنا ثواب افطار واستقبال ضيف والحمدلله عدت على خير."
-"محدش كان يعرف،الغلط من عندهم أصلاً،المفروض حتى كنا نعرف ده المفروض{فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}بس طبعاً قولنا مش هنردهم،ذوقياً يعني وكمان محبناش نحرج ماما علشان شكلها قدام أهلها وكده،لإنهم بيجولها كل فين وفين،بس الأكل كان هايل يا خديجة والله،تعبناكِ معانا."
-لسه هرد عليه،ضحك وهو بينكشني
-"وإنتِ أصلاً ماشيه بمسكنات."
-"رديت عليه وأنا بضحك 
-"مينفعش نكمل كلام كده عادي،مينفعش."
-"تسلم إيدك يا قطقوطه،أنا عارف إن البوم النهارده كان رخم وتقيل وإنتِ مش متعوده على كده في بيت أهلك،بس أوعدك على قد ما أقدر مش هيتكرر اللي حصل ده تاني،والشقه دي سيبيها أنا هبقى أساعدك فيها أو هعملها لوحدي."متنسوش تتابعوني
-"محصلش حاجه يا أواب،ده كله علشانك وإنتَ تستاهل بصراحه،قوم بس علشان عاوزه آخد مسكن بجد و أنام إنتَ عارف أنا ماشيه بمسكنات."
-"لأ،هو الأكيد إنّ كده مش هينفع،إنتَ هتيجي مش هتطلع أصلاً."
-قولتها وأنا واقفه قدامه وهو بيظبط هدومه قبل ما ينزل.
-"لأ معلش مش فاهم!يعني إيه مش هطلع؟هتمنع من شقتي ولّا إيه."
-رفع حاجبه وهو بيبصلي وبيفهم أنا عاوزه إيه.
-"آه،علشان لو طلعت هتكسِّل والمشوار هيتلغي ومش هننزل،افضل واقف تحت في الشارع،ولو على شغل المكتب ف أنا اللي هكلم عُمير أقوله يعمل كل اللي إنتَ عاوزه هناك،ها إيه رأيك."
-"فلنفترض إنِّي وافقت على العبث ده،وعملت نفسي مش واخد بالي من النبرة دي،المفروض هنروح فين،ومشوار إيه ده."
-حسيت إنه بدأ يقتنع،تلقائي طريقتي اتغيرت وبدأت أوصف قدامه وأنا مبسوطه.
-"ماشي،هو عبث،استحمل معلش،المكان حلو وكمان هيعجبك،خليه مفاجئة بقا،مش إنتَ دايماً بتوديني أماكن على ذوقك إنتَ."
-كان بدأ يبتسم على طريقتي وده كان أكبر مؤشر إنه هيوافق خلاص.
-"بس ده ميمنعش إنِّي كده كده هعرف المكان علشان أنا اللي هسوق و.."
-قاطعته وأنا بتكلم بحماس وبوضح أكتر وجهة نظري.
-"لأ،مش شرط،أنا معايا اللوكيشن بتاعه،وإنتَ هتوعدني واحنا رايحين إنّك مش هتدور ولا تعرف حاجه عنه لحد لما نروح المكان هناك،مش إنتَ كُلّ مرة بتعمل كل حاجه علشان تفرحني خليني أنا أعمل حاجه المرة دي علشان أفرحك."
-سكت شويه فكر.
-"المرة دي بس يا خديجة الأمور هتتم بالشكل ده،علشان فعلاً بقالنا فترة بنخرج من ده ندخل على ده ومحتاجين نفصل،وكمان نشوف ذوق القطقوطه والأماكن اللي بتحبها."
-العلاقات علشان تتم لازم احنا الاتنين نبذل فيها زي بعض يعني زي ما إنتَ أوقات هتيجي على نفسك وشغلك وحياتك وأهلك علشاني،أنا كمان أوقات هاجي على نفسي وحياتي وأهلي،هي مش مسابقة تضحيات بس في نفس الوقت مش مستبقة عناد،العناد لما بيدخل في أي حاجه بيفسدها والأكيد إني مش هكون حابه أفسد علاقتنا.
-"متكلميش أخوكِ في موضوع المكتب،أنا هظبط الدنيا متشغليش بالك،ولو احتاجتي حاجه اتصلي بيا،هنزل علشان متأخرش."
___________________________________________
-"اطلع طيب شيل الحاجات دي نزِّلها،واعمل نفسك مش واخد بالك."
-سمعت صوته وهو بيضحك
-"لأ إزاي بس ده أنا واخد تحذير شديد اللهجه من قبل ما انزل إني أخلّص الشغل واستنى تحت البيت،أصل لو طلعت كل حاجه هتتلغي."
-"حصل خير يا غالي،اطلع يلَّا."
-مكننش كملت كلام لقيته بيفتح الباب وانا واقفه ماسكه التليفون بكلمه وبضحك على نكشه أصلاً،قفلت التليفون.
-"زوج صالح والله،أنا اختارت صح."
-ضحك وبدأ يشيل الحاجه. من على السفره.
-"دلوقتي زوج صالح،والصبح كنتي عاوزه تنكدي على زوجك الصالح،يلا يا قطقوطه علشان نلحق قبل الزحمه،اقفلي وتعالي."
-"خلاص بقا،هرمونات صباحيه كده تدّي طعم لليوم،أنا مبسوطه أوي،وإن شاء الله اليوم هيبقى سكر."
__________________________________________
-"جيباني تبيعيني أعضاء يا خديجة ولا إيه،إيه المكان الهوس هوس ده،عرفتيه منين أصلاً."
-كنا خلاص وصلنا المكان اللي اختارته،مكان هادي جميل،كله عشب،على منحدر،مفيهوش دوشه،بالظبط زي ما بحب.
-"تعالى بس ننزل،أنا جيت هنا كذا مره قبل كده مع عُمير وإنت هتحب المكان أوي،هتروح وإنت حاسس إن الدنيا دي مفيهاش هموم أو مشاكل أو تعب تاني أبداً."
-"ده كفايه تفكيرك إنك تخرجيني من دوامة الشغل والحياة دي والله،يلّا بينا يا قطقوطه."
-بدأنا نجهز المكان علشان نقعد براحتنا ونجهز الأكل ونظبطه في الأطباق على ما المغرب يأذن،وده ميمنعش إن واحده من أهم الحاجات اللي كانت سبب في نجاح جوازنا إن كان في لغة تفاهم بنا يعني بنلاقي حاجه ننكش بعض بيها،نتناقش فيها،نحكي مع بعض عنها.
-"يلّا يلّا كُل علشان نصلّي مع بعض وبعدها نبدأ في الفعاليات اللي مجهزاها."
-"حماسك ده اللي مخليني عاوز أقوم أعمل كل حاجه مره واحده وفي نفس الوقت استمتع بكل حاجه والله."
___________________________________________
-"يمكن متعرفيش حاجه عن الموضوع ده،بس كنت دايماً أفكر إن لما هاجي أتجوز هكون بشخصيه معينه وأسلوب معين وراسم شخصيه كده في دماغي للزوج المثالي والزوجه المثاليه والحياة اللي مفيش منها اتنين."
-"وبعدين إيه اللي حصل،إيه دخلة الندم دي."
-قولتها وأنا باكل حلويات وبقربها منه علشان ياكل هو كمان.
-"مش ندم افهمي، بقولك إن يمكن وجودك إنتِ كخديجة غيّر مليون في الميّه من مخططاتي تماماً،للأحسن طبعاً متبصليش كده."
-ضحكت وأنا بحدفه بعلبة المناديل.
-"لأ إندم يا حبيبي إندم،يمكن اختيار أصلا الانسان اللي إنت هتكمل معاه بيبقى مُتوقف عليه كُل حاجه تانيه في حياتك يعني مثلاً قراراتك قدام،شكل حياتك،تربية أولادك،كُله كُله."
-"ده الحمدلله إن ربنا كرم الواحد والله واختار صح."
متنسوش تتابعوني 
هنا هنودع أواب وخديجة في رمضان معهم بس هيكونوا معانا في حاجات تانيه كتيره جايه وبأشكال أكتر وأحلى وزي ما بتحبوا وأوعدكم إنّها جديده من نوعها زي كل مرّه.
أنا مِنكَ وأنت مِني،وأرجوا الله ألا تَنقضِيَ رحلتك عني♡゙
تمت بحمدلله

تم نسخ الرابط