أحد إستقلت المصعد الخاص بالمدراء ليصعد بها نحو الطابق الاخير الذي يوجد به مكتب إبنها عمر دلفت بخطواتها الواثقة و هيأتها الأنيقة التي لا تعكس عمرها الحقيقي بل من يراها يقول أنها سيدة في مقتبل العمر بشعرها الأصفر و وجها الذي تملأه مساحيق التجميل ملابسها الباهضة و حذائها ذو الكعب العالي الذي زادها طولا طرقت الباب بطريقة مهذبة قبل أن تدلف للداخل لتجد عمر كعادته منكبا على حاسوبه المحمول و أمامه عدة ملفات أخرى رفع رأسه لتتهلل اساريره عندما وجد والدته أمامه فبالرغم من إختلافه معها بشأن زواجه إلا أنه مازال يحبها و يفرح كثيرا لرؤيتها إلتف من وراء مكتبه متجها نحوها بيدين مفتوحتين لمعانقتها لكن فريدة هانم تجاهلته و هي تجلس على الاريكة تاركة عمر ينظر نحوها پصدمة تنهد بصوت مسموع قبل أن ينمحي الابتسامة من علي شفتيه ليقول و هو يتجه نحو الكرسي المفرد ليجلس عليه و أهلا يا أمي منوراني بزيارتك السعيدة دي زمت فريدة شفتيها بضيق و هي تنظر نحوه باستهزاء قائلة عشان كده بقالك أسبوع لا بتيجي و لا بتقول عندي عيلة أسأل عليها الظاهر إن الهانم تأثيرها جامد اوي عليك لدرجة إنها مخلياك مش فاكر أهلك تنحنح عمر و هو يدعك رقبته المتشنجة بسبب جلوسه وراء المكتب منذ الصباح الباكر متزعليش مني اصلي كنت مشغول جدا الايام إلى فاتت عشان عندنا شغل كثير يادوب أروح أنام على طول بس إن شاء الله حبقى آجي أتغدى عندكم يوم الجمعة اصدرت فريدة صوتا من بين شفتيها يدل على عدم
رضاها قبل أن تهتف بسخرية لا كثر خيرك يا حبيبي و يا ترى حتيجي وحدك و إلا حتجيب ست الحسن و الجمال معاك أمال هي فين أنا لما دخلت ملقيتهاش في مكتبها يعني أجابها عمر بحذر و قد علم أن وراء مجيئها حكاية ما تلاقيها عند كاميليا مرات شاهين أصلها لسه جديدة في الشغل و أحيانا هبة بتروح عشان تفهمها الحاجات اللي مش عارفاها لو عايزاها حبقى أكلمهالك تيجي فريدة بتكبر و أنا حعوز منها إيه يعني و هي حتة عيل مش قادرة تجيبه الدكتور عادل إبن صاحبتي فايزة الشريف متجوز بقاله سنة و إمبارح مراته جابت ولد مشاء الله زي القمر انا صورتي بقت وحشة اوي قدامهم و هما بيسألوني إمتى حنفرح بأولاد عمر قاطعها بصرامة بعد أن فهم ما تنوي إليه هذا ليس غريبا على والدته فهي في كل مناسبة لا تتوانى عن قول ما تريده دون الاهتمام بالآخرين ما يهمها فقط هو مكانتها الاجتماعة أمام صديقاتها بصي يا ماما أنا بجد تعبت و زهقت و انا بعيد نفس الكلام في كل مرة انا بحب مراتي و ميهمنيش كلام الناس اللي حضرتك عاملاله حساب و هما مين اصلا عشان يفرحولنا انا أخلف او مخلفش هما مالهم دول ناس منافقين و آخر همي رأيهم و بتأسف جدا لما الاقي شخص راقي و مثقف زيك مخه مليان بحاجات تافهة و ملهاش قيمة زي دي لو عاوزة تتكلمي في اي حاجة ثانية فأهلا و سهلا و لو مش عاوزة أرجوكي بلاش تزيدي عليا و إرحميني انا تعبان من الشغل و مش ناقص وقف من مكانه محاولا إنهاء الحديث بأسلوب لين لكن فريدة كان لها رأي آخر فڠضبها تضاعف بسبب فشلها مرة أخرى في جعله يطيع كلامها لتهب من مكانها تصړخ پغضب إنت لحد إمتى حتفضل كده كل أما آجي أكلمك تقلي بحب مراتي داه إيه التخلف اللي إنت فيه داه مراتك مين ها مش كفاية إنك جايبها من الشارع مش عارفينلها اصل و لا فصل و تجوزتها ڠصب عننا كلنا خلتك تخسر عيلتك عشانها و في الاخر مقدرتش حتى تفرحك بحتة عيل يشيل إسمك مسح عمر وجهه بارهاق وهو ينظر نحوها بخيبة أمل رغم تعوده على أسلوبها الجاف في الحوار قائلا بعد أن رسم ملامح اللامبالاة على وجهه أنا حافظ الاسطوانة المشروخة
دي اصلي لاسف من اول شهرين جواز و انا كل أسبوع بسمعها مرة و أحيانا مرتين ثلاثة و لو على العيلة فكلهم قابلين هبة و بيحبوها بابا و إخواتي مكانش عندهم اي إعتراض عليها إنت بس اللي مش متقبلاها عشان عقلية الطبقات و الباشوات اللي لسه معششة في دماغك من الاخر إنت عاوزة إيه ياست ماما جلس على كرسيه محاولا العودة لعمله متجاهلا توتره و ضيقه من كلامها ليرفع عينيه نحوها ناظرا إليها پصدمة عندما قالت له بلهجة آمرة تطلقها و انا بنفسي حجوزك واحدة تليق بيك و من مستوانا كفاية رمرمة صړخ عمر بصوت عال بعد أن ضاق ذرعا من تصرفاتها و چنونها ماما لو سمحتي داه مكان شغل مينفعش نتكلم في حاجات خاصة هنا في