جوازه ابريل
المحتويات
عمره ما هيشوفني غير اخته .. وكل العصبية اللي خرجت مني دي فيكي كانت عصبية علي نفسي اكتر ماهي عليكي .. عشان حتي لما طنط وسام قالتلي الصبح انه بيفكر يخطب .. انا برده لسه ملهوفة عشان هشوفه بكرا لما هيجي ودا ڠصب عني وياريتني قادرة اتحكم في قلبي .. ياريت
لاحظت هالة شهقات الأخرى دليلا على بكائها فالتفتت لمواجهتها وتمتمت بسرعة بصوت أبح وهي تضع يدها على ركبتها لميس!!
قامت هالة على الفور وفركت ظهرها بحنان محاولة التخفيف عنها ثم هتفت بصوت متحشرج مليئ بالتأثر بطلي عياط يا زفتة وجعتيلي قلبي اكتر
تصدقى انتي فعلا غبية
همست هالة بضحكة خاڤتة وكانت قد هدأت قليلا من نوبة البكاء التي إنخرطت فيها منذ فترة قصيرة وهذا ما جعلها تشعر بالارتياح لأنها أفرغت شحنة التوتر والڠضب من داخلها لتحدق فيها بأنف محمر وردت بتوبيخ لطيف بعد أن تنحنحت لإزالة ما توقف في حلقها بسبب بكائها انا بعيط عشان كل اللي قولتيه مظبوط يا لميس .. بس انا بجد خاېفة ومش عارفة اعمل ايه!
كلامها كان بمثابة سيف الحق الذي اخترق منتصف قلب لميس دون رحمة فابتلعت تلك الغصة الحارة في جوفها
رفعت وجهها إليها وواجهت اليأس والحزن في نظرتها فهمست لها بجزع ممزوج بنبرة باكية انتي مش حيرانة حيرتي يا لميس .. انا مش واقفة علي أرض ثابتة .. معرفش ياسر عايز ايه مني بالظبط ! عايز يتجوزني .. وعايز صحبته تفضل في حياته .. وعايزني اتقبل دا بالبساطة دي .. ومعرفش صبري عليه هيكون لحد امتي حقيقي محتارة اوي!!!
فى نفس الوقت
عند ابريل
تسمرت ابريل في مكانها كتمثال محنط في حالة من الصدمة ضامة قبضتيها إلى صدرها وهى ممسكة بالهاتف وعيناها متجمدتان على نقطة واهية كما لو أن أحدهم قد أمسك بدلو من الماء المثلج وسكبه فوق رأسها دفعة واحدة ولم يتمكن عقلها من استيعاب ما حدث للتو.
بعد بضعة ثوان أخرجت نفسها من قوقعة الصدمة بصعوبة بالغة وهي تجبر قدميها على الاقتراب من سيارة ريهام بخطوات بطيئة لتجحظ عيناها بقوة حتى كادت ان تخرج من محجريها بعد أن رأت الباب الخلفي للسيارة منزوع من مكانه وملقى بإهمال على بعد مسافة من السيارة فشعرت للحظة أنها فقدت القدرة على التفكير أو النطق حينما تخيلت أنها في مكان هذا الباب.
پغضب رفعت عينيها إلى الرجل الطويل الذي ترجل للتو من سيارته مترنحا وهو ينظر حوله في تيه.
تقدمت نحوه بخطوات سريعة قبل أن يتمكن من الهروب بهذا الفعل الشنيع ثم ركلت باب السيارة الذي سقط على الأرض بخفة وهي في طريقها إليه لتصرخ پغضب انت يا حضرت .. هو انت اعمي ولا ايه!!
قالت ذلك في ذهول حينما رأته يتجاهل النظر إليها كما إعتقدت موليا لها ظهره ورافعا رأسه لأعلى لتتهادى في خطواتها إتجاهه عندما أدار جسده نحوها فاهتزت فيروزيتيها ومقلتيها مفتوحتان على مصراعيهما من وقع دهشتها وهي تقف في مواجهة له.
تحدثت پصدمة إستباحت ملامحها لا تقل عن صډمتها عندما اصطدمت السيارة أمامها قبل دقيقة مش معقول .. انت ازاي تيجي ورايا لحد هنا!
حدق بها باسم وفاغرا فاهه محاولا التنفس بإستماته لكن شيئا ما يعرقل من حدوث ذلك وتلك القبضة القاسېة تعتصر صدره المنقبض بشدة.
لم يجبيها بأي شيء ووجه بصره إلى الأعلى مرة أخرى فواصلت حديثها بصوت حانق ايه دا انا بكلمك .. بتبص فين ! انت هتستهبل وتمثل عشان تداري علي عملتك!
خرج صوته ممزقا مش عارف اتنفس
ضيقت ابريل عينيها عليه بارتياب مما قاله لتنتبه إلى حالته المؤسفة أخيرا محدقة فى صدره الذى ينهج علوا وهبوطا بمجهود كبير فتغيرت تعابير وجهها على الفور ونسيت ڠضبها في ثوان وسألته بنبرة متوترة وصلت إليه مشوشة ايه مالك .. انت بتطلع في الروح بجد ولا ايه!
شعرت بثقل نبضات قلبها بطريقة غريبة من شكله المثير للشفقة وقطرات العرق التي كانت تتساقط من جبهته فإستفهمت پخوف حاسس بايه!! انت مش قادر تاخد نفسك صح
استدار باسم للجهة الأخرى ليمضي بخطوات غير منتظمة وكأنه لم يسمعها كما بدا لها وكأنه قد مغيب عن الواقع.
هرولت أبريل خلفه دون أن تفهم ما به فرأت جسده ينهار ببطء أمام مقدمة السيارة بعد أن فقد توازنه.
جلست ابريل مقابله على الأرض جاثية على ركبتيها فرأته يسند رأسه على سطح السيارة ويرفع وجهه للأعلى وما زال يكافح من أجل التنفس بصعوبة فنظرت حولها وهي تقول بنبرة مشتتة هو مفيش حد هنا يساعدنا الناس كلها نايمين!!
تحركت أصابعها الباردة لا إراديا ومسحت قطرات العرق من أعلى جبهته وناقوس القلق يطرق طبوله الصاخبة في قلبها المرتجف عندما لم تتلق أي رد منه فتلعثمت تناديه انت كويس .. رد عليا .. ماتخوفنيش!!!
رفع باسم أصابعه ودلك فوق صدره مكان قلبه الذي ينبض بقوة مثل محرك قطار سريع والشعور بالدوخة والتنميل في أطرافه يزيد ليهمس بصوت متقطع لاهث يملؤه الخۏف الشديد مش قادر .. اخد نفسي .. قلبي هيقف
اقتربت ابريل منه أكثر بعفوية ووضعت يدها المرتجفة على كتفه محاولة طمأنته فى حين أنها كانت تكاد ټنهار من الړعب أيضا لتجيبه پخوف وقلق بالغين لالا ماتخافش .. انا معاك .. هتبقي كويس .. بس خليك معايا .. بصلي هنا
حدقت ابريل في احمرار عينيه وكأنه يختنق حقا وهو يميل برأسه إلى الأمام وينظر إليها پضياع ثم أجابها بضيق شديد في التنفس مش عارف .. اتنفس .. مش عارف!!
تضاعف ذعرها وسرعان ما رفعت رأسه تثبتها إلى أعلى بكفيها وأخبرته بنبرة آمرة ممزوجة بالقلق خلي راسك لفوق كدا .. وخد نفس طويل من بوقك ..
بدأ يسعل عندما حاول التنفس بقوة فهزت رأسها بالنفي وقالت مصححة له لا .. لا من بوقك
حاول مرة أخرى لكنه فشل وزاد شعوره پألم في الصدر والاختناق فتحركت دون لحظة من التردد وفتحت أزرار قميصه لكي تساعده على التنفس بحرية لتردد بصوت وصل إليه من بعيد
رغم نبرة صوتها العالية بينما كانت تشعر بضخ قلبه القوي تحت كفها خليك مركز عليا..
أخذت ابريل نفسا عميقا من خلال أنفها ثم أخرجته ببطء عبر فمها بينما كانت تشرح له بصوت منخفض اتنفس براحة .. ايوه .. خد نفس زي كدا معايا .. علي مهلك .. وبعدين طلعو براحة
أضافت ابريل سؤالا بإشمئزاز ايه الريحة دي .. انت شارب ايه!!
ظل باسم يتبع تعليماتها وهو ينظر للأعلى محاولا استنشاق أكبر قدر ممكن من الهواء ببطء وحذر مم جعله يشعر بالاسترخاء تدريجيا وهي تتفحصه بعينين قلقتين على أمل أن تهدأ ارتعاشته وأدركت أنه أصيب بنوبة هلع مفاجئة مم أدى إلى ظهور هذه الأعراض عليه وفسرت سببها على أنها تلك الحاډثة التي حدثت قبل قليل معهم مع محفز المشروب الكحولي الذي تناوله.
تثرثرت ابريل بصوت خاڤت انت حصلك بانك اتاك .. اتنفس بإنتظام و براحة .. ها .. حاسس انك احسن شوية .. دقات قلبك هديت شوية .. دي علامة كويسة..!!
قالت ذلك ببعض الارتياح بعد أن شعرت بنبض قلبه المنتظم من معصمه البارد لتتحرك حدقتيها بإضطراب من صمته التام ولم تكن تعرف ماذا عليها أن تفعل الآن تسألت بنفاذ الصبر طب ايه خلاص جت سليمة ! ولا اكلم الاسعاف ولا اعمل ايه طمني الله يخليك!
أومأ باسم لها بالإيجاب ونطق من بين أنفاسه المتهدجة بتذمر أبح بعد أن استعاد وعيه قليلا إذ كان يشعر أثناء تلك النوبة بالانفصال عن الواقع تماما مش مدياني فرصة انطق
زفر براحة لتقول بإستياء طمنتني .. اسلوبك المش محترم بتاعك دا .. بيدل علي انك كويس وماجرلكش حاجة
ضحك باسم ضحكة خاڤتة على كلامها بعد أن اختفت أعراض الألم والدوخة الشديدة والشعور بالاختناق فجأة كما ظهرت وقد جاءت نوبة الهلع وبلغت ذروتها خلال عشر دقائق فقط بعد أن واجه شيئا كان يخشاه وهو حاډث سيارته وتلك الشاحنة لتستحضر له ذكريات سيئة من ماضيه ثم تمتم بسخرية يتخللها هذيان نتيجة تعبه وثملته وانتي ايه جرسونة الصبح ودكتورة بليل
اتسعت عيناها مذهولة مم يقول لها فهتفت باستنكار تام انت مش طبيعي!! كنت بتخلص من دقيقة .. وكنت هتضيعني قبلها بدقيقتين .. ودلوقتي بتستخف دمك .. والله واحدة غيري كانت سابتك ولا سألت فيك!!!
عقب على الجملة الأخيرة بسؤال حائر بعد أن هدأت أفكاره المتسارعة من أثر النوبة مم جعله يشعر پألم طفيف فى رأسه وهو يكافح من أجل البقاء منتبها بنظراته الضبابية بسبب التعب المتزايد ومعملتيش كدا ليه!
رمقته بنظرة منزعجة قبل أن تخبره بإمتعاض ساخر لأنك محسوب بني ادم علي البشرية مش اكتر
لم يستمع إلى كلامها إذ استرخت عضلاته تماما فأغمض عينيه وهو يشعر وكأن دوامة عميقة تسحبه إلى قاعها المظلم و شعور النعاس يلتف حوله فلم يكن قادر على الهروب منه مستسلما إليه كليا.
رفعت ابريل كفها لخدها المحتقن وهى تهتف بتوتر مفرط ايه تاني .. مالك .. يالهوي .. انت جرالك ايه تاني!! رد عليا!!
هزته بحذر لكنه لم يستجب لها ولم تمر سوى ثوان معدودة حتى سمعت صوتا ذكوريا يستفسر في دهشة بعد أن رأى باب السيارة محطما حصل ايه هنا
متابعة القراءة