الثلاثه يشتغلونها

موقع أيام نيوز


الموضوع ٣ أيام.
قال مجدى بشوق وصورتها تتمثل أمامه
ال ٣ أيام دول عدوا علية كأنهم ٣ سنين..إنتى مش عارفة بحبك أد إيه
قالت بشرى 
لأ مش عارفة..بس أحب أعرف طبعا.
تنهد مجدى قائلا
تعالى بس وإنتى تعرفى.
مطت بشرى شفتيها قائلة
الظاهر إنى فعلا هرجع يامجدى.
قال مجدى بلهفة
بجد ..بجد يابشرى هترجعى..لقيتى الحل
زفرت بشرى قائلة

لأ..ملقتش حاجة وشكلى مش هلاقى أي حل طول ما أنا هنا..والوضع بقى يخنق..انا هرجع مصر وأفكر هناك براحتى..وبعدين سايبة العقربة دى مع مراد ويحيي وخاېفة تأثر على حد فيهم..غالبا هسافر النهاردة المغرب.
قال مجدى وعيونه تلمع
هستناكى ياحبيبتى ..هستناكى.
قالت بشرى بهدوء
مش هينفع نشوف بعض النهاردة يامجدى..أنا هروح البيت وبكرة هشوفك أكيد.
قال مجدى بإحباط
تمام يابشرى..تمام..هستناكى بكرة.
أغلقت بشرى هاتفها..ثم وضعته فى جيبها وهي تقول
والله فيك الخير يامجدى ..وحشتك وبتطمن علية..مش زي جوزى اللى معبرنيش ولو حتى بتليفون صغير..وكأنه ما صدق.
لتلتفت تنوى العودة إلى منزل الحاج صالح والإستعداد للسفر..حين فوجئت بلبنى إبنة حامد ..الإبن الأكبر للحاج صالح.. ذات التسع سنوات..وهي ترمقها بحدة..لتشعر بشرى بتوقف دقات قلبها وهي تتساءل ..هل إستمعت تلك الشقية إلى حديثها..لتعود وتنفض صډمتها وهي تطمئن نفسها بأن تلك الصغيرة لن تفهم شيئا وإن فهمت فبإستطاعة بشرى التملص من أي شئ..لترمقها بشرى بدورها بحدة..قبل ان تتجه للمنزل..تحمد ربها على عدم إنجابها الأطفال..حتى لا ترزق بمثل هؤلاء الأشقياء أبدا فهي لا تستطيع أن تتحملهم .....مطلقا.
تأملت رحمة نفسها فى المرآة فى هذا الفستان الأسود الأنيق والذى وجدته بين ملابسها..بدت جميلة رغم قتامة لون الفستان وذلك الحزن الذى يغلف ملامحها..فلم يمضى سوى أسبوعا واحدا على ۏفاة أختها..ومازال الحزن عليها مشټعلا فى قلبها..أمسكت تلك الصورة الموضوعة على التسريحة محدثة صاحبتها فى عتاب وحنين
ليه بس عملتى فينا كدة ياراوية..كانت حكايتنا خلصت خلاص..ليه جددتيهاوالمصېبة إن الحكاية معقدة أوى..لا هو فكرته عنى ممكن أصلحها..و لا أنا هقدر أسامحه على اللى عمله زمان.
لتتنهد مستطردة
ربنا يرحمك ياراوية ويسامحك.
تركت الصورة ونظرت إلى عيونها المغروقة بالدموع..فإلى جانب حزنها على فراق أختها..هناك ذلك القلق المسيطر على كيانها والخۏف من زواجها وإرتباطها بحبيب قلبها وخائڼه الوحيد..ترى كيف ستستطيع العيش معه دون أن ټخونها مشاعرها تجاهه..كيف ستستطيع السيطرة عليها كيف بحق السماء ستقاوم ضعفها تجاههوكيف ستحتفظ بسر أختها بعيدا فى عمق قلبها السحيقربما بتذكير نفسها بتخليه عنها بالماضى وتصديقه السوء عن أخلاقها ومشاعرها..نعم بهذا فقط ستستطيع الصمود..كلما وجدت نفسها تضعف ستذكرها بما حدث منه بالماضى..فقط عليها الإنتباه لخطواتها وحسب..ليظهر التصميم على وجهها وهي تلقى نظرة أخيرة على نفسها..تمسك منديلها وتمسح به برفق دموعها دون أن تفسد زينتها..قبل أن
تغادر الحجرة ..إلى حيث إجتمع الجميع .....لعقد القران.
كان يحيي يقف إلى جوار مراد ..يشعر بالتوتر..ينتظر نزول رحمة حتى يعقد القران وينتهى من هذا الأمر .. يشعر لأول مرة فى حياته أنه يترك العنان لقلبه يتحكم به..ويدع جانبا عقله الذى يرسل إليه جميع الإنذارات الحمراء .. يدرك لأول مرة بحياته أيضا أنه لا يفعل الصواب ولكن رغما عنه يقوم به والأدهى ان قلبه يكاد يطير فرحا بما يفعل..لدرجة أنه لم ينتبه لملامح أخيه العابسة والواقف إلى جواره بوجوم..لتتعلق عينيه فجأة بتلك الجميلة ..بل رائعة الجمال والتى تتهادى نزولا إليهم فى ثوبها الأسود الأنيق والذى أضفى جماله وبساطته إليها جمالا وأناقة ورقي..قد تبدو الثقة على ملامحها ولكن وحده يحيي من يدرك أنها فى قمة إضطرابها 
لتلاحظ وجود مراد..فإبتسمت له فلم يرد إبتسامتها..لتتجمد الإبتسامة على محياها ثم تختفى ..وهي تتجه نحوهما تتعجب من عبوس مراد..ولكنها كانت متوترة
فلم تلقى بالا لسبب عبوسه..وقفت أمام يحيي ..ليومئ لها برأسه بهدوء فردت إيماءته بهدوء أيضا..وكادا أن يتجها إلى المأذون لعقد القران حين إستوقفها صوت مراد وهو يقول بسخرية
مبروك ياعروسة.
إلتفت كل من يحيي ورحمة يواجهانه ..لتتفحص رحمة ملامح مراد..تتعجب من لهجته الساخرة.. وهي تقول بهدوء
الله يبارك فيك يامراد.
إتسعت إبتسامته الساخرة وهو يقول
أخدتى زينة شباب عيلة الشناوي ..بس خدى بالك منه المرة دى ..وياريت ما يحصلش اللى قبله.
إنتفضت رحمة على صوت يحيي القوي وهو يقول بصرامة
مراد.
نظر مراد إلى أخيه ولثوانى تحدت عيناه عيني أخيه..لترتخى نظرة مراد أمام يحيي وهو يشيح بوجهه..بينما أدركت رحمة أن مراد يحملها ذنب مۏت أخيه هشام..وبالتأكيد يفعل أخاه..ليصاب قلبها پصدمة أخرى تضاف إلى قائمة صدماتها من عائلة الشناوي..ويطغى الحزن على ملامحها لتفاجئ بكف يحيي الذى إمتد لكفها ليحتويه لتنظر إلى عينيه فأومأ لها برأسه ..لتشعر رغما عنها بشعور لم تشعر به منذ زمن طويل..إنه يساندها كما كان يفعل دائما بالماضى..لقد كان هو عضدها فى كل المواقف التى مرت بها مع أبناء العائلة..ومع أخويه..كان الحامى لها ..والذى معه تشعر بالقوة لتتحدى من تسول له نفسه بمضايقتها..وها هو يعود ويساندها..ولكن يظل الفرق كبير فلم تعد هي رحمة الماضى..ولم يعد هو أيضا يحياها.
أوقفت بشرى سيارتها..تتعجب من أنوار المنزل التى مازالت مضاءة..لتهبط منها وتغلقها..متجهة إلى باب المنزل المفتوح على مصراعيه لتزداد حيرتها ..عقدت حاجبيها بشدة وهي ترى رجلين ..أحدهما شابا فى اوائل الثلاثينات من عمره..والآخر رجلا فى حوالى الخمسين من عمره..يرتدى بذلة كحلية ويحمل حقيبة جلدية فى يده..مغادرا المنزل فى عجلة وهو يحادث أحدهم فى هاتفه قائلا
جاييين علطول ياماجد بيه..إحنا خلصنا هنا خلاص..مسافة السكة بس .
تجاهلتهما بشرى وهي تدلف إلى المنزل لتجدها تقف بجوار يحيي وعلى مقربة منهم وقف مراد بملامح متجهمة..لتعود بنظرها إلى رحمة تتأمل فستانها الأسود الذى أضفى عليها جمالا أثار حقد بشرى خاصة وهي تلاحظ عيون يحيي التى تعلقت بها..لتعقد حاجبيها بحيرة وهي تسمع روحية تقول بطيبة
مبروك ياست رحمة..مبروك يايحيي بيه.
إكتفت رحمة بإبتسامة هادئة بينما قال يحيي برصانة
الله يبارك فيكى ياروحية.
قالت بشرى بحدة
ممكن اعرف إيه اللى بيحصل هنا فى غيابى
إلتفت
إليها الجميع ..فاستطردت قائلة فى غيظ
بقى أنا أغيب ومحدش يسأل عنى ..لأ 
وكمان بتحتفلوا فى غيابى..طب على الأقل عرفونى بتحتفلوا بإيه..وإزاي بتحتفلوا أصلا وراوية معداش على ۏفاتها أسبوع
إكتست ملامح رحمة بالضيق ممتزجا بالحزن..بينما عقد يحيي حاجبيه..ليتقدم منها مراد بخطوات حازمة
مش وقت الكلام ده يا بشرى..تعالى معايا.
نفضت يده قائلة فى عصبية
لأ وقته يا مراد..من حقى أعرف إيه اللى بيحصل ولا أنا مش من أهل البيت
كاد مراد أن يتحدث لولا 
لأ طبعا من أهل البيت ..ومن حقك تعرفى ..لإن الموضوع مش سر ولا حاجة..
لينظر مباشرة إلى عينيها وهو يقول فى ثبات 
أنا ورحمة إتجوزنا...النهاردة.
إتسعت عينا بشرى پصدمة وهي تقول
إتجوزتواإنت ورحمةإنت أكيد بتهزر مش كدة
هز يحيي رأسه نفيا ببرود قائلا
لأ بتكلم جد يابشرى..وأنا من إمتى بهزر معاكى
أفاقت بشرى من صډمتها لتقول بإنفعال
ما هو مستحيل أصدق..إن يحيي كبير العيلة..إتجوز رحمة..رحمة اللى....
قاطعها يحيي بلهجة تحذيرية تتحداها أن تنطق بكلمة وهو يقول
قبل ما تقولى أي كلمة تندمى عليها..لازم تعرفى إن رحمة بقت مراتى..يعنى أي إهانة فى حقها هي إهانة فى حقى أنا..وإنتى عارفة إن مفيش حد لغاية النهاردة قدر بس يفكر يهين يحيي الشناوي..فيا تباركيلها ..يا تطلعى أوضتك ..مفهوم
شعرت بشرى بڼار ټحرق قلبها..تشعل كيانها إشتعالا..تود لو أفرغت مكنون صدرها وإنتهت..ولكن وقتها ستربح رحمة ..لذا آثرت الصمت وهي تلقى نظرة حاقدة على رحمة الصامتة..حزينة الملامح..ثم نظرة حاړقة ليحيي..قبل أن تبتعد عنهما بخطوات مشټعلة..تتجه إلى غرفتها ..يتابعوها بعيونهم..بينما إقترب مراد من يحيي قائلا
يحيي.. أنا بفكر نسيب البيت ونمشى..إنت شايف بشرى وعمايلها وأنا مش عايز مشاكل فى البيت.
تفحص يحيي ملامح أخاه وهو يقول
بشرى بس يايحيي هي السبب ..ولا فيه سبب تانى يخليك عايز تسيب البيت
قال مراد وهو يحاول تمالك نفسه والثبات تحت نظرات أخيه المتفحصة
انا قلتلك من زمان..موضوعى إنتهى يا يحيي..أنا خوفى كله دلوقتى من بشرى.
ربت يحيي على كتف أخيه قائلا
لو على بشرى متقلقش..أنا أدها وأدود يامراد..بس أهم حاجة تكون إنت مرتاح..وأنا هرتاح أكتر وإنت جنبى ياأخويا.
لم يجد مراد مفر من المكوث بالمنزل منصاعا لرغبة أخيه.. وليتحمل العڈاب فى سبيل ذلك..فهذا مصيره منذ أن أحبها..العڈاب وحده.....وبصمت.
يتبع
الفصل الحادى عشر
كانت بشرى تمشى جيئة وذهابا فى الحجرة..تشعر بالغيظ ېحرق صدرها..بالڠضب يعصف بكيانها..كيف يتزوجها رغم كل شئ فعلته بالماضى..كيف ينتهى بتلك الرحمة زوجة له..كيف
إنها الملامة..نعم..هي وحدها الملامة على ذلك..تركت لها المجال خاليا لتعاود ألاعيبها من جديد وتتزوجه بالنهاية..ولكن زواجها منه وبتلك السرعة..هذا ما لم تكن بشرى تتوقعه أبدا..فلم يمر سوى أسبوع واحد فقط على مۏت راوية ..هل كانا ينتظران مۏتها ليعيدا معا عشق الماضىهل نسي لها يحيي خيانتهاوهل غفرت له خذلانه إياها
حقا لقد أصبح
تفريقهما الآن أصعب مما كان بالماضى فلقد أصبحا زوجين..وتلك الفكرة وحدها تشعل كيانها إشتعالا.
توقفت عن التفكير حين دلف مراد إلى الحجرة ليجدها واقفة متأهبة..تنظر إليه بحدة.. ليدرك أن تلك الليلة لن تمر بسلام..ألا يكفيه ما يعانيه الآن وهو يتخيل رحمة مع أخيه..لتظهر بشرى بالصورة وتستنزف آخر طاقته المنهكة..ليستدعى كل ذرة فى كيانه تجعله قادرا على تحمل تلك المرأة..وهو ينظر إلى وقفتها المتحفزة فى ثبات..ينتظر ثورتها..وهي لم تنتظر..بل ألقتها فى وجهه قائلة بصوت يحمل الغيظ فى طياته
إنت إزاي توافق على جوازهم..إزاي تسمح بالمهزلة دى
نظر إليها فى برود وهو يقول
وأرفض ليه..ده أخويا الكبير ورحمة..وبعدين حتى لو كنت رفضت تفتكرى كان أخويا يحيي مش هيتم الجوازة عشان خاطر رفضى ده
قالت بشرى بعصبية
يابرودك ياأخى...
قاطعها مراد قائلا بحدة 
بشرى.
إنتفضت بشرى من حدته الفجائية لتلاحظ أنه بدوره مصاپا بالضيق وربما بالحنق أيضا من زواجهما..فقد نسيت أن زوجها بدوره يحب رحمة ولابد وأنه الآن يعانى مثلها..لتحاول أن تبعد حنقها جانبا 
أعذرنى يامراد..إنت عارف إنى مبطيقش رحمة..والكلام ده من زمان أوى..لإنى أكتر واحدة عارفاها وعارفة أخلاقها...وهي كل اللى عايزاه فلوس عيلة الشناوي..بدأت بهشام ومش بعيد تكون هي السبب فى مۏته..وأهي لفت على يحيي وربنا يستر وميحصلش أخوه..مفاضلش غيرك ..وأنا خاېفة عليك يامراد.
بلغ بمراد الضيق حد شعوره بأنفاسه تسحب منه وهو يقول
بلاش تخريف يابشرى..حاډثة أخويا كانت قضاء وقدر..كانت حاډثة عادية ملهاش ذنب فيها وهي نفسها كانت معاه وكانت فى المستشفى بعدها..أما يحيي فيقدر ياخد باله من نفسه كويس..وبعدين انا شايف إنه جواز حب مش مصلحة زي ما انتى بتحاولى تصوريلى.
قالت بشرى بعصبية وقد استفزتها كلماته
حب إيه اللى يحصل فى كام يوم دهوهي رحمة دى تتحب على إيه بس
قال مراد بنبرات حزينة رغما عنه
الظاهر الحب ده كان من زمان..والقدر فرقهم..وأهو رجع وإتجدد ..ودى حاجة مش بإيدينا..وإذا كان على رحمة..فهي فعلا تتحب..جمال وأصل ورقة وطيبة و....
قاطعته بشرى وقد أحړقتها كلماته..وأغضبتها لأقصى حد وهي تقول
وإيه
كمان ياسي مراد..ما تقول كمان إنك بتحبها.
قال مراد بحدة يخغى بها إضطراب نبضاته
حب إيه بس اللى بتتكلمى عليهإنتى إتجننتىهحب مرات أخويا
تفحصت ملامحه قائلة بسخرية
مين عارف ..ماهي ساحرة وقاعدة تسحرلكم واحد ورا التانى.
قال مراد فى حدة
بلاش
 

تم نسخ الرابط