الثلاثه يشتغلونها
المحتويات
بدورها ..لتقطع حاجز الصمت وهي ترفع حاجبها الأيسر قائلة
شبه رباب يابشرى.. فى الشكل بس ..إنما الطبع ..فحاجة تانية خالص..غالبا طالعة لأبوكى محسن الدرملى.
إبتسمت بشرى قائلة بثقة
يشرفنى إنى أبقى شبه ماما فى الشكل لكن مختلفة فى الطبع يابهيرة..لإنى لو كنت طلعت زيها..كنت مخدتش حقى وضاع زي ماهي ضاع حقها..لكن بابا عرف ياخد حقه كله.
بسخرية
وفى الآخر ضيعه على القماړ وماټ فى حاډثة عربية.
نظرت إليها بشرى شذرا ثم تجاهلتها تماما وهي تنظر إلى أركان المنزل وأثاثه البالي..لتدرك وضع بهيرة المالى بكل سهولة..لاحظت بهيرة نظراتها لتقول بسخرية
صحأعمل إيه بقى..ماهو لو كان خالك كتبلى حاجة بإسمى قبل مايموت..كنت عرفت أشترى بيت حلو فى حتة راقية.
نظرت إليها بشرى قائلة بسخرية
كنت عايزة تخونى خالى وتهربى مع السواق ويكتبلك كمان أملاك بإسمك..تؤ تؤ تؤ..كنتى فاكراكى أعقل من كدة.
إبتسمت بهيرة ببرود وهي تنظر إلى عيون بشرى مباشرة قائلة
الحال من بعضه يابشرى..قوليلى بقى إتجوزتى مين فى ولاد خالكومستنية منه إيه
أنا عمرى ماهبقى زيك يابهيرة..إنتى لعبتيها غلط..وخسرتى كل حاجة فى النهاية..أنا بقى بلعبها صح..وبكرة تشوفى إن أنا اللى هكسب فى الآخر.
زفرت بهيرة قائلة فى ملل
إختصرى يابنت رباب .وقولى جايالى ليه وعايزة منى إيه
قال بشرى فى هدوء
إعتدلت بهيرة قائلة بلهفة
سألت عنىعايزانىطلبت أرجعلها..طيب مجتش معاكى ليه
إبتسمت بشرى بسخرية قائلة
رحمة مين اللى تيجى معايا..رحمة أصلا مش طايقة تسمع إسمك..عملتك السودة أثرت على حياتها عمر بحاله.. وخليتها منبوذة من الكل..معتقدش حتى إنها حابة تشوفك.
ظهرت خيبة الأمل على وجه بهيرة لتتخلى عنها فى ثوانى وهي تعود لتضع قدما فوق الأخرى وهي تقول ببرود
جلست بشرى قائلة فى هدوء
الموضوع مصلحة هتطلعى منها بمبلغ محترم..هيعيشك عمر بحاله مرتاحة ومش محتاجة لحد.
نظرت إليها بهيرة وقد بدا على ملامحها الإهتمام قائلة
مصلحة إيه دى
إلتمعت عيون بشرى بخبث وهي تقول
مصلحة هنضرب بيها عصفورين بحجر واحد وأنا واثقة إنك مش هتطلعى منها خسرانة...أبدا.
ماما زمانها جاية ..جاية بعد شوية جايبة لعب وحاجات.
تذكرت أختها فى تلك اللحظة لتترحم عليها فى سرها وتعدها ان تكون أما حقيقية لطفلها بينما تتذكر كلمات تلك الأغنية التى ترجعها لطفولتها..تلك الأغنية التى كانت تتمنى لو سمعت مثلها يوما من أمها..أمها التى هجرتها دون أن تنظر مرة إلى الوراء..لم تتساءل كيف أصبحت طفلتها..أو كيف تعيششعرت بالحزن فى أعماقها لتنفضه بسرعة وهي
جايبة معاها شنطة فيها وزة وبطة بتقول واك واك واك.
عارف الواد اللى إسمه عادل جا الدكتور وعمله إيه
لتنزل دموعها فى صمت وهي تقول بصوت مخټنق
لقى رجليه كانوا زي البتلة بص شوية جوة عنيه.
إستمعت إلى صوته الهامس وهو ينادى إسمها بصوت مخټنق بدوره قائلا
رحمة.
فتحت عيونها تنظر إليه ليتوقف الزمن للحظات..يإن قلبه لمرأى دموعها ويإن قلبها لإنه يراها دائما فى لحظات ضعفها.
أو يخلى دموعك تنزل بسببه..مش قلتلك إن دموعك دى بتوجعنى..ليه مصرة توجعينى يارحمة.. ليه مصرة تخلينى أحس بعجزى لإنى مش قادر
أسعد قلبك...
وضعت يدها على فمه تقول بصوت قاطع النبرات
انا محستش بالسعادة غير لما بقيت ملكك يايحيي..محستش بطعم الفرحة غير وأنا معاك..إنت وبس.
أنا بس وجعى كبير..وڠصب عنى بوجعك بيه..صدقنى ڠصب عنى أنا مستحيل أوجعك عن قصد يايحيي.
رفع يده الحرة والتى لا تحمل طفله يمررها
وإيه اللى واجعك ياقلب يحيي
فضفضى باللى فى قلبك..صارحينى باللى جواكى ومتخبيش حاجة علية.
إفتكرت ماما يا يحيي..وإزاي سابتنى وهربت ..ومبصتش للحظة وراها..ولا سألت علية..مفكرتش للحظة فى بنتها وأحوالها ..مسألتش نفسها..ياترى عايشة أو مېتة..وجعنى قلبى على نعمة بتمناها ومش طايلاها ..ربنا رزقها بيها وهي رفضتها وإتخلت عنها بكل سهولة.
مهدئا إياها وهو يشعر بالمرارة فى حلقه..يود لو يخبرها حقيقة أمها الأكثر بشاعة لتنساها كلية..ولكن يخشى تأثير تلك الصدمة عليها..يود لو يأخذ ألمها بعيدا ولكنه يظل عاجزا أمام حجم مصابها..فۏجعها أكبر من أن يمحيه فى لحظات او أيام..تلزمه سنوات ليستطيع رأب صدوع قلبها ليعود تماما كما كان..ليهمس
لها قائلا
أنا عايزك تنسى الماضى بكل ألمه يارحمة وتركزى بس فى حياتك اللى إنتى بتعيشيها دلوقتى..عايزك تحاولى تنسى كل حاجة ممكن تسببلك ۏجع وتفكرى بس فى الحاجات اللى ممكن تسعدك..أنا عايزك ترجعى رحمة بتاعة زمان.
إبتعدت تنظر إليه بأمل يمتزج بالحزن قائلة
تفتكر ممكن أرجع رحمة بتاعة زمان يايحيي بعد كل اللى شفته ومريت بيه
تأمل ملامحها الطفولية التى تتعلق سعادتها بكلماته التى ستخرج من شفتيه الآن ليبتسم قائلا بحنان
أوعدك إنى أرجعلك ضحكتك اللى راحت وعيونك اللى كانت بتلمع ..وأشفيلك قلبك من كل چروحه.. طول ما أنا عايش وفية نفس يارحمة.
أغروقت عيناها بدموع السعادة التى إرتسمت على شفتيها بإبتسامة خلابة
أنا بحبك أوى ..بحبك أوى يايحيي.
إتسعت عينا بهيرة فى صدمة لتنهض قائلة بإستنكار
وإيه اللى يخليكى واثقة أوى إنى ممكن أشترك معاكى فى حاجة زي دى..إنتى ناسية إن اللى هتنضر دى بنتى
نهضت بشرى بدورها وهي تقول بسخرية
اللى خلانى متأكدة سنين عمر بنتك اللى محاولتيش فيهم مرة واحدة تشوفيها..اللى خلانى متأكدة المعلومات اللى قريتها عنك فى الفايل اللى يحيي جمعه عنك لما حاول يفاجئ رحمة فى عيد ميلادها العشرين ويجمعها بمامتها..المعلومات اللى ساعدتنى كتير فى إنى أفرق بينهم بعد ما قريتها..وأبين ليحيي إن رحمة زي مامتها تمام..بتمشى ورا غرايزها وبس..وزي ماكنتى السبب فى فراقهم زمان هتكونى السبب فى فراقهم دلوقتى ..وكل ده فى سبيل مبلغ هيعيشك العمر كله مرتاحة..على الأقل مش هتضطرى تشتغلى تانى..خصوصا إن الشغل دلوقتى قليل ومش زي زمان ...ولا إيه
أطرقت بهيرة برأسها للحظات قبل أن ترفع وجهها إلى بشرى قائلة بهدوء
وتفتكرى الحيلة دى ممكن تمر على يحيي مرتين
تحولت ملامح بشرى الجميلة فى ثوان إلى ملامح شريرة وهي تقول فى حقد
حبه ليها وغيرته عليها هيعموه..وساعتها هيطلقها وتغور فى ستين داهية.
قالت بهيرة بقلق
قالت بشرى ومازالت نبراتها مغلفة بالحقد
رغم إن قلقك ده متأخر شوية بس هقولك ليه أنا ضامنة إنه مش هيإذيها..لنفس السبب اللى قلتلك عليه.. بيحبها ومش هيطاوعه قلبه يإذيها.
قالت بهيرة بحيرة
ولما هو بيحبها كدة وهي بتحبه زي ما قلتيلى.. ليه مش
سايباهم فى حالهم..يهمك فى إيه تفرقيهماللى يسمعك كدة يقول إنك....
لتصمت بهيرة وعيونها تتسع فى دهشة
إنتى بتحبى يحيي
قالت بشرى پغضب
خليكى فى حالك يابهيرة ومتدخليش فى اللى ملكيش فيه..حياتى خط أحمر بالنسبة لك..ولو حشرتى مناخيرك فيها هتواجهينى..وإنتى متعرفنيش كويس..اللى يقف فى
طريقى بفرمه..مفهوم
رغما عنها أحست بهيرة بالخۏف من تلك المرأة لتقول بصوت خرج رغما عنها مرتعش
مفهوم..طيب هيكون تبريرى إيه لرحمة لو سألتنى عن سبب بعدى عنها السنين دى كلها..وعدم سؤالى
هدأت ضربات قلب بشرى الغاضبة وهي تقول فى هدوء
هقولك..
لتفتح حقيبتها تخرج منها رزمة مالية وتقدمها لبهيرة التى إلتمعت عيونها لمرأى المال وبشرى تستطرد قائلة
خدى دول الاول ظبطى بيهم نفسك..إشترى هدوم وحاولى تظهرى بمظهر كويس..إنتى مش بس مامة رحمة..إنتى حماة يحيي الشناوي.
قالت بهيرة
عندى هدوم لزوم الشغل.
إبتسمت بشرى بسخرية قائلة
يعنى مش عايزة الفلوس
لمعت عينا بهيرة جشعا قائلة
لأ طبعا ..هاتيهم.
رن هاتف بشرى لتنظر إليه وتلتمع عيناها ثم تنظر إلى بهيرة بسخرية وهي تأخذ المال لتقول بهدوء
أنا مضطرة أمشى دلوقتى..لكن هستنى منك تليفون النهاردة تقوليلى إنك خلاص هناك..فى فيلا الشناوي .. عشان نظبط أمورنا ..الكارت ده فيه كل أرقامى..أنا عايزة الموضوع ده يخلص بأسرع وقت..مفهوم
أومأت بهيرة برأسها وهي تتناول منها هذا الكارت..لتنظر إليها بشرى نظرة أخيرة حازمة قبل أن تبتعد مغادرة المنزل بسرعة..تتابعها عيون بهيرة التى نظرت إلى محتوى الكارت تقرأ إسمها بهدوء قائلة
بشرى الدرملى.
لتبتسم فى سخرية وهي تستطرد قائلة
آل وأنا كنت فاكرة نفسى وحشة..ده الدنيا دى مليانة بلاااوى.
رن جرس الباب عند شروق لتبتسم وهي تدرك أن الطارق لابد أن يكون تلك الصديقة التى نسيت هاتفها لديها ولابد أنها عادت لإسترجاعه عندما إفتقدته..لتفتح الباب قائلة
عارفة....
لتصمت وقد بهتت إبتسامتها وهي ترى أمامها هاتان السيدتان
المتشحتان بالسواد واللتان ترمقاها بنظرات لا تريحها على الإطلاق..لتبتلع ريقها بصعوبة وهي تقول
أفندم..أي خدمة
قالت إحداهما بصوت متحشرج قليلا
إنتى شروق عبد الفتاح.
قالت بقلق
أيوة.....
لم تكمل كلماتها والمرأة الأخرى تدفعها للداخل..كادت أن تصرح ولكن تلك المرأة كممت فاهها بقوة بينما إندفعت الأخرى لتكيل لها الضربات..لتتسع عينا شروق من الألم والخۏف على جنينها..تدرك أنها وجنينها هالكين لا محالة..إن إستمرت
الآن أن طفلها قد هلك ..تشعر به صريعا بداخلها..ا لتشعر فجأة بالإستسلام لمۏت صارت تشم رائحته..
ضړبت نهاد رأسها بخفة وهي تتذكر أين تركت هاتفها الذى تبحث عنه منذ عدة دقائق دون جدوى..لقد تركته فى منزل صديقتها شروق..لتنظر إلى الساعة ثم تلتفت وهي تسرع بخطواتها لتعود أدراجها إلى حيث منزل صديقتها القريب والتى لم تبتعد عنه كثيرا..لتحضر هاتفها حتى تحادث رأفت وتخبره أين يلقاها..إقتربت من المنزل لتجد إمرأتين متشحين بالسواد يهرولان من بوابته بإتجاه سيارة حديثة تقف على مقربة من المبنى ليصعدوا إليها بسرعة..وتبتعد السيارة عن المنزل ولكن ليس قبل أن تلمح نهاد سائقتها التى بدت غريبة عن تلك السيدتين بجمالها وأناقتها..لتهز كتفيها فى حيرة قبل أن تصعد درجات السلم وتقترب من شقة شروق لتعقد حاجبيها بشدة وهي
ترى الباب مفتوحا..دلفت إلى الشقة لتتسع عيناها بشدة وهي ترى صديقتها شروق مسجاة على الأرض غ
شروق..ردي علية ياشروق..مين اللى عمل فيكى كدة..ده انا لسة سايباكى من شوية..شروووق.
لم تجد منها إستجابة لتنفض صډمتها بسرعة وهي تبحث عن هاتفها..تبحث عن رقمه بأصابع مرتعشة لتتصل به صاړخة بړعب
رأفت...إلحقنا يارأفت.
الفصل الخامس والعشرون
حتى إنت مش عاجباك ياهاشم..صحيح..هذا الشبل من ذاك الأسد.
قالت جملتها الأخيرة وهي ترمق يحيي بنظرة ذات مغزى ليرفع يحيي حاجبه الأيسر قائلا
وأنا من إمتى قلتلك إنها مش عاجبانى ها..أنا كل حاجة فيكى بتعجبنى ومستعد أثبتلك حالا..
تسلل الخجل إلى و فى عينيه ..لتنفض خجلها وهي تقول
تعالت ضحكات يحيي لتتوه رحمة فى وسامته..ليتوقف عن الضحك وهو يبتسم قائلا
الاسم ده مكنش عشان هي مش عاجبانى..لأ طبعا..الموضوع إن بينوكيو لما كان بېكذب كانت مناخيره بتطول..إنتى لما كنتى بتكذبى كانت مناخيرك بتحمر..وده كان قصدى من التشبيه مش أكتر.
إتسعت عينيها بإستنكار قائلة
الكلام ده بجد..وأنا اللى فكرت أعمل عملية تجميل عشان أصغرها..حرام عليك يايحيي..ده انا مبقتش أبص فى المراية بسببها.
تعالت ضحكات يحيي مجددا..لتنفض رحمة ضيقها منه وهي تتوه
متابعة القراءة