صرخات انثي الفصل الرابع بقلم آية محمد رفعت
المحتويات
الصمت من إمبارح تقريبا ومش مستعد إنك ترجعيلها تاني.
وعبث بحدقتيه مرددا
_هنعيد من تاني.
ضيقت عينيها بعدم فهم فوجدته يخرج من غرفته ويعود بالطرق مرة أخرى مكررا
_صباح الخير يا فطيمة.
صاحبتها ضحكة رقيقة
_صباح النور دكتور علي.
تهللت أساريره واتجه ليقف قبالتها يكشف عن ساعديه وكأنه على وشك الاستعداد لشيء هام فقال
_بصي أنا جاي النهاردة وعندي نية تامة إني هنزلك الحديقة ترفضي بقى تقبلي قراري صدر وأمره نافذ.
منذ ثمانية أشهر تجلس بتلك الغرفة ولم تحبذ يوما مغادرتها بداخلها رفضا تاما للاحتكاك بأي رجلا مجرد تواجد أي طبيب بغرفتها كان يثير اشمئزازها لولا وجود علي لجوارها فقالت بإصرار
مش جاهزة أشوف حد أنا بخاف لما بكون وسط ناس كتير من فضلك خليني هنا أحسن
فاقت رغبته اصرارها فقال
_لازم تخرجي يا فطيمة وجوك هنا طول الوقت هيضرك مش في صالحك.
وقال بهدوء
_متخافيش هكون جانبك وجاهز لأي رد فعل.
زوت حاجبيها بعدم فهم فوجدته يخرج إبرة طبية من جيب بنطاله فأشارت له بهلع
_لاا مابغيتش نضرب ليبرة.
لأ مش عايزة أخد حقن!
أعادها علي لجيبه بابتسامة ماكرة
_يبقى تسمعي الكلام.
_أنا جاهزة.
فتح باب غرفتها وخرج وهي تتبعه بخطوات مترددة لفت انتباهها الطابق القابع به غرفتها يغمره اللون الأبيض النابع عن صفاء العين وبالرغم من الهدوء الشامل للمكان الا إنه لم يخلو من المارة سواء من الاطباء أو المرضى وكأنه هي بمفردها التي تحبس ذاتها بغرفتها.
ابتسم علي وهو يراقبها من طرف عينيه تتابع المكان باهتمام هكذا ما أراد أن تختلط سريعا بالبيئة المحاطة بها.
استدارت فطيمة تتفحص المكان ولم تنتبه لتوقف علي عن الحركة فارتطمت به وكادت بالسقوط لولا يده التي تشبثت بها وصوته الدافئ يصل لها
_آسف إني وقفت فجأة بس مش هينفع ننزل كل المسافة دي.
انفتح باب المصعد فأشار لها بالدخول وزعت نظراتها المرتبكة بينه وبين المصعد صحيح أنها تراه أمانها ولكن بخروجها معه تختبر شيئا لم تختبره من قبل والآن أعليها البقاء معه بمفردها داخل المصعد!!
استمدت فطيمة قوتها الزائفة حينما وجدته يناديها بدهشة
_فطيمة إنت كويسة
أومأت برأسها وهي تلحق به ففور انغلاق الباب حتى اهتز جسدها وتسلله البرودة اضطربت أنفاسها رويدا رويدا وهي تراقب مكان وقوفه فابتعدت لأخر زوايا المصعد.
كان احترافيا بالتعامل معها فلم يبدي أي اهتمام لوقوفها بعيدا عنه ولم يتساءل عما يصيبها ليقلل من تنفسها هكذا توقف المصعد فخرج أولا وهو يقول دون النظر إليها
_وصلنا.
لحقت به للخارج فوقفت تتطلع للحديقة بنظرة انبهار طافت حدقتيها كل ركن بها لم تكن كبيرة ولكنها منسقة بزهور ترآها لأول مرة تملأها عدد من الطاولات وعدد من المړضي المرتدون لنفس لون جلبابها أشار لها على على الطاولة القريبة منهما متسائلا بلباقة
_تحبي نقعد هنا
اكتفت بإيماءة من رأسها فاتجه للطاولة ثم جذب المقعد ليشير لها بالجلوس فجلست وهي تردد على استحياء
_شكرا.
جلس علي قبالتها مستندا على الطاولة بجسده العلوي عليها ليسحبها من دوامة تشتتها
_شوفتي بقا إنك سايبة الجمال كله تحت وقاعدة حبسة
متابعة القراءة