الشاب والمتسوله
وضعي و حتى اتفادى التفكير السلبي.
طلبت المرأة من الشاب الجلوس و اعتذرت على فضاضتها فقال لا بأس و بدأت بالتكلم و قص القصص له و اخذا يتسامران حتى طلوع الفجر فنهض و لكنه لم يسأل أبدا عن حالها و استمر كل ليلة يذهب إليها و يسمع لما تقول كان قد أعجبه كلام السيدة و لم يجرأ يوما على السؤال عن ما أوصلها إلى هذه الحال خشية أن ترفض أو تكون فضة و كان في بعض الأحيان يلاعب تلك الصغيرة كل ليلة إلى أن أتى فصل الشتاء و موسم البرد و الأمطار فبدأ بإحضار ما تيسر له من الأكل و الشرب و منحها إياها و كانت تقبل منه الأكل و لا تقبل منه أي دينار أو درهم كما أحضر لها فرشا و بطانية و وفر لها و للصغيرة ملابس و بعض الحاجيات و ذات ليلة و من الإعياء و شدة المړض نام الشاب في بيته و لم يتجول في الليل و عند دنو الفجر سمع صوتا قويا هز أركان غرفته كان صوت الرعد إستيقظ مڤزوعا و خائڤا و كان وجهه يتعرق نظر إلى النافذة و إذ به يرى تساقط الثلوج بقي محدقا إلى أن تذكر المرأة و إبنتها فارتدى ملابسه و ذهب في عجل إليهما عندما وصل إليهما بقي واقفا متجمدا مدة من الوقت في مكانه من المنظر الذي رآه كيف لا و قد كانت السيدة تحمل البنت بعد أن لفتها بجزء كبير من ثيابها و ضمتها إلى صدرها لتوفر لها بعض الدفئ و وضعت البطانية عليها عدلت جلوسها و جعلت الفتاة إلى الحائط و هي بظهرها إلى الزقاق لمنع الهواء من التسلل للبنت أما هي فبقت للبرد إلى أن ټوفيت حمل الرجل الفتاة الصغيرة من السيدة و حدق بالمكان فوجد علب الكرتون تحتوي على كتابة فقرأها فاذا بها رسالة من السيدة و قالت فيها أيها الصديق أمير بالليل اذا قرأت هذه العلب فربما أكون غادرت الحياة دعوت الله إن مت
أعلم أنك كنت تريد أن تستفسر عن حالي و لم تجرأ أنا أيها السيد إمرأة متزوجة طردني زوجي من المنزل و باعه و أخذ أولادي و سافر إلى وجهة غير معلومة و
ليس لي شخص في الحياة و لا يوجد من يأوييني لذا أصبحت مشردة و أما الفتاة فلا أعلم من تكون و ليست إبنتي بل وجدتها في مكب للنفايات عندما كنت أجول في الأزقة فقررت الإعتناء بها و أحببتها و أما الجراح و الكدمات فهي لأني كنت أسرق الباعة لآكل لأستطيع ارضاع هذه الصغيرة فكنت أضرب و أعنف طيلة الوقت و أما رفضي للمال فأنا آسفة فكان لعزة نفسي فقط
إنتهت القصة.