قصه جديده روايه بقلم نورهان العشري
المحتويات
أن تقول بتوتر
_لا ولكني أنتظر أن تكملي حديثك.
فريال بجفاء
_حسنا فراس يخطط لإدخال شحنة كبيرة من السلاح إلى البلاد أريدك أن تعلمي ميعاد استلام تلك الشحنة ومكان تخزينها.
هوى قلبها ړعبا حين اخترقت مسامعها كلمات والدتها التي كانت تتابع كل انفعالاتها بترقب ومن المؤكد أنها حتما لاحظت امتقاع وجهها فما يحدث ليس عادلا فما تريد والدتها معرفته موجود بخزانته في الأسفل وقفت متكتفة أمام هذا المأزق الذي وضعتها به الحياة ولا تملك أي سبيل للهرب منه سحبت نفسا قويا عبأ صدرها قبل أن تقول بجمود وهي تتوارى خلف خداع واهي كان هو منقذها من هذا المنعطف الحاد
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
فريال بتهكم
_من الجيد أنك أخيرا استطعت إخراج صوتك.
حاولت الحديث بملامح حيادية لا تعكس شعورها
_فقط كنت أفكر في كيفيه فعل ذلك.
فريال بسخرية
_ لا تقلقي أنا متأكدة من أنك ستنجحين بذلك مهما كانت الطريقة.
تفشت علة الفضول بقلبها فاستفهمت قائلة
_على ماذا تستندين بحديثك هذا!
لون المكر ملامحها وهي تقول بفخر زائف
_ على ما أراه يحدث بينكما عزيزتي فأنت لست ساذجة كما ظننتك.
خيم الذهول على ملامحها وفي نبرتها حين قالت
_ما الذي تقصدينه! أنا لا أفهمك.
_ أخضعت الۏحش هنيئا لك.
هكذا أجابتها بسخرية فتجاهلت نور منحنى الرد فقد نالت من تلك المرأة ما يكفي من الخذلان الذي جعلها تكتفي فلم يعد هناك مكان لچرح جديد منها لذا قالت بجفاء
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
فريال بحنان زائف
_لا حبيبتي يكفي أن تفعلي ما طلبته منك.
أومأت نور بصمت وهمت بالالتفات تنوي المغادرة فأوقفتها كلمات فريال المشبعة بالزيف والخداع
_تذكري يا نور أن ما تفعليه سيجعل والدك يرتاح بقپره ويفخر بامتلاكه ابنة مثلك لم تنسه وسط فوضى الشعور وفضلت الأخذ بثأره على مصالحها الشخصية
ودت بأن تلتفت لتصرخ بوجه تلك المرأة المسماة بوالدتها وتخبرها أي نوع من الچحيم هذا الذي تلقيها به ولكنها تعلم
أن ذلك لن يلقى صداه داخلها لذا ابتلعت ألمها الحارق وتوجهت إلى باب الغرفة لتغادر هذا الچحيم.
هكذا تحدثت صابرين والدة هناء پغضب فهبت الأخيرة غاضبة
_ ماذا علي أن أفعل هل أتوسل له كي يأتي!
_إن لزم الأمر فستفعلين فكري جيدا من أين ستحصلين على رجل مثله مرة أخرى! إنه غني ومحامي لامع وعائلته من أغنى أغنياء البلاد كما أنه شاب وسيم جميع الفتيات تتمنى ولو نظرة واحدة منه.
صاحت مغلولة
_لا أحتاج منك أن تذكريني بميزاته فأنا أكثر من يعلمها ولهذا أنا أحترق أمامك الآن.
صابرين بحنق
_ستحترقين أكثر لو أطلقت العنان لغبائك ليقودك هكذا.
_ماذا فعلت أنا!
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
_ فعلت المستحيل لتحصلي عليه حتى أنك لازمتي المنزل لأكثر من ثلاثة أشهر حتى تظهرين أمامه بمظهر الفتاة الهادئة المحترمة والآن بكل غباء تظهرين وجهك الحقيقي وتتشاجرين معه لأجل السهر والتسكع مع أولئك الحثالة! وتسألين حقا ماذا فعلت!
هدرت بانفعال
_لقد مللت يا أمي لا أجيد الجلوس في المنزل هكذا وأيضا أنا غاضبة منه كثيرا فمنذ أن عدنا من ما يسمى بشهر العسل لم أره ويريد مني الالتزام في البيت كامرأة عانس لا خروج ولا سهر ولا أي
متعة هذه ليست الحياة التي كنت أظن أنني سأحياها برفقته.
_منذ أن كان عمرك ثمانية عشر عاما وأنت تخرجين وتسهرين كل يوم ألم تملي من فعل تلك الأشياء اللعېنة لمدة عشر سنوات!
هناء بانفعال
_هذه هي حياتي ولأجل ذلك تزوجته لكي يوفر لي الإمكانيات لعيشها بطريقة أفضل.
زفرت صابرين بتعب قبل أن تصيح
_إذن سيضيع شاهين من يدك وحينها ستخسرين ولا تظني أنه بإمكانك أن تستندي حقوقك التي لا تساوي قرشين أمام أمواله الطائلة.
داهمتها حوافر القلق فأخذت تشرد أمامها وهي تفكر في حديث والدتها التي قالت بجفاء
_فكري مليا واعلمي أن هذا الرجل ذكي جدا فهو يمهلك الفرصة كي تكوني مثلما يريد وإن تماديت أو فكرت بخداعه سيلقي بك عند أول مفترق طرق ولن يتلفت إلى الوراء أبدا.
كانت تجلس في شرفة غرفتها تنظر بشرود حولها وعقلها يعمل كالآلة تريد الخلاص ولا تدرك أين تاه دربه تقف عند مفترق طرق أن خطت قدماها بأيا منهما لن تستطيع التراجع أبدا... ناهيك أن خطوتها القادمة ستحدد مسار حياتها القادمة إن كانت جنة برفقته أو چحيما من دونه وللحظة تمنت أن تراه الآن لتستند
_فراس.
باغتها حين قال بلهجة خشنة
_كنت تفكرين بي أليس كذلك!
عاندت شوقها واحتياجها إليه وهي تحتال عليه قائلة
_لا من أخبرك ذلك!
كان يتوقع إجابتها لذا قال بتخابث
_إذن لما خداك محمران بتلك الطريقة المغوية
هبت من مكانها وهي تقول باندفاع
_هل تراني! أين أنت! هل أتيت!
وصلها صوت قهقهاته الرجولية التي أثارت زوبعة من المشاعر داخل قلبها وخاصة حين قال يعري شوقها الضاري له
_هذا يعني أنك كنت تفكرين بي لما الكذب إذن!
تعاظم الحنق بداخلها كونه فطن إلى كذبها فهدرت پغضب
_لأنك مغرور لعين.
ابتسم على ڠضبها وقال محذرا
_ لسانك يا فتاة أعدك بأن ثاني شيء سأفعله
ما إن أراك هو معاقبة ذلك اللسان السليط.
تراقصت دقات قلبها على أنغام كلماته وهمست بخجل
_وما هو أول شيء ستفعله إذن!
أجابها فراس بنبرة موقدة تحمل الشغف واللوعة
_مفترس.
أجابها صوته الرجولي الخاڤت
_لا بل مشتاق.
تراقصت أضلعها بداخلها من فرط السعادة فقد كانت تشبه أرضا قاحلة تتعطش لقطرات المطر حتى تلتئم صدوعها وشروخ قلبها لذا حاولت أن تغترف من عشقه المزيد... فتظاهرت بأنها لم تسمع حين قالت
_ لم أسمع جيدا ماذا قلت!
شعر بحاجتها إليه التي كنقطة في بحر احتياجه لها فقال بهمس محترق
_ ألم أقل أنك مفترس!
باغتها حين قال بلهجة خشنة مستعرة بلهيب الصبوة
_وذلك المفترس يريد رؤيتك الآن.
لم تكد تجيبه حتى فوجئت بسيارته التي دخلت من بوابة القصر فقالت بلهفة
_هل أتيت!
_لا بل سيارتي هي من أتت لتجلبك إلي فاليوم سأتأخر وهناك بعض الأوراق الهامة التي أريدك أن تجلبيها إلي.
ما إن أنهى جملته الأخيرة حتى تولد شعورا بالقلق داخلها أدى إلى ارتجاف صوتها حين قالت
_أي أوراق!
فراس بعجالة
_هل تذكرين الملف الذي أعطاني إياه شاهين ذلك اليوم الخاص بشحنة الأسلحة!
هوى قلبها بين ضلوعها وتلاحقت الأنفاس بصدرها وهي تجيبه
_نعم أذكره.
_أحتاج إلى هذا الملف الآن ولا أثق بشخص آخر غيرك حتى يجلبه لي هل تستطيعين ذلك!
لم تعد أقدامها قادرة على حملها فهوت على الأريكة خلفها فها هو القدر يضعها وجها لوجه أمام مطرقة الاختيار بل ويجبرها على المواجهة التي كانت تحاول بكل الطرق الهروب منها.
_ نور هل تسمعينني!
هكذا صاح فراس بنبرة مرتفعة فأجابته بارتباك
_نعم أنا اسمعك أجل أستطيع.
فراس بعجالة
حسنا في غرفة الملابس تحديدا في الرف الثالث ستجدين مفتاح الخزانة اجلبيه وقومي بفتحها وجلب الملف ثم اغلقيها جيدا وأعيدي المفتاح إلى مكانه وسيأتي بك السائق إلي.
اكتفت بقول كلمة واحدة
_حسنا.
أغلقت الهاتف وهي ليس ذلك الشخص السيئ كما تحاول والدتها أن تصفه وكلما أحكم أحد الطرفين على موقفه تشعر بأنها تختنق حتى كادت أن تصرخ بملء صوتها قائلة
_ كفى فلم يعد بمقدورها التحمل أكثر.
توجهت إلى حيث أخبرها عن مكان المفتاح ووجدته في مكانه فأخذته والتقطت حقيبة يدها لتتوجه إلى الأسفل وهي تحاول أن تصم أذنيها إلى الاستماع لأي من تلك الأصوات التي تزأر بداخلها ونفذت ما أمرها به وحين أمسكت بالملف توقفت للحظات تنظر إليه وإلى الهاتف في يدها الأخرى تنازع رغبة تحثها على نسخه وأخرى تنهاها عن ذلك وتذكرها بأنه يثق بها للحد الذي يجعله يضع ملفا بهذه الخطۏرة بين يديها... بينما أخذت كلماته تنخر بقلبها وهو يقول
_ لا أثق بشخص آخر غيرك حتى يجلبه لي.
حسمت أمرها وقامت بمسح عبراتها التي كانت تتدحرج على خديها حتى سقطت
على الملف في يدها وتوجهت
إلى حيث ينتظرها السائق واستقلت السيارة تحاول أن لا تفكر فيما فعلته وماهي عواقبه بعد نصف ساعة كانت تترجل من السيارة أمام الشركة لتشق طريقها بين الموظفين قاصدة الطابق التاسع حيث مكتبه الذي ما إن وصلته حتى سحبت نفسا قويا بداخلها عله يهدئ من توترها قليلا قبل أن تقوم بطرق الباب ليأتيها صوته يأمرها بالدخول وما إن أطلت برأسها من الباب حتى وجدته يترك كل شيء
_ أي سحر تمتلكين بين ضفتي التوت خاصتك !
أخفضت رأسها خجلا فقام برفعها وهو يقول بصوت أجش
_لا تخفضي عينيك عني فلو تعلمين إلى أي درجة أشتاقهم.
همست بخفوت
_ أخبرني إذن.
_ألا تشعرين!
تحدث وهو يناظرها بعينين تتوهجان بنيران العشق الذي لم يفصح اللسان عنه بل تشاركت القلوب به سرا ولكنها ولأول مرة بحياتها كانت جشعة نهمة لكل شيء منه لذا قالت تحثه على الحديث أكثر
_ لقد كنا معا في الصباح أي منذ خمس ساعات هل اشتقت إليهما بتلك السرعة!
يعلم إلى أين تريد الوصول ولكن كان هناك الكثير مما يعوقه إضافة إلى أنه كان حديثا في صف العاشقين فلم يكن يعلم كيف يصيغ كلماته لذا قال بخشونة
_ سأترك الأمر لإحساسك أن يخبرك.
اغتاظت من إجابته فقالت بنبرة يشوبها الحدة
_ولم لا تخبرني أنت!
_لست ممن يجيدون صياغة الكلمات.
هكذا أجابها بسلاسة ليزداد إصرارها وهي تقول
_لا يهم فلا أريد كلمات منمقة أو عبارات مزخرفة أريد معرفة كيف تراني عينيك حتى أنني سأكتفي بتشبيه يماثل ما تشعر به هنا.
_تشبهين الأمان لبلدة يحيط بها القصف من جميع الاتجاهات.
لم يترك للخوف مكانا بقلبها فقد احتل عشقه كل شيء حتى عقلها خلع عباءة الحذر معه وانصاع خلف وهج الحب الذي احتدم بقلبها ما أن سمعت كلماته التي كانت اعترافا رائعا بالحب لم تتوقعه أبدا لذا اندفعت تحتويه بكل ما أوتيت من شغف... احتوتها ذراعيه في لقاء اكتملت به أرواحهما وتوحدت نبضاتهما بعزف سيمفونية العشق الأبدي الذي لا يقدر عليه سلطان.
أخرجهما من لجة مشاعرهما ذلك الرنين المستمر للهاتف فأطلق فراس لعناته وهو يتركها على مضض ليتوجه إلى مكتبه مجيبا بينما كانت هي ما زلت تعاني انخفاض في ضغط القلب... الذي لم يستطع تحمل كل تلك المشاعر التي يبثها إياها فبقيت بمكانها لدقائق ريثما ينهي مكالمته ثم توجهت بخطوات هلامية تضع الملف المنشود أمامه فالتف يناظرها بعينين أظلمتا لثوان قبل أن يعيد انتباهه إلى مكالمته التي ما إن انتهت حتى باغتته كلماتها حين قالت بعتب
_لم تفعل هذه الأشياء السيئة!
قابل استفهامها بآخر حذر
_أي الأشياء السيئة
تقصدين!
أجابته نظراتها حين تفرقت بينه وبين الملف الملقي أمامه على المكتب... فأخذ الأمر منه ثوان قبل أن يجيبها باقتضاب
_ليست كل الأشياء كما تبدو في الظاهر.
لم تكن تنتظر منه إجابة قد تشفي ظمأ فضولها الذي قمعته بداخلها خوفا من معرفة حقائق قد تعيدها إلى غياهب الألم مرة أخرى لذا قامت بفتح حقيبتها وإخراج تصميم الفندق الذي كلفها به ووضعت التصميم أمام عينيه اللتين كانتا تراقبان معالمها بترقب وسرعان ما
متابعة القراءة