قصه جديده

موقع أيام نيوز


ذكائها هذه المرة عندما أكدت للجميع أنها أتت لرؤيه أصيل فقط فقد جاءت برفقة والدتها الكبيرة التي صممت أن تجبلها معها بعد حوارها القديم مع أصيل عن عدم صحة مجيئها إلي هنا بمفردها.
كانت والدتها حزينة منكسرة تنفذ ما يطلبه الجميع منها أصبحت حياتها بلا هدف كأنها لم تكن موجودة على وجه الأرض تريد الرحيل لتذهب عند أبنتها تلك هي الأمنية التي لا أحد يستطيع تحقيقها بمفرده منتظره تلك اللحظة بفارغ الصبر.

أخرجت جوهرة بالعصائر توزع على كل منهما عينيها مشټعلة على مرام التي تعمدت عدم النظر إليها انتهزت جوهرة تسليمها العصير اضطرت أن تتفوه هي هي من تحتاجها فالتألي سوف تبدأ في الحديث قالت برجاء
ممكن أتكلم معاكي
أومأت برأسها بالموافقة وعينيها تنظر على أصيل تثبت له أن نفسها صافي خالي من أي سواد اتجاه جوهرة خرجتن للشرفة يتحدثن اندفعت جوهرة بالحديث عليها كالطفلة التي تنتظر لعبة تريدها تسأل إذا أحد اشتراها أم لا فهتفت مسرعة
عملتي إيه في موضوع بابا
حركت مرام يدها على جبينها تتعمد التذكر رسمت وجه عابس ممزوج بالضيق على ملامح وجهها لتتفوه خلفه بنبرة الضيق
اها صحيح نسيت مكلمتنيش ليه تفكريني
ردت عليها باعتذار
للأسف مش معايا رقمك
ربتت على كتفها ببطء قائلة بابتسامة
ولا يهمك هديكي رقمي وأخد رقمك بس بصراحة أنا كنت نسيت الموضوع ده أكد لك هكلمه
ربتت على صدرها برجاء ثم تفوهت
بس خليها النهاردة
عوجت شفتيها لليمين تتصنع التفكير في الأمر لتظهر انشغالها بسبب وجودها هنا فقالت بهدوء
هحاول أنت عارفة هقضي اليوم كله هنا النهاردة على حسب الوقت
لم يكن أمامها سوي الانصياع لها ليشفي والدها يليه مغادرتها لهذا المكان وصاحبه الذي لم يتحدث معها بكلمة واحدة منذ اليوم الذي جرحت به بالسکين واستمر حوار بينهما أنتهي بسؤالها لماذا يطلق على نفسه المظلم
المال من جلبها لهذا المكان لعلاج والدها وموافقة والدها بعد زيارة جده له التي لم تعرف ماذا حدث ليوافق والدها بتلك السهولة استحوذ تفكيرها لاستخدام تلك النقطة لتعرف إجابات عن الأسئلة التي تدور في عقلها كالدراجة وهي تسير
.....
جلس أصيل يقرأ أحد الكتب في هدوء تام سرعان ما تبدد الأحوال سمع صوت برق ورعد هلع جسده بشدة نهض من مكانه متعجلا بعد تركه الكتاب تقدم اتجاه النافذة يتأكد من غلقها جيدا على الرغم أنه لا يفتح أي نوافذ في حين يحدث حالة الجو السيئة يتأكد بنفسه
خرج مهرولا للخارج من الحجرة يتتبع باقي النوافذ والشرف جابت عينيه جده يجلس بجوار والد جوهرة يحاول بث الهدوء داخله تأمل ملامح والدها جيدا فرأي القلق يثري على تعبيرات وجهه هب راكضا نحوهم سأل بنبرة عادية
هو في إيه
زاد عبوس سعد بينما رد محمد عليه بتوتر
جوهرة نزلت تجيب حاجات للبيت من السوبر ماركت ولسه مجتش وأنت شايف الجو عامل أزاي
تلك الكلمات بعثرت داخله جعلت الڠضب يشتعل في مقلتيه هذه الفتاة التي تتسم بالعند لا تسمع له ليس من حقها جلب الأشياء من الخارج فالحين خرجت دون إخباره من جهة ومن جهة أخرى عقلها الذي لم تستخدمه قط خرجت للخارج في حالة الجو المتقلبة ضغط على أسنانه من الغيظ موجه حديثه لوالدها قائلا
هي بنتك دي مش بتفكر في نفسها أبدا
لقي عدة الكلمات في وجهه كالذي يلقي ماء الڼار على البشر فيؤذيهم اختفي من أمامهم في لمح البصر بعد أن تركهم مشغولين بكلماته لم يعرف له طريق أين أختفي هل صعد لحجرته أم خرج للخارج يبحث عنها حتى يعثر عليها
خرج أصيل كالذي لدغه عقرب متجه إلي سيارته صعدها على الفور ضغط على زر المساحة لكي يستطيع القيادة على الطريق عاد صوت البرق والرعد من جديد تمكن الخۏف في الاستقرار داخله ألا يعرف يسيطر على السيارة إذا زادت سوء حالة الجو
ترجل من السيارة متجه للقصر مرة أخرى حدث نفسه
أنا مالي بكل ده أموت عشانها هي مين يعني
سار بعض خطوات للأمام صعد أول درجتين من السلم سرعان ما ارتطم بالدرجة الثالثة وقف لبرهة يتحمل الألم الذي يشعر به في أصبع قدمه
نظر في نقطة ما اشتركت ذاكرته وخياله لبعضهما البعض فشاهد مشهد خيالي مرعب ما يحدث لجوهرة رفض تلك الأفكار الشنيعة رحب بالدخول للقصر أفضل لكن قدمه لم تستطيع التحرك إذا حركها يشعر پألم زايد كأن ربنا يعاقبه على تخليه عنها
نفخ من الضيق تلقائيا ابتسم عندما تذكر أقوالهما وتحديهما لبعضهما البعض على النفخ استغفر الله لنفخه وجاءت له رغبة في البحث عنها ظل واقف دقائق قليلة حتى استمد شجاعته مرة أخرى
اندفع يخرج من القصر بعد أن التقط الشمسية الموجودة داخل سيارته دائما سار على قدميه يبحث عنها في المناطق المجاورة تأمل جميع الاتجاهات بقلق يملك كيانه باغت بشدة عندما وجدها تقف في أحد الجوانب هي والخۏف يتحدان لبعضهما البعض شعر بارتياح يتبعثر من أركان جسده أقترب منها بابتسامة مرسومة على ثغره وضع الشمسية فوق رأسها
انتشلت جوهرة من خوف حالة الجو إلي خوف أكبر توقعت أكثر الشړ في هذه اللحظة رفعت عينيها لأعلى بقلق يتجلي ملامح وجهها بسط الأمان داخلها فور رؤيته قالت بوهن
أنت
ثبت بصره عليها نظرات توحي بعدم رضا تفوه بنبرة شرسة
حد يعمل كده شايفه الجو عامل كده تروحي خارجة فين عقلك
نظرت للأسفل بخجل فشلت في رفع رأسه حتى نجحت في إيجاد الكلمات التي تلقيها عليه كمهب الريح فرفعت رأسها لأعلى قائلة بنفاذ صبر
يعني أعمل إيه اسيب واحد فوق الأربعين سنة ينزل وهو تعبان
حك أسفل ذقنه يفكر بعمق في حديثها وجد الحل المناسب سرعان ما تراجع عنه لأن حتما سوف يأخذ درسا قاسېا تغاضي عن تلك الفكرة لكنه مازال مشتت الانتباه هتف بنبرة حائرة
ما أنا لو قلت أعين شباب هتقوليلي حرام عليك أعمل إيه دلوقتي
أجابت عليه بهدوء
بسيطة خلي عندك رحمة ومتنزلش حد في الجو ده
ألقت كلام دون التفكير فيه أو التأكد من صحته دائما تخطأ باندفاعها فتأتي له الفرصة ليرد الصاع صاعين قال باندهاش
دايما سوء الظن فيك أولا أنا معرفش إن حد نازل النهاردة ثانيا ده كان غلطه عشان ساب البيت من غير خزين أنا قايل قبل ما الحاجة تخلص تنزلوا
كسب التحدي في هذه اللحظة كادت أن تبدد الحال في مقټل هربت الكلمات من لسانها أرادت ما ينقذها نفذ الله أمنيتها خفت الأمطار بالتدريج يستطاعا السير قالت بسعادة
المطر قل نقدر نروح
خرجت بعيد عن الشمسية لا تريد الاقتراب وهي تسير بات عقلها مشغولا حتى وجدت الحلة المناسبة التي لا تسبب له ولها إحراج قالت بثقة
إيه رأيك نعيش اللحظة أحسن
استدار بجسده رماها بنظرات اندهاش و قال بحدة
أفندم
علقت عينيها بعينيه لبضع ثوان وقالت بتأكيد
عنيك فيها حزن كبير فرصة تغير جو
حملق بعينيه عليها من رأسها حتى أخمص قدميها وقال بحنق
ممكن تخليك في حالك
هزت رأسه بالنفي
وقالت باعتراض
لا مش هخليني في حالي ممكن تعيشي اللحظة معايا
لوح يده في عدم رضا وقال بسخط
أنت مالك بيا أصلا
حركت يدها لكي يشرح لها هتفت بهدوء
ممكن تدي لنفسك وليا الفرصة يمكن أقدر أضحكك
جز على أسنانه من الغيظ ملامح وجهها تملأها الڠضب ثم هتف
ممكن تمشي كفاية الپهدلة دي مش نقصاكي 
وقفت أمامها و لا تعرف سر إصراره أنها تحدثه وترغمه أن ينفذ ما تريد تفوهت بإصرار
طب أديني فرصة معجبكش الوضع بلاش أنا عايزاك تتمتع بالمطر
لم يكن أمامه غير الطاعة حتى يتخلص منها فتح يده لتسقط قطرات المطر عليها رفع عينيه لأعلى دون أن يشعر ارتسمت ابتسامة تلقائية على ثغره لاحظتها جوهرة وصمتت ألقت مرمي بصرها عليه تارة أخرى عندما وجدته يدور بجسده تحت المطر كان أشبه بالطفل أحست أنها تريد أن تشاركه تلك اللحظات سكبت عليه بعض قطرات المطر وهنا توقف الزمن
حركة تلقائية منها سحرته لأول مرة يري الدنيا بشكل جديد حركتها العفوية الممزوجة بالطفولة جعلت منه إنسان صامت لا يثور أو يغضب عند فعلتها هذا عكس شخصيته مع الأشخاص شاهدها مختلفة عن أي بنت عاد للواقع على ركضها للأمام و هي تفتح يدها للهواء ركض خلفها استمر الوضع هكذا لبضع من دقائق حتى توقف وقال بنبرة ممتنة
ميرسي أنك خلتنيني أعيش اللحظة دي
عدلت ملابسها وقالت بغرور
عشان تسمع كلامي بعد كده
حمل بنظرات يكسوها الڠضب لم يتحمل غرورها وتحديها أنها كسبت أراد رفع غروره لسابع سماء مرة أخرى فقالت بعدم اقتناع
وأسمع كلامك ليه تطلعي مين أنت
حركت سبابتها للأسفل ورددت
تاني الغرور
صمت ولم تعقب بينما أضافت هي
انبسط المهم
أومأ رأسه بتأكيد تحدث بسعادة لأول مرة يشعر بهذه السعادة مرة أخرى منذ فترة قد تكون طويلة بالنسبة له
جدا
ارتسمت ابتسامة على ثغرها أشبه بالتي امتلكت كل الدنيا قالت بثقة
كويس أنا كده نجحت في مهمتي
وصلا للقصر فقد كانت بالقرب منه ضمت شفتيها للداخل بات عقلها مشغولا بالعديد من الأفكار تأنيب ضمير على ما فعلته معها لقد سمحت لنفسها المشاركة معه خل يجوز شرعا لقد بل جسدها بالماء وظلت تلعب تحت المطر کرهت نفسها في تلك اللحظة استغفرت الله مرات ومرات عديدة
دخلت حجرتها بعد أن أطمئنت الجميع على حالها مددت جسدها على الفراش عبراتها رسمت خط واضح في وجنتيها ثم انتقل إلي الوسادة مع الاستغفار الذي كان وانسها طول الليل
......
دب القلق يصاحب حنان وهي ترتدي الملابس لتهب إلي عملها بعد ما علمت بالأمس بمرض جارتها أن لديها دور برد شديد ألقت نظرة سريعة على أبنها في حيرة تتركه لوحده أم تأخذه معها تصورت أبشع الصور السيئة التي تكاد تحدث له من مصائب في البيت زاد الړعب في أوصالها أكثر عندما تخيلت سنان في البيت يأخذه عنوه أو يصفها بالإهمال إذا حدث شيء له شيء سيء 
أخرجت تنهيده قدر ما تحمله من حيرة تبلور داخلها انصاعت إلي تلك الفكرة التي جاءت في ذهنها بالأمس لم تجد غيرها
اقتربت منه لتيقظه بهدوء تام حتى لا يفزع سرعان ما نهض بدل ملابسه خرجت من بيتها سارت بعض خطوات لتصعد الحافلة الناقلة لم تتوقع ما يحدث وفي انتظارها وصلت إلي المطعم برفقة أبنها دخلت من الباب في حذر تراقب جميع الناس كان شريك حمزة الذي أجري معها المقابلة يقف في أحد الجوانب فتذكرها على الفور قابلها بوجه يعتريه السخط عقد مرفقيه أمام صدره قائلا بضيق
أنت إيه اللي جايباه معاكي ده
ابتلعت ريقها پخوف أوصالها ترتعد آلات موسيقية ترتطم لبعضها البعض لتصدر أصوات في قلبها بسبب زيادته المفرطة عن الحد المسموح به تبخرت الحروف كاملة من لسانها كأنه لم تتحدث يوم على الإطلاق شرعت في الحديث بعد محاولات عديدة قائلة
أصل مفيش حد يقعد معاه
 

تم نسخ الرابط