سقر عشقي بقلم ساره مجدي
المحتويات
منها يضع له حواجز و أشياء ټجرح جسده الصغير و يضحك بسعادة و هو يراه يتألم نزل السلم و هو يبحث عنها بعينيه لأول مرة يخرج من غرفته حافى القدمين ... و حين سمع صوت فى المطبخ عرف أنها هناك أبتسم إبتسامة صغيرة و توجه إلى القاعة الكبيرة الذى يفضل جده الجلوس بها معظم وقته
أبتسم الحج رضوان حين وقعت عينيه عليه و قال بسعادة
أبتسم أصلان و أقترب يجلس بجانبه و قال بفخر رجولى
هى مباركة فعلا يا جدى
ليربت الحج رضوان على قدمه بسعادة ثم قال بأندهاش
وااه فين مداسك يا ولدى
لينظر إلى جده و أبتسم إبتسامة صغيرة و هو ينادى على قدر بصوت عالى ... التى حضرت سريعا رغم كل الألم الذى بداخلها و ېمزق روحها و ألم جسدها من لها إلا أنها دائما تبدوا ثابته و جليديه
أطلعى هاتيلى جزمتي من فوق
أومئت بنعم و غادرت القاعة وهى تبتسم بحزن و بداخل عقلها تفكر ها هو يكمل ما بدأه .. عليها أن تعتاد على كل تلك التصرفات عليها أن تحتمى بالبرود الذى غلفت نفسها به طوال عمرها فى هذا البيت حتى تستطيع العيش و الأحتمال
كانت قبل ذلك بقليل تقف فى المطبخ تقوم بمهامها اليوميه ... ألا يكفى ذبحها يوم أمس .. على يد إبن عمها ... عدوها اللدود ألا يكفى أنها طوال حياتها تعيش داخل دائرة القهر و الذل
و
أكتملت تلك الدائرة .. بأمتلاكه لها .. و كأنها شئ يباع و يشترى لا روح فيه و لا تشعر
دلفت إلى الغرفة لتجده قد وضع حذائه اما إحدى الكراسى بصوره واضحه أنه كان سيرتديها و لكنه تعمد عدم فعل ذلك أخذته بعد أن أخذت نفس عميق و غادرت الغرفة
عادت إلى القاعة الكبيرة و قبل أن تدخل سمعته يقول
نروح بكره بقا الشهر العقارى علشان نوثق الورق ده
أيوه يا ولدى ... و بكده تكون أنت المالك الوحيد لكل أملاك عيلة الزيني
أغمضت عيونها و هى تشعر بالقهر .. إلى متى هذا الظلم ... إلى متى
ستعيش هذة الحياة الظالمة المؤلمة ... أخذت نفس عميق من جديد و دلفت إلى الغرفة و دون أن يتحدث جلست أرضا أمامه و ألبسته حذائه و غادرت الغرفة سريعا ... لم يهتم بها و كذلك جدها
أستيقظت قدر كعادتها قبل الفجر و غادرت الغرفة بعد أن أخذت حمام تغسل عنها التى تجعلها تكره نفسها وتوجهت مباشرة إلى المطبخ و لكن أذان الفجر قد رفع و لم تسمع صوت جدها حتى الأن .. أقيمت الصلاة و أيضا لم يغادر غرفته خرجت من المطبخ و توجهت إلى غرفته طرقت الباب عدة طرقات و لم تسمع صوت ... فتحت الباب و دخلت بهدوء و هى تنادى
لم يتحرك أو يظهر عليه أنه أستمع لها ... أقتربت أكثر و ربتت على كتفه أيضا لم يستجيب أمسكت يديه لتجدها بارده بشده جحظت عيناها و أرتعشت يديها و هى تضعها على عنقه لعدة ثوان ثم أبتعدت سريعا و هى تشهق بصوت عالى وتراجعت للخلف عدة خطوات هى ليست حزينه على ۏفاته و لكن رهبة المۏت ... و ياليت الناس تعلم عظمته
أغلقت باب الغرفة و ظلت تهمس ببعض آيات القرآن .. ثم توجهت لغرفة أصلان فتحت الباب و دلفت لتجده يجلس على السرير ممسك بهاتفه ظلت تنظر إليه ليرفع عيونه ينظر إليها باستخفاف و قال
مش عايز أفطر
جدى
قالتها دون أن تهتم لكلماته ... ليقطب جبينه و هو يقول
مالوا جدى ... و وشك أصفر كده ليه
لتشير إلى الخارج و قالت
جدى .... جدى
لم ينتظر أن تكمل حديثها ليتحرك سريعا و غادر الغرفة و دلف إلى غرفة جده لتقف هى عند الباب تنظر إليه لينظر إليها و قال
إنا لله و إنا إليه راجعون
و غادر الغرفة و بأعلى صوت نادا على عبد الصمد و قال بصوت عالى
جدى رضوان الزيني ماټ ... عايز خلال ساعه كل حاجة تكون جاهزه و الډفن بعد صلاة الظهر
و بالفعل تم تنفيذ الأمر الذى أصدره كبير عائلة الزيني ... حضرت سناء و زوجها رمزى .. و أجتمعت البلده بأكملها فى الصوان الكبير و كل النساء داخل البيت الكبير ... كانت قدر و لأول مره جالسه لا تقوم بأى شيء و بجوارها عمتها ... لم تستطع البكاء على جدها و لا تشعر بالحزن .. الشيء الوحيد الذى تفكر فيه الأن أنها أصبحت تحت رحمة أصلان بمفردها ... خاصة و كل شيء أصبح بأسمه أى أن أملاك الزينى بأكملها و هى من ضمنها ... أصبحت ملك يديه
أنتهت أيام العزاء و بدء العڈاب الحقيقى فى الحقيقة هى لا تعلم إذا كان هذا هو العڈاب فعلا أم هى الجنة التى فتحت لها أبوابها و أخيرا .... حين وقف أصلان أمامها فى بهو البيت الكبير و قال بأزدراء واضح أعتادت عليه و لم يعد يؤثر بها
أنا مسافر علشان أعيش حياتى زى ما أنا عايز و زى ما يليق بيا أنى أعيشها ... و علشان تبقى عارفة أنا لما أتجوزتك أتجوزتك بس علشان وعد جدى ليا أنه يكتب أملاك العيلة كلها بأسمى ... و كمان علشان كان نفسى أذلك و أقهرك ... و أدوس على كرامتك
زى ما كنت عايز ... و كمان كنت عايز أجرب واحده فلاحى و مش من مستوى كل الستات إللى عرفتها زى كده ما تاكلى حلو كتير و تحبى تكسرى الطعم بحته مخلل ... و خلاص زهقت و أنت فى الأساس ماتليقيش بأصلان الزيني و علشان كده أنا مسافر ... أنا عندى أحلام كتير عايز أحققها و حياة عايز أعيشها زى ما أحب بالطول و العرض ... ما أنا شاب وسيم و غنى و أكيد هلاقى إللى تناسبنى و تستحق تكون مع أصلان الزينى
صمت لثوان و دار حولها و هو
يكمل قائلا
أنا تكرما منى هسيبك تعيشى فى البيت ده ... و أوعى تفكرى أنى هطلقك لا أنا هسيبك كده زى البيت الوقف لا متجوزة ولا مطلقة ... هروح أعيش حياتى و أسيبك أنت هنا مرمية زى
و لم يكمل حديثه و لكن نظراتة أخبرتها بما يريد قوله .. و بشكل حياتها القادمة .. و لكن فى الأساس من قال له أنها تريد أن تتزوج غيره .. أو تتزوج من الأساس من قال إنها تريد أن تعيش مع أحد من نوعه
كانت تنظر إليه و هو يجر حقيبته خلفه و يغادر البيت بعد أن ألقى سهمه الأخير الذى زهق روحها و قلبها و أى معنى جيد للحياة
و لكن
رغم كل ذلك الۏجع التى تشعر به إلا أنها كانت كلما شعرت بهدر الكرامه كلما زاد إصرارها على أن تدفعه ثمن كل لحظة شعرت فيها أنها تذبح بدون رحمة
أنحدرت تلك الدمعة الحبيسة و هى تقول
أوعدك يا أصلان إنك تدفع تمن كل چرح .... قلبى پينزف بسببه ... أوعدك أثبتلك أن البنت إللى أنت مستقل بيها دى ممكن تعمل أي حاجة هى عايزاها ... أوعدك أن زى ما طول عمرى شايفة فى نظرة عينك الأستخفاف و الأستهانة ... هشوف الأسف و الحصره و الندم فى عيونك ... أوعدك أدفعك تمن كل ألم و چرح و إهانة ... أوعدك أكسرك زى ما كسرتنى ... أوعدك أكون قدر إللى هيكون من النهاردة قدرها بأيدها .... إيدها هى و بس
توجهت إلى القاعة الكبيرة و جلست على الأريكة الكبيرة و أمسكت الهاتف و أتصلت على عمتها التى أجابتها بعد عدة ثوان
ألووو مين
أنا قدر يا عمتي
أجابتها قدر بصوت بارد مخټنق بالدموع لتقول سناء سريعا
مالك يقدر فى أيه
صمتت قدر لعدة ثوان ثم قالت
لو سمحتى تعالى أنا محتاجالك
جايه حالا
قالتها بلهفة و أغلقت الهاتف و توجهت مباشرة إلى غرفتها التى يستريح فيها زوجها بعد أن عاد من العمل ليرى هيئتها فغادر السرير و هو يقول
فى أيه يا سناء أنت كويسة
قدر
نظرت إليه و قالت أسمها فقط و كان هذا كفيل أن يفهم أن هناك شىء كبير قد حدث و هو يعلم أصلان جيدا و يعلم تصرفاته التى لا يرتضيها أبدا
فتحرك سريعا يبدل ملابسه و غادرا سويا ليذهبا لتلك التى ظلمتها الحياة و ظلمها البشر أيضا و لم يرحمها أحد لا أب و لا جد و لا زوج
الفصل الرابع ...
مر شهر كانت سناء لا تفارقها حتى رمزى .. كان بجاورهم يساعدهم بكل ما يستطيع ... كانوا كل ليله يجلسون يتباحثون ماذا ستفعل ... و كيف ستبدأ هى فى تحقيق ما تريد .. و خلق الفرصه التى تجعلها على بداية الطريق ... و لكن هل للقدر رأى آخر
أستيقظ من نومه كعادته قبل أذان الفجر أعتدل جالسا و هو يردد بعض الأذكار ثم نظر إلى سناء التى تغط فى نوم عميق أبتسم بحنان و هو يتذكر كلمات الرجل التى لم تكن الأولى و لن تكون الأخيره
أخذ نفس عميق و أستغفر الله بصوت مسموع و عقله يعيد عليه سنوات زواجه و رحلتهم الطويلة لدى الأطباء
و كلمات الطبيب التى ألمت قلبه و قلبها لكنه أبدا لن يتخلى و يفقد الأمل
حضرتك عندك بعض المشاكل و بشويه علاج المواضيع ممكن تتحل أن شاء الله ... بس أنا مش عايز أقول أن الأمل كبير ... أحنى هنعمل إللى علينا و الباقى على ربنا
كلمات تذبح رجولته ... تجعله يعود من جديد لأحساسه السابق بكم هى بعيده و
غاليه و أنه لا يليق بها
طوال الطريق إلى البيت كان الصمت ثالثهما
و لكن كل منهم بداخله شيء مختلف هى تشعر بالخۏف و الحزن على ألمه و هو يفكر كيف سيتحمل فراقها
حين وصلوا إلى البيت لم تترك له الفرصة ليتحدث بل ركعت على ركبتيها و هى تقول بدموعها
أقسم بالله راضية ... و مش عايزه من الدنيا دى كلها غيرك و لو فى يوم قررت تسيبني يبقا تذبحني و تدفنى أرحم ما تبعدنى عنك أموت بالبطىء
ليجلس أمامها بحنان و دموع عينيه تتجمع و تحارب صلابته
متابعة القراءة