غرام المغرور نسمه مالك
المحتويات
الله لا يسيئك..
تمسك بها بكلتا يده.. يستمد منها بعض القوة.. وبدأ يتحدث بهذيان وعدم تصديق من
شدة حزنه وقهرته على حاله..
بقالي 10سنين شغال في الشركة والكل يشهد بأخلاقي وأمانتي وفي يوم وليله ينقلب الحق باطل واطعڼ من .. ليه يعملوا معاك كده! ..
نظر لها وقد تحولت ملامحه المنكسرة لأخرى غاضبهواجابها بابتسامة زائفه وعينيه تفيض بالدمع..
أنهى حديثه وبدأ يلتقط أنفاسه بصوت عال.. لتهرول إسراء وتجلب له كوب من المياه وتساعده على تناوله مردفة بتوسل..
أنا كويس.. متخفيش..
طيب قوم ريح على السرير جنب بنتك وانا هعملك لقمة خفيفه تاكلها واجيلك على طول.. أنت مكلتش حاجه من أمبارح..
حرك رأسه بالإيجاب.. ساعدته على النهوض وسارت برفقته حتي وصل للفراشتمدد بجوار صغيرتهما.. دثرته هي بالغطاء وهمت بالابتعاد عنه.. ليمسك كف يدها وهمس بتعب..
بالحلال..
سارت نحو المطبخ وقامت بتحضير الطعام على وجه السرعة وعادت له.. جلست بجواره تربت على لحيته بحنو قائله..
رامي.. قوم يا حبيبي كل ونام تاني! ..
قطعت حديثها وانقبض قلبها بفزع حين شعرت
رر رامي.. قوم يا حبيبي.. قوم بالله عليك.. يااااارب متحرمنيش منه ونبي يارب..
..نهاية الفلاش بااااك..
راااااامي..
هكذا أستيقظت إسراء من نومها وهي تصرخ بأسم
زوجها پبكاء شديد..
بس يا حبيبتي متخفيش.. أنتي كنتي بتحلمي..
تمسكت بها إسراء واجهشت بالبكاء أكثر وبأسف حدثت نفسها..
مش هقدر أقرب منك يا فارس طول ما أبو بنتي معايا في أحلامي..
ممسكه بهاتفها تتحدث به پغضب قائله..
عايزة تفهميني ان فارس الدمنهوري هيبص لحته شغالة يا صابرين!..
اجابتها صابرين قائله پحقد..
للأسف يا ديمه هنام.. بيعملها معامله خاصه جدا وكلامها مشي على اللي شاغلين في القصر كلهم انهارده..
صكت ديمه علي أسنانها بغيظ وبفضول قالت..
اسمها أيه البت دي! ..
ديمه.. بأمر.. ططب اقفلي وخلي عينك عليها وبلغيني بمل حاجة..
أنهت جملتها وطلبت رقم آخر.. فأتها الرد باللغه الفرنسية..
مرحبا ديمه..
ديمه.. مرحبا مارفيل.. أريدك أن تحضري إلى مصر بأقرب وقت ممكن..
مارفيل..أخبريني ماذا حدث!.. هل كل شئ علي ما يرام!..
ديمه.. پبكاء.. لا..أريد مساعدتك.. فأنا لم أستطيع أن اجعل فارس يحبني ..
ضحكت مارفيل ضحكه ساخرة وبالامباه تحدثت..
لا يهم بالنسبه لي حبيبتي ولكن اطمئني لن تكن غيرك زوجة! ..
صمتت لبرهه وتابعت بثقه..
ابني فارس الدمنهوري..
اعتلت ملامحها الڠضب وأكملت محدثه نفسها..
الذي لم أكره بحياتي شخص مثله !!..
واستغفرو لعلها ساعة استجابة..
االبارت ال..
مفاجأة!!..
فارس.. يجلس داخل سيارته الواقفه على جانب الطريق..كان بطريقة لإحضار الصغيرة ولكنه تذكر حديث ساحرته واتفاقه معها وإصرارها على جعل زواجهما بالسر حتي يتم والد ابنتها عام على ۏفاته..
لا يجب أن يذهب بنفسه ويحضر الصغيرة من عمها..إن فعل هذا سيأكد ظنون بعض أشباه البشر عن سمعة حبيبته..
أطلق زفرة نزقة وهو يمسح على خصلات شعره الكثيفه مدمدما بذهول من نفسه..
من امتي وانت پتخاف أوي كده على حد يا فارس.. ولا من أمتي وانت بتعمل للناس حساب أصلا..
ابتسم بشرود وانتفض قلبه انتفاضه لذيذه
هي وحدها امتلكت قلبه وكيانه ووجدانه.. لا قبلها ولن يأتي بعدها..
سيفعل لأجلها كل شئ.. لأجلها فقط حتي يري نور الشمس التي تشرق عندما تبتسم له..
ظل يفكر كثيرا كيف يجلب الفتاه دون أن تمس بسوء.. اتسعت ابتسامته وأخرج هاتفه من جيب سرواله بلهفه مرددا بعتاب لنفسه..
إزاي بس توهت عن بالي يا صاحبي..
طلب إحدي الأرقام وأنتظر قليلا حتي أتاه الرد..
صاحبي الغالي اللي واحشني..
كان هذا صوت المقدم غفران المصري..
فارسبستفزاز مقصود.. عارف إني واحشتك عشان كده كلمتك يا أبو مالك..
حرك غفران رأسه بيأس من غرور صديقه الذي لن يتخلى عنه بحياته وتحدث پغضب
مصطنع قائلا..
يا أخي لغرورك..
ضحك فارس حتي ادمعت عينيه مغمغما..
طيب متزعلش وقولي أنت فين عايزك معايا في مشوار ضروري..
غفران.. بقلق.. خير.. انت كويس! ..
إجابه فارس بتنهيده حزينه.. كويس الحمد لله متقلقش.. بس لو فاضي عايزك تيجي معايا.. في حوار بسيط كده وعايزك نخلصه سوا..
غفران..هتجيلي ولا اجيلك أنا..
ظهرت الفرحة على محيا فارس فصديقه الشهم لن يخذله أبدا..
فارس.. انا عايزك تيجي بالبوكس ومعاك القوة بتاعك يا غفران.. لو ينفع..
غفران.. اممم كده في حوار.. تعالي على البيت عندي وأنا هكلم القسم يبعتولي البوكس على ما توصل..
فارس .. تمام..أنا جيلك
حالا..
أغلق هاتفه وطلب رقم اخر..ليجيبه تامر في الحال مردفا..
أيوه يا فارس باشا.. أنت فين دلوقتي!..
فارس .. بتعقل..
اسمعني يا تامر.. انا هاجي دلوقتي بعربية بوكس ومعايا قوة وهاخدك انت ومراتك مع البنت.. مش عايزك تقلق من أي حاجه.. انا كلمتلك دار أيتام وخلصت
كل الورق اللي خته منك وجبتلك جواب مشاهدة تقدر انت ومراتك تختار الطفل اللي عايزينه انهارده..
تامر.. بمتنان.. مش عارف أشكرك إزاي يا فارس باشا..
فارس.. مافيش داعي للشكر.. انا مديونلك بكتير وأولهم حق أخوك واوعدك إني هرجعهولك في أقرب وقت..
تامر.. برتياح.. تسلم وتعيش يا باشا والله ينور عليك الصراحة في فكرة انك تيجي بالبوليس كده هيبقي أحسن.. علشان الحته عندنا هنا ميعرفوش ان سيادتك كتبت على ام إسراء كانوا هيسالوني انت جاي تاخد بنت أخويا مني بصفتك أيهوحتي لو قولنا إنك جوزها الكلام هيكتر أكتر وهيجيب غلط.. فأنت كده صح وكأنها خدت بنتها بالقانون وهي كده كده حاضنه..
فارس .. بس في أقرب وقت الكل هيعرف أنها بقت مراتيوسواء دلوقتي او بعد كده
أنا مش هسمح بأي غلط يتقال في حق مرات فارس الدمنهوري..
بينما غفران أغلق هاتفه وظل واقفا مكانه لبرهه.. يحاول يتحكم في ضحكاته على شقاوة زوجته التي تزيد يوما بعد يوم..
فقد أحضرت مقعد ووضعته خلفه ووقفت عليه حتي تتمكن من وضع أذنها على الهاتف معه..
عرفتي بقي انه صاحبي مش مكالمة من الشغل..
نفسي تقضي معايا أنا وولادك أجازة زي كل البابيهات يا
ظبوطي ايه غلطت أنا ولا كل حاجه عندك شغل وبس وانا وولادك ركنتنا على الرفات وبقي علينا تربات..
لهنا ولم يستطيع كتم ضحكاته أكثر.. فنفجر بالضحك بقوة مرددا بصوته المزلزل لكيانها..
يا فرحة قلب غفران..
تصدق غفران الوزير المتحرش واحشني أوي..
انتى اللي واحشتيني أكتر..
بس خليني أروح لصاحبي أقضي معاه مشوار مهم وارجعلك على طول..
لو اتأخرت هكدرك يا حضرة المقدم..
إسراء..
تسير حول نفسها ذهابا وايابا.. يتأكل القلق قلبها.. تفرك يدها بتوتر مردفه..
هو اتأخر أوي ليه كده بس!..
أنا رنيت عليه أكتر من مره لقيته أنتظار وبعد كده كنسل عليا.. اطمني متقلقيش يا حبيبتي.. خير إن شاء الله..
قالتها خديجه الجالسة بجوار إلهام.. بصوتها الناعم الرقيق..
فارس غفران..
بعد السلام الحار.. ارتجلفارس السيارة برفقة غفران الذي يقود بنفسه وخلفهما تسير سيارات الحراسه الخاصة بهما ويتحدث بذهول مردفا..
اتجوزت!.. فارس الدمنهوري اللي مافيش ست تملي عينه ويوم ما خطب خد بنت رئيس الوزراء بعد ما أبوها هو اللي طلب إيدك كمانوفي الاخر تروح تتجوز عليها!..
فارس.. بتنهيده عاشقه.. وانت مين قالك ان إسراء ملت عيني بس يا غفران!..
أخذ نفس عميق وزفره على مهل..
دي ملت قلبي
ونورت حياتي وطلعت من جوايا واحد تاني انا نفسي ماكنتش أعرف أنه موجود..
أبتسم غفران وهو يري حاله يشبهه مع عشق قلبه عهد..
عايش أنا في اللي بتحكي عنه دا بفضل ربنا اللي رزقني بأم زين..
ربت على كتفه برفق مكملا..
ربنا يسعدك يا صاحبي..
مرت وقت قليل حتي وصلو لمنزل تامر..
هتوحشيني يا حبيبتي أوي..
ليه يا إيمان دموعك دي كلها.. هتزعليني منكوهلغي المفاجأه اللي عاملهالك..
نظرت له بأعين تملئها العبرات وهمست بلهفه قائله..
مفاجأة أيه يا تامر..
لو قولتلك مش هتبقي مفاجأة..
قالها تامر وهو يزيل عبراتها بأنامله بحنان بالغ وهب واقفا حين استمع لطرقات على باب شقته..
يله اغسلي وشك..
حركت رأسها بالايجاب وحملت الصغيرة معها وسارت نحو الحمام..
بينما فتح تامر باب المنزل..ليتفاجئ بوقوف فارس وغفران وخلفهما الكثير من الحرس والعساكر.. فابتسم لهما وتحدث بترحاب وهو يبتعد عن الباب ليفسح لهما المجال..
يامرحب يا بشوات.. اتفضلوا..
فارس.. انت عارف احنا لازم نتحرك على طول يا تامر!..
صمت عن الحديث فجأه حين خرجت الصغيرة تركض وهي تضحك بصوتها الطفولي العذب الذي يخطف القلب..
ظهرت على ملامحه الذهول والدهشه حين تمعن النظر لها جيدا.. أول مرة يراها عن قرب.. رغم أن الكثير
من صوارها معه منذ كانت بعمر الخمسة أشهر..
نسخة هي مصغرة من ساحرته.. تمتلك ملامحها عينيها شعرهاوحتي ضحكتها التي تسلب
أنفاسه..
اقترب منها وهو فاتح ذراعيه لها مرددا بابتسامة..
تعالي يا إسراء..
استقبالها هو بترحاب شديد وحملها عن الأرض وقد زرع حبها بقلبه.. حب أبوي لم يشعر به من قبل..
............................
.. بمكان اخر..
عماد.. يا ساعدة البيه بلغ الباشا الكبير ان فارس باشا جاي مع الحكومة وهياخد البنت الصغيرة..
إجابة الطرف الأخر.. خليك معايا..
اخرج هاتف أخر وأرسل رسالة نصية باللغه الفرنسيه..
مارفيل إبنك سيأخذ الصغيرة..
إجابته برسالة..
دعه يأخذ الصغيرة.. فقد مر وقت كبير على وجود تلك الفتاه برفقة ابني ولم يحدث شئ.. إذا كانت أخبرت فارس بمعلومة واحدة عننا.. كنا في عداد الأموات الآن.. لكنها يبدو أن زوجها لم يحكي لها عننا اي شئ وأنا سأتي عن قريب لاراها واتأكد بنفسي..
..................................
.. بالقصر..
ساد الصمت أرجاء المكان.. نظرت
إلهام ل
خديجه وقد أجبرها فضولها ان تسألها عن فارس الذي أصبح زوج ابنتها وهي لم تعلم حتي كم يبلغ عمره..
تنحنحت بحرج وتحدثت مستفسره..
إلا عدم لامؤاخذه يا ست خديجه يا أختي.. فارس بيه عنده كام سنه!..
ابتسمت لها خديجه وهي تجيبها..
33 سنه..
انتبهت إسراء لحديثهما ولكنها لم تبدي اي إهتمام وظلت واقفه بمكانها ولكن اذنها أصبحت بينهما..
رفعت إلهام يدها وبدأت تعد على أصابعها حتي انتهتوهمست محدثه نفسها..
يعني اكبر من بنتي ب 11سنه..
تابعت إلهام اسألتها قائله..
ومعاه شهادة ايه!..
خديجه.. فارس خريج إدارة أعمال من الجامعة الأمريكيه..
إلهام.. ما شاء الله عليه ربنا يحرسه ..
ظهرت الشفقه على وجهها وتابعت قائله!..
قولتي انك اللي مربياه.. هو والده ووالدته متوفين وهو صغير!..
تنهدت
خديجه بحزن وتحدثت بأسف قائله..
لا عايشين.. بس تقدري تقولي فارس يتيم برضوا وماشفش أمه وأبوه من يوم ما اتولد تقريبا..
جملتها جعلت قلب إسراء ينتفض پألم لأجله لا تعلم سببه.. بينما شهقت إلهام وتحدثت بتأثر قائله..
يا ضنايا يا ابني يتيم في وجود أهله.. دا كده أصعب من لو كانوا ميتين.. تلقيه مقهور من جواه ومش مبين لحد!..
شهقت بفزع مره أخرى حين صړخت إسراء
متابعة القراءة