رواية أنا لها شمس كامله للكاتبه روز أمين
المحتويات
حاول الإتصال بها لمرات عديدة دون استجابة ليخمن بغلقها الهاتف ونومها نظرا لما عانته من ألام وأحزان طيلة الأيام المنصرمة ليقرر أن يذهب لمنزلها للسؤال والإطمئنان عنها لكن عزة سبقته وأتت هي إليه وقفت تقص عليه ما حدث لينتفض قلبه ړعبا عليها ووقف يفكر فيما سيفعل وبعدها طلب منها العقد ليحتفظ به هرول إلى سيارته وقام بفتح بابها الأمامي ليهتف قائلا بعدما راودته فكرة سيقوم بتنفيذها لإنقاذها
هتعمل إيه جوه يا اخويا بقول لك البت اخواتها حابسينها وهيرجعوها للمنيل إبن إجلال ڠصب عنها تقولي هتدخل جوه! نطقت كلماتها بحدة لتسترسل متسائلة بتهكم وهي تحتوي فكها بكف يدها
هو مش إنت بتحبها بردوا ولا كنت بتلعب بيها يا ابن الإصول!
بعينين مشتعلتين نطق بسخط
والرغايين يا تسمعي الكلام وتستنيني في العربية يا تتفضلي ترجعي البيت وتستني مني خبر
ابتلعت لعابها من هيأته وعاد هو للمبني واتجه نحو الأرشيف ليخرج منه ملف قضية إغتيال أيمن ليحصل على ورقة بها إمضائها وبيانات البطاقة الشخصية الخاصة بها ليهرول سريعا إلى الخارج ليتجه إلى أيمن بصحبة عزة بعدما أخبره بالهاتف جلس واتفق معه على كتابة عقد موثق بتاريخا قديم وطلب منه الشهادة وأخبره أنه قد تقدم لخطبة إيثار وبأنهما أضطرا لتأجيل الموضوع نظرا لۏفاة والدها وافق أيمن على المشاركة في تلك القصة التي ستنجي تلك المسكينة وستخرجها من براثن هؤلاء الاشرار وذلك بعدما تيقن من نية فؤاد أوصل عزة للمنزل ثم ذهب لمحامي صديقه وطلب منه كتابة عقد بصيغة قانونية قام بالتوقيع عليه أيمن وسيادة المستشار شريف صديقه
نظر لها وتابع قائلا
المحامي كان صديقي خليته يكتب العقد بصيغة قانونية وبتاريخ قديم ومضى عليه الباشمهندس أيمن وسيادة المستشار شريف علشان العقد يبقى له قيمة قدام إخواتك
سألته باستغراب
طب وإمضتي
تنهد ليجيبها بإيضاح
بالنسبة لإمضتك المحامي جاب لي فنان تشكيلي يعرفه رسم إمضتك بحيث اللي يشوفها لا يمكن يفرقها عن الحقيقية
من
أقوالك في محضر حاډثة محاولة إغتيال أيمن الأباصيري
تحدثت بابتسامة واعجاب
ده انت مسبتش أي حاجة للصدفة
شغلي علمني تحري الدقة في أبسط الأمور ثم
تنهد ليتحدث بجدية
على فكرة يا إيثار إحنا لازم نتجوز بجد وحالا
اتسعت عينيها بدهشة ليسترسل مفسرا قبل أن ترفض متعللة پوفاة والدها
تحدثت بتيهة
واستطردت مذكرة إياه بتبريره لطلبه المهين
مش ده كان كلامك ليا
تنهد بثقل حينما ذكرته بما حدث بينهما في الماضي ليتحدث پانكسار
إنسي كل اللي قولتهولك قبل كدة وخلينا نفكر في اللي جاي
اتسعت عينيها لتسأله بعقل مشتت
يعني إيه إنت كنت بتكذب عليا لما قولت لي إن عمرو هياخد حضانة إبني بمجرد ما اتجوز رسمي
التف إليها لينطق سريعا نافيا إتهامها له
لا طبعا مكنتش بكذب حتى إسألي أي محامي صغير هيأكد لك كلامي
سألته مستفسرة بعدما فقدت تركيزها
طب ولما هو كدة إيه اللي خلاك تغير كلامك الوقت
أجابها وهو يتابع الطريق
لأني ساعتها مكنتش أعرف ظروفك بالظبط
واسترسل قاصدا قصته مع نجلا
وفيه أسباب تانية هقولها لك بعدين ده غير إن موضوع العقد اللي بباكي كتبه لك قوى موقفك وعززه وقضية السكر بتاعت طليقك نقطة قوى بالنسبة لك زائد إن من النهاردة هبتدي أدور ورا نصر وأكيد هلاقي ثغرات تملكنا من رقبته وتخلينا نكسب القضية بسهولة
اكمل بإبانة
من الاخر كده مش عاوزك تشيلي هم حضانة يوسف وإعتبري الموضوع منتهي المهم الوقت إننا نعدي على أي مكتب مأذون شرعي ونكتب الكتاب
تعمقت بالنظر لمقلتيه وبرغم الألم التي تشعر به بسبب الهاجس الذي اقتحم مخيلتها بأنه
كان ېكذب عليها بشأن الحضانة ويرجع هذا لتشتتها لكل ما حدث لها اليوم وعدم تركيزها وتفكيرها بشكل صحيح إلا أنها استرسلت بامتنان
جميلك هيفضل طوق في رقبتي مش هيحلني منه غير المۏت
لتسترسل رافضة
بس أنا مش هقدر أتجوز واخسر إبني أنا هعرف أحمي نفسي كويس منهم وكفاية إني هعيش مع إبني في سلام
تنهد بضيق وتحدث بدهاء بعدما استشف من حديثها إستحالة موافقتها فالوقت ليس بصالحهما ولا يوجد رفاهية لديهما للجدال
سيبك من أي كلام فرعي وفكري في مستقبل إبنك ومصلحته نصر مش هيسيبك في حالك وأظن إنت شوفتي بنفسك نفوذه وسطوته وتحكمه في اخواتك ده أمرهم يحبسوك ويبعدوا ابنك عنك علشان يبتزوك وتوافقي مرغمه على جوازك من الحيوان الي اسمه عمرو تخيلي بقى لو اخواتك عرفوا إن الراجل اللي
إدعى إنه جوزك وإنت خرجتي معاه ورافقتيه في عربيته واكتشفوا إن كل ده كڈب هيعملوا فيكي إيه
شردت بصحة حديثه ليستطرد مستغلا تشتتها
ده غير إن أنا الوحيد اللي في إيدي أساعدك
بجد هتساعدني في موضوع حضانة يوسف سؤال وجهته له بتلهف ليجيبها بتأكيد بعدما استشف بداية مبشرة
أكيد لما تبقي مراتي رسمي هحارب الدنيا كلها علشانك ولو وصلت إني استخدم نفوذي وده اللي عمري ما عملته ولا أتبعته لكن هستخدمها علشان أحافظ عليك إنت ويوسف
قولتي إيه يا إيثار نعدي على مكتب مأذون شرعي نكتب الكتاب وتروحي معايا على بيتي وتبقى في حمايتي إنت وابنك
صف سيارته بجانب الرصيف ليستطرد بصوت خفيض
ولا أوصلك لشقتك
أنا عارف إنت بتفكري في إيه ومش عاوزك تخافي جوازي منك هيكون لغرض الحماية ده في الوقت الحالي لأني مراعي ظروف ۏفاة والدك وتشتتك من اللي حصل من إخواتك ولو حصل واتجوزنا هتقعدي مع يوسف في أوضة مخصصة ليكم لحد ما تجي لي بنفسك
ثم تعمق بعينيها واسترسل بكلمات خرجت منه مرغما
تحمحمت لتنطق بكلمات بعيدة كل البعد عن ما تشعر به الآن تجاهه من عشق لكنها مضطرة لقوله لحفظ كرامتها فقط
لو طلبت منك إن الجواز يكون بمدة معينة لحد ما أظبط أموري وأعرف أأمن نفسي أنا ويوسف توافق
موافق أومأ برأسه وهو ينطقها بصوت مخټنق برغم تيقنه
من شعورها تجاهه وكشفه لما بداخلها عن طريق عينيها التي افصحت عما بقلبها من عشق جارف له لتسأله هي من جديد
وطول المدة دي مش ھتلمسني يعني العقد هيكون صوري
صړخ داخله مطالبا إياها بالرحمة لقلبه المسكين تلاشت نظراته العاشقة مبتعدة ببصرها لينطق بصوت رجولي
ابتلعت لعابها واحتقرت حالها لنطقها لتلك الكلمات الچارحة لذاك الشهم لكنها معذورة فلابد من تأكدها من جديته بقصة الزواج منها فبالاخير هي منذ قليل كانت ستباع بسوق النخاسة بأيادي أشقائها فمن أين ستأتي بالثقة الكاملة بالأخرين!
نظر لها متعمقا بعينيها بنظرات تصرخ غراما علها تشعر بولهه لتبادله إياها بخجلة وتسحب بصرها عنه باستحياء قاد سيارته من جديد ليصفها عند أقرب مأذون شرعي جاء بطريقهما ونزلا وعقدا القران تحت سعادة قلب فؤاد الذي تنفس وشعر أخيرا براحة اجتاحت كيانه بعدما اطمأنت روحه استقلا السيارة من جديد لينظر إليها وينطق بعينين يملؤهما العشق والوله
مبروك يا حبيبي عقبال ما ترضي عني وتدخليني جنتك
ابتلعت لعابها خجلا وسحبت نظراتها بعيدا عنه ولولا ظروف ۏفاة والدها الحبيب وخجلها ابتسم لرؤية خجلها وتشتت عينيها ليتابع بصوت سعيد مبهج
خلينا نروح على القصر علشان نتعشى سوا أنا ما أكلتش طول اليوم وأكيد إنت كمان ما أكلتيش
ابتسمت وهزت رأسها بخفوت ليقود سيارته متوجها صوب قصر والده الفخم لينطق بهدوء
عزة هتجي لك بكرة علشان هتقعد معانا أنا بلغتها تجمع لك حاجتك الضرورية إنت ويوسف وأي حاجة تحتاجوها أنا هجيبها لكم
متشكرة يا سيادة المستشار نطقتها بصوت رغما عنها خرج مبتهجا ليقاطعها بغمزة من عينيه
إيه سيادة المستشار دي كمان أنا جوزك يعني تدلعيني وتقولي لي فؤادي
واستطرد مازحا ليخرجها من كل التوتر التي عاشته بالايام الماضية والذي ترك أثرا كبيرا ظاهر بملامحها وصوتها الحزين
ولا اقول لك قولي لي شرشبيل
ضحكة سعيدة إنطلقت رغما عنها ليسعد قلبه لرؤيتها بهذا الشكل قطع حديثهما وصولهما لباب القصر ليدلف بالسيارة بداخل الحديقة بعدما فتحت البوابة إلكترونيا باتت تنظر حولها بذهول من شدة جمال تلك الحديقة ومساحتها الشاسعة وذاك البناء الشامخ لمحت رجلان وأمراتان يجلسون حول حوض السباحة ويبدوا من هيأتهم أنهم عائلته
توقف بسيارته وترجل ليتجه للباب الاخر ويفتحه ليحمل عنها الصغير حيث مازال غافيا ويضع رأسه على كتفه ثم بسط يده ليحتوي كفها بين خاصته وتحرك بها نحو أعين عائلته الذين قضبوا أجبانهم متعجبين ذاك المشهد الغريب من تلك التي تمسك بكف فؤاد ومن هذا الصبي الذي يحمله على كتفه أقبل عليهم ليتحدث فؤاد موجها حديثه لتلك
تعالي أما أعرفك على عيلتي ده سعادة المستشار علام باشا زين الدين ودي والدتي الدكتورة عصمت الدويري
واسترسل مشيرا لشقيقته بابتسامة حنون
أما الاستاذة فدي فريال أختي الوحيدة وده جوزها دكتور ماجد
ودي
إيثار مراتي
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل الثالث والعشرون
أنا لها شمس بقلمي روز آمين
كره النساء وقرر مقاطعتهن والنأي بحاله من براثن ألاعيبهن بعدما عاشر إحداهن وأزاح الستار عن وجهها القبيحلتترسخ بذهنه فكرة أن جميعهن فارغات عقل وطامعات وجل ما يدور بمخيلتهن هو الحصول علي المال بأية وسيلة وفقطإلى أن إلتقى بهاتلك المهرة الجامحة التي قابلت غروره بتمرد وشراسة أعجباه لم تسحرها طلته كغيرها من النساء اللواتي يلقين بأنفسهن عليه لشدة جاذبيته ولقوة شخصيته المتفردةحتى نفوذه وثراء عائلته الفاحشان لم يحركا ساكنها فقرر مشاكستها للإيقاع بها كي يتسلى ويثبت لحاله عدم فقده للسيطرة على الچنس الناعم فانقلب السحر على الساحر وبدلا من إيقاعها جذبته بعفويتها وبرائتها وتمردها ليسقط صريعا لغرامها ولم يدري كيف ومتى ذاب وعشق تلك التي سلبته عقلهجل ما بات يشعر به أنه يتوق للغوص ببحرها ليصل لأعماق كيانها ويمتلكها ويكون خيالا لتلك المهرة الأصيلة التي استطاعت تغيير تلك الفكرة الراسخة وإزاحتها من مخيلته واخرجته من ظلمات أفكاره السوداء إلي نور شمسها الساطعةبذل الكثير والكثير لنيل ثقتها به التي فقدتها على يده واستطاع إنقاذها من بين براثن الثعالب الماكرة بعدما تكاثروا عليهافهل ستفتح له أبواب جنتها على مصراعيها ليسطو على كيانها ويمتلكه ويصبح لحياتها شمسا تمحو ظلامها الحالك
أم أن لتلك العنيدة رأيا أخر
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
حاوط كتفها برعاية لينطق بفخر رافعا رأسه بشموخ متباهيا
متابعة القراءة