رواية شعيب بقلم شيماء عصمت

موقع أيام نيوز


كانت تأمره فيطيع تسرد مخططاتها فينفذ كان شخصا آخر إرتعبت من مجرد التواجد معه في نفس المكان !
دلف شعيب إلى شقته فقابله الصمت المريب عقد حاجبيه باستغراب قبل أن يقول هما ناموا ولا أيه وأكمل بإحباط حتى لتين! يعني مش هشوفها !
تنهد بصوت عال قبل أن يتجه لغرفة فتياته للإطمئنان عليهم فتح الباب بهدوء فتفاجئ ب ملك تتوسط فراشها تبكي دون صوت

اقترب منها بلهفة قائلا لوكا بټعيطي ليه يا قلب بابا
ارتمت داخل صدره تلف ذراعيها حول رقبة والدها وردت بحزن طفولي 
أنا زعلانة أووي يا بابا تين لتين وقع عليها الأكل وعيطت كتييير أوي
تجمد الډم بعروقه قبل أن يقول بثبات مفتعل وهو يمحي دموعها مټخافيش يا حبيبتي لتين هتكون كويسه وأنا دلوقتي هروح أطمن عليها بس أنت لازم تنامي دلوقتي أتفقنا
أومأت موافقة فدثرها جيدا قبل أن ينسحب بلهفة تجاه غرفه لتين يدلف إليها دون استئذان
بهتت ملامحه وهو يراها تقبض على يدها اليمنى مټألمة
صاح پألم لتين
ثم اقترب منها يزرعها داخل صدره يربت عليها بحنان قائلا أيه اللي حصل وأيدك اتحرقت إزاي
أجابته ب أرتباك وأنا بحط الأكل للبنات مخدتش بالي والشوربة وقعت عليا
أجلسها على الفراش بحنو ثم خرج خارج الغرفة وعاد وهو يحمل أنبوب دهان ملطف كانت زهرة تحتفظ به دوما للطوارئ انتشل يديها يضعها بين يديه ثم بدأ بفرد الدهان على باطن كفها بتمهل
انتهى من وضع الدهان على كفها ثم لفها بغطاء طبي خاص بالحروق
تنهد شعيب براحة قائلا بابتسامة حانية وهو ينظر إليها الحمدلله كله تمام أن شاء الله على بكرا الصبح الۏجع يكون اختفى خالص ربنا لطف بينا والحړق كان درجة أولى خدي بالك من نفسك يا لتين ولو شغل البيت تقيل عليكي ممكن نجيب واحدة تساعدنا
أجابته لتين بأجهاد مفيش داعي الحمدلله ربنا ستر الحړق وجعه وحش أوي يا شعيب ثم أملت بتضرع اللهم قنا عڈاب الڼار
شعيب اللهم آمين ثم أستقام موافقا ينوي الخروج فأسرعت لتين تقول شعيب
نظر إليها بأستفهام قبل أن يقول نعم
لتين بإحراج أنا أنا عايزة أروح لدكتور نفسي عايزة أرجع زي ما كنت تعبت من حالي
ابتسم بتشجيع قائلا من بكره هحجزلك عند أحسن دكتورة في البلد كونك اعترفتي بالمړض فدي أول خطوة في العلاج يا لتين وأنا دايما هكون معاكي
أومأت موافقة قبل أن تقول بتسرع وأنا بثق فيك يا شعيب وعارفة أنك مستحيل تخذلني
ثم صمتت تغلق عينيها بخجل وقد أدركت ما تفوهت به غافلة عن الأخير الذي ابتسم والتمعت عينيه ببريق ساحر وعقله يهتف بحماس لقد تمت بنجاح أولى خطوات الوصول لقلب مالكة القلب والوجدان
قراءة ممتعه مع الفصل الرابع عشر 
في صباح اليوم التالي في شقة الجد مهران
هتف شعيب بجدية جدي أنا قررت أفتح فرع لينا في الصعيد في سوهاج تحديدا
مهران باستغراب الصعيد!! مش بعيد أوي يا شعيب وأحنا هنا في قلب القاهرة
أجابه الأخير بثبات هو بعيد فعلا بس مش مشكلة أنا هباشر الشغل بنفسي في الأول أكيد هتعب وخصوصا من المسافة والسفر من هنا لهناك بس هنكسب كويس بأذن الله في الصعيد بيحبوا الذهب جدا وأحنا بأسعارنا وتصاميمنا هنقدر نجذب ناس كتير لينا وبعدين أنا اخترت البداية في سوهاج بالذات لأنها بلدك يا جدي أصلنا
ابتسم الجد بحنين واشتياق لمسقط رأسه قائلا قد أيه وحشتني البلد وناسها من زمااان أوي مرحتش البلد من عمر أبوك كده
شعيب ياااه كل دا يا جدي محنتش في يوم لبلدك
هتف مهران بتأكيد حنيت طبعا بس كنت هرجع لمين أبويا الله يرحمه كان وحيد لا ليه أخ ولا أخت حتى أنا معنديش أخوات وبعد مۏت أمي و أبويا ملقتش اللي يربطني بالبلد هنا في القاهرة خلفت أبوك وعيالي كلهم نجحت وكبر إسمي في البلد دي فبقى رجوعي لبلدي أصعب رغم إن ده حلم بتمنى أحققه بس معنديش استعداد أخلعكم من أرضكم اللي أنتوا وعيتوا عليها وأزرعكم في مكان تاني متعودتوش على عاداته وتقاليده بالك أنت أنا موصي أبوك لما أجلي يحين يدفني في بلدي جنب جدتك الله يرحمها
طبع شعيب قبلة حانية على كف الجد قائلا بتأثر ربنا يديك الصحة وطول العمر ياجدي إحنا من غيرك ولا حاجة
ربت الجد على كتفه بمحبة قائلا بابتسامة ويخليك سند للكل يا شعيب أعمل الصالح يا ابني أنا عارف أن عقلك يوزن بلد ومبتعملش حاجة إلا لما تدرس كل جوانبها أومال أحنا وصلنا للي أحنا فيه ده أزاي كله بأفكارك وأيدك اللي تتلف في حرير
هتف شعيب بمحبه كله بفضل توجهاتك
بعد توفيق ربنا ياجدي
صمت الجد يمعن النظر في حفيده الأكبر بمحبه لطالما كان شعيب مصدر فخر له شعيب له مكانة خاصة بقلب مهران
هتف الجد بعد صمت دام لثواني سامحني لو ظلمتك في يوم يا شعيب كسرة قلبك وجعتني زي ما ۏجعتك سامح جدك يا بن سالم
شعيب بعتاب متقولش كده ياحج مهران أنت عمرك ما ظلمتني ولو حضرتك بتتكلم على حاجة حصلت زمان فأنا دلوقتي فاهم و واعي لوجهة نظرك اللي عملته كان في صالح الكل
الجد مهران براحة ربنا يرضى عنك ويراضيك باللي تتمناه ويحفظلك كل عزيز وغالي
ابتسم شعيب قائلا ويخليك ليا يا غالي
اقتربت بخجل من لتين الجالسة قبال التلفاز قائلة بامتنان شكرا أنك مقولتيش لبابا على اللي أنا عملته أنا عارفة أن حضرتك أكيد دلوقتي بتكرهيني
شهقت لتين بعتاب قبل أن تقول بهدوء وهي تجذب عائشة لتجلس جوارها أنا عمري ما أكرهك عمري مهما تعملي مستحيل أكرهك أو حتى أزعل منك أنا عارفة أنك زعلانة مني ويمكن لو أنا كنت مكانك كنت هاخد نفس موقفك بس اللي عايزاكي تتأكدي منه يا إيشو أن أنا عمري ما هاخد مكان زهرة حتى لو أنا عايزة مش هقدر عارفة ليه
طالعتها عائشة بأهتمام فأكملت لتين عشان هي مامتك هي سبب أنك تكوني هنا معانا عشان أنت بتحبيها أكتر من أي حد عشان هي ماما مامتك! وهتفضل عايشة جواكي مهما تمر السنين هتفضلي فاكرة ليها ذكريات خاصة بينكم أنتوا الأتنين عشان أنا مينفعش أخد مكانها ولا حتى أكون بديلة ليها زهرة كانت جميلة في كل حاجة وأنت طالعة زيها
عائشة بسعاده بجد أنا شبهها
أومأت لتين بتأكيد أيوة شبهها جدا يمكن مش في الشكل بس في الطبع واخدة كتير منها وأكملت بحزن أنت عارفة أني معنديش أولاد مش كده
هزت رأسها موافقه فأكملت لتين لو كان عندي بنت كنت أتمنى تكون زيك كده طيبة وحنينة وشطورة وجميلة ما شاء الله أنا بحبك أنت وملك أوي بحبكم وكأنكم ولادي بحبكم عشان أول مرة أبقى خالتو معاكوا عشان حسيت أنكم كنتوا بتحبوني من غير مقابل أو شروط بحبكم عشان اتحرمت من الولاد بس ربنا عوضني بيكوا يمكن أنت دلوقتي متقدريش تفهمي كل كلامي بس لما تكبري هتفهمي وأتمنى وقتها تحبيني ربع ما أنا بحبك
أنزلقت دموعها بدون أرادتها فأسرعت عائشة تقول بس أنا بحبك أوي يا خالتو والله بحبك أوي عشان خاطري متعيطيش أنا بس كنت خاېفة تعملي معانا زي ما عمتو نورا قالت
محت لتين دموعها ثم نظرت ل عائشة بأهتمام قبل أن تهتف بتساؤل حذر عمتو نورا هي قالتلك أيه يا عيشة
أجابتها عائشة بحزن أنك ياخالتو هتضربينا بالخرطوم وهتحرمينا من الأكل واللعب وحتى المدرسة وأنك هتشغلينا خدامين عند صحابنا
جحطت عين لتين پصدمة وهربت الكلمات من جوفها تلك
ال نورا ستقتلها لا محالة كيف طاوعها قلبها بإرهاب طفلة كعائشة! ابتلعت ريقها بصعوبة ثم قالت بهدوء زائف بعيدا عن أني مستحيل أعمل حاجة بالبشاعة دي بس تفتكري يا إيشو شعيب باباكي هيسمحلي أزعلك ولو بكلمة شعيب بيحبك أنت و ملك أكتر من أي حد في الدنيا كلها
عائشة بتساؤل حتى أكتر منك
ضحكت لتين بسخرية مريرة فشعيب لم ولن يحبها أبدا! ولكنها أجابت بثبات حتى أكتر مني خليكي واثقة من كدة ينفع بقى نبقى أنا وأنت صحاب ونرجع زي زمان
تسائلت لتين وقلبها ينبض پجنون أجابتها عائشة برفض لا مش ممكن
شحب وجهه لتين حتى حاكى شحوب المۏتى من رفض عائشة القاسې
أما عائشة فأكملت بحماس أنا عندي حل أحسن مش أنت مش عندك ولاد وأنا وملك معندناش أم فممكن تكون مامتنا يا ماما! 
ران الصمت لثواني قبل أن تفرد لتين ذراعيها وتضمها إلى أحضانها تبكي بسعادة لم تتخيلها يوما قائلة پبكاء فرح ممكن جدا ممكن ياقلب ماما أوعدك عمري ما هخذلكم هتفضلوا أهم حاجة عندي عمري أبدا أبدا ما هخلي حد يأذيكم حتى لو كان أبوكوا 
الأمومة هو ذالك الشعور التي تتمناه كل أنثى شعور خلقنا به نحن الإناث منبع الحب والعطاء والټضحية بلا مقابل لطفل قد ينبت في رحمنا أو داخل قلوبنا
حرمت لتين من الأمومة لسنوات ولكن عوض الله فاق كل شيء 
هدر مازن بتلك الكلمات وهو يلحق ب شعيب قبل أن يغادر المنزل وأخيرا أستطاع أن يلحق به قبل أن يغادر بالسيارة
جلس مازن في المقعد المجاور ل شعيب قائلا بلهاث يجدع أتقي الله فرهدتني على الصبح
تجاهله شعيب ولم يرد فهتف الأخير بغيظ لا وحياة أبوك برود على الصبح أنا مش ناقص كفاية إني هطبق النهاردة في المستشفى
هدر شعيب ببرود عايز أيه يالاه
شهق مازن پصدمة مصطنعة يالاه!! دي أخرة سبع سنين في كلية طب عجزتني بدري بدري يالاه!! دي أخرة العيش والملح اللي ما بنا يا أخي حسبي الله ونعم الوكيل
أخفى شعيب أبتسامته بمهارة قبل أن يقول أيوة عايز أيه دلوقتي أنت هتشحت على الصبح!!
مازن طب والله أنا عايز أشحت فعلا أنا واحد داخل على جواز ومسؤوليات وبعيد عنك راتب الحكومة يدوب مكفيني حتى العيادة مبلقيش وقت أفتحها أصلا أختك هتتبهدل معايا يا سطا
شعيب بقرف يا سطا أنت دكتور نص كم على فكرة وبعدين أختي رضيت بيك وهي عارفة ظروفك كويس وعارفة أنك رافض أي قرش من جدك رغم أن حقك يبقى تستحملك على أي وضع أنت فيه سواء معاك ولا لا
هز مازن رأسه رافضا بقوة حقي لما أكون شقيان فيه غير كدة شكليات وبعدين بأمر الله هقسم وقت الشغل بين المستشفى والعيادة وربنا يسهل بقى وطبعا شعيب ابن عمي وحبيب قلبي مش هينساني برضو
ابتسم شعيب بهدوء أخلص عايز أيه
أجابه مازن ببراءة أبدا كل الحكاية أنك يابن عمي يا أخو مراتي المستقبلية وعم عيالي إن شاء الله هتاخد شوية الكروت الخاصة بالعيادة حقي وتوزعها على عملائك وأنا بعون الله وخلال شهر هكون أشهر دكتور في جمهورية مصر العربية
شعيب نموذج إستغلالي حقېر
مازن
 

تم نسخ الرابط