وردتي بقلم ميار خالد
المحتويات
عارف انك زعلانه مني و انا هراضيكي
ريم سبب من الاسباب اللي كانت مخلياني مش عايزة اطلع الرحله دي هي انت
.. كلامي معاك انتهى من يوم اللي قولته في المستشفي
ايمن لم يتمكن من التحكم في أعصابه أكثر ليصيح بها بصوت عالي و كانت بداخلة رغبة كبيرة ليحرجها أمام طلابها اتصدقي بالله .. انا غلطان اني راجع ادور علي رضى واحدة زيك
في المكان ليوقف السائق الاتوبيس حتي تنتهي تلك المشكلة !
ورد هما فين دلوقتي
كريم في اوضة الضيوف .. ورد انا مش فاهم حاجه .. انتي ليه بتعامليهم كده
ورد عشان
هما يستاهلوا كده
كريم مش فاهم حاجه .. و ازاي اهلك من اسكندرية و انتي من القاهرة
ورد لا يا بيه تسلم .. مش عايزة اتعبك
كريم ولا تعب ولا حاجه
ثم ابتسم لها و خرج من الغرفة لتجلس هي على الأريكة و تضع رأسها بين يديها و حدثت نفسها بصوت مسموع
ورد الحمدلله إن
ريم راحت الرحلة دي .. و الا كانت هتشوف خالي و يا عالم كان هيجرالها ايه .. انا تعبت كل ما افوق من حاجه اقع في حاجه تانية .. هي المشاكل مش شايفة غيري انا و بس ولا ايه .. يارب حلها من عندك
ورد اتجهت لها و قالت كنت متأكدة انك انتي اللي عملتي كده !
مروة ضحكت باستفزاز شاطرة .. بس شكلك مقولتيش لكريم انك هربانه من أهلك !
ورد ده شئ ميخصكيش ! و لو فاكرة أن بالحركة دي هتكوني كسرتيني مثلا تبقي غلطانة
ثم أشارت لها بأصبعها بتحذير خليكي فاكرة الجملة دي كويس !
مروة ضحكت باستهزاء ولله .. للأسف انتي اللي حطيتي نفسك في لعبة معايا و انا مش بخسر
ظلا ألاثنان ينظران لبعض بتحدي حتي التفتت مروة فوجدت كريم يقف في نصف الغرفة يضع يديه في جيبه و ينظر لهم بغموض فاتجهت له مروة و قالت بصوت خفيض
ثم خرجت من الغرفة بعدما أشعلت الڼار بينهم .. اتجه كريم الي باب الغرفة و اغلقه ثم عاد إلي ورد حتي وقف امامها بهدوء
عمر بعصبية انتي مسمعتيش قالك ايه .. كنتي عايزاني اسكتله ازاي !
عمر ملكيش دعوة بيا انا بعرف احل مشاكلي .. و لو انا معملتش كده كله كان هيبصلك بنظرة وحشة فعلا
الكاتبة ميار خالد
ريم انت ليه مش عايز افهم !! كله ملاحظ قربك الزيادة مني انا فاهمه أن الظروف هي اللي حكمت علينا نقرب عشان ورد و كريم لكن محدش فاهم الحته دي .. و دلوقتي بلي انتي عملته في مليون فكرة هتطلع في دماغهم
عمر انا ميهمنيش كل ده
ريم بس يهمني انا !! امشي من وشي يا عمر و من هنا لحد ما الرحلة ما تخلص ملكش دعوة بيا
عمر صاح بها مليش دعوة بيكي ازاي يعني !
ريم هو كده بقى .. عن اذنك
ثم تركته و رجعت الي الباص سريعا و زفر عمر بضيق شديد ثم رجع الي الباص مرة أخرى
ايهاب في ايه يا عم متروق كده
عمر
سيبني دلوقتي يا ايهاب بعد اذنك
ايهاب انت ايه حكايتك مع ريم بالظبط .. بقالي فتره مش مرتاحلك .. انت حبيتها ولا ايه
عمر صاح به ما خلاص يا ايهاب انت مبتفهمش
ايهاب خلاص خلاص يا سيدي انا غلطان اني مهتم بيك
ايه و هو مش بيحبك ولا شايفك اصلا .. بلاش توجعي قلبك علي الفاضي بقى
مى و ميحبنيش ليه يعني .. ناقصة اي عشان ميحبنيش !
ايه لا انتي حالتك صعبة اوي بجد
ثم أعادت السماعات الى أذنها مرة أخرى و تركت مى في
حالتها تلك .. و بعد ساعات وصلت الباصات الي الفندق الذي سوف يقيمون فيه و كان للمشرفين غرفة خاصة أما باقي الطلاب فاشترك كل ثلاثه منهم في غرفة واحدة قسموا أنفسهم و ذهب كلا منهم الي غرفته بتعب شديد و كانت ريم تتجنب التعامل مع عمر و ايمن الذي كان ينظر لهم بتوعد دلفت الي غرفتها بتعب و
زفرت بضيق ثم رتبت ملابسها في الخزانة و دخلت حتي تستحم و بعد لحظات خرجت و جلست أمام مرآتها و تذكرت احداث اليوم لتتحدث مع نفسها بصوت مسموع
و ما أن قالت هذه الجملة حتي انقطع النور من
المكان لتنتفض من مكانها سريعا و تنظر حولها بړعب ! كان عمر في غرفته و كاد أن ينام حتي انقطع النور فنهض سريعا من مكانه و قال
عمر پخوف ريم !!
ي
الفصل الثاني و العشرون
كريم الكلام اللي هي قالته ده صح .. انتي فعلا هربانه من أهلك !!
تنهدت ورد بضيق و جلست علي سريرها لتضع رأسها بين يديها فجلس كريم بجانبها و ظل صامتا هو الآخر و بعد لحظات نظرت له ورد و قالت
ورد من ٨ سنين بابا و ماما عملوا حاډثة و ماتوا .. ماما كانت رايحة البلد و بابا معاها و سابني مع اخواتي .. و للأسف مكنتش اعرف انهم مش هيرجعوا .. بعد ما ماتوا عمي الوحيد اتخلى عننا و سافر هو و مراته و عياله و لحد دلوقتي معرفش عنه اي حاجه ولا هو فكر حتي يدور علينا .. مكنش فيه غير خالي ده كنت فاكرة أنه هيكون حنين علينا و هيراعي أننا أيتام لكن ده محصلش .. قعدنا عنده بشرط اني انا اللي هصرف على اخواتي لأنه مش هيقدر يتحمل مصاريف تلت بنات لوحده .. وقتها كانت بسمله لسه عندها سنه و ريم كانت ١٦ سنه و انا كنت ١٧ سنه نزلت اشتغل عشان اصرف على اخواتي و كان عندي شرط وحيد لخالي .. و هو أن محدش من اخواتي يتبهدل و يفضلوا قاعدين معززين مكرمين ..
كريم و بعدين
ورد فضلنا سنه بالوضع ده و كانت اسوء سنه في عمري كله .. شوفت فيها ذل و قهرة عمرك ما هتتخيلهم .. و هاجر بنت خالي كانت بتعاملنا على أننا خدامين عندها مش قرايبها .. و في يوم كنت راجعة من الشغل بدري علي غير عادتي لقيت خالي حابس ريم في اوضة ضلمة و هي عمالة تصرخ و بسملة بټعيط علي صوتها .. و ساعتها اكتشفت أن خالي كان بيشغل ريم في البيت و مش بس كده ده كان بيشغلها خدامة عند الجيران و بياخد فلوس شغلها و لما كانت بترفض ولا تعترض كان بيحبسها في اوضه ضلمة كده .. و انا مكنتش اعرف اي عرفت الموضوع ده و انا قررت اني مفضلش في البيت ده ثانية واحدة و ليلتها اخدت اخ
ورد فضلنا يومين انا و اخواتي في الشارع و اتبهدلنا .. لحد ما ربنا وقع في نصيبي عم محروس .. اخدنا عنده و جابلنا اوضة صغيرة نقعد فيها و كان بيهتم بينا و يعلم ربنا وقف جمبي كتير .. لحد ما ربنا وسع عليا و اجرت الشقة اللي جمبه و بقينا جيران .. بس يا كريم بيه هي دي حكايتي .. انت شايف اني غلطت
ثم قالت و تكونت بعض الدموع في عينيها انا مش شايفة
نفسي غلطانه انا كل اللي كان يهمني اخواتي و بس .. ريم لحد دلوقتي عندها فوبيا من الضلمة
كان كريم ينظر لها بتركيز و عندما وجدها علي وشك البكاء لم يفكر سريعا ! صدمت ورد من حركته تلك و ظلت يدها بجانبها للحظات حتي سمعته يقول
ورد تبكى حتي نامت على كتف كريم ليلاحظ هو قليلا ليجدها بتلك الحالة فابتسم بهدوء ثم ا في سريرها حتي ترتاح و جاء لينهض و لكنها ! حاول كريم أن و لكنه لم يعرف فاستسلم و نام بجانبها .. ظل ينظر لها كثيرا و تأملها للحظات و هي نائمة أمامه مثل الملائكة و خفق قلبه بشدة بسبب ها هذا
.. و في تلك اللحظة تحديدا أيقن كريم أنه بات يعشقها .. لم يحبها فقط !
عمر ريم !!
قال عمر تلك الجملة ثم خرج سريعا من غرفته ليجد العديد من زملائه أمام غرفهم أيضا يتعجبون من انقطاع النور ليقول أحد العمال أنه حدثت مشكلة في غرفة الكهرباء و سوف تحل سريعا تخطاهم عمر و ذهب الي غرفة ريم و ظل يطرق
بابها و لكنه لم يجد أي استجابة منها أخرج هاتفه من جيبه و اتصل بها علها ترد عليه .. وقعت ريم في نصف الغرفة و ظلت مغمضة عينيها و رفض ا أن يعطي أي ردة فعل لأي شيء يحدث و عندما طرق عمر الباب تكومت علي نفسها اكتر و زاد خۏفها و عادت كوابيس هاتفها و لكنها رفضت أن تتحرك و لكن تلك فرصتها الأخيرة للهرب من هذا الکابوس
ريم پبكاء شديد مش عارفه اتحرك
عمر حاولي يا ريم
ريم صاحت به مش عارفه صدقني .. انا مش قادرة افتح عيني
عمر طيب انا معاكي علي الخط اهو .. اتحركي من مكانك و خليكي مغمضة عينك ماشي
صمتت ريم و مازالت تبكي فقال عمر اتحركي ناحية اليمين
سمعت كلامه و نفذته لتتحرك و ظل عمر يوصف لها الطريق الي الباب و هي مغلقة عينيها حتي وصلت إليه و فتحته سريعا و في تلك اللحظة عادت الكهرباء ليراها عمر بتلك الحالة .. عيونها المنتفخة من البكاء و شعرها الغير مرتب و قطرات العرق علي جبينها .. و كأنها هو أيضا و أغلق الباب و حمد ربه أنه استطاع أن يساعدها بدون أن تنشأ شوشرة حولهم الټفت ليجد ريم مكومة علي الارض تحاول أن تهدئ اعصابها قليلا و تنظم أنفاسها فذهب عمر و احضر لها بعض الماء و مناديل و عاد لها ليجدها تنظر امامها بدون تركيز
عمر اتفضلي .. اهدي مټخافيش
ريم شكرا
عمر
متابعة القراءة