صرخه حياه

موقع أيام نيوز


كانت تتمناه هذا كل شيء.
وهنا فقط استراح قلب أمين وهو بتنهد براحة يعني انتي مش بتحبيه زي ما فهمت ومش زعلانة انه فكر في شمس
أبدا يا بابا بالعكس فرحانة جدا شمس دي اختي وافرح ليها كأنها أنا واكتر..وفي النهاية كل شيء نصيب.
ابتسم و قبل جبينها بحنان جارف ربنا يريح قلبك يا بنتي ويرزقك الزوج الصالح اللي يصونك و يعرف قيمتك.

حتى لو كان فقير يا بابا
اندفعت بتساؤلها لتشعر بالندم ووالدها يرمقها بريبة قصدك ايه هو في حد معين
نفت سريعا لا لا يا بابا مفيش حد دي مجرد دردشة يعني.
رمقها مليا بضع لحظات قبل أن تنفرج شفتيه عن ابتسامة حنون مع قوله الفقر يا بنتي عمره ما كان عيب المهم المعدن والأصل وإن الإنسان حتى لو فقير بس يكون طموح..ساعتها مش هيفضل واقف مكانه وهيتقدم كل يوم عن التاني.
أثلج صدرها بشدة سماع رأي أبيها وغمرها الأمل بأن تنال يوما ما تتمناه..لتجده ينهض بعد سماع طرق والدتها طب يلا بقى عشان انا جوعت ولو أتأخرنا على مامتك أكتر من كده هتقيم علينا الحد.
قهقهت واصطحبته ولم تخلو الأجواء من مرحها وهي تشاكس والدتها..لتمضي امسيتهم بسلام وأمين منشرح الصدر بعد أن اطمئن على ابنته..والفرحة تملأه لأجل صغيرته الأخرى شمس.. ودعى داخله ان يكون نصيبها خيرا مع هذا الشاب الذي استحوذ على إعجابه منذ زمن..وأن تتعاقب الأفراح وتدق الطبول ببته هو الأخر فإن صدق حدسه تلك المرة قريبا جدا سيطلب أحدهم لقاءه.
رواية صړخة على الطريق 
بقلم ډفنا عمر
الفصل العاشر
حين تبتر أحبال المودة وتغدو غريبا وسط من كانوا أقرب لك من حبل الوريد..تختنق روحك و يضيق صدرك ويصبح لا مفر من إصلاح من تم إفساده.. وإلا لا تنتظر ان يطرق أحدا بابك..منحته بيديك كل أسباب الغياب. 
حدجت زوجها مليا وهو يرتدي رابطة عنقه وقالت لتفتعل معه أي حديث عله ېحطم أصفاد ذاك الفتور الذي طال بينهما
ناوي تاخد رائف ابننا معاك
أجابها دون النظر نحوها وهو يهندم هيئته بعناية طبعا لازم يكون مع أخوه في يوم مهم زي ده يا إلهام. 
هزت رأسها وغمغمت ربنا يوفقه العيلة اللي اختار منها عيلة كبيرة هتعوضه. 
رمقها مليا عبر المرآة ثم قال تحبي تيجي معانا 
اجي ليه جسار ماطلبش احضر معاه وكمان والدك مش بيطيقني وأكيد مش هيحب اجي معاكم.
ارتدي جاكته وقال قبل مغادرته 
براحتك بس على فكرة الأهتمام مش بيطلب يا إلهام جسار ماطلبش من حد يجي معاه غير
جده واخوه لكن انا اللي عرفتهم اني هكون موجود لأن ببساطة دي اقل حاجة
اقدمهاله..وفعلا حسيته فرح هو وبابا لأنها جت مني لو انتي عايزة تقربي كنتي فرضتي نفسك وقولتي هكون معاكم.. وقتها كنتي هتكسبي بابا اللي بقالك أكتر من سنة معرفتيش ترجعي علاقتك معاه.. واستطرد بنظرة باردة منهيا حديثه عن اذنك.
نظرت لأثره بشرود بعد رحيله تعلم ان زوجها محق فيما قال هي لم تقدم أي بادرة لتصلح الأمور معهم مثل توفيق الذي استعاد الود مع جسار ونال رضا أبيه.. أما هي منبوذة خاصتا من الجد الذي لا يحدثها إلى الآن رغم انها أختارت أن تترك عملها وأنهت غربتها لأجلهم..ومع هذا مازال توفيق فاتر المشاعر معها هو أخبرها ان علاقتهما لن تعود قبل ان تصلح ما افسدته مع والده وهذا ما فشلت به أو بالأحرى لم تفعله بعد.. تنهدت بحزن وظلت مطرقة برأسها تفكر بما آل إليه حالها وكيف تستعيد مكانتها كما كانت. 
التوتر يلازمها طيلة اليوم وحضور جسار مع والده وجده صار وشيك الكثير من الأمور تشغل بالها هل سيلتزم جسار باتفاقهما ويخفي أمر نسبه المجهول ام سيتهور ويجاهر به ويفسد علاقة لم تبدأ بعد هي لا تضمن رد فعل الجميع بشيء گ هذا هي حقا لا تراى فيما صارحها به جسار ما يقلق بل ربما ازداد احترامها له أضعاف.. كان يمكن ان يخفي كل شيء عنها ولا يكترث ويستفيد من نسبه المعروف لعائلة السماحي.. لكنه كان صادقا وهو يكشف لها كل خباياه
دون تردد..وهذا ما أشعرها بالراحة والأمان.. لا تصدق
ان من تتحدث عنه داخلها وتدعمه هو ذاته جسار القديم.. بل لا تصدق ان بيوم قريب ستتضافر حياتها معه للأبد..صدق من قالو لا محبة إلا بعد العدواة
فانقشعت العدواة ولم يبقي بخافقها غير المحبة.
شمس هرد علي التليفون واجيلك
قعطعتها سارة بقولها فئومأت لها بتفهم وراحت تتأمل هيئتها في المرآه ربما للمرة العاشرة ثوبها الوردي يبدو شديد الرقة ويبرز جمال جسدها المثالي وبينما هي شاردة تنظر لنفسها عانقتها والدتها وهي تقول ما شاء الله قمر شموسة. 
بجد يا ماما شكلي حلو
حلو بس وربنا تجنني
تدخلت سارة بقولها بعد ان انهت لتوها مكالمة جانبية مستطردة طلع عندي حق لما صممت على الفستان ده لونه روعة علي وشك ومخليكي منورة. 
ابتسمت شمس وهي تمتن لها سارة أكثر منها خبرة بتلك الأمور التي تخص المظهر والتجميل وقد ساعدها رأي ابنة العم بشكل كبير. 
ربنا يخليكي ليا يا سيرو..مش عارفة من غيرك كنت هعمل ايه
عيب تقولي كده أحنا اخوات ومسيري اتعبك واطلع عينك كمان يوم ما اتخطب.
دعت صابرين والدة سارة بحرارة ربنا يفرحني بيكي قريب عشان فرحتنا تكمل. 
سارة بمزاح وهي كده فرحتنا ناقصة يا ماما طب بذمتك احنا مش بنعيش معجزة دلوقت مش دي شمس اللي كانت عمالة تقول انا مابفكرش في الجواز وأهم حاجة شغلي.. 
أهي وشها منور ونستنية عريسها والرضا بينط من عنيها. 
ضړبتها شمس علي رأسها بخفة ومسحة خجل اعترتها 
فضحكت جمانة والدة شمس وقالت أه والله يا سارة دي صح معجزة أنا لسه مش مصدقة اللي بيحصل.
فغمزت صابرين بعيناها مشاكسة شكل جسار ده سره باتع يا جمانة.
وبعدين معاكي يا خالتو انتي وماما هو انتوا مش وراكوا غيري انهاردة تحفلوا عليه.
سارة وهي تقرص خدها أمال نحفل علي مين غيرك يا عروسة. 
ابعدتها شمس وهي تسبها حانقة لتضحك جمانة مع قولها 
خلاص يا سارة سيبي بنت عمك مش تضايقيها.. ده يومها انهاردة ثم صاحت وهو تحوطهما بنظرة حانية ربنا يفرحنا بيكم انتوا الاتنين ونشيل ولادكم يا حبايبي. 
.........
شمس ليه مش بعتي شكل الفستان اللي هتلبسيه انهاردة
حبيبتي انا خلاص وصلت مع بابا واخويا وجدي
شمس عايز اشوفك أول ما ادخل
شمس هو ماينفعش نخرج انا وانتي انهاردة
رسائله تنهال عليها بلهفة واضحة.. يفتقدها بشدة رغم انها حدثته في الصباح عقب استيقاظها وامتنعت عن مهاتفته فقط بضع ساعات لتستعد له لكن يبدو ان تعلقه بها صار چنوني والأعجب انها تشاطره الجنون ذاته هي مثله تعلقت به وإن غاب تشعر بنقص وفراغ غريب..كأنها لم تعد تكتمل ألا معه..عجيب أمر القلوب حين تهوى..ريشتها تصبغ جدران الحياة
بكل ألوان السعادة. 
بحفاوة شديدة تم الترحيب بزيارة جسار مع جده ووالده وشقيقه رائف..كما حصد موافقة
والد شمس على طلبه للزواج منها بعد تبين رأي ابنته بالطبع ثم تم الاتفاق علي الأمور الأخري مع التزام الجد بوعده لجسار بألا يتخطي كثيرا حدوده المادية وبلهفة لم يخفيها جسار تعجل إتمام زفافهما بعد أشهر قليلة تكفي لتجهيز عش الزوجية بلمسات شمس كما
 

تم نسخ الرابط