صفقة زواج بقلم سهام صادق
المحتويات
بابا بيناديلى دايما بفرحة عمرى أو فرحة بابا
دق قلبها بشدة ففرحة عمرى هو لقبها الذى يقوله هو أما هو فشعر بالإشتياق لأيام كانت هى كل ما يتمناه منها فرحة عمره الضائعة
إلتقت عيناهما وهى تحكى الكثير مابين عتاب ولوم وشفقة
أنزل عيناه وهو يقول يلا يافرح لازم نمشى دلوقت عشان أخوكى بيعيط
ذهبت إليه فرح وقالت پخوف على أخيها بجد طب يلا بينا يابابا لأنى مبحبش ساجد يعيط بس ممكن بعد مانسكته نيجى هنا ونشترى التيشرت عشان عجبنى وانا عارفه ان حضرتك بتحب اللون ده قوووى
إقتربت منه وهى تقول بۏجع ليه
نظر إليها دون فهم ليه إيه
أغمضت عيناها پألم وقالت ليه سميته ساجد ليه مش أى إسم تانى عايز تعرفنى إنك خلاص بقى ليك حياة وعيشت وحبيت واتجوزت وأخدت منى إسم إبنى اللى كان نفسى أسميه أضافت بۏجع دكان إختيارى أنا مش إختيارك انت كنت موافق عليه بس عشان خاطرى يبقى ليه سميته لإبنك
وقال دون وعى حبيت يكون فيه أى ذكرى منك حتى لو كان إسم إنت اللى مختاراه ثم أضاف بتهكم ناتج عن ألمه وكمان ياريت متحكميش على حد تانى من غير ماتعرفى ظروفه إقترب منها وقال بۏجع ملأ صوته مين قالك إنى عشان إتجوزت أبقى حبيت وعشت حياتى مانكرش انها كانت ونعم الزوجة وانا على قد ما اقدر كنت ليها زوج كويس براعيها وبتقى ربنا فيها لكن ده ثم أشار على قلبه ده من يوم ما اتكسر وهو متصلحش حاولت بس معرفتش لما تحس انك ملكش قيمة مع أكتر حد إنت بتحبه ساعتها بتحس بأن قلبك حد بيشيله من مكانه وبيرميه ويحط بداله ناااااااار وياريتها بتهدا دى بتزيد
صاح پغضب والظروف دى مكانتش على اختك ليييه هااه إشمعنى إنت اللى تضحى وأختك اتجوزت هيثم ابن عمى وعاشت حياتها وولادها اهم فى الجامعة إشمعنى أنا اللى قلبى يتكسر وغيرى يعيش حياته وكمان أنا عمرى ماكنت هبعدك عن إخواتك وانت عارفه كده كويس وقلتلك متقلقيش عليهم بس رغم كده صممتى انك تكسرينى
صړخ بها
مفيش فايدة فيكى هتفضلى طول عمرك تدوسى على نفسك وتاخدى فى الرجلين الناس اللى بيحبوكى عشان تكملى تضحيات خليكى فى تضحياتك يافرحة وانسى إنك شوفتينى خااالص
أخذ إبنته وخرج كالإعصار من المحل فهو كان بداخله يتمنى أن تكون قد شعرت بالندم ولو قليلا لأنها تركته ولكن كلامها قد جرحه مرة أخرى عندما شعر بأنها لم ټندم على بعدها عنه وتحطيم قلبيهما معا
إرتمت داخل أحضان حورية وهى تقول إيه اللى جابه دلوقت أنا كنت حاسه انى عايزه أرمى نفسى فى حضنه وأقوله وحشتنى كان نفسى أعرفه إنى منستهوش وانى كل يوم مبنامش غير على صورته بس مكنش ينفع أسيب أخواتى ياحوريه مكانش ينفع
ردت فرحة بإنكسار مكنش ينفع يا حورية وانتى عارفه ان مامته جاتنى وقالتلى كلام زى السم وانى هاخد إبنها منها وإنه كده مش هيتحوزنى لوحدى ده هياخد إخواتى فوق البيعة وهى
عايزاه يعيش حياته ويفرح مش يشيل مسئولية وهم
أخرجتها حورية من أحضانها وقالو پغضب وانت كالعادة دوستى على نفسك ومقولتيش لماجد على كلام مامته وسيبتيه وفهمتيه انك بعتيه وإخترتى إخواتك
أكملت بحزن كسرتى قلبك وقلبه معاكى واهو كده كده ساب البلد كلها ليكى ولأمه يعنى لو كان اتجوزك على الأقل كان ق فى نفس البلد مع مامته بس هو حب يعاقبك فعاقب مامته على كلامها رغم إنه ميعرفوش
جلست فرحة على كرسيها بشدة وهى شاردة فى نظرات والدة ماجد الكريهة وقالت پألم أمل أختى طلبت منى مروحش أزورها بسبب مامت ماجد وتلقيح الكلام عليا وقلبان وشها لما تشوفنى طب كانت عايزانى أعمل إيه مانا سيبته لما لقيتها مش راضية عن وجود إخواتى معايا أجهشت بالبكاء وقالت مش ذنبى إنه سافر ياحورية أنا والله كنت بتقطع وحسيت بقلبى طلع من مكانه لما سافر وساب البلد كنت بمنى نفسى انه حتى لو بعدت عنه بس هشوفه ولو من بعيد بس محصلش
حاولت حورية أن تهدئها فقالت خلاص يافرحة اللى حصل حصل ومحدش هيقدر يرجع الزمن من تانى وانت مغلطيش لما قررتى تبعدى عنه عشان إخواتك بس غلطك الوحيد إنك محكتيلوش عن كلام مامته يمكن ساعتها كان كلمها وغير رأيها بس هنقول إيه قدر الله وماشاء فعل ولعله خير
أمسكت يدها وسحبتها معها بإتجاه دورة المياة التى بالمحل وهى تقول بمرح محاولة منها أن تخرجها مما هى فيه يلا روحى إغسلى وشك ده بدل الزباين ماتطفش لما تشوفك كده وإذا كان عليا فأنا النهارده هأنسك لغاية آخر اليوم وهسهر معاكى لأن زوجى المحترم هيبات عند أمه ياختى وخد معاه الولاد
ضحكت فرحة ڠصبا عنها وقالت هو إنت لسه برضه مبتكلميهاش
زفرت حورية وقالت بحزن للذكرى لا يافرحه ومش قادره أسامحها أبدا أنا كنت بعاملها زى أمى وأحسن وكله عشان خاطر عادل وده اللى خلاه يحبنى ويقدرنى أكتر هاصة إنى نزلت إشتغلت معاكى وبقيت بساعده فى مصروف البيت لكن إنها تحاول تخرب عليا لمجرد إنها حاسه بحب عادل ليا وإخواته البنات يملوا دماغها بكلام غلط وتصدقهم رغم إنى اللى كنت بلحقها وبناتها كل واحده فى بيتها وكمان تقوم جوزى عليا لولا إنه عارفنى والحمد لله انه سمع أخته وهى بتقومها عليا زفرت پغضب وقالت وكمان أنا ممنعتوش عنها ولا حتى ولادى منعتهم بيروحوا وبيباتوا هناك بس أنا قلتله إنى عمرى ما هخطى بيتها تانى والصراحه عادل قدر ده ومحاولش يضغط عليا إنى أروح خاصة بقه لما سمع كلام الشيوخ وعرف إنى أصلا مش المفروض أخدمها بس ده كان فضل منى بس مين يفهم ده
إبتسمت فرحة وقالت الحمد لله ياحورية إن عادل راجل عاقل
وبيحبك بجد ومقدر اللى انت عملتيه وواقف فى ضهرك صدقينى راجل زى عادل بقه صعب وجوده فى وسط كل المشاكل اللى احنا فيها
ضحكت حورية وقالت طب ياختى مين يشهد للعروسه مانتوا بتعملوا رباطيه عليا دايما
ردت عليها فرحة بصدق عادل ده يبقى أخويا اللى أمى مخلفتوش أنا عمرى ما أنسى وقفتك ووقفته هو كمان معايا ربنا مايحرمنى منكم أبدا
عندما تكون الآنانية هى السمة السائدة بحياتنا تكون الخسائر هى الشئ الوحيد الذى سنحصل عليه لأننا لن نشبع من أى شئ وسنتمنى الحصول على المزيد حتى لو لم يكن مقدر لنا بالآخير
كانت تجلس أمل وهى تشعر بالڠضب بعد مكالمتها لأختها فرحة فرغم أن أمل تتبعت أنانيتها ولم تستطع التخلى عن خطيبها ليس حبا به ولكن لأن نفسها عندها هى الأهم
ولم تضحى وهناك من سيقوم بهذا الدور إلا أنها مازالت تشعر بالغيرة من فرحة خاصة بعد نجاح مشروعها وأصبح من أكبر المحلات بمدينتهم وذات صيت ذائع إذا فلتأخذ ماتستطيع حتى لو لم تكن محتاجة إليه
دخل هيثم زوجها بعد يوم شاق بعمله ألقى عليها السلام ثم سأل عن أولاده وبعد أن إطمأن عليهم شعر بتغير ملامح وجهها فسألها مباشرة بنزق
مالك يا أم ركان فيه إيه
زفرت بشدة وقالت بخبث و ڠضب تخيل بقول لفرحة إنى محتاجه منها ألفين جنيه ولا تلاته عشان ركان عايز فلوس عشان المشروع بتاع الكلية بتاعته قعدت تقولى خلى عندك ډم وانت مبتحسبش وكلام زى السم
نظر إليها بتوجس وعدم تصديق وقال بقه فرحة اللى زعقت وقالتلك كده
شعرت بالغيرة من حب الجميع لتلك الفرحة حتى زوجها فهو دائما ما يقف بصف فرحة ويقدر تضحياتها مع الجميع حتى مع أولاده
صاحت بغيرة ياسلام هو انت مش مصدقنى ولا إيه
نظر لعيناها وقال بقوة أيوه يا أمل مش مصدقك عارفه ليه لأنى عاشرتك وعارف طبعك وكمان عارف فرحة وطبعها وعارف إنك لو طلبتى إيه هتديهولك حتى لو ممعهاش ثم أكمل پغضب وكمان إنت أصلا بتطلبى منها لييه هو ركان كان طلب منى وأنا قلتله معييش ولا هو الحاجه خسارة ففرحة وخلاص
تلعثمت وقالت قققصدك إيه يا هيثم
صاح پغضب وقال قصدى إنك إنسانه مش طبيعيه بتغيرى من فرحه مع إنك أحلى فى الشكل وكمان إنت إتجوزتى وهى لا ربنا رزقك بالولاد يعنى بإختصار شديد المفروض هى اللى تغير منك مش إنت بس هى عمرها ماغارت بالعكس بتساعدك بحب أكمل بتأنيب إنت ناسيه ياهانم إنها هى اللى دفعت قسط الجامعه لركان لما لقتنى مجمعتش المبلغ ولما حاولت أردهولها رفضت يبقى إيه ياشيخه إرحمى فعلا أنا دلوقت صدقت إن مش شرط الشكل الخلو يبقى كمان الطبع حلو واهو إنت خير دليل
صاحت
أمل بغيرة وقهر أنا مش عارفه إنت ليه دايما بتسم بدنى بكلامك عن فرحة هى فيها إيه زيادة عنى عشان كلكم تحبوها كده ده حتى ولادك لازم يفوتوا عليها وهم رايحين وهم جايين كأنها هى اللى أمهم مش أنا
ضحك بتهكم وقال تعرفى الفرق إيه الفرق فى ده وأشار على قلبها قلبها أبيض وبتحب الخير للكل فالكل حبها تصدقى أنا بقالى فترة بقول ياريت كانت جوازتنا هى اللى باظت وجوازة فرحة وماجد كملت بس يلا النصيب
الفصل الثالث
فرحة مکسورة
سلوى عليبه
سكن الحزن القلب حتى أصبح هو المقيم الأوحد فهل سيكون للفرح نصيب من قلبى أم أن الحزن أصبح كالمستعمر الذى يستهلك ساكنه حتى ينضب من خيراته فلا يترك مكانا لأى شئ آخر
يجلس ماجد بتلك الشقة فى ذلك البرج العملاق يتذكر ما حدث معه منذ سفره وعمله محاسبا بإحدى شركات الخليج حتى أنه كان يصل الليل بالنهار ليس لكى يتحصل على المال الوفير ولكن لكى ينسى ألم قلبه فهو يريد أن يعود لسكنه المتواضع وهو لايشعر بشئ حتى ينام كالقت يل ولكن هيهات فعندما يضع جسده على التخت يظل يتقلب يمينا ويسارا ويأن قلبه بشدة وبزيادة عليه آنين جسده المتواصل
متابعة القراءة