قصه جديده
المحتويات
وألف بنت تتمناني.. بس صراحتك شفعتك لك
رفعت وجهها له وعلي شفتيها شبه إبتسامة عندما رآها ظن أنه خيل له.. لذا ابتسم هو تلقائيا ثم أدرك شيئا فعاد إلى جديته وسألها طب هو والدك ممكن يوافق على ظروفي دي
هزت رأسها موافقة وقالت ببعض الحزن اللي قولتلك عليه ده بالنسبة لوالدى كتير إحنا في منطقة شعبية والناس فيها يعتبر معډومة وحياتهم ماشية بالزق.. فالقليل عندهم كتير وأبويا هيفرح إنه هيخف الحمل عنه
أدرك الآن أنها تحمل الكثير بداخلها وبمجرد إطمئنانها له ستخرج مابداخلها وسيستطيع حينها أن يفك شفرتها المعقدة.
تناولت سدن الطبق الذي يحمل الكوبين بيدها ووضعته على المنضدة الصغيرة بغرفتها بينما أغلقت سدرة الباب وتبعتها قائلة أنا جبت معايا شوية سندوتشات نتغدى بهم بدل الحوجة لمرات أبوكي العقربة دي
ردت بحزن عليها قائلة هتتجوز وتمشي زي غصون ياسدرة وهتسيبيني
ردت علي أختها تطمئنها ومين قال إني هسيبك بالعكس هنشوف بعض كل يوم وهتزوريني مين قال أننا هنبعد
نظرت لها سدن بدموع وقالت لا ياسدرة بكرة الحياة تاخدك وبيتك وجوزك يشغلوكي وتنسيني
ردت عليا سدرة بجمود دي فرصتي الوحيدة ياسدن وأنتي بكرة تجيلك فرصتك
ردت عليها سدن بيأس ليه وانتي متخيلة ان ممكن حد يجي يتقدملي في يوم من الايام
نظرت لها سدرة بعتاب وقالت وليه لاء أنتي زي القمر وكفاية قلبك الطيب.. بس يوم ما يحصل امسكي في الفرصة دي واخرجي من هنا لو هتدوسي على الكل
ناولتها سدرة شطيرة وقالت بس كلي كده الأكل هيبرد
أخذتها منها سدن وقضمت جزءا منها وقالت أنا روحت النهاردة للمكان اللي سعد كان شغال فيه عشان أسأله على غصون يمكن يعرف مكانها لقيته مشي ورجع الأرياف عند أهله وساب الشغل
ردت عليها سدرة وهي تمضغ الطعام وهو هيعرف منين مش كان قال لأبوكي أنه طلقها
ردت عليها سدن طالما راح وطلقها يبقى عارف مكانها حتى قولت لأبوكي رن عليه أسأله رن واعطاه مغلق ومعرفش يوصله
ردت عليها سدن الله أعلم بظروفها ياسدرة غصون قلبها طيب يا سدرة وزمانها نفسها تشوفنا هي كمان ومش هيمنعها عنا غير الشديد القوي
قاطع حديثهما ناهد زوجة أبيهما التي فتحت الباب وطلت منه برأسها تقول بتذمر أنتوا تتحاكوا وأنا شغالة لوحدي.. ماتيجوا تساعدوني خلونا نخلص قبل ما الناس تيجي
نظرت الأختان لبعضهما ثم بادرت سدرة في الرد قائلة ببعض السخرية معلش تاعبينك معانا يامرات أبويا ماتيجي تاكلي لقمة معانا.. أصل أنا بنتغدي بس وهنشبع ونحصلك
رفعت ناهد حاجبها لها بإستنكار ثم شدت الباب بقوة عليها وخرجت.
يوم عصيب مر عليه ولأول مرة منذ أشهر عديدة يظل حتى منتصف الليل في عمله بسبب عمليات طارئة مما اضطره لمحادثتها عبر الهاتف وإخبارها بذلك وبالفعل طمأنته أنها لن تترك الولدين حتى يعود.. وهاهو قد عاد ليدخل المنزل ويجده هادئا خاليا من مرح الأولاد في المكان واندفاعهم نحوه كلما دخل مما أعاد للمنزل بهجته بعدما فقده منذ شهور عدة.. كما عادت إليه الحياة مرة أخرى.
لا ينكر ان خوفه الآن تلاشي من وجودها فهي منذ أن جاءت للعمل في المنزل منذ أسبوع وهو لم يجد منها خطأ بل العكس فهي تهتم بالأولاد وتعاملهم بحنان وحب كما يخبراه بذلك دائما وتعد له أيضا الطعام كل يوم رغم رفضه لذلك في البداية ولكنها أخبرته أنها لم تعده له خصيصا وهذا من الطعام الذي تعده للولدين كما اهتمت بالمنزل ونظافته وتعطيره كل يوم قبل أن تغادر عندما يعود مما جعله يشعر براحة كبيرة كلما عاد والتزمت بما أخبرها به ولكنه يتعجب أنها دائما تفعل ذلك وتخشي مقابلته تحاول دائما ألا تظهر أمامه ولكنه ترك لها حرية ذلك منعا لإحراجها.
صعد بهدوء الدرج واتجه نحو غرفة الولدين وطرق الباب بخفة حتى لا يستيقظا ولكن لم يجد رد ففتح
متابعة القراءة