جنتي علي الارض
المحتويات
انتي لسه هنا
ظهر الخۏف على وجهه فور سماعه صوت الساعي قالت جنه مطمئنه ده عمو فريد و هو طيب خالص .
و لكن لم تنجح محاولتها في طمأنته ثوان و كان خارج المكتبه .
قالت جنه للساعي على الفور أنا مروحه تقدر تقفل المكتبه يا عم فريد .
حملت حقيبتها و غادرت المكتبه وقفت على البوابه تنظر يمينا و يسارا تبحث عنه وجدته يسير بالقرب من كشك الصحف و من ثم دخل في أحد الشوارع الفرعيه .
انطلقت جنه تحث خطاها للحاق به توقفت عند ذلك الكشك و نظرت باتجاه الشارع الفرعي وجدته قد وصل إلى نهايته لحقت به مسرعه ...و صړخت مناديه محمد استنى شويه ...
ألقت سماح التحيه على الفتيات الملتفات حول شاشة التلفاز في الصاله الموجوده في الطابق الأرضي للسكن و ذهبت لاستقلال المصعد إلى شقتها عندما استوقفتها إحدي الفتيات قائله استني يا سماح ...
قالت سماح خير ...
في ست كبيره جت من حوالي نص ساعه و عايزه تقابلك .
مقلتش اسمها ايه
بتقول الحاجه رقيه .
في مكتب المشرفه .
طب أنا هاروح أشوفها عايزه ايه .
طرقت سماح الباب و دخلت حيتها المشرفه و استأذنت تاركه المجال لها للحديث مع تلك المرأه .
مدت سماح يدها و قالت ازيك يا حاجه رقيه
الحمد لله ازيك انتي يا بنتي !
الحمد لله ..خير كنت عاوزاني فايه
ابتسمت الحاجه رقيه و قالت الظاهر انتي مش عارفاني ... أنا أم عبدالله .
زفرت سماح بقلق فهي بالتأكيد غير مستعده للحديث الذي ستجريه معها أم عبدالله .
زفر إياد بقوه و تساءل من فيهما الذي جن حقا !
هو الذي ظل لحوالي الساعه قابعا في سيارته أمام المكتبه مترددا هل يدخل و يحادثها أم عليه فقط أن يتبعها ليرى إن كانت حقا ستذهب إلى قسم الشرطه .
استدارت جنه لتقول بأنفاس متقطعه بعد أن رأته خضتيني ..حرام عليك .
رد إياد بعصبيه خفتي مني لكن مخفتيش و انتي بتجري من شارع لشارع متعرفيش حتى رايحه فين
قالت جنه بصوت متقطع من آثار العدو مين قالك معرفش رايحه فين
رمقها إياد بنظره مليئه بالسخريه و قال طيب يا شاطره احنا فين دلوقت
و تابعت قائله هو انت كنت ماشي ورايا
أجابها إياد أنا اللي أسأل مش انتي ايه اللي خلاكي تخرجي زي المجنونه و تجري كده من شارع لشارع
تنهدت جنه و قالت اسمع يابشمهندس زي ما قلت كنت بجري من شارع لشارع فأنا تعبانه و مجهده و مليش خلق أكمل التحقيق ده .
ثم ثبتت حقيبتها على كتفها و قالت عن اذنك .
جذبها إياد من مرفقها و أعادها إلى مكانها السابق في مواجهته و قال ما هو انتي مش هتزحزحي من مكانك ده الا ما أعرف كنتي رايحه فين
أحست جنه بالدوار و شيئا فشيئا تباطتء دقات قلبها فركت عينيها عل هذا يخفف من شعورها بعدم الاتزان .
و لكن دون جدوى ليأتيها صوت إياد كمان ده سر زي عنوان أهلك !
قالت جنه متوسله إياد ..أرجوك بجد مش قادره .
كانت تلك المره الأولى التي يسمعها تنطق باسمه مما أثار قلقه هل هي متعبه حقا أم تحاول فقط التهرب منه
لم تدم حيرته طويلا فلقد ترنحت أمامه و لولا أن أسندها في اللحظه الأخيره لسقطت ارضا .
قالت ووجها ملتصق في صدره مش قادره آخد نفس حاسه إني هاموت .
أبعدها إياد قليلا عنه حتى يتفرس في وجهها و قال بصوت هادىء لا يعكس القلق الذي اعتراه أنا هآخدك دلوقتي و نروح المستشفى تقدري..
لم يكمل طلبه فلقد شاهدها تغيب عن الوعي أمام عينيه.
حملها و عدى راجيا الماره إيقاف سيارة أجره لينقلها إلى أقرب مشفى .
الفصل الثاني عشر.
لقد عاد من يعجز الكل أمامه
عشر دقائق تلك هي المده التي استغرقها سائق الأجره لإيصالهم إلى المشفى عشر دقائق مرت و كأنها عشر عقود عشر عقود من الړعب و القلق على سلامتها جلس في سيارة الأجره ينظر إلى ذلك الوجه الملائكي و الجسد النحيل يتآكل قلبه من قلة حيلته تمنى لو بمقدوره مساعدتها و لكن فشلت جميع محاولاته بإيقاظها .
فور توقف سيارة الأجره حملها و هرول مسرعا إلى داخل المشفى صارخا يطلب الإسعاف الفوري تقدمت منه إحدى الممرضات
و قالت اهدى أرجوك و حالا هيجي الدكتور .
حضر المسعفون و تم نقلها إلى إحدى الغرف المجاوره صړخ إياد أنا لازم ادخل معاكو عايز اطمن عليها وقفت الممرضه أمام الباب و قالت آمره ممنوع حضرتك اتفضل في الاستراحه و أنا أول بأول هاطمنك عليها .
داخل غرفة الطوارىء
قال الطبيب الشاب نبض القلب منخفض جدا لازم نعمل انعاش .
قالت جنه هو أنا ليه مش قادره افتح شكله رجع تاني ليه يا قلبي ليه دلوقتي !
ثم شهقت .. بلاش الصاعق .
ثوان بعد تلقيها الصدمه أحست بعودة دقات قلبها كما اعتادتها و تدريجيا اختفت الآم الصدر التي كانت تحس بها و لكنها ما زالت متعبه لا بأس ستبقى مغمضة العينين قليلا حتى تحصل على قسط من الراحه.
حاول إياد اعتراض طريق المسعفين عندما أخرجوا جنه على النقاله أراد أن يطمئن عليها و لكن أوقفه الطبيب قائلا حضرتك جاي مع المريضه
أجاب إياد أيوه أنا أخوها طمني يا دكتور هي كويسه
أجابه الطبيب مخبيش عليك هي عندها بدايه سكته قلبيه لكن احنا لحقناها و قدرنا نرجع نبض القلب لطبيعته مره تانيه .
تراجع إياد و جلس على المقعد فلم تقدر قدماه على حمله بعد تلقي ذلك النبأ و قال يعني ايه سكته قلبيه دي لسه طفله و السكته دي احتمال ترجع تاني احتمال تموتها ....
كان إياد يهذي باحتمال تلو الآخر مما اضطر الطبيب إلى الصياح في وجهه و قال اهدا يا أستاذ لسه في فحوصات كتير لازم تتعمل عشان نتأكد هل القلب سليم و لو في مشكله كل شيء و له علاج بلاش تستبق الأحداث و تتوقع الأسوء خلي أملك في الله كبير و أحب اطمنك إن قلبها استجاب بسرعه للانعاش و في ثانيه رجع لمعدله الطبيعي و دي إشاره كويسه .
قال إياد متوسلا أنا لازم اشوفها و اطمن عليها .
أجابه الطبيب نظرا لحالتك أنا هخليهم يسمحولك تشوفها بس الأول لازم يتعملها بعض
متابعة القراءة