جنتي علي الارض
المحتويات
الصداع لا يمكنها احتماله .
ارتدت ملابس الخروج و أخبرت سماح بوجهتها فرغم إعلان الليل بداية حلوله الا أن الشارع ما زال يعج بالماره و خاصه المصلين بعد صلاة العشاء.
خرجت من البيت و اتجهت للصيدليه القريبه دخلت و ابتاعت ما تحتاجه و غادرت لتقطع الشارع مره أخرى .
و لكن حركته استوقفتها فعندما نظرت إلى يسارها لتتأكد من خلو الطريق من السيارات لمحته بجوار أحد مكبات النفايه يبحث عن شيء ما تراجعت إلى الخلف لتقف على الرصيف مره أخرى و راقبته لتجده يخرج شيئا من النفايه و يضعه في فمه .
آه أذن صغيرها جائع و طعامه الوحيد لهذا اليوم من القمامه و ربما لم يذق الطعام منذ أيام .
شاهدته و هو يبتعد عن مكب النفايه و يقطع الطريق ليتوقف عند مكب آخر ما زال جائعا حسنا لن تقف مكتوفة الأيدي هذه المره و لن تتصرف بطيش كالمره السابقه ستتبعه لتعرف مكان إقامته و لكن بدون أن يلحظها حتى لا يعدو هاربا كالمره السابقه .
بعد أن عبث في المكب انطلق يسير إلى الأمام تبعته جنه حتى وصلا إلى منتصف الطريق انعطف إلى اليسار و لثوان وقف ليبحث في مكب النفايه المتواجد هناك ثم تابع مسيره حتى وصل إلى منتصف الشارع و انعطف إلى يساره مره أخرى ليدخل و يدخلها معه أحد الشوارع الفرعيه الضيقه .
تعبت قدماها ترى كم مضى من الوقت منذ لحاقها به نظرت في ساعتها و لم تصدق ما رأته هل حقا مضى أكثر من ساعه و نصف !
لا جدوى من التراجع الآن ظلت تتبعه ليقف أخيرا أمام أحد البيوت المتهالكه شاهدته يطرق الباب ثم دخل سريعا بعد أن قام أحدهم بفتح الباب له .
وقفت جنه بالقرب من هذا المنزل محتاره ماذا تفعل هل تطرق الباب لتواجه المجهول فلربما لديه فرد من العائله مچرم أو بلطجي هل تخاطر بسلامتها و إن دخلت ماذا ستفعل هل تعطيهم بعض المال و لكن كيف ستضمن أنهم سيعتنون بصغيرها و هل ستتوقف معاملتهم القاسيه معه و لربما نجم عن تصرفها نتيجه عكسيه و أشعلت غضبهم ضده ربما كانوا مثل خالها يملؤهم الحقد و الكراهيه بلا سبب معقول .
ربما كان عليها الاتصال بإياد كما اتفقا و لكنها لم تظن أنها ستقطع كل هذه المسافه عضت على شفتها السفلى فا هو اسمه ينير هاتفها .
ضغطت رد و قالت بصوت يشوبه القلق آلو .
رد إياد على الفور مال صوتك انتي لسه خاېفه من اللي حصل انهارده
ردت جنه بتلعثم لا أنا كويسه بس أصل ...
قال إياد أصل ايه و ايه الصوت اللي حواليكي ده هو انتي فالبلكونه
قالت جنه لا مش فالبلكونه أنا بره البيت .
صاح إياد پعنف بره البيت فين في ساعه زي دي !
قالت جنه أصل ..
صاح إياد پعنف أكبر أصل ايه قوليلي انتي فين بالضبط و معاكي سماح و لا لوحدك
أجابت جنه ثوان بس أبعد عن الدوشه عشان أعرف أكلمك .
و اتجهت الى المقهي المقابل و جلست على إحدى الطاولات.
أتاها فتى المقهي سريعا وقال القمر يؤمر بايه ساقع سخن كله موجود يا جميل .
تمتمت جنه مش وقتك ثم أجابته شاي لو سمحت.
و في نفس الوقت صاح إياد قوليلي حالا انتي فين
لم تجد بدا من قول الحقيقه ما هو المشكله إني مش عارفه أنا فين بالظبط !
وصلها عبر الهاتف زفره قويه من إياد ثم قال واحده واحده و فهميني ايه اللي حصل لاني شويه و هافقد أعصابي قولي كل حاجه و مش هقاطعك.
قالت جنه باستسلام
متابعة القراءة