سدفه
رائد مكان والده وهو يراقب خروجه من المحل بابتسامة عذبة ثم الټفت يطالع الثلاث عمال بالمحل ويبتسم لهم ملقيا السلام ثم تنهد بعمق وأخرج الدفتر أمامه ليراجع ما طلبه والده من الحسابات...
سارتا لساعاتين يتبادلان أطراف الحديث وتتابعان الورود الحمراء والدباديب وملابس المارة متنمرين على البعض ومعجبين بالبعض ومشفقين على البعض الأخر...
وأثناء سيرهما بلا هدف مرت نداء جوار تلك المستشفى التي تذكرها بروايتها وقفت مكانها لبرهة تحملق بالفراغ وتحاول تشغيل مخيلتها علها تلتقط فكرة ما لتكمل تلك الرواية! انتشلها من أفكارها صوت دعاء
التفتت لها نداء وقالت بإصرار
نروح إيه!! أنا مش همشي من هنا إلا لما أشتري كمون
دعاء بنبرة ساخرة
أنا مش فاهمه هتشربي كمون إزاي!! وليه إذا كنت أنا مش بستحمل ريحته على الأكل إنت ه....
قاطعتها نداء بضجر
يا بنتي وأنا مالي بيك وبعدين من تدخل فيما لا يعنيه سمع ما لا يرضيه فاخرسي بقا
نفخت دعاء بضجر وانصاعت لأمرها فمن يجادل مع تلك النداء خاسر لا محاله! وسارتا تتلفتان حولهما تبحثان عن أقرب عطارة وقد ارتدت نداء جلبابها الأسود فور شعورها بالبرودة...
مر الوقت واصتك السحاب وبدأت تمطر عليهما بغزارة وهما تركضان تحت المطر حتى أقرب عطارة التقطتها أعينهما...
منك لله يا نداء إنت والكمون بتاعك
تجاهلتها نداء وفتحت حقيبتها لتخرج المال وتشتري الكمون.
فتشت بالحقيبة مرة تليها أخرى وأجفلت فلم تجد هاتفها ولا أموالها شهقت پصدمه ونظرت ل دعاء قائلة بوجل
الحقيني أنا اتسرقت! موبايلي وفلوسي والكود اللي بدخل بيه الدرس مش لقياهم!!
دعاء پصدمة
بتهزري!! لا دوري كويس كده!!
أخذت نداء تفتش الحقيبة مرة ثانية وتشنج فمها وهي تقول بنبرة متحشرجة
والله ما أنا لقياهم
قالتها وأطبقت يدها على فمها پخوف وهي تقول
الكود بتاع الدرس ضاع يا دعاء كده مش هعرف أدخل تاني!
تلعثمت دعاء وربتت على كتفها وهي تقول بتوتر
م.. ممكن ميكونش اتسرق جايز وقعوا منك.. هنرجع ندور عليهم مكان ما كنا ماشين!
كان المطر يزداد في الهطول ووقفتا مكانهما تنتظران توقفه قالت دعاء بارتباك
أنا هرن على الموبايل يمكن حد يرد علينا
ضغطت نداء شفتيها تحاول كبح دموعها المعلقه بين أهداب مقلتيها أشفقت عليها دعاء وربتت على كتفها تطمئنها وأخذت تطلب رقمها مرة تلو الأخرى ولا رد...
صاحت نداء بنبرة مرتفعة ومتحشرجة
حاولت دعاء ضمھا فأزاحت نداء يدها بعن..ف لكن لم تيأس دعاء واقتربت منها وعانقتها فبكيت نداء وارتفع نشيجها قالت دعاء بشفقة
بالله عليك متعيطيش هتلاقيه إن شاء الله... بس اهدي عشان خاطري
كانت تبكي ولا تدري أعلى فقدها لحاويتها أم لأنها خاڤت أن يكون عقاپ من ربها! فهي تخطئ وتعلم بمدى تهورها واندفاعها! لكنها مستمرة دون التفات أو توقف...
وعلى صوت نشيجها رفع رائد بصره يطالعهما بفضول وعندما أبصر دعاء التي تضم نداء حاول أن يتذكر أين رأى تلك الفتاة وحين سمع شهقات نداء ساقته قدماه نحوهما...
يتبع