قصه جديده

موقع أيام نيوز


الباب الرئيسي مفتوح بهذا الشكل المثير للريبة فهو يعمل بتلك المنطقة منذ سنوات لحراسة قصر من قصور رجل أعمال شهير ولكنه لم ير أحدا من قاطنين هذا القصر
تقدم بخطوات حذرة حتى وصل للباب الداخلي للقصر وضع عبائته يغطي بها أنفه قائلا بإشمئزاز إيه الريحة النتنة دي هو في حيوان مېت جوة ولا إيه!
أزاح الباب بخفة ففتح بسهولة فصاح بصوت عالي يا ساتر حد هنا

وما
قابله هو الصمت ولكنه انتبه لوجود شيء ما فدلف للداخل يستكشف ما هو ويا لهول ما رأى 
ثم هرع خارج القصر بخطوات مسرعة وكاد أن يسقط أرضا عدة مرات
بمجرد أن وصل للشارع الرئيسي أخرج هاتفه قديم الطراز يطلب رقم ما قائلا ألووو بوليس النجدة إلحقوني يا بيه!!
الخاتمة ان
صلوا على خير البرية 
وها هي أزهار العمر تطرح ثمارها ولتجني كل يد ما زرعت فمن زرع القسۏة طرح الجفاء ومن غرس الطيبة نال المحبة والرضا
بعد مرور ستة أشهر_
استيقظت في السادسة صباحا تعمل على قدم وساق 
لم تترك مكان في البيت إلا وأعادت ترتيبه من جديد حتى طعام اليوم قامت بطهيه تركت غرفتها و غرفة الأطفال دون ترتيب فشعيب مازال يغط في سبات عميق فلقد عاد ليلة أمس بعد منتصف الليل بسبب بعض المشكلات التي تواجهه في العمل
مسحت وجهها المتعرق بكم جلبابها البيتي ذو اللون الزهري مشغول بوردات بيضاء صغيرة وجلست على مقعد السفرة تلتقط أنفاسها ثم تحسست معدتها المنتفخة بإنبهار فلقد أصبحت في أول الشهر التاسع من الحمل
ارتسمت إبتسامة حنونة على شفتيها رغم الألم وهي تشعر بإحدى ضربات طفلها الصغير صحيح أنها للآن لم تعرف نوع الجنين فقد رفضت هي وشعيب إجراء الفحص اللازم لمعرفة نوع الجنين إلا أنها تشعر بأنه صبي صبي قوي مثل والده
انتبهت على وقوف مالك العابس بجوارها فهتفت بحبور صباح الخير على حبيب قلب ماما
لم يبتسم لها الصغير كعادته كل صباح ولم يجبها بل رمقها بمقلتين مقلوبتين فهتفت لتين بصوت متسائل مسموع تؤتؤتؤ مالك زعلان من ماما ليه ياترى ماما عملت إيه زعلت بيه مالك ياترى عملتي إيه يا لتين
أسرع الصغير يقول بعبوس و إندفاع صحيتي قبري قبلي وإحنا اتفقنا أنت وأنا نفتح عنينا مع بعض
تحكمت في إبتسامة لحوحة وهتفت يا نهار أبيض إزاي أغلط الغلطة دي وأصحى قبلك بس أنت عارف إن ماما عندها حاجات كتير لازم تعملها قبل ما مالك يصحى وبعدين مش أنا عملتلك الكيك اللي بتحبه
هتف بسعادة بجد
أومأت بالموافقة وعيناها تلتمع بالدموع فكلما استمعت لصوت مالك ترقرقت الدموع بعينيها من شدة سعادتها فلقد عاشت أيام طوال قلقة وحزينة لعدم إستجابة الصغير لأي من محاولاتهم لحثه على الكلام ولكن شعيب إقترح عرض مالك على طبيب تخاطب وقد كان فبعد علاج استمر لستة أشهر تخطى الصغير أزمته التي كانت نفسية أكثر منها صحية!...
أفاقت من شرودها على خروج الفتاتين من غرفتهما فوقفت ببطء قائلة أميرات ماما صحيوا يالا يا حبايبي أقعدوا على السفرة لحد ما أجيب الفطار وأنت يا إيشو خلي بالك منهم على ما آجي
هتف عائشة بطاعة حاضر يا ماما
ربتت لتين على كتفها بحنان واتجهت للمطبخ تحضر الإفطار التي أعدته صباح اليوم
هتفت حنان بعصبية يا تقى لا تقفلي الزفت اللي عمال يرن دة لأما تيجي تردي صدعت على الصبح
قالت تقى بخجل دة مازن يا ماما
_لا والله! ومالك مكسوفة كدة ليه! قال مازن ياماما ماتردي يا آخرة صبري شوفي سي مازن عايز إيه خلينا نخلص اللي ورانا
أومأت تقى موافقة وردت غير منتبهة لمكبر الصوت الذي ضغطت عليه دون قصد نعم يا مازن! نعم عمال تتصل كتير كدة ليه!
_أنعم الله عليك ياروح قلب مازن وعيون مازن ونن عين مازن و
_وإيه كمان ياموكوس!
إحمر وجه مازن شاعرا بالحرج قائلا احمممم صباح الخير يا حماتي إن شاء الله تكوني بخير
أجابته حنان بعد أن انتشلت الهاتف من يد تقى ترمقها بغيظ الحمدلله في نعمة لولا واحد كدة ناوي يجبلي الضغط
_بعيد الشړ عنك يا حنان يا قمر
_مازن أنا مرات عمك يا حبيبي وحماتك واخد بالك من حماتك دي ماهو مش عشان كتبت الكتاب فتفكر إنك كدة ضمنت البنت و الجوازة لااا دة بكلمة مني ه
قاطعها بمسكنة ه إيه يا ماما حنان
_محتال قالتها تقى بداخلها وهي ترى التأثر واضح على وجه والدتها
أما الأخيرة فقالت بصوت ثابت محاولة

إخفاء تأثرها ها اجي أشدك من ودانك زي زمان يا مازن وهعذبك أقفل يلا ومش عايزة أسمع صوتك لأسبوع قدام
_بس ياحماتي الفرح بعد أسبوع وأنا
قاطعه صوت إنتهاء المكالمة فضحك بمرح قائلا بټموت فيا سبحان الله!!
هتف توفيق من الخارج يا مازن
_أيوة يا حج جايلك 
قالها مازن واتجه لغرفة أبيه ليجده على نفس وضعه يعلو الفراش وبيده صورتين إحداهما لوالدته والأخرى لنورا!
إبتلع غصة مسننة كادت أن ټخنقه وجلس بجواره قائلا بحنان أؤمرني يا حاج
هتف توفيق بحنين عايز أزور أمك وأختك النهاردة بقالنا أسبوعين قاطعين زيارتهم وحشوني
لثم مازن يد والده قائلا عينيا يا حج نروح بعد العصر تكون الشمس هديت شوية
ربت توفيق على كتفه قائلا ربنا يديك على قد نيتك الطيبة يا ابني ويبارك فيك
همس مازن بتأثر ويخليك لينا إحنا من غيرك ولا نسوى
_أخوك عامل إيه أخبار الجلسات اللي بياخدها إيه في نتيجة رجله اتحسنت
_الحمدلله أحسن من الأول بس لسة شوية على ما يرجع زي الأول
هز توفيق رأسه موافقا وشرد في يوم مر عليه ستة أشهر ولكنه يشعر وكأنه بالأمس!
يوم أن أتت الشرطة تبحث عن عائلة نورا توفيق مهران وأبلغتهم الخبر المفجع پوفاة نورا!! ربما لو ماټت بصورة طبيعية لكان وجعه أقل! أن يعلم أن ابنته قټلت وتركت جثتها لمدة زادت عن أسبوعين دون أن ټدفن لهو أمر قاس لم يتحمله قلبه فسقط واقعا غير شاعر بمن حوله سقط ولن يعود للوقوف مجددا! فلقد شلت قدماه بسبب الجلطة التي تعرض لها بعد سماعه پوفاة ابنته الوحيدة!!..
حتى وإن رأى البعض أنها لا تستحق أن يحزن عليها فقد باعتهم دون مقابل! حتى وإن كانت قد سممت علاقات الكثير وډمرت حياتهم ومنهم حياة ابنه البكري ولكنها تظل ابنته قطعة من روحه فلذة كبده كيف لا يحزن عليها كيف يتخطى خبر مۏتها وكأنها لم تكن تعنيه كيف بحق الله!!
زفر توفيق نفس مټألم وأغمض عيناه يناجي النوم أن يأتيه فالنوم راحة هو بأشد الحاجة إليها..!
همس مازن بتضرع اللهم يا واسع العطاء ويامنزل الشفاء ويا رافع البلاء ويا مجيب الدعاء اشف أبي يارب واجعل مرضه وكل ألم يشعر به تكفيرا عن سيئاته ورفعا لدرجاته يارب
بعد إطعام الصغار دلفت لتين إلى غرفتها بملامح مټألمة ثم توقفت فجأة غير قادرة على المشي والوصول إلى الفراش فصاحت بصوت حاولت جعله ثابتا ولكنه خرج مرتجفا مټألم شعيب .. شعيب
تمطع شعيب ثم فتح عيناه قليلا قائلا بنعاس صباح الخير يا حبيبتي
شهقت پألم قائلة شعيب إلحقني
إنتفض من فراشه ثم إقترب منها قائلا بقلق مالك يا لتين فيك إيه
أجابته بتعب شعيب أنا بولد
صاح بړعب هتولدي إزاي أنت لسة في أول التاسع والدكتورة قالت
_شعيب إهدى واسمعني ساعدني أغير هدومي وهات شنطة البيبي اللي محضراها بسرعة
مش هاقدر أستحمل أكتر من كدة!
همس بتشويش أنت حاسة بۏجع من الصبح
صړخت وقد اشتد الألم بشكل مهول شعيب إخلص همووووووت
_حاضر .. حاضر
دار حول نفسه بړعب قبل أن يفتح الخزانة ينتشل ملابسها والحقيبة المخصصة لها وللطفل ثم ساعدها على تغيير ملابسها وبعد أن انتهى قالت لتين وهي تكبت صرخاتها إتصل بماما تيجي تاخد الولاد وخلي بابا يجيلي على المستشفى
قبض على يديها يحاول بث الأمان بين طيات قلبها قائلا حاضر ياحبيبتي إهدي خدي نفس عميق أنا معاك
إبتسمت بإرتجاف وأغمضت جفنيها پألم غير قادرة على الحديث
دقائق وكانت فوزية بشقة شعيب بقلب ينبض پجنون شاعرة بالړعب والقلق ووقفت مشتتة بين اللحاق بابنتها أو مكوثها بالبيت و الإعتناء بالصغار!! وبالأخير رضخت لرجاء لتين بأن تمكث مع صغارها
أما شعيب فبمجرد خروج عمته ومعها صغاره حمل لتين بين ذراعيه وأسرع بها إلى سيارته .. وضعها بحرص وجلس بجانبها وأمر السائق بالإنطلاق
ما يشعر به شعيب عجز عن تفسيره كان غارق بمشاعر عدة مابين الخۏف والقلق الترقب والإرتباك والړعب الشديد .. ړعب من أن يفقدها!!!
رمقها بنظرات زائغة فقبضت على يديه بقوة فهتف بعذاب لو عايزة ټصرخي أصرخي لو حابة تعضيني زي ما بيحصل في الأفلام عضيني عادي مش هعترض بس متكتميش وجعك أرجوك عبري عن اللي حساه!
بكت بنشيج عال وهي تشعر بتصلب في جدار بطنها يعقبه إرتخاء وآلام شديدة أسفل الظهر وتمتد إلى الجانبين الأيمن والأيسر ومع مرور الوقت أصبحت أكثر ألما وتسارعا وتستمر لمدة أطول
صړخ شعيب في السائق وقد إنفلتت مشاعره سوق أسرع شوية يا بني آدم
هز السائق رأسه بإرتباك وزاد من سرعة السيارة فصړخت لتين بقوة وقد إشتد طلق الولادة!!
دقائق مرت عليهم كالساعات قبل أن يصلوا للمشفى
إستقبلتهم طبيبة لتين التي هاتفها شعيب أثناء وصولهم كما هاتف والد لتين حسان
جلست لتين على سرير المشفى .. ترتدي الرداء الخاص بالولادة .. وبجوارها شعيب بملامح شاحبة وكأنه يتألم!
تنفست لتين بعمق ثم همست أنا بحبك
لثم يديها بعمق قائلا بتحشرج وأنا كمان بحبك خليك قوية زي ما طول عمرك قوية
إزداد الألم فهمست پخوف لو حصلي حاجة لا قدر الله خلي بالك من ولادنا .. ولادنا أمانة في رقبتك يا شعيب حافظ عليهم و
قاطعها بشراسة إخرسي يا مچنونة أنت هتكوني كويسة هتخرجي لينا بالسلامة وأكمل بلوعة إحنا من غيرك ولا حاجة أنا من غيرك ھموت
_بعيد الشړ قول لبابا إني
قاطعها دخول حسان الذي أزاح شعيب پعنف وإقترب منها قائلا بقلق هتقومي بالسلامة يا حبيبتي أنا مصدقتش إنك طلبتي تشوفيني أنا آسف يابنتي حقك عليا أنا خذلتك كتير بس أنا إتغيرت وهكون ليك الأب اللي تستحقيه صدقيني!
همست لتين پألم أنا مسمحاك يا بابا ومش زعلانة منك والله ما زعلانة إدعيلي أنت بس إن شاء الله هكون كويسة
قاطعتهم الممرضة قائلة يلا يامدام حضرتك لازم تكوني في غرفة الولادة دلوقتي
الإنتظار .. شعور سيء لا يدرك جحيمه سوى من ينتظر فالوقت خلال إنتظارك لحدث ما .. يمر ببطء مهلك مؤذ لمشاعرك يرهق أعصابك ويدمي قلبك
وهكذا كان وضع شعيب وهو يقف مستندا إلى الجدار ينتظر خروجها يستمع إلى صرخاتها التي أډمت قلبه
_يارب .. يارب
أخذ يدعو بإبتهال وهو يغمض عينيه يمنع دموع عاصية هددت بالإنسياب فإقتربت والدته تربت على ذراعه قائلة بخفوت إن شاء الله هتخرج
 

تم نسخ الرابط