لهيب الروح بقلم هدير دودو
وجمود محاولة السيطرة على قلبها والتحكم في كل شئ لتسير حياتها بمفردها كما خططت بعدما علمها بحقيقته
كل اللي قولته دة ميهمنيش ولا عاوزة أعرفه أنت جاي تسأل عن رنيم قولتلك أنها كويسة غير كدة ملكش حاجة عندي واتفضل بقى مش عاوزة اسمعك أنت أناني مش عاوز غير مصلحتك مبتفكرش في حد غير في نفسك ولادك دول عمرك ما فكرت تعمل حاجة تفرحهم دايما بتدور على اللي هيفرحك أنت مش هما..
أشارت بيده نحو الخارج لتجعله يخرج لكنه وقف يحرك رأسه نافيا بعدم رضا وعقله يحلل كل كلمة تفوهت بها مقررا أن يغيرها بالفعل يود أن يثبت لها أنه يحبها هي وأولاده سيمحي معاملته السيئة التي كان يفعلها من قبل مع الجميع سيغير كل ذلك ويمحيه سيجعلها تعلم أنه على استعداد أن يفعل أي شئ لأجلهم كانت طريقته الماضية خاطئة مع الجميع لكن عليه أن يضبطها الآن ويفكر بهم تلك المرة بدلا عن ذاته الذي دوما يسعى لتحقيق ما تريده..
في الصباح..
استيقظ جواد مبكرا يعد ذاته للذهاب إلى عمله وعقله شارد يفكر فيما حدث لزوجته يخشى أن يكون والده السبب في هذا الشئ حاول أن ينفض تلك بحنان يملي عليها بغض تعليمات الطبيب
ايوة عشان عندي شغل مهم عاوز اتابع قضية عصام واكمل التحقيق اشوفهم وصلوا لأيه ماما هتطلعلك أكل كلي كويس عشان تبقي مامي شاطرة والټفت نحوه مغمغما بجدية هو الآخر
وقف أمامه ملتقطا أنفاسه بصعداء محاولا أن يظهر بصورة طبيعية ويتحدث معه لأول مرة منذ فترة طويلة يفعلها هو في الحقيقة لم يتذكر متى كانت آخر مناقشة هادئة بينهما لكنه تحدث بهدوء لم يخلي من توتره فيما سيردفه
اه عاوز اتكلم معاك يعني أنا كنت بتصرف معاك بصورة غلط الفترة اللي فاتت وظلمتك كتير فعاوز اقولك متزعلش أنا فوقت وعرفت أن انا غلطان وطريقتي كانت غلط معاك أنت وأختك.
رمقه بذهول متعجب من طريقة والده شاعرا أن من أمامه ليس هو بسبب تغيره الشديد في التحدث لكنه حاول أن يتجاوز صډمته وأجابه بجدية يلومه عما فعله به
كأنك مكنتش تعرف روحت وجعت قلبي وقهرته لسنين وكمان عاوز تجوزني واحدة مبحبهاش كنت بترضي الكل على حسابي أنا.
وقف فاروق يتطلع نحو ابنه بخجل غير مصدق أنه علم بفعلته والآن يلومه عليها هو له الحق لفعل كل ما يريده هو بالفعل قد أخطأ في حقه كثيرا دون أن يحسب يوم هكذا يوم يقف به أمامه يكون هو المخطئ في حق ابنه.
لا يجد حديث يردفه ويدافع به عن ذاته هو بالفعل قد فعل كل ذلك به كان لم يفكر سوى بذاته يفكر في الأمر الذي سيجعله يرتاح دون النظر لابنه وهل ذلك سينفعه أم يؤذيه!
عشان كدة كمان كنت عاوز تنزل ابني دة حفيدك عمل ايه عشان تعمل كدة أنت عاوز ايه بالظبط.
أسرع فاروق ينفي ما يقوله وهو يطالعه بعدم تصديق وأردف يخبره بصدق
لا والله يا جواد مش أنا اللي عملت كدة واللي عنل كدة مش هسيبه.
قطب حبينه مندهشا من حديثه الذي جعل تساؤلاته تزداد وظنونه عن الفاعل لكنه سألته بتهكم وعدم تصديق
يعني أنت عاوز تفهمني أن في حد غيرك معاه مفاتيح الباب اللي ورا ولا حد يقدر يعمل كدة غيرك.
كرر فاروق حديثه مرة أخرى بصدق مربتا فوق كتفه بحنان وهدوء
والله ما أنا اللي عملت كدة وأنا مش هسكت على اللي عملها أنت بنفسك قولت أن دة حفيدي يعني أنا عمري ما هقدر اضره صدقني.
شعر بصدقه في الحديث فصمت بهدوء وهو يحاول جمع أفكاره ليعلم من الذي فعل ذلك بزوجته ويريد قتل ابنه لم ينكر أن عقله قد فكر في والده الغير معتادة والذي لا يعلم ما الذي جعله يفوق ويرى الأمر بتلك الطريقة كيف رأى نفسه مخطئ وهو دوما يكابر في الخطأ وينكره دوما يرى أنه من على حق ويجب للجميع أن يستمع إليه وينفذ ما يريده لكنه الآن اتخذ خطوة جيدة يثنى عليها سيفوق لحياته وأولاده ويحاول أن يصلح من اخطاءه بالرغم من حزنه الذي لازال منه لانه قد تسبب في ابتعادها ووجعه الذي دام لليالي وسنوات متعددة ليالي طويلة كان الليل المظلم يشهد على حزنه وۏجع قلبه المغمور بحبها وفي النهاية قد علم أن والده