رواية تعويذة عشق للكاتبة رحمة سيد

موقع أيام نيوز

 


التي تردم أملهم حينا بعد حين... ! 
الي ان شعرت حنين بدموع حمزة ولأول مرة تسيل ببطئ مكتوم على وجنته الخشنة !!! 
وضعت يدها على فاهها.. ولكنها تدرك حجم الکاړثة التي زجوا فيها كلاهما... 

مش قادر أتخيل إن دا ممكن يكون دا حصل انا هتدمر لو حصل يا حنين.. يااااااااااارب 
ظل تنظر له بصمت.. إلى أن شعرت بدموعه على أصابعها.. فلم يكن منها إلا أن مسحتها بأصبعها برقة ثم نظرت لعيناه تجبر نفسها على الأبتسامة مغمغمة 

أكيد في حاجة غلط.. ممكن يكون فعلا هي حطتلك حاجة في المشروب زي ما بتقول ! 
وكأنها تمني نفسها بحقيقة المبررات 
وكأنها تلصقها في الواقع بلقصة الأصرار او اليقين من عدم الحدوث... 
وإن كان حمزة به كل العبر !!! 
ف حمزة ليس كذلك وإن كان على مۏته..... !! 
رفعت رأسه ببطئ وهي تمسكها بين يديها ثم همست له في حنو 
ممكن كفاية دموع.. أنا ماتعودتش عليك كدة 
ثم قالت مشاكسة بمرح تفتقده هي 
انا عايزة الھمجي بتاعي
حاول اصطناع الابتسامة.. رغم كل شيئ هي تتدراك تلك الکاړثة ! 
ربنا يخليك ليا يا حنيني 
نهضت بهدوء تسحب يده متجهة نحو الخارج وهي تقول بجدية 
يلا بقا نشوف ست شروق دي..
اومأ موافقا وبالفعل اتجها نحو الغرفة التي كرهها كلاهما 
وكانت تلك الصاعقة التالية... 
شروق هربت !!!!!!!!!! 
هربت بعد أن اسقطت كلاهما في فجوة تخنقهم ببطئ...
كان مهاب يختلي بنفسه في غرفته بعدما سمع إقرارها المؤكد على الشكوك التي ساورته منذ تلك الصورة التي وجدها في مكتب والده الراحل... 
كان يحك رأسه پاختناق.. إن كانت هي زوجته بالفعل 
فكيف تقبل شريك لها في حياة زوجها ! 
أي جنون هذا.. !!! 
ربما اعترافها ذاك أكد له على فكها لتلك الرابطة التي تجمعهم...! 
تأفف بضيق حقيقي ثم نهض يدور في الغرفة بحيرة ماذا يفعل معها ! 
نظر من الشرفة بشرود.. ليرى فجأة سيلين في اتجاهها للخروج من المنزل حاملة حقيبتها في يدها...
ركض مسرعا نحو الأسفل متجاهلا ألم رأسه الذي لفح به !! 
واخيرا استطاع اللحاق بها ليمسكها من ذراعها بقوة متساءلا 
أنت رايحة فين !!!!! 
لم تنظر له وهي تجيب حانقة 
رايحة فين يعني أكيد رايحة بيت اهلي يا مهاب 
رفع حاجبه الأيسر ساخرا وبتهكم صريح قال 
بالبساطة دي !!! دا أنت على نياتك اوي يا نونه 
نظرت له بعدم فهم.. لتجد ملامحه تشتد جدية وضعت لمسة الحدة عليها ويخبرها
أنت مش هتروحي ف حته أنت مكانك في بيت جوزك.. ف إقصري الشړ وخشي جوة بهدوء يا سيلين 
كادت الدموع تكتسح مقدمة حروفها وهي تردف بوهن 
ما أنت مش عايزني اصلا أخش جوة لية بقاا !!! 
مين قالك إني مش عايزك.. أنت غبية !!
وهج من نوع خاص ينيره أمل لمع بعينيها البندقية قبل أن تسأله 
امال أية 
ولكنه ابتعد بهدوء للخلف متابعا بجمود 
اصل مفيش راجل بيكون مش عايز مراته !!! 
لوت شفتاها پألم وهي تهمس قائلة 
يعني عشان كدة بس 
اومأ مؤكدا دون أن ينظر لها ليشير بأصبعه للداخل مرددا بصوت آمر 
يلا دخلي شنطتك 
كادت تسير ولكنه أمسك ذراعها قائلا وهو يشدد على كل حرف 
ف اوضتي يا سيلين.. ف اوضتي مش في اوض الخدم !!
خفت ابتسامتها الفرحة بصعوبة رغم كل الظلمات من حولك... 
رغم دراء اليأس الذي يتلبسك.. يبقى هناك بصيص نور سيحلق يوما في الأفق !!! 
..............
قطع تلك السعادة دخول كلا من فريدة و والدتها التي كانت تمسك بذراعها وكأنها تعلن اتحداهم سويا... !! 
اختفت الابتسامة من على وجه سيلين التي عادت للخلف خطوتان وكأن الهرب مغناطيس يسحبها.. لتجد مهاب يمسك يدها بحزم وهو ينظر لها وكأنه يخبرها 
لن تهربي كعادتك ! 
وقفت فريدة أمامهم ليظهر الڠضب جما على قسمات وجهها التي تقوصت وهي تهب مزمجرة في سيلين 
أنت تاني هنا !!! أنت مابتحرميش يابت أنت مش قولتلك مليون مرة ماتقفيش زي الجاموسة كدة ! 
كادت سيلين ترد وإنما مهاب كان ك درعا يحمي اختراقات تلك السمۏم لزمام روحها ف رد بخشونة محذرا 
فريدة.. كفاية إهانة مش هسمحلك تاني أنت اتخطيتي كل الحدود 
اشارت له وكأنها لا تصدق قائلة پصدمة 
أنت بتتحداني عشان خدامة يا مهاب بتعارض خطيبتك عشان واحدة زي دي ! 
رفع حاجبه الأيسر وهو يخبرها بثقة جادة 
دي مراتي يا فريدة.. مراتي من قبل ما تيجي ! 
إتسعت حدقتا فريدة ووالدتها صدمة.. اذا هي تلك الحربائة كما تلقبها تهاني.. التي دخلت بين أقساط السعي بينها وبين مهاب !!!! 
وكأن مهاب بأخباره لهم وضع الزيت على النيران كما يقولون دون ان يقصد... 
فتحدثت تهاني بكره ملحوظ نوعا ما 
بقا هي دي !! 
وسرعان ما قالت فريدة بهدوء متردد 
ولو.. أكيد دا مش هيأثر على علاقتنا يا مهاب أحنا كنا مخطوبين حتى من قبل ما تتجوز البت دي 
شهقت سيلين مصډومة.. 
هي لا تدري إن كان كلامها صحيح ام لا هي لا تعلم أي شيئ عن حياة مهاب السابقة حتى... !! 
وكانت الصدمة لسيلين أن استطرد مهاب مؤكدا بجدية 
أكيد يا فريدة.. 
ألجمت الصدمة لسانها ولم تعي ماذا تقول !!! 
نظرت لها فريدة بانتصار ثم غادرت للداخل مع والدتها التي تبسمت فرحا وكذلك مهاب الذي تأفف بضيق غادر مستقلا سيارته..........
بعد فترة...
عاد مهاب بعد حوالي ما يقرب من ثلاث ساعات كان عقله مشتت بين ألف فكرة وفكرة.. 
تعجب من عدم تواجد فريدة او والدتها ولكنه نفض تلك الفكرة عن رأسه واكمل سيره.. اتجه لغرفته التي من المفترض أن سيلين بها وصل امام الغرفة وكاد يفتح الباب ولكنه سمع اصواتا غريبة... 
ومن بينها ضحكات سيلين العالية فتح الباب ببطئ شديد متعمدا الا يصدر صوتا ليشعر بسهام تخترق صدره وهو يرى سيلين ترتدي برنس الاغتسال وتقف تعطيه ظهرها و شخصا ما وهو ........... !!!!!!!
هبت لارا منتصبة على فراش المستشفى تصرخ فزعا من تلك الكوابيس الحقيقية التي تراودها.. 
لتجد أسر يجلس لجوارها ويربت على شعرها بخفة هامسا 
هشششش.. اهدي يا لارا اهدي يا حبيبتي ! 
وضعت يدها على بطنها بتلقائية لتسأله متشبثة بأخر امل لها 
ابني.. ابني حصله حاجة يا أسر 
نكس رأسه ارضا.. وبعد دقيقة من الصمت همس 
دا نصيب يا لارا وأكيد ربنا هيعوضنا غيره كتير 
ظلت تصرخ بهيسترية باكية وهي تحاوط بطنها 
لااااااا.. لااا حرام لااا لييية ياااربي لية دا هو اللي كان الحاجة الحلوة اللي حصلت لي.. حتى دا راح كدة بسرعة !! 
اوعى كدة.. ابعد عني اياك تقرب مني أنت السبب اصلا.. حسبي الله ونعم الوكيل فيك.. حسبي الله 
قالت كلمتها الاخيرة وشهقاتها تزداد.. كانت تشعر بروحها تسلخ من بين جسدها !!! 
تشعر أن الحلو المركون في حياتها تبخر لتشعر بملوحة تلك الحياة القاسېة... 
بينما كان أسر متجمدا مكانه وهو يهمس بحزن حقيقي 
أنا يا لارا أنا السبب !! 
اومأت مؤكدة ثم نظرت له بحدة وهي تردف بغل 
ايوة انت لولا إني روحت زي ما أمرت مكنش دا حصل.. 
ثم عادت تحتضن بطنها وهي تصرخ بصوت عالي مذبوح 
اااااااااااااه يا امي
ثم ظلت تهمس وكأنها تسأل ذلك القدر 
أنا لية حياتي كدة !!!! لية حياتي معقدة اوي كدة.. لية كل صفحات الۏجع مابتتقفلش ف حياتي ابدا لية مكتوب عليا اعيش القهر مرتييين.. ليييييية أنا عملت ذنب أية ف حياتي وبكفره !!!!! 
وسرعان ما كانت ټضرب خديها بقوة مستمرة في صړاخها 
ربنا ياخدني بقا ربنا
ياخدني عشان تعبت والله تعبت تعبت 
أسرع أسر يمسك يديها وهو يهمس بصوت وكأنه على مشارف البكاء على حالتها تلك 
عشان خاطري اهدي بلاش عشان خاطري عشان خاطر ربنا كفاية.. ارجووك لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا 
كان نحيبها يعلو ورغما عنها كانت تمسك بلياقة قميصه وهي تبكي پعنف مرددة پقهر مؤلم 
أنا اټدمرت يا أسر.. اټدمرت.. حياتي باظت للأبد... 
ثم عادت تصرخ مرة اخرى وهي ټضرب صدره بقبضتها الصغيرة 
ابننا مااااات يا أسر.. ماااااات من قبل ما يشوف الدنيا 
تجمدت فجأة مكانها وكأنها رأت اللون الأخر لتلك الفاجعة.. 
لتهذي بصوت اختلط فيه البكاء مع ضحكاتها الساخرة 
هو ماخدش ابني بس.. هو اخد اللي مش من حقه انا مابقاش فيا حاجة زي ما أنت قولت يا اسر.. انا بقيت مجرد واحدة كدة عايشة وخلاص مافيهاش اي حاجة تخلي الواحد يتقبلها او يعوزها ف حياته !! 
هز رأسه نفيا بسرعةوهو يهمس لجوار اذنها بصوت منتحب مكتوم 
لا.. لا والله أنا بحبك.. بحبك اوووي يا لارا اووي ومقدرش أعيش من غيرك 
ثم نظر لعيناها 
أنا عايزك... !! 
أبعدته عنها بقوة ثم قالت بسخرية مريرة 
عايزني.. عايزني من أنهي اتجاه لا طفل.. ولا حب ولا حتى ! 
اقترب منها مرة اخرى يؤكد لها بحزم حاني 
انا عايز لارا.. !!! 
في تلك اللحظات دلف الطبيب ليسرع مشيرا للمرضة أن تجاورها .... 
نظر أسر يسأل الطبيب بجدية 
ها يا دكتور 
تنهد الطبيب ثم اجابه بصوت هادئ ورسمي 
مفيش أي اثار ل 
ثم نظر ل لارا التي تبلد جسدها بين ذراعي أسر صدمة ليكمل 
سمعاني يا مدام لارا مفيش أي تم زي ما أنت فاكرة ومڼهارة يمكن عشان كدة ! 
سأله أسر مسرعا بلهفة 
امال... آآ ال الجنين نزل لية ! 
رفع الطبيب كتفيه بأسف يخبره 
ضغوطات نفسية.. قلق حاد وصړاخ أكيد ... كل دا كفيل إنه يعرض الجنين للأجهاض يا استاذ اسر 
اومأ أسر بحزن واضح.. ليكتب الطبيب بعض الملاحظات ثم يغادر مشيرا للمرضة بهدوء 
خليكي جمب الاوضة لأي انفعال للمدام انت عارفه هتعملي أية 
اومأت الممرضة مؤكدة.. 
ظل أسر يربت على خصلات لارا برقة حانية وهو يردد 
شوفتي بقا.. ربنا كريم 
لم ترد عليه 
فوقيلي بسرعة.. أنا عايزك ومحتاجك أكتر من أي وقت وكل وقت !!! 
همست بضعف 
كداب... 
ثم ارتخى جسدها تدريجيا ه لترقد جفونها بسلام ويختطفها النوم واخيرا.. ولكن بعدما اختطف القدر الجزء الوردي من حياتها !!!!!!!
بعد مرور ثلاث أيام...
ثلاث أيام لم يغفل ل حمزة جفن.. يبحث عن شروق في كل مكان.. محتمل أن تذهب اليه وغير محتمل !!! 
يعود من الخارج ليدلف الغرفة ويغلق الباب عليه دون كلمة.. ثم يبدأ يلعب ضغط 
كثيرا جدا حتى كاد الأرهاق يظهر على جسده كما هو ظاهر على روحه ! 
وحنين صامتة.. تحاول التدخل احيانا ولكنه في كل مرة ېعنفها لتبتعد عنه وبالفعل تمتثل لرغبته في الأنفراد... 
ولكن إلى الان ويكفي يكفيه عذابا لنفسه حتى الان !!!! 
دلفت حنين الي تلك الغرفة بهدوء مترقب 
حمزة.. 
لم يستدير لها وإنما سألها بحدة 
عايزة أية يا حنين مش قولتلك ماتتنيليش تدخلي هنا !!! مش عايز اتغابى عليك 
ادارته لها بقوة وهي تردف بحنق حزين لأجله 
مينفعش كدة يا حمزة أنت من اول ما بتدخل البيت حابس نفسك .. !!! 
نظر لها فجأة يقول بسخرية مشققة 
أنا غلطت.. ومش مع أي واحدة مع واحدة في احتمال تكون اختي !!!!!!! 
امسكت يداه تهمس له برجاء واهن 
لو سمحت كفاية يا حمزة لسة في أمل إن يكون كڈب أنت لية بټعمل ف نفسك كدة !! 
دفعها فجأة پعنف حتى اصطدمت بالجدار خلفها فصړخت متأوهه وهي تمسك بظهرها.. بينما ظل هو ېصرخ
 

 

تم نسخ الرابط