سدفه

موقع أيام نيوز

وأولادها عن مضايقته هو وعائلته كلما وجدت فرصة ما! ولا تمل من أذيتهم بالكلام وكأنها تستمتع بذلك الأڈى.
فالبعض يتمنى لو يزرع الأرض حبا ويرويها سعادة ليعم السلام والأمان والكثير يعيش فقط ليؤذي غيره بكلماته وأفعاله بل ويتلذذ بجراح غيره وآلمهم... 
وحين لمحها رائد بطرف عينه أخذ يستغفر الله ويوسع خطواته ويسرعها ليبتعد عن بصرها فعندما يرى طيفها يتذكر ما عاناه في الماضي ومازال يراوده الشك بأنها كانت المتسبب به ولا دليل له سوى شعور قلبه...
وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون
كان صوت القرآن يفوح عبيرة بالشارع يصدر من إحدى المحلات فابتسم لشعوره الدائم بأن الله يراه ويسمعه ويشعر بكل آنات قلبه الخفية أخذ يردد
حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
وسار في طريقه متجها لعمله...
بقلم آيه شاكر
استغفروا 

يلا أنا همشي عايزه حاجه يا ماما!
قالتها نداء وهي تقف أمام باب بيتها ترتدي جلباب فضفاض أسود اللون تكاد لا تمتلك سواه وحجاب كحلي وحقيبة ظهر بلون حذائها الأبيض...
ردت الأم بحنو
سلامتك خدي بالك من نفسك
كان والدها يتابع التلفاز فسألها وهو يضع قدما فوق أخرى مبتسما بمزاح مغلف بالسخرية
أخدت الأيفون بتاعك يا نداء
أومأت بالإيجاب وهي تدس هاتفها الصغير بالحقيبة وتقول بسخرية 
أيوه يا بابا أخدت الأيفون!
وقفت لبرهة تبتسم وهي تطالع والدها الذي قهقه ضاحكا هزت عنقها باستنكار وهي تردد في سريرة نفسها ليس أب سيئا ربما ېخاف عليها وربما... يعاني من داء البخل 
فتحت باب شقتها وهي تهم بالرحيل قائلة
يلا سلام عليكم
صكت الباب الخشبي خلفها وهي تسمع غمغمات والدتها داعية لها بالتوفيق والنجاح نزلت الدرج وهي تقفز كالأرنب حتى وصلت بوابة بيتها الحديدية.
كان أسفل بيتها ورشة النجارة الخاصه بأبيها والتي يعمل بها شابان حين رآها أحدهما اتسعت ابتسامته وأخذ يتابعها بطرف خفي فقال الشاب الأخر
عينك هتتخلع عليها يا عم علي
أطلق علي تنهيدة طويلة وقال
ربنا يقدرني ويرزقني عشان أتقدملها في أقرب وقت
ربت الشاب على كتف علي وقال
يارب يا غالي
ومن ناحية أخرى حين رأت نداء صديقتها دعاء تنتظرها قبالة البيت أخذت ترنو نحوها وهي تتأملها فدعاء فتاة حسنة المظهر ممتلئة قليلا خمرية البشرة متقاربة في الطول مع نداء مما وطد علاقتهما لأن نداء قصيرة القامة وتبتعد عن مصاحبة الأطول منها!
كانت دعاء ترتدي بنطال من الجينز يعلوه قفطان أسود بصل لركبتها وحجابها الأزرق تحمل حقيبة على ظهرها وتضع سماعة الهاتف في أذنها وتهز رأسها مدندنة مع الأغنيه وهي تأكل رقائق الشيبسي...
وعندما رأت نداء هرولت إليها لم تلقي عليها سلاما بل مدت يدها بالشيبسي وهي تقول باستفزاز
تاخدي واحده!
كانت دعاء تعلم الإجابة ولكنها تتغالظ على نداء التي رمقتها بطرف عينها وقالت رافعة إحدى حاجبيها
لأ ما إنت عارفه إني مش بأكله ولا هي رخامه وخلاص
مضغت دعاء ما بفمها وهي تقول ببرود
أحسن برده أنا أصلا بعزم عزومة مراكبية
لكزتها نداء بذراعها وهي تقول بغيظ
أنا هلاقيها منك ولا من أمي ارحموني بقا
قهقهت دعاء ضاحكة وسارت جوارها تدندن مع الأغنية...
وأثناء الطريق تناهى إلى سمعهما صوت سيدتين تقول إحدهما
مش العيال دول في ثانوي!
عقبت الأخرى بسخرية
أدبي... ورايحين جاين من الدروس قالي يعني هيبقوا دكاتره!!
أطلقا عدة ضحكات متهكمة فاستدارت نداء تطالعهما بغيظ عازمة أن تلقنهما درسا ولكن جذبتها دعاء من ذراعها تحثها على السير وهي تقنعها أنه لا داعي للجدال اليومي مع الجيران والشرح المستمر لمميزات قسم الأدبي فكلما علم أحد بشعبتهما نظر لهما
تم نسخ الرابط