هوس من اول نظره

موقع أيام نيوز


صالون القصر كانت إلهام كعادتها تجلس
بكامل أناقتها و جمالها ترتشف قهوتها الصباحية
و هي ترمق سناء الشاردة
بجانبها بنظرات
حاقدة.... إبتسمت و هي تضع الكوب
على الطاولة أمامها و هي تسألها مبددة الصمت
الذي حل منذ ساعات 
مالك يا سناء... بقالي نص ساعة بكلمك
و إنت سرحانة إيه اللي شاغل دماغك
بالطريقة دي...
تنهدت سناء بصوت مسموع و هي تجيبها

بشكوى 
صالح تاعبني أوي يا إلهام.... من ساعة ما رجع من أمريكا و هو في عالم ثاني خالص منعرفش عنه 
اي حاجة....بقى بيغيب بالاسابيع عن القصر ويرجع زي ماهو عاوز...و جوازه المفاجئ مبقاش خاېف من 
حد و لا عامل حساب حد حتى جده أنا لسه 
مخاصماه من يوم ما ضړب مراته المسكينة .
قلبت إلهام عينيها بملل و هي تكتم بداخلها 
مشاعر الكره و الحقد التي تكنها لها قبل 
أن تجيبها 
طب ما تكلمي أمين و إلا هو كمان مش فاضي.
سناء..لا أنا حكيتله بس هو قلي إنه مش 
في إيده حاجة يعملها....
ردت عليها إلهام محاولة زرع الشك بداخلها 
من جديد 
معاه حق يمكن في حاجات جديدة بقت 
أهم من أولاده .
سناء قد فهمت مقصدها لتجيبها بقلة صبر
لا إطمني مفيش حاجة ملي في دماغك و أنا 
واثقة في جوزي كويس و شفت تلفونه كذا 
مرة و ملقتش حاجة غريبة...
إلهام و هي تمط شفتيها بحنق 
طب متزعليش أنا بس كنت بنبهك اصل الرجالة 
اليومين بقاش ليها أمان.... على العموم أنا 
بنصحك متتدخليش يعني هو راجل و مراته 
و هيعرفوا يتصرفوا مع بعض .
سناء بهدوء 
ربنا يهديه.. أنا مش عارفة هو بيعاملها 
وحش كده ليه مع إنها هادية جدا و مش 
بتخالف كلامه ابدا.
إلهام بحسد 
ياما تحت السواهي دواهي و بعدين 
هي تحمد ربنا صبح و ليل عشان بقت 
مرات صالح عزالدين.... 
سناء..أستغفر الله يارب...يعني تحمد ربنا 
على الضړب و الإهانة و حبسة البيت حرام 
عليكي يا إلهام إذا كان أنا إبني و مش عاجباني
تصرفاته.
إلهام بملل..سيبينا بقى منهم و قوليلي 
إنت سألتي جوزك على آدم.... أنا بقالي 
أكثر من أسبوع معرفش عنه حاجة و خاېفة 
يكون إبن سميرة عمله حاجة وحشة....
سناء و هي تقف من مكانها..لا مقليش 
و بعدين مټخافيش آدم مش صغير تلاقيه 
مسافر زي عوايده... عن إذنك رايحة اشوف 
لوجين.
ظلت إلهام تراقبها و هي تسير في إتجاه الدرج المؤدي إلى الطوابق العلوية...تجهمت ملامحها 
التي إكتساها الڠضب و هي تتمتم بداخلها 
كبر راسك يا سناء و بقيتي
بتردي
عليا الكلمة بالكلمة بعد ما كنتي زي الكلبة... 
بتجري ورايا من حتة لحتة عشان أرضى 
عليكي... بس

________________________________________
ملحوقة أنا هعرف إزاي أجيب 
مناخيرك الأرض و أعرفك قيمتك من ثاني .
في الأعلى...
كانت يارا تقف تحت المياه الفاترة في الحمام
تفكر في أيامها التي أصبحت متشابهة... مملة
روتينية خاصة الاسبوع الماضي حيث عاملها
صالح وكأنها غير موجودة معه في الجناح
لا يكلمها إلا عند الضرورة و يكتفي بسؤالها
عن صحتها و عن صحة الجنين فقط
حتى أنه لم يتحدث في أمر ضربه لها 
و كأن الأمر لم يحدث على الإطلاق . 
توقفت عما تفعله و هي تلاحظ الهالات أسفل
عينيها من شدة إرهاقها و قلة نومها
طوال الأيام الفارطة... تأففت و هي تفتح
علبة المرطب لتضع بعضا منها على وجهها
و رقبتها و ذراعيها قبل أن تنتفض فجأة
و تلتفت وراءها بعد أن سمعت صوت باب
الغرفة يفتح...
توترت و جف ريقها و هي تراه يدلف بجسده
الضخم و طوله الفارع الذي بث بداخلها
الړعب...إرتعشت يداها ممثلة الانشغال
بوضع بعض مستحضرات التجميل على
وجهها بينما كانت دقات قلبها تتسارع على 
وقع خطواته التي تقترب منها بهدوء ممېت 
ليسحب المشط من على التسريحة يبدأ
في تسريح شعرها و عمل ضفيرة متناسقة 
إنتهى ليوقفها 
تململت يارا تريد الإبتعاد عنه و هي تشعر 
برغبة عارمة في التقيئ بسبب رائحة 
عطره القوية التي تغلغلت داخل رئتيها 
لكنها تحاملت على نفسها حتى لا تظهر 
إشمئزازها المعتاد منه رغم أنها بداخلها 
كانت متأكدة أنه شعر بنفورها لكنه كالعادة
يستطيع السيطرة على ملامح وجهه المبتسمة 
رغم غضبه منها و ذلك ليجاريها.... 
نطقت
بصوت مرتعش رغما عنها 
عاوزة أدخل أغير هدومي .
لم يعلق بل تركها تذهب و هو يشيعها
بابتسامته الغامضة التي زينت شفتيه
قبل أن يتجه نحو الشرفة.....
إرتدت قميصا شتويا بلون الكراميل الفاتح 
و تنورة طويلة بنفس القماش بعدة ألوان 
مختلفة لكنها غير متنافرة.... 
خرجت لتجد صالح ينتظرها أمام باب غرفة
الملابس و حالما وقعت عيناها عليه لاحظت
أنه كان يتفرس ملابسها بدقة قبل أن يحرك
رأسه بعلامة رضا....سار عدة خطوات قبل 
أن يجلس على حافة السرير ثم أخرج يده من 
جيب بنطاله ليشير لها بأن تقترب.....
مشت يارا باتجاهه. بخطوات مترددة قبل
أن تتوقف على بعد خطوتين منه مما جعله
يرمقها بنظرة تدل على إستغرابه الذي قاطعته
قائلة 
عاوز إيه
رأته و هو يضرب بخفة على حافة السرير
بجانبه قبل أن يجيبها بصوت هادئ 
أقعدي....
لم تشأ إثارة مشكلة فهي تعلم أنه عنيد و لن
يستسلم حتى تفعل ما يريده لذلك أرادت
إختصار الأمر لتجلس لكن ليس في نفس
المكان الذي أراده هو بل أبعد بقليل...
لاحظت تضايقه لكنه ما فتئ أن تجاوز الأمر
و هو يشير لها بعينيه قاصدا الحزام الأسود
الذي كان يحد التنورة من الأعلى معلقا 
مش مضايقك صح...
حركت رأسها بنفي لكنها تفاجأت به يقترب
منها ملغيا المسافة بينهما ليتلمس الحزام
متفحصا إياه و هو يردف بعدم إعجاب 
بس أنا ملاحظ إنه كابس على بطنك شوية
أنا بقول تغيريه أحسن عشان إحتمال ميخليش
البيبي يتنفس .
تجزم أروى أنها لو كانت في وضع مغاير
لإنفجرت ضاحكة عليه...تمالكت نفسها بصعوبة
ثم أجابته مفسرة 
لا أنا مرتاحة فيه و بعدين البيبي لسه حجمه
صغير جدا يعني مش هيضايقه و لا حاجة...
لو خلصت كلامك أنا عاوزة أنزل تحت. 2
تحدث بينما لإنزال اصابعه تعبث بالحزام 
لا... خليكي في موضوع مهم عاوز أتكلم
فيه معاكي.
شعرت يارا بانقباض في قلبها بينما إرتعش
جسدها بشكل لا إرادي بعد سماعها لما قاله
لا ترتاح أبدا و عن تجربة كلما أخبرها بأنه يريد
أن يتحدث معها لأن كل مواضيعه هي عبارة عن مصائب متتالية...رفعت رأسها لتنظر له بتفحص
و عيناها تسألانه بعدم صبر لكنه طمئنها قائلا
و هو يأخذ يديها المرتعشتين بين كفيه 
مټخافيش...مفيش حاجة تستاهل ردة فعلك
الأوفر دي...إهدي عشان نعرف نتكلم إنت
ليه دايما محسساني إني وحش و ممكن في أي دقيقة آكلك..... 
ضحك بعد أن إنتهى من كلامه لتظل يارا تنظر
له قبل أن تنطق معترفة 
ما إنت فعلا كده 
تأفف و هو يقرب جذعه العلوي منها لييتنشق
رائحتها مضيفا بانزعاج واضح 
مش قلتلك متغيرهوش...
أسرعت لتوضح له بينما كانت تجاهد لتحرير
يديها التي اطبق عليهما رافضا تركها 
داه الجل دوش...أنا لسه محطيتش
برفيوم....
لاحظت إرتياح ملامحه لتضغط على أسنانها
بغيض من تفكيره الذي يشبه تفكير الأطفال
أحيانا...هل وصل به مرضه أن يهتم بهذه
الأمور التافهة كتغييرها لعطرها بينما يهمل
الجوانب المهمة في حياتهما...كالعادة تعلن
إستسلامها للمرة الالف أمام عقله الغريب....
أخرجها من تخيلاتها صوته و هو يحدثها.
و من حسن حظها أنها إنتهت له منذ
اول كلمة 
بصي أنا عاوز أعرض عليكي إتفاق او صفقة
سميها زي ما تحبي...المهم عاوزك تفكري بسرعة
و تجاوبيني عشان الوقت مهم جدا في الحكاية
دي .
يارا بتعجب..صفقة إيه
صالح بمكر..إنت مش كنتي عاوزة تروحي 
تباتي عند مامتك يومين ثلاثة عشان ترتاحي
مني...
يارا بتعجب..أكيد مش هتقلي إنك موافق.
صالح بابتسامة غامضة..
أديكي قلتيها بنفسك... موافق عشان تعرفي 
بس إني مش وحش زي ما أتهمتيني من شوية 
يا بيبي.
رفعت يارا حاجببها بعدم تصديق و هي تردد 
كلامه..بجد موافق... يعني هتسيبني اروح 
عند ماما و ريان يومين .
صالح بابتسامة خلابة لا تخلو من الخبث 
تؤ.. ثلاثة أيام و ثلاث ليالي إيه رأيك في 
العرض داه .
لم تصدقه يارا رغم أنها إبتسمت كالبلهاء
و هي تتخيل نفسها في غرفتها القديمة 
في فيلا والدها...لكن لم تمر سوى لحظات 
لتتلاشي تلك الإبتسامة و يحل محلها الضيق 
فهي تعلمه جيدا من المستحيل أن يوافق 
فجأة على طلب لها حتى و لو كان بسيط 
دون مقابل....
لتنطق بما جعله بتفجر ضاحكا 
و إيه المقابل .
توقف عن الضحك بعد أن تغلبت عليه 
رغبته في تقبيل رأسها و هو يقول من بين 
ضحكاته 
أكثر حاجة بعشقها فيكي هي دماغك 
دي...بحس إن
مفيش ست في الدنيا 
هتقدر تفهمني قدك.
اضاف بينما إكتست ملامحه بعض الجدية 
صح في مقابل طبعا.. بس بسيط جدا 
لو وافقتي عليه هنفذلك طلبك و لو موافقتيش
يبقى نستنى الاتفاق اللي بعده....المهم 
من غير ما طول عليكي أنا عاوز نقضي 
يوم حلو مع بعض كأي زوجين طبيعين 
تجوزوا عن حب...يوم واحد تعيشي 
فيه معايا فيه زي ما أنا عاوز بس بإرادتك....
رمشت يارا بأهدابها عدة مرات و هي 
لاتزال تحاول فهم ما يقوله لها لكنها عجزت 
عن ذلك او بالأصح لم تستطع تصديق 
ما يقوله لتسأله من جديد 
ممكن تشرحلي أكثر أصلي مش فاهمة .
أخذ نفسا طويلا قبل أن يزفره دفعة واحدة 
قائلا 
بصي يا ستي...أنا حابب إنك تسيبيلي 
نفسك يوم واحد نعيشه على مزاجي و انا 
اوعدك إنك لو وافقتي مش هتندمي
لا تنكر يارا أنها شعرت ببعض القلق من 
طلبه لكنها وجدته فرصة مناسبة حتى 
ترتاح منه لأيام لتهتف بدون تفكير 
و انا موافقة المهم إنك مترجعش 
في الاتفاق و تسيبني أروح عند ماما 
ثلاث أيام.
إبتسم صالح على غير عادته ليسألها 
شايفك وافقتي على طول و من غير 
تفكير.
يارا..و هفكر في إيه أكيد اليوم اللي 
إنت بتتكلم عنه مش هيكون أسوأ من أيامي 
العادية .
صالح بإيجاب..صح معاكي حق... يلا 
خلينا نطلع دلوقتي عشان يومنا بدأ و هينتهي
بكرة نفس الوقت داه... إستنيني شوية 
عشان أجيبلك coat اصل الجو برا برد .
سارت نحو التسريحة لتضع بعضا من
عطرها و تتفقد مظهرها مرة أخرى 
بما أنه قرر أن يصطحبها خارجا...
لم تهتم يارا كثير بتغيره المفاجئ رغم أنها 
إستغربت لكنها تذكرت إتفاقها معه عندما 
وعدها بأنه سيحررها بعد أن تنجب له 
طفله...
شعرت به يضع المعطف حول كتفيها ثم 
رتب لها خصلات شعرها بعناية لترفع 
وجهها و ترى إنعكاسه على المرآة أمامها 
ملامحه كانت هادئة بينما تزين ثغره 
إبتسامة ساحرة جعلتها تقع في عشقها
دون رغبة منها....
بعد دقائق قليلة كانا في سيارته 
متجهين نحو إحدى المطاعم الفاخرة 
حتى يتناولا طعام الإفطار...لم تنكر 
يارا أنها سعدت كثيرا لهذه الفكرة فهو 
لم ينفك عن معاملتها و كأنها أميرة 
مدللة حتى أنه طلب منها أن تهاتف 
والدتها حتى تنظم لها إن أرادت لكنها 
رفضت لأنها تعرف أن والدتها لا تستيقظ
قبل العاشرة صباحا.....
وصلا أمام المطعم ليفتح لها الباب 
و يساعدها على النزول قائلا بينما 
البسمة لم تكن تفارق وجهه
 

تم نسخ الرابط