هوس من اول نظره

موقع أيام نيوز


أتكلم معاكي.. 
أخفضت رأسها نحو الاسفل و إنشغلت بربط 
حزام روبها و هي تجيبه بلامبالاة أجادت 
تصنعها..
بخصوص
إيه لو على موضوع البيبي 
فمتتعبش نفسك انا مش هغير رأيي مهما حصل 
هدخل اجهز شنطتي عشان امشي .... 
تحدث مقاطعا إياها محاولا التماسك قدر
حرمانه حتى من رؤيتها و هو الذي قبل الټضحية بصغيره حتى لا يحرم منها.... 

لو جا ولد هنسميه سيف و لو بنت هسنسميها 
أروى...كل ثلاثة أيام هاخذك للعيادة عشان 
اطمن عليكي و لما تدخلي الشهر السابع 
هحجزلك في المستشفى لغاية ماتولدي
او يمكن نسافر برا لو الدكتورة سمحت بكده ...ممنوع تنزلي 
الدرج و أي حاجة إنت عاوزاها هجيبهالك لحد 
عندك...مش عاوزك تجهدي نفسك و متتحركيش
كثير..ملكيش دعوة بلوجي مربيتها هتهتم بيها ...و هخلي هشام يبعثلنا ممرضة عشان 
تاخذ بالها من مواعيد الدواء بتاعك و الأكل...
لم تفته نظراتها المصډومة التي كانت ترمقه بها لاتصدق أنه إقتنع أخيرا و وافق على الاحتفاظ 
بالطفل رغم شروطه المچنونة التي جعلتها تبتسم 
رغما عنها... كانت تشعر بإنقسام قلبها إلى نصفين 
نصف يحثها على إلقاء نفسها بين أحضانه 
و تعويض ليالي الحرمان التي عاشتها في بعده
و النصف الاخر يدعوها إلى إقتلاعه من قلبها و حياتها إلى الأبد و يبدو أن نصفها الثاني قد غلب .. 
هدرت بنبرة لامبالية تدل على أن إعتذاره قد تأخر كثيرا و أصبح بلامعنى
للأسف مش هقدر أقبل عرضك داه...أنا خلاص خدت قراري و مش هتراجع عنه...أي كلام أو تبرير بقى من غير فايدة و بتتعب نفسك عالفاضي . 
مسح فريد وجهه پعنف ثم إرتمى على الفراش وراءه قائلا..ليه 
أجابته بآلية تصف له ماتشعر به..
الأمان و الحب اللي كنت بحسهم ناحيتك خلاص 
مبقاش ليهم وجود دلوقتي... بقيت حاسة بالخۏف 
في كل لحظة و كل يوم بيمر عليا هنا معاك .. 
مفيش ليلة مرت عليا من غير كوابيس و أنا بشوف إبني بېموت قدامي و أنا متكتفة مش قادرة أعمله حاجة حتى الاكل بقيت خاېفة لحسن تحطلي حاجة 
تنزل البيبي...فريد أرجوك خليني أمشي أبوس 
إيدك لو لسه بتحبني سيبني أنا مبقتش قادرة أقعد هنا...مبقتش مأمنالك وجودك بقى خطړ عليا 
و على إبني أرجو ووك . 
إنهارت أرضا تحت قدميه و هي تختنق ببكاءها
كانت تتحدث و تتخيل ما قد يحصل لصغيرها
الأمان الثقة الحب مشاعر لم تعد موجودة 
في قلبها بل إنمحت سريعا حالما شعرت بالخطړ المحدق بطفلها...لاتزال غير مستوعبة لتغيره المفاجئ عليها لتمر أيام قليلة و يتراجع عن قراره من جديد 
كأنه طفل صغير...لن تخاطر 
ببقاءها هنا يوما آخر فمن المؤكد أنه يمثل 
عليها حتى يجد طريقة للتخلص من إبنها.. 
كانت مستعدة حتى لتقبيل قدميه مما جعل 
يجلد نفسه بداخله على رؤيتها بهذا الشكل 
المحزن...إلتقطها بسرعة قبل أن تصل ركبتاها
قول عبارات الأسف و الاعتذار. 
تنهد مستنشقا رائحة عطرها الذي يعشقه 
أيعقل أنه كان غبيا لهذه الدرجة حتى يحرم نفسه
منها كل هذه المدة و الاغرب من ذلك كيف 
ظل صامدا و هو الذي يكاد ېموت في كل مرة تنام 
فيها مع إبنته بعيدا عنه.. 
كان في عالم آخر...و كأنه يسير فوق الغيوم
محتضنا جسدها الصغير الذي كان يهتز بسبب بكاءها
عازما على عدم تركها أو التفريط فيها حتى لو اضطر إلى إجبارها على البقاء معه كما يفعل شقيقه... 
فهو في الاخير من أحفاد عزالدين و الجنون سمة طبيعية موجودة في جيناتهم..
بعد مرور يومين آخرين ...
ضلت هانيا تضع الدواء بسرية تامة في طعام 
أروى الذي كانت تأخذه لها صفاء بعد أن منع 
فريد خروجها من غرفتها بسبب رفضها البقاء معه و إصراراها على الرحيل فأضطر لحجزها رغما عنها كما أنه تحصل على إجازة طويلة ليتمكن من البقاء معها و رعايتها...كانت تنتظر بفارغ الصبر 
تلك اللحظة التي ستخرج فيها من الجناح 
و هي ټنزف معلنة عن ۏفاة طفلها و نهاية 
وجودها في هذا القصر لكن مرت ثلاثة أيام 
و هذا اليوم الرابع و لم يحدث أي جديد..... 
وراء إحدى الأشجار الضخمة التي كانت تملأ حديقة القصر كانت هانيا تشكو لفاطمة كعادتها... 
هانيا..أيوا بحطلها نقطتين في كباية العصير
في الفطار و كمان في المية بس مفيش نتيجة... 
أخفت فاطمة تفاجئها بما تسمعه ثم ردت عليها..
فين المشكلة ما يمكن الدواء محتاج وقت عشان 
يدي مفعوله... 
هانيا بنفي..
مش عارفة بس أنا سألت اللي بيشتغل في الصيدلية و هو قلي مش أكثر من يومين و 
النهاردة اليوم الرابع و مفيش نتيجة أنا هتجنن. 
ضحكت فاطمة و هي تنزع إحدى أوراق 
الشجرة
قائلة..
باين عليها قطة بسبع أرواح...زي ال
اللي عندي. 
هانيا بتذكر..
اه صحيح هو صالح بيه لسه مشافش العلبة 
لغاية دلوقتي . 
إنقلب وجهه فاطمة و إكفهر..
لسه... من يوم خطوبة هشام بيه و أنا لسه 
بستنى . 
تحدثت هانيا بتفكير..
مش يمكن حطيتيها في مكان مش باين 
عشان كده لسه مشافهاش 
تأففت فاطمة و هي تقول..
مش عارفة بس مش هيأس مصيره يوم يشوفها 
و ساعتها هخلص منها للأبد. 
هانيا بغباء..
طب مش ممكن ميعملهاش حاجة زي ماإنت
متوقعة 
فاطمة بتوعد..
دايما في خطة بديلة متقلقيش.... 
نظرت نحو هانيا مضيفة..
يلا روحي زمانهم بيدوروا عليكي عشان 
لجين..مش عاوزة حد يشوفنا عشان لو حصل 
حاجة ميشكوش فينا. 
هانيا برجاء..طب و أروى هانم. 
فاطمة بعصبية..عاوزاني أعملها إيه أقتلهالك عشان ترتاحي . 
هانيا..لا بس مش عارفة أعمل إيه الدواء مش نافع 
محتاجة أخرج من القصر عشان أجيب دواء جديد 
بداله. 
فاطمة بكذب..دواء جديد إيه هي كوسة... متقلقيش الدوا كويس أنا قريت عليه في الغوغل بس هو بيحتاج شوية وقت حسب شهور الحمل.. 
يلا روحي قبل ما حد يشوفنا و يسمعنا... 
دفعتها إلى الأمام لتحثها على المغادرة ثم إلتفتت
حولها تنظر بقلق و عندما إطمئنت إلى خلو المكان 
سحقت ورقة الشجرة التي كانت تلعب بها بين يديها 
ثم رمتها على الأرض ناظرة إياها پعنف و هي تتخيل نفسها تسحق يارا كما فعلت بالورقة.... 
وراءها بالضبط و على بعد خطوات قليلة منها كان آدم يقف و ينظر إليها بإعجاب ليس بها طبعا بل بذكاءها الخارق بعد أن إستمر في مراقبتها 
الايام الماضية...لاينكر أنه تفاجئ كثيرا بعد 
أن إكتشف ما تخطط له بالصدفة و لولا 
تلك المكالمة التي أتته ليلة خطوبة شقيقه 
و اضطر للذهاب بعيدا عن الضوضاء حتى 
يستطيع التحدث على راحته لما إكتشفها 
حتى الآن...
صفق بيديه عدة مرات لتلتفت له فاطمة التي 
إصفر وجهها و كادت تقع أرضا من شدة فزعها
تقدم نحوها و هو لايزال يصفق حتى إذا 
وصل أمامها توقف...و لأول مرة و رغم 
وجودها أمامه منذ سنوات طويلة ينتبه 
لجمال ملامح وجهها النقية و عينيها الواسعتين
و شعرها الحريري الذي كانت تربطه على شكل 
ذيل حصان طوال الوقت...كانت بالفعل جميلة 
و خبيثة بل في غاية الدهاء و المكر و هذا ما يبحث
عنه تقريبا...لأنها سوف تكون وسيلته الجديدة 
لتحقيق هدفه القديم و هو التخلص من سيف 
بل التخلص من أفراد عائلته جميعا.... 
إنت غيرتي الدواء اللي في الأزازة صح عشان كده البيبي متأذاش . 
تحدث ببرود تام مما جعل قلب فاطمة يكاد يتوقف عن النبض مستوعبة حجم المصېبة التي
وقعت فيها 
لقد إنتهت بالفعل.... هذا مافكرت فيه قبل أن ينفي 
آدم جميع ضنونها عندما قال لها..
متقلقيش أنا مش هاممني كل العبط اللي بتعمليه مع الغبية هانيا أنا عاوزة منك حاجة واحدة بس 
ساعدتها إبتسامته الخبيثة التي إرتسمت على 
شفتيه لتهدأ قليلا و تجيبه بارتعاش واضح ..و انا

________________________________________
تحت أمرك يا آدم بيه.... 
آدم..بس الاول قوليلي إنت غيرتي الدواء ليه 
كانت فاطمة تعلم بعلاقة آدم المتوترة مع عائلته 
فهو تقريبا يكرههم جميعا حتى شقيقه لايهتم له 
لذلك إستطاعت أن تتجاوز خۏفها من إكتشافه 
لمخططها لتجيبه بكذب..
عشان مش عاوزة أروى هانم ټتأذي...هي ملهاش 
ذنب و انا مليش مصلحة إني أقتل بيبي بريئ . 
إنفجر آدم ضاحكا من إجابتها الغير متوقعة 
قبل أن تتجهم ملامحه فجأة و يشتعل وجهه 
من شدة غضبه و بدون تردد رفع يده ليشدها
بقوة من شعرها بينما يده الأخرى كتم بها 
صړاخها.. همس في أدنها بصوت خاڤت مهدد
أول و آخر مرة تحاولي تكذبي عليا فاهمة.... المرة الجاية مش هتلحقي . 
هزها من شعرها پعنف عدة مرات ثم دفعها الأرض 
هادرا پغضب..
الليلة الساعة واحدة بالليل عاوزك في جناحي 
لو تأخرتي ثانية واحدة جهزي كفنك أحسن. 
تجاوزها بعدم إهتمام بعد أن تعمد أن يدعس
على قدمها بقوة متوجها نحو سيارته الفارهة 
تاركا فاطمة في حالة صدمة و ذهول تفكر 
في هذه المصېبة المفاجئة التي وقعت على 
رأسها... 
الفصل الثامن عشر من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني 
لم تكن الايام الماضية بالهينة أبدا على سيلين
التي باتت تعض أصابعها ندما و خوفا بسبب
كذبتها البريئة التي جعلت سيف يبتعد عنها اميالا
رغم وجودهما في مكان واحد...كانت تشعر بالضياع
و التشتت فحياتها أصبحت عبارة عن فوضى عارمة
رغم فراغها القاټل...فكل ماتفعله هو الجلوس 
في الفيلا صحبة والدتها طوال النهار و إنتظار مجيئ
زوجها مساء و الذي أصبح يتأخر و لايعود إلا بعد منتصف الليل و مع ذلك تنتظره ليأتي و يغير ملابسه ثم يغادر الجناح و ينام في غرفة أخرى .... 
حتى أنها حاولت طلب الصفح منه عدة مرات لكن جهودها ذهبت هباء فهو يرفض حتى التحدث معها أو إعطاءها فرصة لتشرح له...
رفعت عيناها للمرة العاشرة لتراقب عقارب 
الساعة المعلقة في أحد حوائط الغرفة فوجدتها تشير 
إلى الثانية عشر ليلا...تأففت باستياء مما آلت إليه الأمور فغيابه كل هذا الوقت يعني أنه لايزال غاضبا منها لكن لما يغضب و هي لم تفعل سوى واجبها... 
كما تفعل اي زوجة مخلصة و محبة لرجلها هل أخطأت لأنها تريد أن تعيش حياة طبيعية معه 
في بداية علاقتهما كانت سعيدة جدا بحبه و إهتمامه 
بها و كيف لا و هي التي رأت كيف كان عالمه يدور حولها يعاملها و كأنها ملكة متوجة على عرشه... عبارات العشق و الهيام التي يلقيها على مسامعها ليلا و نهارا و التي تجعلها تلامس الغيوم ...الهدايا الباهضة التي كان يفاجأها بها بلا حساب... رحلات لأحلى و أجمل البلدان 
حياتها كانت مثالية لدرجة أنها كانت تحسد نفسها...
لكن مع مرور الايام أصبح هوسه بها غير طبيعي و تحول دلاله إلى سجن ېخنقها...و ما كان يخيفها 
اكثر أن الأمر كان يزداد تعقيدا مع مرور الايام 
حتى أصبحت أشبه بعصفورة مسجونة في قفص 
ذهبي...
فتحت
 

تم نسخ الرابط