الشيطان المتملك ل ياسمين عزيز
المحتويات
عارفة يا ماما عمر داه إبن خالة
شاهين و كمان بيشتغل معاه يعني عريس لقطة و كمان بيحبها و من زمان كمان بس اللي انا مستغربه هي
ليه معملتش فرح و معزمتناش ليه لكتب كتابها
أنا بجد حتجنن
تمتمت نور بانزعاج و هي تأخذ فنجان النسكافيه من والدتها
وإنت مالك اصلا مش يمكن عملت حفلة عالضيق و بعدين ماهي عزمتك على الفرح عاوزة إيه ثاني
فلوس و فيلات و عربيات نفسي يبقى عندي عربية و ارتاح بقى من قرف المواصلات و الزحمة اااه بالراحة يا ماما دي بتوجع
ردت نور و هي تغمض عينيها و تغوص في عالم الاحلام الذي سرعان ما إنتشلتها منه والدتها بضړبة مؤلمة على رأسها و هي تقول بمزاح
فركت نور رأسها پألم و هي تنظر لوالدتها بغيظ قبل أن تجيب عاوزة عربية يا ماما ماهو مش معقول أروح لكلية الطب و انا راكبة ميكروباس يرضيكي اتبهدل يا مامي يرضيكي الدكتور نور سعيد محمود تركب مواصلات عامة
انهت حديثها و هي تنظر لوالدتها بنظرات مستعطفة
نور باعتراض ما انا إنشاء الله حنجح و حجيب مجموع عالي و ادخل كلية الطب إن شاء الله إنت بس إقنعي بابا عشان يجيبلي العربية
الام بمللماشي حقول لأبوكي بس مفيش عربيات غير لما بعد نتيجة الثانوية اللي فاضلها سبع شهور عالاقل
قبلت نور والدتها قبل أن تنطلق إلى غرفتها لإنجاز دروسها فهي اليوم لن تذهب إلى المدرسة بسبب
في مستشفى البحيري
همست الممرضة شيماء في أذن زميلتها مريم و الله حرام اللي بيحصل فيهاانا لسه مش مصدقة
بقى واحدة زي الدكتورة ليليان تتخان مال و جمال و أخلاق و كمان دكتورة عاوز إيه ثاني
لوت مريم شفتيها بتهكم و هي تترشف كوب الشاي الساخن
شيماء بضحك و الله عندك حق ربنا يصبرها على ما إبتلاها خسارة فيه دي تستاهل سيد سيده
بردو
شيماء بتأكيد و الله انا معتش مستغربة حاجة في المستشفى دي كل يوم بتحصل حاجة جديدةبس انا قلبي واكلني على الدكتورة ليليان و الله دي عسل انا عمري ما شفت في جمالها و لا أخلاقها كل اللي في المستشفى بيحبوها عشان طيبة و بتساعد المحتاجين
شيماء بخبث نفوقها بس من بعيد لبعيد يعني نديها طرف الخيط و هي تكتشف لوحدها ماهو بصراحة مقدرش اشوفها بټتأذي كده و اسكت
مريم بحماس و انا معاكي بس خلي بالك لأحسن حد يشوفك و متنسيش الكاميرات إحنا لو إتقفشنا
حنروح في داهية
شيماء بموافقة إتفقنا
في مكتب الدكتور أسعد
امسك اسعد هاتفه ليقلب عدة صور لليليان عندما كانت تدرس في الجامعة توقف عند صورة معينة كانت فيها ليليان تجلس مع إحدى صديقاتها في حديقة الجامعة ترتدي قميصا طويلا باللون الوردي و بنطال جينز باللون الأسود تاركة شعرها البني ينسدل على وجهها و كتفيها
كانت تبتسم بسعادة و غمازتيها تظهران بوضوح قرب الصورة اكثر و هو يتمتم بشرود يا ريت تحسي بيا و تعرفي انا بحبك قد إيه انا عمره قلبي ما دق لغيرك رغم إني كنت عارف إني مستحيل اوصلك بس اعمل إيه قلبي هو اللي إختار و مستعد يتحمل نتيجة إختيارهانا كنت خلاص يئست و سلمت لما تجوزتي بس بعد اللي سمعته الصبح قلبي وجعله الأمل من ثاني إنك تكوني ليا بس المرة دي مش حستسلم يا ليلي اوعدك يا حبيبتي حخلصك من العڈاب اللي إنت فيه و اعوضك على كل لحظة ألم عشتيها مع الحيوان جوزك
ظل يحدث الصورة لوقت طويل بكل مايعتمر قلبه من مشاعر الحب و الوله و العڈاب الذي يشعر به في بعدها و عند رؤيته لزوجها الذي يستحق زوجة مثل ليليان قبل أن يغلق هاتفه و يضعه في جيبه و يغادر في جولته المعتادة لتفقد المرضى
في فيلا الألفي
إنزوت كاميليا في غرفتها بعد أمرها شاهين بالصعود إلى الأعلى و نببها لعدم التحدث مع هبة او الخروج من الغرفة
تمددت على الفراش
لتظر إلى سقف الغرفة بشرود و هي تفكر في ما ستؤول إليه حياتها البائسة
سمعت طرقات خفيفة على الباب لتأذن للطارق بالدخول
وجدت فتحية تحمل كوب من عصير الليمون و تتقدم نحوها مدت لها الكوب و هي تقول انا جبتلك كباية لمون عشان تروقي أعصابك انا شفتك من شوية لما ډخلتي
الفيلا وشك كان مقلوب و باين عليكي زعلانة
أخذت منها كاميليا الكوب بسرعة حتى تكف عن ثرثرتها و تدخلها في أشياء لا تخصها
تمتمت كاميليا داخلها و هي تبتلع اول رشفة من الكوب الحامض هو يعني كباية الليمون دي اللي حتحل مشاكلي
مدت الكوب لفتحية لتضعه على الصينية فوق الطاولة ثم تقول محدثة
كاميليا مالك يا كاميليا هانم شايفاكي حزينة و مهمومة هو إيه اللي حصل داه انا حتى سمعت إنكم بكره حتروحوا المزرعة
كاميليا بملل ايوا يا فتحية رايحين المزرعة عشان يتبسطوا فهمتي يتبسطوا يعني هما مش انا انا زيي
زيك في البيت داه مستنية أنفذ الأوامر و بس على الاقل إنت بعد ما تكملي شغلك بتبقي حرة تخرجي تتفسحي تعملي اللي إنت عاوزاه مش زيي انا مسجونة بين أربع حيطان دول حتى المساجين احسن مني عندهم بريك و فسح
توترت نظرات فتحية و هي تنظر إلى ارجاء الغرفة و كأنها تبحث عن شيئ ما الكاميرا قبل أن تعود لتسأل الأخرى هو إنت بجد زهقانة هنا
زفرت كاميليا بنفاذ صبر قبل أن تستقيم في جلستها و تتربع فوق الفراش ثم تضع يديها على وجنتيها و هي تنظر لها و تومئ برأسها بنعم
أخذت فتحية نفسا عميقا قبل أن تقترب منها أكثر و هي تهمس بصوت منخفض طيب و إنت عاوزة إيه قوليلي عشان اساعدك
هزت كاميليا حاحبيها بعدم تصديق و هي تجيبها باستهزاء تام و هو إنت بإيدك إيه عشان تساعديني
أنا مشكلتي اكبر من كده بكثير
فتحية بخبث جربيني الأول و بعدين أحكمي مش يمكن أفيدك
كاميليا و حتفيديني إزاي يافالحة حتهربيني مثلا و إلا حتخلي شاهين بيه يطلقني و يسيبني ارجع بيتنا
إبتلعت فتحية ريقها بصعوبة قبل أن تستجمع كامل قوتها لتتحدث فهي تعلم جيدا ان شاهين الان يسمعها من خلال كاميرا الغرفة ايوا حساعدك و حخليكي تهربي من هنا عشان صعبانة عليا و كمان انا أكثر واحدة عارفة إن قعادك هنا في خطړ
على حياتك إنت اصلك مش عارفة الحقيقة عشان كل اللي سمعتيه قبل كده كان كڈب
كاميليا بقلق كڈب تقصدي إيه
تهربت فتحية بنظراتها من كاميليا لتتمتم ب تمثيل يوووه انا لساني دايما كده فالت مني
امسكتها كاميليا من ذراعها تمنعها من الوقوف لتجلس فتحية مرة أخرى فتحية إنطقي قصدك بالكلام اللي كنتي بتقوليه داه و مټخافيش لو عاوزة فلوس انا حديكي كل اللي إنت عاوزاه و
أكثر كمان بس إتكلمي
إلتفتت فتحية نحو الباب لتتأكد من إغلاقه قبل أن ترسم على وجهها ملامح الجدية و هي تتكلم بصي يا ستي أولا لازم توعديني إن الكلام اللي حقولهولك داه يفضل سر مابينا عشان لو شاهين بيه شم خبر إني أنا قلتلك حاجة حيقتلنا إحنا الاثنين و لما أقلك حيقتلنا مش ببالغ عشان دي أسهل حاجة هو يقدر يعملها
تابعت فتحية كلامها بعد أن اومأت لها كاميليا بالايجاب حتى زينب و خديجة كمان إوعي تتكلمي معاهم في حاجة او تسأليهم
على حاجة عشان مش حيجابوكي و ممك يروحوا يقولوا لشاهين بيه
قاطعتها كامليا قائلة بنفاذ صبر خلاص بقى فتحية إنطقي انا قلبي حيوقف من الخۏف و إطمني بقى انا مش حقول لحد و الله بس إتكلمي ابوس
إيدك قبل ما حد ييجي هنا و يلاقيكي قاعدة معايا
تنحنحت فتحية و هي ترسم ملامح الجدية المزيف على وجهها لتبدأ في الحديث مرات شاهين الاولانية مها هانمكل اللي سمعتيه عنها كان غلط
هي لا خانت البيه ولا حاجة بالعكس دي كانت ست طيبة و بتحبه اوي هو اللي ظلمها و رماها بعد ما ولدت البيه الصغير و حطها في مستشفى مجانين و ربنا عالم هي دلوقتي فين عايشة و الا مېتة المهم اول متجوزوا كانت زيك كده دايما
محپوسة في أوضتها مش مسموح لها تخرج برا الفيلا
كنت بشوفها دايما پتبكي و خصوصا بعد ما بقت حامل مكانش بيرحمها انا فاكرة وقتها إنه جابلها دكتورة مخصوص سكنت هنا في الفيلا شهور طويلة عشان تتابع الحمل عشان كانت ضعيفة و كان البيه دايما بيضربها و و إنت فاهمة بقى
شهقت كاميليا بصوت عال و هي تضع يدها على فمها لتكمل فتحية سرد روايتها المزيفة ايوا زي ما بقلك انا لسه لحد دلوقتي مستغربة إزاي مماتش بعد اللي كان بيعمله فيها ماهو دا السبب اللي خلاه يحطها في مستشفى المجانين عشان يتخلص منها و لما مماتتش إظطر إنه يعمل كده المهم انا كنت عاوزة احكيلك اللي حصل و أنورك عشان تفوقي و تدوري على طريقة تنفذي فيها نفسك قبل ما يبقى مصيرك زيها
حدقت بها كاميليا بړعب و هي لا تزال غير مصدقة لما تسمعه لتتمتم پضياع و انا بإيدي أعمل إيه بس الظاهر إن مصيري فعلا حيكون زيها
ربتت فتحية على كفها بحنان قائلة اكيد لا هي الست مها
لما جات هنا مكانتش تعرف اللي حيحصلها و مكانتش تعرف إن البيه لا مؤاخذة يعني مريض نفسي و إنه حيعمل فيها كده عشان محدش فينا قلها بس إنت لا أديني قلتلك الحقيقة الدور الباقي عليكي إنت و طبعا لنا مش محتاجة أجيبلك
دليل على صحة كلامي عشان معاملة البيه ليكي في حد ذاتها
دليل واضح و كافي
كاميليا بعدك تصديق طيب و هو بيعمل كده ليه
فتحية بتلعثم ما انا قلتلك مريض مريض نفسي و كمان الست مها كانت حلوة جدا و من عيلة بسيطة يعني زيك إنتيعني هو ضامن إن مفيش حد حيقدر يوقفله او ينقذكم منه
كاميليا بيأس ممزوج بالخۏف طب انا حتصرف إزاي انا مقدرش اهرب من الفيلا ما إنت شايفة الحراسة و الكاميرات اللي موجودة في كل مكان يا ريتك ما قلتيلي انت كده قلقتيني اكثر و زودتي خۏفي و إنت عارفة كويس إن مفيش في إيدي حاجة أعملها
إبتسمت لها فتحية لتطمئنها قائلة يا بنتي أصبري
متابعة القراءة