بشيئ متهور يندم عليه لاحقا. تكلمت نور بصوت منخفض طيب خلينا ننزل نتغدا و بعدين نكمل كلامنا. صدرت منه ضحكة ساخرة عقبها قوله كثر خيرك...البرنسس تنازلت المرة دي و قبلت تتغدا معايا.... اجابته بهدوء محمد ملوش لزوم الكلام داه إنت عارف إن أنا و إنت حكايتنا من الاول كانت غلط.... أنا كنت صريحة معاك ومخبيتش عليك حاجة من اول مرة كلمتني فيها.... قلتلك إني أنا مش بحبك و طلبت منك إنك تنساني و تدور على واحدة ثانية من مستواك و تليق بيك.. بس إنت اللي ركبت دماغك و اصريت عليا و انا وافقت بس كان ڠصب عني مكنتش مقتنعة.. ماما من جهة و كاميليا و جوزها من جهة ثانية حتى كريم....كلهم حتى إنت كنت كل اما اروح مكان الاقيك فيه حاصرتني من كل الجهات و تحت الضغط داه كله أنا سلمت ووافقت بس إنت كنت عارف يعني إنت دلوقتي ملكش حق تلومني على حاجة و انا كمان مش حجبرك تكمل معايا... إلتفت الآخر نحوها ليوليها كل إهتمامه مركزا على كل كلمة تقولها قبل أن. يتحدث طيب ممكن افهم ليه و متقوليليش شكلي عشان دي حجة عبيطة و مش داخلة دماغي...... اجابته و هي تحرك رأسها بنفي طبعا لا....مش داه السبب بس في أسباب كثيرة بتدل على إن حكايتنا غلط من الاول زي الفرق الاجتماعي الكبير جدا اللي بينا مثلا انا نور بنت سعيد محمود اللي شغال عامل في محل صغير و إنت محمد اللي من عيلة البحيري من أكبر واغنى العائلات في البلد... حولت نظرها نحو الشارع قبل أن تستأنف حديثها من جديد بنبرة حزينة إنت مشفتش إحنا كنا عايشين إزاي قبل ما كاميليا أختي تتجوز شاهين الألفي كنا...فقرا اوي مش لاقيين ناكل .. انا كنت بستلف هدومي من بنات الجيران لما يكون عندنا فرح او مناسبة...بالمختصر انا من عيلة بسيطة و فقيرة و كل حاجة عندنا هي ملك لاختي و جوزها يعني... محمد
بعدم تصديق يعني إيه... يعني إيه يا نور إنت مچنونة انا مالي و مال الكلام داه انا عاوزك إنت.... بحبك إنت حفهمك إزاي داه....و بعدين ما انا عارف و عيلتي كلها عارفة ها في حجة ثانية و إلا خلاص. بللت نور شفتيها قبل أن تنطق مدافعة عن رأيها دي مش حجج دي حقايق بكرة لما نتجوز حتفهم كويس أنا بتكلم عن إيه و ساعتها انا إللي حبقى خسرانة . تنهد بنفاذ صبر من عنادها و رأسها اليابس قائلا أنا لسه مستغرب من نفسي انا جايب طولة البال دي كلها منين....و بسمع كلامك الأهبل داه. نور پغضب كلامي مش هبل و إنت عارف داه كويس ... و الدليل اخوك اللي تجوز بنت عمك و طلقها بعد شهرين ...وكان بېخونها مع كل ست يقابلها و اهو بقاله ثلاث سنين لا حس و لا خبر رمى إبنه و مراته...اللي هي بنت عمه تقدر تقلي انا حيبقى مصيري إيه لو حضرتك تجوزتني و رميتيني زي ماعمل أخوك.... فغر محمد فاه پصدمة غير مصدق لما يسمعه منها لأول مرة...هل وصل بها التفكير لهذا الحد ان تظنه كأخيه أيهم إحتقنت الډماء في وجهه أكثر و قد شعر بأنه يكاد ينفجر في أي لحظة.... اعاد تشغيل سيارته من جديد متفاديا قول اي كلمة ليسير في طريقه من جديد.. يتبع بارت جديد و سنة جديدة يارب تكون سنة سعيدة علينا كلنا حبايبي في بنوتة إسمها روان مشكورة سألتني على الانستغرام إذا كنت بنزل الرواية في مواقع ثانية. فأنا عاوزة اقلكم إني انا بنزل و بس اي مواقع ثانية انا معنديش علم بيها و بصراحة إستغربت جدا لما لقيت روايتي في مواقع ثانية و صفحات كثيرة على الفيسبوك و زعلت جدا عشان مفيش حد منهم اعلمني بأنه عاوز ينقل الرواية. اتمنى يعجبكم الفصل التمهيدي داه و مستنية ارائكمبحبكم جدا جدا الفصل الثاني الجزء الثاني تسمرت ليليان مكانها و هي تنظر امامها پصدمة و كأن الزمان توقف عندها عندما إعترضت أميرة طريقها في مدخل الفيلا لتخبرها بصوت متحمسأيهم رجع يا لولو... أيهم رجع. أومأت لها وهي تبتلع ريقها بصعوبة و دوار خفيف قد أحاط بها حتى كاد
يجعلها تقع مكانها على الأرض لولا انها تمالكت نفسها في آخر لحظة لتكمل سيرها للداخل بخطوات متوترة...... لم تره منذ ثلاثة سنوات و لم تسمع حتى صوته و كأنه لم يكن في حياتها من قبل...لم يبق لها سوي ذكرياتها معه في كل ركن من الفيلا و المستشفى... توقفت عن السير تبحث عنه بأعين مترقبة من بين أفراد العائلة الذين كانوا مجتمعين حوله في الصالون...لتجده اخيرا بدا مختلفا في شكله عما كان عليه سابقا...لحية خفيفة و نظارات طبية و جسد نحيف و عيون ترسل رسائل كثيرة... شوق و لهفة خوف و تردد امل و حزن عڈاب و ندم.... و كأنه احس بحضورها شعر بها دون أن يرفع عينيه حيث لم يمنعه إنشغاله باحاديث عائلته الكثيرة و أسئلتهم المختلفة من إستشعار وجودها...ليرفع عينيه نحوها و إبتسامة رقيقة وجدت طريقها نحو ثغره كالملاك الذي نزل من السماء يراها... بحجابها الأبيض و غمازتيها التين إشتاق إليها حد المۏت... تنحنح قليلا و هو يقف من مكانه حاملا طفله الذي غفى في أحضانه متقدما نحوها بخطوات مترددة حتى وصل أمامها..مد يديه و علامات الخجل تصحب جميع تصرفات قائلا بصوت خاڤت إزيك يا ليليان... عاملة إيه. بصعوبة حركت يدها نحوه لتصافحةو تحيته قائلة حمد لله عالسلامة.. إزيك إنت أومأ لها تمالك نفسه بصعوبة ليعود لمكانه و هو يربت باصابعه على شعر أيسم لتعرض عليه والدته أخذه لينام في غرفته... أعطاه لها بعد أن و عيناه لا تحيد عن تلك التي مازالت تقف مكانها و كأنها تمثال جامد...و قد طافت بعقله مئات الأسئلة و الافتراضات حول ردة فعلها بعد رؤيته... إستجمعت ليليان بقية قوتها لتستأذن من الحاضرين الصعود إلى غرفتها لأخذ قسط من الراحة بعد قضائها ليوم طويل من العمل المرهق.. أغلقت باب غرفتها بهدوء ينافي صخب قلبها و جوارحها...لقد عاد كابوسها من جديد و عادت معه ايام العڈاب و الحزن بعد أن إستطاعت طوال الثلاث سنوات الماضية من مداواة چروحها و آلامها هو عاد حتى يفتحها من جديد رمت حقيبتها ثم إستدارت نحو باب الشرفة لتفتحه و تسير بهدوء نحو السور
الرخامي لتسند عليه بيديها.. تنفست الهواء بقوة بعد أن احست بانقطاعه عنها ثم مسحت براحة قبل أن تتوقف فجأة عندما شعرت بدخول أحدهم إلى غرفتها.... لم تكد تخطو خطوة إلى الداخل حتى تفاجأت بأميرة تقفز أمامها كالقطة صاړخة بقوة لولو.... شفتي أيهم جابلي إيه رمقتها ليليان بعدم رضا و هي تضع يدها موضع قلبها تهدأ ضرباته التي زادت بسبب
فزعها من صړاخ أميرة يوووه يا ميرا إنت مش حتبطلي حركاتك دي.... موتيني من الړعبة حرام عليكي . قهقهت الأخرى بخفة و هي ترمق ملامحها الفزعة بتسلية قائلة سوري يا لولو...مش قصدي بس الظاهر إنت اللي كنتي سرحانة بقلك إيه تعالي عشان اوريكي علب المايكاب اللي جابهالي تجنن تجنن يا لولو..... جذبتها بخفة من يديها لتدخلا إلى الداخل و تجلس أميرة على السرير و تبدأ في فتح العلب الفاخرة بحماس مثرثرة واو... مكنتش عارفة إن أيهم ذوقه حلو كده.... الظاهر في حاجات كثيرة تغيرت فيه مش بس شكله.... رفعت عيناها نحو ليليان و هي تضم شفتيها بتفكير قبل أن تردف حساه مختلف اوي عن زمان مش بيتكلم كثير و لا بيشخط زي عوايده...حتى لما اخذ ايسم .. انا شفت دموعه و ماما كمان.... المهم انا حسيبك تغيري هدومك و بعد العشاء حرجع عشان اوريكي الحاجات الثانية... و إنت كمان....إتفقنا وقفت من مكانها و
هي تلملم اكياسها بسرعة مضيفة اصل أيهم جايب شنط كثير و حطها على جنب في اوضته
.... خرجت أميرة تاركة ليليان تضع يديها على رأسها بتعب من ثرثرة إبنة عمها التي لا تنتهي... جلست على الفراش بهدوء متمتة بملل البنت دي حتجنني...ميكاب إيه و زفت إيه اللي بتتكلم عليه داه مش مكفيها محل مواد التجميل اللي في أوضتها...و مين اللي تغير داه أنا مش فاهمة حاجة و مش عاوزة أفهم اصلا يتغير ميتغيرش دي حاجة تخصه... يبعد عني و خلاص داه المهم.... اوووف خليني اقوم اغير هدومي و انزل اشوف إيه الحكاية بالضبط . تمتمت بانفعال قبل أن تتجه نحو خزانة ملابسها لتنتقي ملابس بيتية أنيقة لترتديها و تنزل.... بعد نصف ساعة كانت مع بقية أفراد العائلة الذين تحلقوا على مائدة الطعام يتحاذبون أطراف الحديث متحمسين برجوع أيهم.... سيف بمزاح بما إنك رجعت فأنا اعتبر نفسي في إجازة طوييييلة.... ياه بقالي ثلاث سنين مستني اليوم داه. ايهم بابتسامة و هو ېختلس النظر ليليان بين الحين و الاخر وانا مال ما انا بردو في اجازة ... سيف و يمثل الحزن يعني إيه في اجازة....شركتك و إدارة المستشفى ردت إليكم انا مليش دعوة من بكرة دوروا
على حد غيري انا راجع مكتبي في شركتنا . ايهم بجدية سيف لو سمحت...انت عارف إن الشركة و المستشفى باسم ليليان.... يعني هي صاحبة الشأن و القرار.... رفعت رأسها عندما سمعته يتحدث عنها لتتلاقى أعينهما لتخفض ليليان عينيها متظاهرة الانشغال بطبقها ليتحدث سيف بثرثرة ماهي رجعتهم باسمك من زمان...و الأوراق موجودة في مكتب بابا....هي ما قالتلكش و إلا إيه سعلت ليليان بقوة لتتجه جميع الانظار نحوها...ليرمقها أيهم بقلق قبل أن تسارع أميرة و تعطيها كأس مياه لتاخذه منها ليليان و هي تشعر بحرج كبير.... تنحنح أيهم عن قصد حتى يجذب الانظار نحوه قبل أن يتكلم بصوت هادئ طيب خلينا نأجل الكلام داه لبعدين... إلتفت نحو والدته ليكمل تسلم إيدك يا ماما الأكل تحفة بقالي كثير مأكلتش اكل زي داه.... كاريمان بابتسامة فرحة بالهناء و الشفاء يا حبيبي...لو عاوز اكلة معينة قلي و انا ححضرهالك بنفسي.... سيف بغيرة يا سلام.. من شاف احبابه يا ست ماما.... ضحك الجميع و اكملوا تناول العشاء في جو لا يخلو من المزاح و الضحك..... بعد إنتهاء السهرة العائلية المعتادة دلفت ليليان غرفتها مشتاقة لصغيرها الذي لم تره كثيرا اليوم...توقفت عن السير بعد أن لمحت أيهم متكئا على ذراعه بجانب أيسم الذي