مذاق العشق المر بقلم سلمي المصري
المحتويات
دبلة فضية لنور في خنصره
الايمكن ان يسمي ما يحدث الان خېانة في حقها
هل يقبل الم الخېانة الى ارق قلب صادفه ومع من حطمت قلبه مسبقا
شاء أم أبى لازالت الذكرى تلوح بخياله بين الحين والاخر
انحرف كفه الى كتفها يبعدها عن صدره في رفق
ازدردت ريقها وهي تطرق أرضا قائلة
انا اسفة محستش بنفسي
همست في ألم تنكر جملته رغما عنها
تتذكر يوم ألقى مثلها في وجهها منذ سنوات يا لقسوته التي لاتعرف من أين أتى بها
أخته !!!
واصل حديثه
طبعا يا ايتن وفي اي وقت احتجتي اي حاجة اطلبيها مني انا
وقبل ان ترد او بالأحرى تبحث عن رد مناسب شعرت بنور تفتح الباب وتدلف الى المكان
ايتن انتي كويسة
بعد اذنكو
وفرت من المكان بأسره فلم يعد بمقدورها الاحتمال اكثر
مالها ايتن
أجابها حسام وهو يتجه الى مكتبه
اللي حصل لايتن وللعيلة الناس كلها عارفاه
استقر في مكانه ورفع نظراته اليها
الاف من الاسئلة تطرح ذاتها بوضوح في عينيها وهو لايملك جوابا واحدا يريحها او يريح نفسه
جعلها تتوقع سبب انتهاء الخطبة بأنهما لم يتفقا فتهور ايتن لايليق بشخصه الحازم
جعل كفره بالمشاعر الذي يردده على مسامعها ليل نهار يدحض اي شك لديها عن أي مشاعر جمعتهما
يخبرها دوما باعجابه بها وبذكائها وبكل شىء فيها يخبرها ان هذا يكفيه وأكثر في الزوجة التي يتمناها
أنا بحبك يا حسام
قطعت أفكاره باعترافها الصعب على فؤاده فنهض ليصبح في مواجهتها
لايعرف حقا بما يجيبها
هل يخبرها ان القلب لايمكنه أن يدخل معادلة دون ان يدمر
هل يخبرها ألا تحبه فقلبه لن يبادلها المشاعر تلك ما عاش
ولكن من يدري
بها كل شىء يستدعي منه المحاولة
كفاه غرقا في جنون حب مزيف لايمكنه تجاوز ما أصابه منه
التقط كفها يقبله في رقة ارتعدت لها جسدها بأكمله وهو يسألها
يبقى نتجوز دلوقتي يا نور مفيش داعي للتأجيل
سحبت كفها من كفه لتقول
مش ده معنى اللي قولته يا حسام
لو طلبت منك فرصة هتديهالي مجرد فرصة اتاكد فيها من حاجات كتير انا بالنسبالك استاهل الفرصة دي
التقط كفها مجددا يخبرها في سرعة
انتي تستاهلي كل حاجة في الدنيا يا نور
ابتسمت في حزن تخبره
الفرصة مش ليا لوحدي الفرصة دي لينا احنا الاتنين مع بعض
ضيق عينيه في حيرة
قصدك ايه
التفتت الى الباب المغلق ثم اليه دون ان ترد فاتسعت حدقتاه ينكر ما التقطه ذهنه من تلميحها
نور ايتن بالنسبالي بنت عمي وبس ولو على
أوقفته بكفها تمنعه من الخوض في الحديث أكثر لاتريد أن ينفي شكها بحديث واهن
هي تريد الفرصة لكليهما كما أخبرته
تريد قلبه خاليا حتى وان فقد احساسه بالعشق ستعرف كيف تعيد بعشقها اليه العمل
فقط لو كان خاليا
حسام انا
مش بتهمك ولا انت مدان قدامي بحاجة بس انا بحبك وخاېفة اغامر بقلبي وده حقي
تنهد في عمق يفكر فيما تقوله
فرصة
ربما كانت محقه وهو في امس الحاجة اليها فليعطي لقلبه الفرصة في تحديد وجهته فاما يستقر مرساه على مرفأها أو يغرق دون ان يحذبها معه الى حدفها في القاع
بعد مرور عامين
ارتعدت بشدة وهي تحتضن نفسها وتنظر الى الباب تطالع ذلك القاسى الذي يتابعها فى نظرة تقشعر لها لتتذكر انه لاسبيل لها من الفرار أبدا ربما كان لديها أمل أخير فى انقاذ نفسها مما هي فيه خيط ضعيف من النور بين كل ظلمات اليأس التى تاهت فيها لماذا لم تلجأ اليه
نعم جرحته ولكن ما كان ليتخلى عنها ابداا
ليت الثمن كان حياتها اذن لفضلت المۏت مائة مرة على ان تقدم على ذلك ولكنها ليست حياتها بل حياة أخرى تستحق أن تجازف من أجلها
ربما كان الله به رحيما فتلقى حدفها او ترسله هو الى حدفه قبل أن تذبح على هذا النحو
انتفضت على صوت قاس وصارم
هتفضلي واقفة كدة كتير ما تخلصي
التفتت له بعينين امتلئتا بالدموع ولكنهما بقيا على حافة جفنيها يقاوما الانحدار لقد استنفذ ما مضي من دموعها ومشاعرها بما يكفى ولم يتبقى لها سوى الشعور بالقهر فقط والقهر لا يحتاج الى دموع
القهر يستجلب العجز ويسلب ما تبقى من الروح ازدردت ريقها وهي تغمض عينها تتحسس هذا الخڼجر فى حقيبتها قبل ان تمد يدها الى مقبض الباب
أمسك الرجل بكفها وهو يضغط عليه قائلا بصوت هادىء مرعب أشبه بفحيح الافعى
انتى عارفة اتفاقنا تزودي كلمة معاه عارفة كويس ايه اللى هيجرى
هزت رأسها وأخذت نفسا عميقا وهي تدعو الله ان ينجيها ارتعد كفها وفتحت الباب وهي تنظر الى عينى ذلك الرجل الشامتة نظرة اخيرة
بدأت تخطو فى تردد لا تشعر بطراز الغرفة الراقى ولا حتى بالهواء الذي تتنفسه عيونها تبحث في تلقائية عن ذابحها تراجعت فى ذعر وهي تطالعه معطيا لها ظهره ترى دخان سيجارته يتصاعد ويتصاعد وكأنه دخان نيرانه التى اعدها ليحرقها بها انه هو قال دون ان يستدير اليها
أخيرا جيتي
لم ترد وظلت على صمتها وبعد لحظة واحدة تسرب صوته الى أذنها ومنه الى خلايا مخها التى تعرفته على الفور فتسمرت فى مكانها وكادت ان تفقد وعيها
لم يعط لتعجبها وقتا اطول اذ استدار لها ووقف لحظات يتأملها من اخمص قدمها الى رأسها وهو يبتسم فى شماتة قائلا
اخيرا
وفى لحظة عادت ذكريات العامين الماضيين تمر بسرعة امام عينيها كفيلم قصير فبعد انفصالها عن يوسف البدري وعودتها مع أخيها الى المنزل القديم كان لزاما عليها ان تبحث عن عمل فقد رفضت أي مساعدة من عائلته وبالأخص زين ولكن كونها طليقة ليوسف البدرى يجعلها قيد أمرين لاثالث لهما اما استغلالها ضده او رفضها تماما لتجنب اى مشاكل معه ومن عمل الى عمل لاقت الرفض
حاولت ان تدير مقهى ابيها ففشلت فى الأمر بجدارة فلم يكن أمامها سوى بيعه لتستطيع تدبير امورها والانفاق على اخيها ومدرسته الخاصة باهظة التكاليف فهى لم تفكر تماما فى ازاحته عنها
اخذت النقود تتضاءل وتتضاءل وهي حقا لاتعرف ماذا تصنع حتى جاء الڤرج من السماء على هيئة ساكن جديد اخبرها حارس المنزل انه يريد تأجير الشقة التى تمتلكها مقابلة للاخرى التى تسكنها مع اخيها وافقت بالطبع فحاجتها للمال لم تدع لها فرصة لتفكر من الأساس وجاء الساكن الجديد
فارس
مدرس هادىء الطباع لاتراه ايلينا الاوقت دفع الايجار فقط لم يزعجها او يضايقها ابدا فى شىء بل كان ملاكها الحارس فى اليوم الذى لجأت فيه الى يوسف وخذلها
لن تذهب ذكرى هذا اليوم من بالها ابدا حين تهجم فؤاد ابن عمها عليها فى الثانية صباحا وجدته أمامها يطرق الباب بقوة ففتحت له حتى لايثير لها المشاكل تخيلت انها ستصرفه بهدوء وينتهى الأمر كما كانت تفعل معه دائما
لم تعرف ان هذه المرة ستختلف كثيرا فقد همس لها فؤاد فى وقاحة بمجرد أن فتحت له الباب
واخيرا يا ايلينا اتطلقتى وبقيتى ليا
ودفعها پعنف شىء ما ليدلف الى المكان
رمقته باحتقار
طالعت هيئته التى يبدو ان الخمر قد اذهب بما تبقى من تعقل بها لتقول وهى تشير بثبات الى الباب
اخرج برة يا بنى ادم انت اطلع برة
نظر فؤاد الى الباب ليتجه ويغلقه في برود ويعقد ذراعيه مواصلا فى تلذذ غريب
لا مش خارج يوسف وطلقك خلاص شوفى مين بقا هينجدك من تحت ايدي
تنفست في عمق تخبره بهدوء فلم يخطر ببالها ما ينتوي فعله
اسمع يا فؤاد انا مش ممكن اقبل الجواز منك ابدا
قهقه عاليا وهو يحاول الاقتراب منها
ومين جاب سيرة الجواز بس دلوقتي جواز ايه ووش ايه
امسكت بهاتفها وبمجرد ان فتح المكالمة لم تنتظر حتى ان يأتيها صوته صړخت مباشرة فى فزع
يوسف الحقني فؤاد اټهجم عليا
لم يأتيها اى
رد فعاودت الهتاف
يوسف انت سامعني اعمل معروف انا انقطعت المكالمة او انهااها يوسف دون كلمة واحدة ولم يكن لديها متسع من الوقت لتفكر فى صډمتها فقد تزايدت دقات فؤاد على الباب وازداد ارتجاف علي بين ذراعيها وقبل ان ترفع هاتفها لتتصل بالشرطة سمعت صوت جلبة بالخارج فأحدهم قد كسر الباب وبعدها سمعت اصوات تحطيم اشياء بالشقة واصوات تأوهات متتالية لصڤعات ولكمات فلم تحملها قدميها اكثر لتتهالك ارضا وهى تضم علي اليها فى قوة تحاول ان تأخذ منه الامان اكثر مما تحاول ان تبثه اياه هدأت تلك الاصوات تدريجيا لتنتفض على صوت دقات هادئة على باب الغرفة وصوت فارس الرخيم يناديها
افتحي يا ايلينا انا فارس
مدت يدها فى تردد وخوف ونهضت لتفتح الباب فى بطء نظرت منه قبل ان تفتحه اكثر الى فؤاد الذى تكوم ارضا والى فارس الذى انتحى جانبا ليترك لها الفرصة فى الخروج اطلقت على من بين ذراعيها ونظرت الى فارس تسأله فى توتر
انت عرفت ازاى باللى حصل
ابتسم فارس وهو يضع يديه فى جيب بنطاله مداعبا
العفو مدام ايلينا تحت أمرك
لو كانا فى موقف اخر لاتسع ثغرها من دعابته وطريقته فى القائها ولكن نظرة الى فؤاد المتكوم ارضا اصابتها بالفزع فأعادت سؤالها من جديد فى ثبات وجديه لا تحتمل اى مزح ليرد فى هدوءه المعتاد
انا جيت على صوت الدق والخبط اللى كان فى المكان وعلى صوت صرختك وصړخة علي مش محتاجة ذكاء يعنى
نظرت اليه فى تمعن لأول مرة
هيئته توحى بانه احد ابطال المصارعة وليس مدرسا ابدا
يشبه الى حد كبير نجوم السينما فى هندامه وطريقته اللبقة وكل شىء
لم يصبه مجرد خدش واحد من فؤاد او ربما هى حالة فؤاد الذى سيطر الخمر فيها على عقله فلم يتمكن من الدفاع عن نفسه
قطع تأملها صوت فؤاد المترنح
وده يطلع مين ده راخر
اقترب فارس منه قائلا وهو يعقد ذراعيه بابتسامة جذابة للغاية
اهلا فؤاد باشا ازى الحال دلوقتى
لهجته ثقته طريقته تذكرها به
يوسف البدرى الذى تخلى عنها منذ لحظات
وضع فؤاد يده على رأسه ونظر اليها بعد ان تلونت پالدم هاتفا
وحياة امك لدفعك التمن غالى
فرك فارس كفيه
لا يافؤاد بيه محدش هيدفع اى تمن غيرك تفتكر لو بلغنا البوليس دلوقتى هيبقا ازى الحال وياسلام بقا لو خطيبتك بنت الوزير عرفت والجوازة اتفركشت شوف انت بقا
نهض فؤاد فى تثاقل قائلا وهو يمسك جبينه يكافح الدوار بشدة
انت بتهددنى يا بتاع انت
رد فارس فى برود
اه
نظر فؤاد الى ايلينا هامسا في ڠضب مكبوت وكأنه تعمد الا يصل تهديده الى احد غيرها وهو يميل اليها قبل ان يخرج
مسيرك تقعى تحت ايدى لو مكنش دلوقتى بعدين وبكرة تشوفى يا
واضاف فى تهكم
بنت عمي
وقبل ان يخرج تفاجىء بقبضة فارس الحديدية حول معصمه وهو يقول ببروده
متابعة القراءة