مذاق العشق المر بقلم سلمي المصري

موقع أيام نيوز


كل حاجة دور يا فارس مرة واتنين وعشرة أنا مش بثق فى حد قدك 
وبالفعل مرت أربعة اشهر دون ان يعرف اى شىء عنها 
كلف فارس وغيره بالبحث عنها دون جدوى عاد من شروده فجأة وذهنه يتفتق عن فكرة ما 
أدار رقم فارس وحين جاءه صوته سأله مباشرة 
فارس أخبار منصور التهامي ايه 
تأفف فارس في ملل 

أنا مش عارف شاغل دماغك بيه ليه واحد خرج من السچن من كام سنة وحاليا مدمن مخډرات ومفيهوش حيل يمشى خطوتين على بعض ايه اللى يهمك فى حاجة زى دي 
رد يوسف بسرعة وصرامة 
أنا عاوز اخباره كلها تكون عندي باستمرار ومن غير مناقشة فاهمني 
اخذت تدق على حاسوبها فى انتظام وتركيز واضحين وهي تدون بعض الأشياء في ورقة الى جوارها قبل ان تلوي فمها بانزعاج واضح وهي تتمتم فى حنق 
زي ما اتوقعت 
ستة أشهر مرت على عملها في مجموعة عزام عرفتها ملك على أبيها احمد عزام 
ذلك الرجل الذى يحمل من الهيبة والوقار بالقدر الذى يحمله من الطيبة والحنان 
اخبرته بقصتها كاملة فتعاطف معها فرفضت أن يأخذ هذا التعاطف دوره في العمل هي لم تخبره من أجل هذا بل أرادت أن تكون كتابا مفتوحا من البداية لمن سيستأمنها على عمله وماله 
أصرت أن تخضع الى فترة اختبار قبل أن تستلم عملها بشكل رسمي وبالفعل أذهلته ففي أقل من شهرين اصبحت مديرة لمكتبه وكالعادة ايلينا اضافة حقيقية قوية لأي مكان تعمل به 
اتخذت احتياطها جيدا حتى لا يعرف يوسف مكانها المصادفة ساعدتها في البداية فمقر المجموعة فى الاسكندرية وليس القاهرةو ليست للمجموعة أي صلة او تعاملات تذكر مع مجموعة البدرى والخطوة الأخيرة هو تحريف اسمها قليلا لتختار اسم الدلال الذى كانت تناديه بها ملك ليكون اسما رسميا يعرفه الجميع بها وهو ايلا 
جمعت ما دونته وذهبت به الى أحمد 
طرقت مكتبه في رفق فأذن لها بالدخول ابتسم حين رآها فاقتربت لتضع الاوراق على مكتبه قائلة في جدية 
انا عاوزة حضرتك فى موضوع مهم 
وضع أحمد القلم الذى بيده فى حاوية الاقلام وهو يعقد حاجبيه فى اهتمام 
خير يا ايلينا موضوع ايه 
عضت ايلينا على شفتها فى حيرة فالأمر برمته محير حقا فتنهد أحمد في فضول 
ها يا يا ايلينا قولي أنا سامعك 
رفعت رأسها تخبره في سرعة شديدة حتى لا تدع فرصة للتراجع 
بصراحة يا فندم اللي حسبته لقيته فيه تلاعب فى الحسابات بتاعة المجموعة وخاصة اللي تحت ايدين أسامة بيه 
اطرق احمد برأسه للحظات دون أن يعلق فألقت رأسها الى كتفها الايمن وهي تنظر له فى دهشة فلم يبدو عليه الصدمة مطلقا وهي تخبره أن اخيه الذى يعمل فى خيره يسرق امواله 
تنحنحت وسألته في حيرة 
أحمد بيه هوا ليه حاسة ان حضرتك متفاجئتش 
رفع أحمد رأسه بابتسامة متعبه وهو يقول 
لا كنت متوقع 
وتراجع فى كرسيه يطالعها في اعجاب 
اللي أذهلنى بجد هوا شطارتك انتي يا ايلا بجد كل يوم بتثبتيلي ان ملك قدمتلي هدية حقيقية 
ابتسمت في خجل لم يطغى على حيرتها التي كان لها النصيب الأكبر في امر هذا الرجل 
هل هذا كل ما يشغله 
ماذا عن خېانة اخيه وسرقته له 
رفعت رأسها من جديد تحاول أن ترضي فضولها 
طب ازاى يعني حضرتك شاكك فيه ومع ذلك بتشغله هوا ملوش أي رأس مال فى المجموعة واللي اسمعه أن ضيع فلوسه من زمان اوي 
شبك احمد اصابعه وهو يوضح لها في بساطة أغاظتها 
اسامة يبقا اخويا فى الأخر بعد ما خسر فلوسه انا جبته هنا وشغلته وبقا للأسف معاه كل اسرار شغلى انا كنت شاكك من فترة انه بيسرق من ورايا بس طبعا مينفعش بعد ما تبقى معاه كل اسرار الشغل انى ارفده لأنه ساعتها هيفكر ينتقم وهنبقا احنا الخسرانين 
زفرت ايلينا فى ضيق من مبرراته تلك وأعدتها سلبية الى حد كبير 
يعنى حضرتك هتسيهاله كدة ينهب زى ماهوا عايز 
نهض احمد فى بطء ينفي ما ظهر واضحا في نبراتها عن اتهامه بالعجز عن المواجهة 
بمزاجى يا ايلينا فى الوقت المناسب هنحل كل حاجة 
عضت على شفتها لتتجاوز الأمر وهي تنظر الى ورقة اخرى 
الغريبة بقا هوا خالد ابنه كل حساباته مظبوطة والمصنع اللى بيديره من انجح مصانع المجموعة 
هز احمد رأسه مصدقا على حديثها 
ده حقيقى خالد غير ابوه تماما ونفسى ملك فعلا تفكر فى موضوع جوازها منه بشكل عملى اكتر 
شردت ايلينا بعينيها قليلا 
ملك خاېفة اكيد حضرتك عارف ان تجربتها الاولى افقدتها الثقة فى حاجات كتير 
وقبل أن يرد احمد تفاجىء بمن يفتح الباب ويدلف الى المكان في عڼف وهو يتجه مباشرة الى ايلينا صائحا في ڠضب 
انتى فاكرة نفسك مين بأي حق تاخدى كل الحسابات وتراجعيها 
أوقفه احمد في حدة 
اسامة كلامك معايا انا انا اللى طلبت منها ده 
تطلع أسامة اليها في غيظ وهي ترمقه في ظفر واضح وتحد كأنها تخبره بعدم اكتراث شعرة واحدة من جسدها بما يفعله زفر في ضيق وهو يلتفت الى أخيه بأى صفة ان شاء الله دي مجرد سكرتيرة 
مسح احمد وجهه ليهدأ 
انت عارف ان ايلا اكتر من مجرد سكرتيرة دي 
قاطعه اسامة وهو يبسط كفيه متهكما فى وقاحة 
اه طبعا عارف انها اكتر من سكرتيرة 
واضاف في استهزاء وهو ينظر اليها مجددا 
اكتر بكتير 
فهم احمد وايلينا مارمى اليه أسامة وقبل ان ترد سارع احمد بالرد نيابة عنها 
تلميحاتك السخيفة دى مش هقبل بيها يا اسامة انت فاهم ولا لا واياك تدخل هنا تانى بدون استئذان انت فاهم 
ضحك اسامة باستفزاز وهو يضع يديه في جيبه 
اعمل ايه بس ما كل مرة باجى بلاقيها جوة معاك 
هتف به احمد في ڠضب 
اسامة 
هز اسامة كتفيه فى لامبالاة 
خلاص خلاص انا ماشى 
ونظر الى ايلينا فى شماته وهو يرى امارات الڠضب على وجهها كأنه يخبرها انه وجد الطريقة المثلى للنيل منها وبمجرد ان اغلق الباب الټفت احمد الى ايلينا قائلا في أسف 
متزعليش يا ايلينا هوا لما بيتزنق بيقول اى كلام 
ابتسمت ورفعت رأسها فى شموخ معتاد 
يقول اللى يقوله هوا يعنى الكلام بفلوس 
ضحك احمد من ثقتها التي تذهله دوما 
يلا اديكى قولتى 
وتأملها لحظات قبل ان يقول 
ايلينا انتى عارفة انك عندى زى ملك بالظبط 
هزت رأسها بسرعة قائلة 
عارفة يا فندم ومش هنسى وقوفكو جنبى ابدا 
ابتسم قبل أن يزمر شفتيه ليقاوم تردده ويخرج جملته أخيرا 
طيب ده هيشجعنى اطلب منك طلب غريب شوية 
هبط من سيارته بوقاره المعتاد 
اغلق بابها وقبل ان يغادر المكان توقف فجأه 
اتسعت عيناه ليمكنه احتواء المشهد أمامه 
رفع نظارته في حنق ليمكنه الرؤية بوضوح أكثر 
لم يمكنه بالفعل أن يحدد ماهية شعوره وهو يراها تهبط من سيارة أحد موظفيه 
أهو غاضب ام ساخط أم يشعر بالغيرة 
لا 
أي غيرة !! 
الغيرة عشق وقد كفر بكل ما يرتبط به منذ زمن 
استحضر مشهد خياتتها البعيد ليبرر ما يشعر به 
هو استعادة لألم سابق ليس اكثر 
ألم لن يبرأ منه بسهولة ولكنه يحتاجه ليحفظ كرامته 
تنهد في عمق وهو يحاول ان يرخي عضلات وجهه المنقبضة قليلا بينما يتقدم اليه الاثنان بابتسامة روتينية بسيطة بادلها اياهما في استسلام 
صباح الخير باشمهندس حسام 
قالها الشاب في هدوء ليجيبه حسام بهدوء اقرب الى البرود 
صباح الخير يا هاني 
وانحرف بنظراته اليها ليخبرها وهو يرفع حاجبه 
صباح الخير يا ايتن 
هزت ايتن رأسها 
صباح الخير 
عقد ذراعيه خلف ظهره قبل ان يسألهما 
انتو جاييين مع بعض ولا ايه 
رد الشاب في بساطة 
لا اصل ايتن كان 
وقطع جملته صوت رنين هاتفه فابتسم حسام قائلا 
طيب اتفضل انت رد على تليفونك واطلع شغلك 
هز الشاب كتفيه قائلا 
طيب تمام 
وابتسم لايتن مضيفا 
هتطلعي يا ايتن ولا 
قاطعه حسام في حدة 
اطلع شغلك يا باشمهندس وسيب ايتن عشان عاوزها 
عقد الشاب حاجبيه في تساؤل وجهه لايتن التى ابتسمت في بساطة 
طيب اطلع يا هاني وانا هحصلك 
راقبه حسام حتى اختفى ليلتفت اليها 
نظر اليها لحظات كأنه ينتظر منها ان تبرر 
التزمت الصمت بدورها 
نظراته المتهمة لها على الدوام واضحة وقد سأمت الدفاع عن نفسها بداع او بدون 
مسح وجهه بيده وسألها في حنق واضح 
ايه اللي بيحصل ده بقا ان شاء الله 
ضيقت عينيها في تعجب 
قصدك ايه مش فاهمة 
احتد عليها تاركا العنان لغضبه المختزن 
هوا انتي ايه!!! استهتارك ده ملوش اخر اي حد تركبي معاه عربيته وياترى دي اول مرة ولا الهانم متعودة 
باشمهندس حسام 
صرامة اصابته بالدهشة فألجمته عن مواصلة ما بدأه 
كل ما اعتاده منها طيلة السنوات الماضية هو محاولاتها لترضيته ويبدو انها ملت فأرادت ان تبحث عن مستقبلها مع اخر 
قطبت حاجبيها مواصلة في ڠضب 
انا مش مستهترة لو بصفتك مديري في الشغل فحضرتك عارف اني ابعد ما يكون عن الاستهتار انا مغلطتش غلطة واحدة بالعكس انت بنفسك عينتني مديرة للحسابات لما شفت كفائتي اما بقا حياتي الشخصية فمعتقدتش انها تخص ادارة الشركة في حاجة 
قاطعها وهو يشير بسبابته 
متخصش الشركة

بس تخص سمعة صاحب الشركة اللي هو ابن عمك يا استاذة ده غير اني مش ناقص غلطة جديدة ليكي وقتها هواجه ابوكي واخواتك ازاي وهما فاكرين انك هنا تحت عيني 
عضت على شفتها في الم 
يصر على التلويح بخطأها في كل وقت 
يصر دوما ان يكرر على مسامعها ذنبها الذي ارتكبته في لحظة طيش 
كأنه يعيرها ويخلع عنها كل تلك السنوات التي غيرت فيها الكثير ليحصرها في تلك الصورة التي تحاول أن تتناساها 
ألم يجتازها واختار حياته 
ماذا يريد منها اذن 
لقد احبت العمل في المكان 
أحبت نجاحها وتميزها يوما عن يوم 
أحبت تدرجها في الوظيفة بناءا على كفاءتها لا على أنها ابنة صاحب المال 
لم يخطر ببالها ان تترك العمل مع حسام لتنتقل الى مجموعة ابيها ولكن يبدو أنه سيجبرها على ذلك 
سكتي ليه 
انتشلها صوته من أفكارها فأشاحت بنظراتها بعيدا عنه وهي تجيبه 
لو فاكر اني هقعد ابرر زي كل مرة تبقى غلطان لو مصدق حاجة عني صدقها انا خلاص تعبت انا مفيش حاجة بيني وبينه ده الله يخصك يا ابن عمي ولولا ان عربيتي عطلت في الطريق وهوا عدى عليا صدفة مكنش هييجي بالي من اصله اني استعين بيه ولو انت شايف اني مستهترة وخاېف تشيل مسئوليتي فعنك انا مرضهالكش تقدر تعتبرني مستقيلة من دلوقتي 
تنهد في عمق وأمسك بذراعها حين همت أن تذهب 
نظرت الى كفه في استياء فرفعه وهو يخبرها 
انا اسف اتعصبت عليكي من غير داعي انا عارف 
وأضاف بصعوبة 
انا مقدرش انكر انك 
اوقفته بكفها 
حسااام انا تعبت سامعني تعبت 
وأضافت في جدية متخلصة من حشرجة الألم في نبرتها 
انا في حاجات كتير لازم اظبطها مع قسم الحسابات قبل ما امشي وياريت تدور على مين ياخد مكاني علشان افهمه الشغل ماشي ازاي قبل ما اسيبه 
وتراجعت خطوة للخلف 
بعد اذنك 
راقبها وهي تختفي من امامه 
ضړب السيارة بكفه في عڼف 
من أي شىء هو غاضب الان 
هل يخشى من الاجابة 
هل يخشى أن يجد التفسير 
لا والف لا 
العقل سيعطيه مفتاح القرار حتى النهاية 
والعقل اختار نور ولن يحيد عن قراره مطلقا 
لا وقت للحب 
لاطاقة للحب 
لا مشاعر
 

تم نسخ الرابط