مذاق العشق المر بقلم سلمي المصري

موقع أيام نيوز


ان هبطت من السيارة وهبط على ناداها فانحنت الى النافذة الزجاجية فى استفهام ليجيبها 
عايز اتكلم معاكى 
ردت فى ثبات 
استنانى هنا هوصل على وارجعلك 
راقبها حتى اختفت خلف الباب ولحظات وعادت لتظهر من جديد 
فتحت باب السيارة لتجلس الى جواره فسألها 
تحبى تروحى فين 
أجابت دون ان تنظر اليه 

ولا اى حتة اتكلم هنا وقول اللى انت عاوزه 
أخذ يدق بانامله على عجلة القيادة قائلا 
ناوية تعملى ايه فى اللى جاى 
هزت كتفها فى بساطة 
عادى هرجع لشغل المجموعة و 
قاطعها فى حدة 
تانى يا ايلينا هترجعيلهم برجليكى تانى 
تنهدت فى عمق وهي تلتفت له في بطء 
بص يا يوسف مش معنى انك ساعدتنى فى الفترة اللى فاتت فده هيديك الحق انك تتدخل فى اى حاجة انا مش طفلة انا كبيرة وواعية كفاية وعارفة بعمل ايه 
ابتسم فى سخرية 
واللى حصلك ده 
اجابت فى بساطة استفزته 
اسامة واتقبض عليه وهيتسجن ملك اكتر من اخت واكتر حد وقف جنبى فى القضية وخالد كمان ميتخيرش عنها ولو كان فاق كان زمانه اول واحد نفى التهمة عني ووقتها
مكنتش هحتاج لمساعدتك 
مرر يده على وجهه قائلا فى نفاذ صبر 
هو انتى بتعاندى لمجرد العند وخلاص وسط رجال الاعمال ده كله ضړب تحت الحزام ودى كانت مجرد بداية مجموعة عزام من انجح المجموعات فى السوق وهتتعرض لمؤامرات لسة كتير وانتى اللى هتبقى فى الوش 
عقدت حاجبيها فى ضيق من استخفافه بها 
قلتلك يا يوسف انى مش طفلة وعارفة كل اللى بتقوله كويس وانا قدها واكتر كمان وبعدين انا مش بعاند معاك ولا حاجة لان خلاص يا يوسف كل حاجة بينا منتهية من زمان 
صوب نظرته اليها وهمس في حزم 
انتى كدابة يا ايلينا 
تراجعت قليلا تنفي ماقاله بقوة 
انت عايز ايه يا يوسف 
أجابها بصوت يفوح الحنين من كل حرف به وهو يميل اليها 
مش عارفة عايز ايه مش عارفة بجد وامسك بكفها مواصلا 
انا وانتى لبعض مهما حصل ومهما الوقت عدى سنة اتنين عشرة اخرنا لبعض فليه نضيع وقت 
نظرت الى كفها وكانت اضعف من ان تسحبه من يده ولكنها حاولت اضفاء بعض الحزم الى عبارتها وهى تقول 
مبقاش ينفع يا يوسف 
مال اليها أكثر 
لو على جينا فد 
قاطعته وهى تشعر بالتوتر من قربه الزائد هذا 
جينا اقل من انى احطها فى بالى جينا كانت مجرد حجر اترمى على لوح قزاز وكسره وكشف هو اد ايه ضعيف 
انت عشتى الوقت اللى فات ازاى يا ايلينا عايزة تكدبى عليا وتقولى ان مفيش لحظة عدت عليكى ومحستيش فيها انى واحشك عايزة تقولى انك خلاص بطلتى تحبينى 
اقترب ببطء اكثر واكثر وهى تشعر ان سيطرتها نفذت تماما وقلبها لا يساعده مطلقا فهو فى صفه من البداية هى تحاول استدعاء عقلها لينقذها مما هى فيه ولكن القلب قد الجم كل شىء 
عايزة تقولى انى كنت بټعذب لوحدى بالبعد ده وانى لوحدى اللى لحد دلوقتى مش قادر اتخيل انك مبقتيش مراتى تقدرى تبصى فى عينى وتقوليلى انك خلاص مبقتيش بتحبينى وانى عايش حبك لوحدى اخفضت رأسها فعينيها ستحمل اكثر مما يتمناه بكثير رفع ذقنها اليه ورأى كل شىء واضح بها تماما 
لا شىء فى بالها الان سوى كل ذكرياتها معه تمر امامها بسرعة غريبة 
تحاول ان تبحث عن اى شىء فى رأسها ليجعلها تقسو اكثر ولكن لا فائدة 
تحاول استدعاء عقلها فهى لاقبل لها بمقاومته
وفجأة استيقظ العقل من سباته وتذكرت مالم تستطع ان تغفره له ابدا لتدفعه فجأة 
مهما عملت يا يوسف مش هتقدر تنسينى يوم ما استنجدت بيك وخذلتنى يوم فؤاد فاكر 
ولم تترك له فرصة للرد ابدا 
لم تترك فرصة لضعفها من جديد ان يتمكن منها 
لقد تشبثت بتلك الذكرى لتستطع ان تقاوم ضعفها امامه فرت بسرعة دون ان تستمع لمبرراته 
فرت وان كان بداخلها تدرك جيدا انها لو انتظرت سيخبرها انه لم يفعلها فربما كانت جينا تدرك وتوقن ان يوسف لا يفعلها ابدا ولكن هى بعدها لاتريد ان تسامحه 
جزء من عنادها وكبريائها لازال يرفض ان يغفر له اما هو فكاد ان يركض خلفها لينفى عن نفسه تلك التهمة البشعة فكيف تاه هذا الامر عن باله 
انه مجرد ما استمع الى صړختها فى الهاتف لم يستطع ان ينطق 
تحدث الى فارس لانه الاقرب لها بينما قاد سيارته بسرعة چنونية ليصل اليها ومعه طقم حراسته وحين وصل الى هناك كان فارس قد انهى كل شىء 
تقابل مع فؤاد على باب المنزل فلم يشعر بنفسه الاوهو يوسعه ضړبا ولولا ان حالت حراسته بينهما لقټله بالفعل ولم يكتف بهذا فقط بل وجه له ضربات قاضية فى عمله جعلته يرفع راية التسليم خاضعا لكل شروطه التى كان اهمها ان يبتعد تماما عن ايلينا ففعل وتوقف عن ملاحقتها 
كاد يوسف ان يلحق بها ليخبرها بكل شىء عن فارس وعن فؤاد 
قاطعه رنين جرس هاتفه ففتح المكالمة بسرعة وهو يقول 
ايوة يا زين لسة فاكر تتكلم دلوقتى صوفيا سافرت خلاص 
ولكن لحظات واتسعت حدقتاه بشدة مما اخبره به اخوه 
قبل سويعات قليلة 
هرع زين بسرعة حين وصلته رسالة يوسف ليلحق بصوفيا وهو يقسم الايتركها تذهب من يده ابدا هذه المرة 
وبينما يقطع الدرج ملتهما اياه بقدميه لحقت به علية قائلة 
يا باشمهندس استنى استنى عاوزاك فى موضوع مهم 
الټفت لها وهو ينظر فى ساعته 
بعدين يا عليه وبعدين بابا زمانه جاى دلوقتى ابقى قوليله على اللى انتى عايزاه انا مستعجل 
واعطاها ظهره فهتفت فى هلع واضح 
يا باشمهندس الموضوع ميتأجلش والله 
الټفت لها زين هاتفا فى نفاذ صبر 
انجزى يا علية لخصى وقولى عايزة ايه 
وقفت امامه وهى تلهث بشدة فى انفعال 
الموضوع حياة او مۏت ارجوك اسمعنى 
تأمل زين وجهها الذى لم يره هكذا طيلة فترة عملها لديهم التى تجاوزت عمره فوضعت يدها على صدرها وهى تقول 
مصېبة يا باشمهندس مصېبة 
واخذت تقص عليه الحوار الذى سمعته من سمر وجينا وهو عقله عاجز عن استيعاب ما تقوله ولولا ان تلك المرأة يوليها جميع اهل البيت ثقتهم لكذبها على الفور اى مؤامرة واى تخطيط تتحدث عنه 
وممن 
من سمر الساذجة تلك 
هل استبدلت الايام سمر هادئة الطباع بأخرى كانت تخفى كل هذا الشړ 
ولكن لما لا 
هل نسى ما فعلته معه فى الماضى 
صعد بسرعة الى غرفتها ليجدها تقلب فى احدى المجلات ببرود التقط كفها فى عڼف وسحبها خلفه فقد سمع صوت سيارة ابيه بالخارج 
صړخت به سمر 
زين انت اټجننت 
لم يرد عليها الاحين حاولت مقاومته وتوقفت ليترك كفها ويطبق على ذراعها بقوة هاتفا بها 
تعالى معايا 
حاولت التملص منه وهو يسحبها على الدرج بقوة وهى تصرخ 
سينى انت اټجننت 
خرجت ايتن على صوت صړختها وزين يجرها خلفه حتى وصل بها الى باحة القصر فى نفس اللحظة التى دخل فيها محمود المكان وايتن تسرع خلف اخيها تحاول تخليص سمر منه وهى تهتف به 
فى ايه يا زين سيبها 
بينما هتف محمود وهو يقترب يحاول تخليص ابنة أخيه 
فى ايه يا زين ماسكها كدة ليه دراعها هيتكسر فى ايدك 
دفعها زين بقوة وهو ينظر الى ابيه هاتفا 
اسألها 
ونظر لها باحتقار مواصلا 
اسأل استاذة التخطيط كانت بتتفق مع الست جينا على ايه 
قال محمود فى حيرة امتزجت پصدمة فالوضع برمته مريب 
تخطيط ايه 
قص له زين ما اخبرته به علية 
فامسك ابوه بجبينه محاولا الحفاظ على توازنه وازاح ولده فى رفق لينظر الى سمر التى اصبح وجهها جامدا جمود المۏت 
التفتت اليه فى شراسة لم يعهدها عليها من قبل 
مش هتكلم غير لما كل العيلة تكون موجودة يوسف وحسام خليهم يييجو 
واضافت باستهزاء 
خلاص يا عمى كل حاجة اتكشفت خلى الكل يعرف حاول زين ان يرد عليها فى قسۏة فأوقفه والده بكفه قائلا 
كلمهم 
واتضح للجميع ان الامر اكبر بكثير مما تخيلو 
فقد تحول قصر البدري بعدها الى مدينة أشباح عاد فيها الأموات مجددا الى الحياة 
الفصل الثالث والثلاثون 
دلف يوسف بهدوء الى باحة القصر 
هدوء يماثل تماما هدوء المۏتى الذى يبدو عليه ساكنو المكان 
نظر يوسف الى الجميع 
الى ابيه الذى يجلس على احد المقاعد فى تهالك 
الى زين الذى يقف عاقدا ذراعيه فى حيرة بينما تقف ايتن الى جوار حسام الذى قد وصل قبله بدقائق اما سمر فتجلس على احدى درجات السلم تفرك كفيها بابتسامة متحفزة غريبة 
تنهد في عمق يسألهم 
هوا فى ايه بالظبط 
أجابه زين وهو يتجه الى سمر يجذبها من ذراعها في عڼف واضح لتقف 
ادينا كلنا بقينا عندك يا 
واضاف بسخرية لاذعة 
يا بنت عمى 
ابتسمت له ابتسامة ساخرة مماثلة للهجته وهى تتجه لتقف فى منتصف الردهة كأنها تستعد لتقديم عرضا مسرحيا وهى تشير بسبابتها 
هوا ده مربط الفرس 
والتفتت الى عمها تشير له برأسها 
عمى 
الټفت لها الجميع فى تحفز بينما تنفس محمود فى عمق دون ان ينظر اليها يتمنى ان تخبرهم بأى شىء الا السر الذى اخفاه ببراعة عنهم لسنوات 
اقتربت خطوتين لتميل اليه وهي تكور وجهها متظاهرة بالتأثر 
فاكر منصور التهامى يا عمى 
اتسعت حدقتا محمود فى ذعر 
اذن سيحدث ما يخشاه 
ردد الاسم فى خفوت فهزت رأسها وهى تبتسم فى شراسة لم يعهدها احد عليها من قبل 
صوب الجميع نظراتهم اليها الايوسف الذى نظر الى ابيه كأنه يستأذنه الحديث فأوقفه ابوه بنظرة راجية فربما كان هناك امل اخير 
ربما كان القدر اكثر رحمة فلا يكشف كل الاوراق التى طالما اخفاها بعناية 
عادت سمر لتقف مكانها وهى تجيل نظراتها فيهم جميعا وتبسط ذراعيها هاتفة 
طبعا كلكو عايزين تعرفو منصور التهامى مين 
وضحكت فى شراسة من جديد وهى تنظر لعمها 
ما تقولهم يا يا عمى ولا اقولهم انا 
وباشرت وهى تمرر يدها فى شعرها في عڼف 
سمعت عمى كام مرة بيقول لمراته انه مش قادر يسامح نفسه لانه السبب فى مۏت ابويا وامى كنت بستغرب ازاى

ويقتلهم ليه لحد الصدفة ما كشفتلى كل حاجة 
اقترب حسام منها هذه المرة ليمسك كتفيها بقوة وهو يهزها هادرا بها پعنف وقسۏة فقد ظن بالفعل أن شقيقته تلك أصيبت بلوثة عقلية 
انت بتخرفى تقولى ايه ايه الكلام الفارغ ده انتى اتجننتى باين عليكى 
ابعدت يديه عن كتفيها وهى تتراجع للخلف محتفظة بابتسامتها الغريبة لتخبره في هدوء 
استنى بس يا حسام مستعجلش ده احنا لسة فى اول الحدوته لسة انت مسمعتش حاجة 
حالة من الذهول سيطرت على الجميع فألجمت اى رد فعل من احدهم ولاشىء يدور فى بالهم سوى ان سمر قد فقدت عقلها بالفعل 
واصلت وهى تسير فى المكان فى حركات رتيبة 
الصدفة جمعتنى بمنصور التهامى طبعا عمى العزيز عارفه كويس لانه كان اكبر منافس ليه فى السوق الراجل بصراحة كان جاى المركز اللى
بشتغل فيه ياخد جلسة علاج طبيعى وشاف اسمى على الاى دي وبمجرد ماشافه حالته بقت حالة اتهرب منى وانا اصريت اعرف فيه ايه لحد ماعرفت كل حاجة كل حاجة 
وضحكت بصوتها كله وهى تفتح ذراعيها لتواصل سردها الموجع 
عرفت ان عمى اللى بيعاملنا احسن من عياله مش بيعمل كدة الا عشان يريح ضميره وعشان
 

تم نسخ الرابط