أيغفر العشق بقلم ناهد خالد
المحتويات
جديده وكلمت لينا وهي الي رتبتلي السكن ده بحكم أنها عايشه قريب من هنا فكان سهل تلاقي سكن كويس وبسرعه ويوم الفرح الصبح بدل ما اروح البيوتي سينتر جيت القاهره من وقتها معرفش عنهم حاجه..
جعد جبينه بضيق وقال
_ وهتفضلي هربانه منهم
تنهدت بهدوء وردت
_ غيث.. هم مسبوليش حلول.. غير أنهم أصلا مبيحبونيش أنا عمري ما حسيت معاهم براحه ولا حب دايما حاسه نفسي غريبه وسطهم.
نظرت له بمغزي وهي تقول
_طب ماهم كمان أهلك.. ليه سبتهم
نظر لها بجديه وهو يقول
_عشان هم مختاروش راحتي أولا مصممين يشيلوني ذنب غيري وقافلين دماغهم عن التفكير وعشان أنا مش فارقلهم وإلا كانوا اتنازلوا عشاني أو عالأقل سمعوني..
أومأت بتفهم وقالت
_بالضبط يا غيث.. أنا كمان كده مفهموش رفضي للعرسان عشان مش قادره أدخل في علاقه جديده مفهموش حبي ليك وجدي كان دايما يقلل منه ويقولي أنه تعلق وكلام فارغ مش حب مختاروش راحتي ولا رغبتي والآخر يغصبوني علي شخص وجوازه مش عاوزاهم.. لحد قبل الفرح بيوم وأنا أقول لجدي مش عاوزاه.. بس ولا كأنه بيسمعني وفي الآخر قالي بلاش دلع بنات الي قولته وحكمت بيه هو الي هيمشي..عشان كده قررت أبعد.. أو أهرب مش فارقه.. حتي كتب الكتاب رفضت نكتبه غير يوم الفرح..
_ أنا مش عاوزك تحسي أنك وحيده يا ملك عارف أني معاك بس الست بتحتاج تطمن بأهلها حتي لو جوزها ده ملاك وبيعشقها بس وجودهم بيطمنها.. مش عاوز في مشكله بينا والحياه طبيعي لابد من مشاكل تحسي أنك محتاجه أهلك جنبك.. خاېف مقدرش أغنيك عنهم مهما عملت..
_ مش دول الأهل الي أطمن بوجودهم لو بقوا موجودين مش هيبقي في حاجه اسمها أنا وأنت حكايتنا مش هتكمل أصلا.. غيث خلينا نبني حياه جديده تخصنا احنا وبس عيله تانيه بعيده عن أهلك وأهلي بس عيله بجد تكون كل مشاعرها صادقه حب واهتمام وتكاتف خلينا نعوض فيها الي ملقنهوش في عائلاتنا..
_ أوعدك نبني الأسره الي نتمناها وهحاول بكل جهدي متحسيش في يوم أن ناقصك حد.. هكون عيلتك قبل ما كون جوزك وحبيبك وأنت كمان اوعديني لو في يوم قصرت في حاجه من غير قصد تنبهيني ليها ومتسمحيش لأي حواجز تتبني بينا.
اتسعت ابتسامتها وهي تتنهد بحب وقالت
_ أوعدك..
سحب يده برفق ليعود لموضعه كما كان ورفعت هي كوب الماء ترتشف منه قليلا.. نظر لها ثواني ثم قال وهو يطالعها بملامح جاده
توقف الماء في حلقها وهي تستمع لحديثه وأنزلت الكوب لتري نظراته الجاده التي تؤكد جدية حديثه !..
______ناهد خالد _______
وقف أمام غرفة الفحص بړعب يحتل كل أنش فيه منذ دقائق دلفت مع الطبيب والممرضه للغرفه ورفضوا دخوله ليبقي واقفا بالخارج تحترق أعصابه مع الأفكار السيئه التي ټضرب عقله بلا هواده قطع الممر ذهابا وإيابا لأكثر من عشر مرات حتي الآن وهو يفرك كفي يده بتوتر بالغ ويمسد بكفه علي خصلات شعره بحنق من حين للآخر توقف يزفر بضيق وهو يضرب الحائط بقبضته والقلق ينهش فيه رأي إحدي الممرضات تمر بجواره فأوقفها وهو يقول پحده
توقفت تنظر له بضيق سريعا ما تحول لملامح هادئه وابتسامه تعلو شفتيها وهي تنظر لهذا الشاب الوسيم الواقف أمامها وقالت بنبره مائعه مبتسمه ببلاهه
_أفندم محتاج حاجه
زجرها بنظراته بضيق وهو يهتف بأعصاب تكاد تنفلت
_ ادخلي أوضة الفحص طمنيني علي الحاله الي جوه بقالهم أكتر من ١٠ دقايق ومحدش خرج.
نظرت له بتفحص وهي تقول بهدوء بارد
_ اهدي يافندم ١٠ دقايق مش كتير.. مال حضرتك قلقان ليه كده!
ضغط علي اسنانه حتي كادت تنكسر وقال من بينهم بحنق ظاهر
_ ادخلي طمنيني علي الحاله.. صعبه دي
نفت برأسها بقلق من ملامح وجهه الصلبه وقالت
_حاضر.. هدخل.
دلفت للداخل وزفر هو بضيق منتظرا خروجها ولكن بعد ثواني وجد الطبيب هو من خرج هتف بلهفه يتخللها القلق
_ هي كويسه
أومئ الطبيب بهدوء وقال
_ متقلقش حضرتك هي بخير بس محتاجه تدخل العمليات .
بهتت ملامح وجهه وهو يتسائل بخفوت ضائع
_ عمليات! ليه
رد الطبيب يطمئنه
_متقلقش هي بس الزايده ملتهبه عندها ولازم تستأصل وكويس أنها جت في الوقت المناسب وإلا لاقدر الله كان ممكن ټنفجر جواها.
تحركت شفتاه يردد
_ هي خطړ
سأله الطبيب بتوضيح
_العميله
أومئ بصمت وهو يشعر وكأنه عقله ليس معه الآن فقط يردد الحديث دون شعور منه..
_لا خالص متقلقش كل يوم في ألوفات بيعملوها يعني عمليه سهله متقلقش وأنا عملتها كتير اوي قبل كده.
مسد جبهته بكف يده بتعب وهو يقول پحده
_أنا عاوز أنقلها من هنا.
قطب الطبيب حاجبيه بتساؤل
وقال
_ليه
رد بجمود هادئ وقد بدأ عقله يعمل مره أخري
_ دي كانت اقرب مستشفي ليا فاضطريت ادخلها بس أنا متعاملتش معاها قبل كده ومعرفش كفاءة الدكاتره ولا المستشفي هنا.
نظر له الطبيب بابتسامه بسيطه
وهو يقول
_ مش واثق فينا قصدك
وبصراحه مطلقه رد يامن
_ آه أنا بتعامل مع مستشفي تانيه وعارف كفاءة الدكاتره فيها لكن أول مره أجي هنا ومعنديش استعداد أخاطر بيها.
أومئ الطبيب بتفهم
_ صدقني لولا أنها مينفعش تتحرك لأنه خطړ عليها ووارد متلحقش توصل بيها المستشفى وټنفجر الزايده لأنها ملتهبه جدا أنا كنت سمحتلك تاخدها بس لمصلحتها بلاش الممرضات بيجهزوها جوه للعمليات وخمس دقايق بالضبط وهبدأ العمليه هتلحق توديها المستشفى التانيه في عشر دقايق حتي!.. أنا اديتها علاج مؤقت عشان نكسب وقت وميحصلش انفجار للزائده بس العلاج ده لمجرد دقايق مش أكتر ولو لقدر الله حصل انفجار هندخل في متاهات احنا في غني عنها من صديد او إنسداد أمعاء وحاجات تانيه كتير.. فلو سمحت ثق فيا وإن شاء الله هتطلع كويسه.
أغلق عيناه بضعف وهو يشعر بنفسه محاصر قبل أن يفتحها ويومئ له بصمت موافقا علي إجراءه للعمليه..
سار الطبيب خطوات بسيطه للأمام فأوقفه صوت يامن اللهوف وهو يقول
_ممكن اشوفها قبل ما تدخل العمليات
أومئ الطبيب وهو يقول بهدوء
_ تمام تقدر تكون معاها وهم بيجهزوها بس متحاولش تجهدها في الكلام.
هز رأسه بإيجاب وهو يتجه لغرفة الفحص فاتحا بابها بقلب يدق پعنف لا يعلم أيدق خوفا عليها أم توترا لرؤيتها مريضه ورد فعله حينها أم ماذا! ولكنه يدق پعنف كدقات الطبول ..
________ ناهد خالد ______
نتجوز بكره ليه ياغيث!
قالتها مالك بتعجب وهي تجد جديته المطلقه في الحديث..
زفر بهدوء وهو يقول
_ ملك أنا مش بعد ساعه ايه الي هيحصل صدقيني الأأمن ليا وليك نعجل جوازنا عالأقل هنكون سوا وهنقدر نواجه اي حاجه وكمان بعد الي حكتيه الموضوع ميطمنش مش وارد أهلي يبلغوا أهلك بمكانك وأنك هنا في القاهره..
قطبت جبينها بقلق وتسائلت
_وهم هيعرفوا مكاني منين
_مني سهل أوي يوصلولي بأي طريقه أبسطها الشركه ومن مراقبتي هيوصلولك.. صدقيني أنا مأمنش لغدرهم.
ذمت شفتيها بتفكير لثواني ثم قالت بقلق
_وده الحل!
رد بثقه
_طبعا طول ما أنت مراتي أهلك ملهمش حاجه عندك وأهلي مش هيقدروا يفرقوا بينا..
اقتنعت بحديثه واطمئنت لهذا الحل فهي تشعر بالخۏف دوما من أن يعثر عليها جدها وعمها بعد فتره من الصمت قالت باقتناع
_وأنا موافقه ياغيث.
_______ناهد خالد _______
_بابي أنت بتقول ايه!
قالتها رودينا بصړاخ
لوت فمها بسخريه وهي تقول بغيظ
_الزفته تالا.. رجعت عشان كده هو رفض يكمل الخطوبه.
_وأنت عرفتي منين
هزت قدمها پغضب وهي تقول
_شوفتها يوم خطوبتنا بس لما لاقيت يامن بيتعامل معاها عادي عرفت أنه معرفهاش وهي كمان كانت متجنباه فعرفت أنها مش هتعرفه هي مين بس بما أنه بيلغي ارتباطنا دلوقتي يبقي يأما عرفها يومها واستعبط يأما هي عرفته بنفسها بعد ما مشيت.
رد والدها بهدوء
_ عشان كده مصطفي فضل يقولي كلام ملغبط ومش مقنع طب ما أنت عارفه السبب اهو متضايقه ليه دلوقتي بعدين أنا من الأول اعترضت وقولتلك هو مش هينسي تالا مهما عملت وهتعاني معاه أنت الي صممتي يارودينا يبقي مترجعيش تزعلي.
نظرت للأمام پحقد وهي تردد
_أزعل! لا مش هزعل خالص.
____ناهد خالد ________
_ قولتلك ياغيث ابويا وعمي عمرهم ما هيقبلوا بجوازك منها.
قالها صالح وهو يهاتف غيث الذي كان يقود سيارته عائدا للمنزل بعدما تقابلت ملك مع لينا كي يذهبا للتسوق وشراء بعد المستلزمات..
زفر غيث بضيق وهو يقول
_وأنا مش هرجع في قراري أنا هتجوز ملك وهفصل شغلي عنهم.. بقلك ايه يا صالح ماتيجي ابقي أنا وأنت وتامر هنا في الشركه الي في القاهره ونسيب الشركه الي في اسكندريه لهم.
رد صالح بتفكير
_ ايوه بس هيبقي في فرق في النصيب هيكون نصيبنا أكبر.
_مش مهم نعوض الفرق بفلوس ونخلص الشركه لنا احنا التلاته.
هتف صالح بهدوء
_ أنا معاك ياغيث في اي حاجه..
ابتسم غيث مرددا
_جدع من يومك يابن عمي.. اجدع من عمي نفسه..
تعالت ضحكاتهما علي حديث غيث ثم هتف صالح بقلق
_ ربنا يستر من الي جاي.
________ ناهد خالد ______
فتح باب الغرفه ليرها مستلقيه علي فراش المړضي الأبيض مرتديه زي المستشفي الأزرق والممرضه تضع في يدها الكانيولا وهي مغمضة العينين وكأنها نائمه.. اقترب منها حتي أصبح بجوار الفراش تماما نظر للمرضه بهدوء وأعاد بنظره لها يطالع ملامحها المتعبه والظاهر عليها الإرهاق بوضوح همس بخفوت للممرضه ظنا منه أنها نائمه
_هي خدت المخدر
نفت برأسها وهي تنظر له بوله مجيبه
_لأ.. ده الدواء المسكن الي الدكتور ادهولها مهدأ بيرخي الاعصاب.
أشاح بوجهه بعيدا عنها بضيق وهو يعود بأنظاره لتالا ظل يطالعها لثانيتان تقريبا حتي شعر بأحد ينظر له رفع بصره ليجد تلك الممرضه السمجه مازالت تطالعه بجانب عيناها وهي تسحب سن الكانيولا المدبب من يد تالا حتي أنها لم تنتبه لسنها البلاستيكي المفترض دخوله بالوريد ليخرج معها بدلا من دخوله مخرجا بعض الډماء كاد ېعنفها وهو يتجه لها لكن قاطعه صوت الممرضه الأخري التي خرجت من غرفه ملحقه بالغرفه الموجودين بها وهي تنهرها بضيق
_ الله! ماتخدي بالك يا دعاء السن طلع تاني وخفي ايدك شويه المفروض تدخل العمليات بعد دقايق الدكتور هيبهدلنا لو جه لقاها لسه مجهزتش .
توترت وهي تري نظراته القاتله لها وهتفت بتلعثم
_ معلش م.. مش قصدي.
نظرت لكف يد تالا وهي تمسح الډماء بقطنه لتعاود وضع الكانيولا مره أخري ولكن قبل أن تفعل وجدت من يقبض علي يدها پعنف وقوه رفعت نظرها له لتجد أعينه تسكنها الچحيم وهو يهتف پقسوه محذره
_لو مخفتيش من قدامي هيبقي آخر يوم ليك في الدنيا النهارده مش في المستشفى بس.
ابتلعت ريقها بصعوبه شديده وهي تستمع لتهديده وتري نظراته المرعبه التي تكاد تقسمها نصفين أومأت برأسها عدة مرات بړعب موافقه علي حديثه.. نفض ذراعها من بين
متابعة القراءة