أيغفر العشق بقلم ناهد خالد
المحتويات
يده بقوه لتعطي الكانيولا للممرضه الأخري وتركض للخارج..
زفر بضيق وعاد يقف بجوار تالا من الناحيه الأخري.. مال بجذعه عليها وهو يمد كف يده يمسد به فوق شعرها بحنو بالغ وكأنه يريد أن يبعث لها الطمأنينه ومال أكثر حتي أصبح بجوار أذنيها فهتف لها بنبرة دافئه
_ مټخافيش.. هتبقي كويسه.
كانت تستمع لكل شئ يحدث وتشعر به منذ دلف للغرفه واشتمت رائحة عطره المميزه ولكن الدواء جعلها تشعر بالدوران والخمول وأرادت أن تري ماذا سيفعل وكيف سيتصرف معها تبعثرت مشاعرها ودق قلبها پعنف حين استمعت لنهره للممرضه فقد شعرت پألم طفيف الصمت حين أدرك شعورها به فقد ظن أن المهدأ جعلها تخلد للنوم..
_ ي.. يامن..
تنهد بعمق وهو يجيبها بهدوء
_نعم
ذمت شفتيها وكأنها علي وشك البكاء وهمست
_آسفه.. س.. سامحني أنت.. فاهم غل
قاطعها وهو يمسد بكفه علي كف يدها الحره وقال بهدوء
_الدكتور قال الكلام غلط بلاش ترهقي نفسك.
همست مره أخري بتساؤل
استمعت ل تنهيده صدرت منه وهو يقول بسخريه مبطنه
_ امتي أنكرت حبك.. ولا قولت أني بطلت أحبك.
دلف الطبيب ليقول للممرضه
_ ركبت الكانيولا
_ايوه يا دكتور.
_طيب يالا الممرض هيساعدك هاتوها أوضة العمليات دكتور التخدير وصل.
اقترب الممرض من الفراش ليسحبه فهمست بلهفه بصوت أعلي قليلا وكأنها ستكون المره الأخيره التي ستتحدث فيها
التقطت أذنيه جملتها الأخيره وهو يتابع سير السرير ممسكا بكف يدها الحر تنهد بعمق وهو يطالعها بتصديق للمره الأولي منذ اكتشف خداعها وهو يصدقها فمن ېكذب وهو بين يدي الرحمن
___________ناهد خالد _____
_ الو
قالها غيث بعدما دلف شقته حينما وجد مكالمه من البنك الذي يتعامل معه وبه حسابه البنكي المحتوي علي الأموال التي يمتلكها..
_ايوه أنا.
_مع حضرتك .
_أهلا بحضرتك خير
_كنت حابب أبلغ حضرتك بتصفية حسابك تماما وسحب جميع الأموال الموجوده فيه بموجب التوكيل الي حضرتك عملته.
توقف في منتصف الشقه پصدمه وهو يردد بعدم استيعاب
_ معلش مفهمتش تاني كده!
_حضرتك النهارده تم سحب جميع الأموال الي موجوده في حسابك البنكي بموجب التوكيل الي حضرتك عملته.
_توكيل ايه أنا معملتش حاجه..
رد الاخير بتأكيد
_لا يافندم حضرتك عملت توكيل وبموجب التوكيل ده الشخص قدر يسحب الفلوس الي موجوده في الحساب والي بتبلغ ١٠ مليون و٧٠٠ ألف جنيه .
هتف بملامح باهته
_توكيل بأسم مين!
استمع لصوت بخير ليس إلا حبه لها مثل الذي أصيب ذراعه بمرض ما ورغم كونه يتمني أن يزول الألم إلا أنه لن يستطيع الاستغناء عن ذراعه في سبيل هذا مثلا استند بظهره للحائط يغمض عيناه لثواني بعدما أصابه الصداع ليجد عقله يعود به لذكريات أسوء يوم قد عاشه منذ عرفها..
قالتها الخادمه من وراء باب غرفته لتسمع رده عليها وهو يقول
خمس دقايق ونازل.
كان قد خرج للتو من الاستحمام ولم يرتدي ثيابه بعد يدرك وجهته ويعرف أرجاء غرفته جيدا فاتجه للخزانه وأخذ يتحسس بيده حتي جذب بنطال وتيشرت قطني لا يدرك لونه بالطبع ولكن يدرك ملمسه..
بالأسفل أخبرتها الخادمه أنها سيترجل لها بعد خمس دقائق فتسائلت
عن والده فأخبرتها بوجوده في المكتب..
دلفت له ليرحب بها بلطف ولكن ملامحها المقطبه أخبرته بوجود شئ ما سئ فسألها باستغراب
_ في ايه يا تالا مالك كده
زفرت بضيق وهي تقول
_فيه إن الموضوع كبر مننا ومبقتش عارفه أتصرف.
قطب حاجبيه بتساؤل
_كبر ازاي
ترجل يامن بهدوء من أعلي فقابل الخادمه عند نهاية الدرج حين هتفت
_ يامن باشا أنسه تالا عند والدك في المكتب.
رغم استغرابه من وجودها بالداخل فدوما ما تقتصر العلاقه بينها وبين والده علي الترحاب وبعض الكلمات المقتصره ولكنه أومئ لها بهدوء واتجه لغرفة مكتب والده وصل أمام الباب فتحسسه بيده ليصل لمقبضه ولكن توقفت يده وهو يستمع ل صوتها المألوف وهي تقول
_ ده طلب مني يتجوزني قولتلكم من وقت ما اعترفلي أنه بيحبني وأنا قولتلكم كده الموضوع بيكبر مننا وبياخد منحني هيبقي صعب نخرج منه من غير خساير وأنتوا قلتولي كملي معاه لحد ميعاد العمليه وبعدها هنبقي نعترفله بكل حاجه معرفش ازاي أصلا متوقعين أنه لما يعرف الحقيقه بعد ما حبني هيبقي الموضوع سهل ولا هيعدي عادي! ومع ذلك مكنش قدامي حل غير أني اوافقكم بس هل مطلوب مني أكمل برضو بعد ما طلب يتجوزني
رد مصطفي بتساؤل بضيق
_ هو طلب منك امتي
زفرت بضيق وردت
_ امبارح طلب مني نتجوز قبل العمليه عشان مش عاوز يحس إني قبلت اتجوزه بعد ما بقي يشوف لكن وهو أعمي مكنتش هوافق.
_ وأنت رديتي بأيه
تنهدت وهي تقول
_ هقول ايه يعني قولتله أنه فاجأني بطلبه ومحتاجه وقت أفكر بس طلب مني نتغدي مع بعض بره النهارده عشان كده جيت.
كاد يرد عليه لكنه استمع لصوت الخادمه وهي تصرخ وتبعها صوت انكسار أكواب دوي صوته عينفا
بالخارج..
وقف كتمثال منحوت من الصخر لم يحرك أنشا به وهو يستمع لما يقال فقط أنفاس متثاقله بشده تدخل وتخرج وألم طفيف بدأ يغزو صدره الذي ينبض بشده وكانه كان في سباق للركض لا يصدق ما استمعت إليه أذنيه يتمني لو كان صما قبل أن يتسمع لما سمعه وكأن نصل سکين حاد طعن في صدره هكذا يشعر الآن عيناه رغم ثباتها إلا أنها تصرخ ۏجعا وجسده رغم صلابته إلا أنه ېصرخ ألما جاءت الخادمه تحمل صينية المشروب الخاص بتالا توقفت وهي تري يامن يتوقف أمام باب الغرفه هتفت بهدوء
_يامن باشا حضرتك واقف كده ليه
أفاق علي صوتها فالتف لها فجأه حتي اصطدم بالصينيه فصړخت الأخيره پخوف تابعها سقوط الصينيه من بين يديها مصدره ضجيج عالي..
لم يهتم لها وهو يزيحها من أمامه متابعا سيره للأعلى بتخبط لأول مره منذ فقد بصره فهو يعلم الطريق جيدا ولكن الآن يشعر أنه لايعرفه فأخذ يتخبط في أثاث المكان..
خرج والده من المكتب سريعا تتبعه تالا..
هتف ما إن رأي الزجاج المنكسر
_ في ايه
ردت الخادمه بقلق
_ يامن باشا خبط الصينيه وقعها مني وبعدين طلع علي فوق وشكله فيه حاجه مضايقاه..
ركضت تالا من ممر غرفة المكتب حتي وصلت لردهة المنزل فرأت يامن يصعد الدرج بطريقه غير متوازنه.. ركضت تجاه حتي وصلت له فأمسكت ذراعه وهي تهتف
_يامن مالك أنت دايخ
شهقت بخضه حينما دفع يدها پعنف حتي كادت تسقط من فوق الدرج
وهو ېصرخ بها بملامح غاضبه كالچحيم
_ أنا مش عاوز أشوف وشك تاني وإلا والله ھقتلك أنت سامعه
هدر بالأخيره پعنف وأعين حمراء بشده يشعر بعقله يكاد ينفجر من التفكير ومحاولته لإدراك ما سمعه منذ قليل..
أكمل صعود الدرج غير مباليا بنداء والده له..
وكانت هذه آخر مره بينهما وبعدها اختفت تماما حين أدركت أنه علم حقيقتها ولولا أن موعد عمليته قد حدد بعد اسبوعان لما خضع لتلك العمليه وحين فكر بجديه في الأمر رأي أنه ليس من الحكمه أن يعند في شئ كهذا فلا أحد غيره مضرور..
عاد من تذكره علي صوت هاتفه الذي علي بالرنين أخرجه ينظر لشاشته فوجده أحمد صديقه..
_ ايوه يا أحمد.
رد الأخير بتساؤل
_فينك يا يامن روحتلك المكتب السكرتيره قالتلي أنك مشيت مع واحده مين دي وروحت فين
زفر بضيق وقال
_هو تحقيق
قال أحمد بهدوء
_لأ مش تحقيق بس أنت مش بالعاده بتسيب الشركه بدري كده فقلقت .
تنهد بهدوء وقال
_متقلقش مشوار مهم بس مش هقدر أجي النهارده كمل أنت الشغل.
_ ماشي يا يامن بس أنت مالك صوتك أنت متضايق
صمت قليلا ثم قال بنفي
_ متقلقش عليا أنا تمام.
رد بعدم اقتناع
_ماشي يا يامن زي ماتحب سلام.
_سلام.
أغلق معه ووقف ينظر لباب الغرفه مره أخري تنهد بحزن وهو يتمتم بهمس لنفسه
_ كان نفسي أعرف أقسي قلبي عليك بس للأسف فشلت .
أكمل بسخريه
_أول ما شوفتك واقعه قدامي نسيت كل حاجه ومحستش غير بخۏفي عليك حتي غيرتي فشلت أداريها
زفر بضيق وهو يرفع رأسه للأعلي بتعب مغمضا عيناه بإرهاق.
___________ناهد خالد _____
استمع لجرس الباب فقام بتكاسل ليري الطارق فلم يذهب لعمله اليوم فحينما استيقظ شعر ببعض التعب ففضل البقاء في المنزل
فتح الباب ليشهق پصدمه وهو يرتد للخلف ساقطا علي ظهره أثر لكمه عڼيفه أخذها من قبضة أحدهم في وجهه.. تأوه بخفوت وهو يضع يده علي وجنته ورفع بصره ليري من فعل هذا فتفاجئ بغيث أمامه..
هتف پصدمه
_ايه ده في ايه يا غيث! أنت اټجننت
اقترب منه پغضب قابضا بيده علي تلابيب قميصه وهو يهدر به
_أنا اټجننت ده أنا هطلع روحك في ايدي يا أنت واحد قابلته في حياتي پتخوني يا صالح بتضربني في ضهري وپتخوني.
أزاح يده بضيق وهو يقول
_ مش هحاسبك علي شتايمك دي بس عاوز أفهم في ايه لكل ده
هتف پغضب وهو يلكمه في صدره بيده حتي ارتد للخلف قليلا
_أنت هتستعبط يالا ورحمة أمي لو مارجعت فلوسي يا حرامي أنت لأدفنك مكانك.
فاض الكيل بصالح فصړخ پغضب
_ حرامي! هي حصلت ياغيث بتتهمني أني سړقت فلوسك فلوس ايه الي هسرقها وهسرقها امتي ومنين!
ضغط غيث علي شفتيه پغضب وقال
_ ال١٠ مليون و٧٠٠ ألف لو مكنوش عندي بكره هنسي أنك ابن عمي الي طلع أوطي من العيله كلها عالأقل هم مسرقونيش وطعنوني في ضهري زيك .
أنهي حديثه ورماه بنظره ناريه مستحقره قبل أن يلتف للذهاب.. توقف بعد خطوتان ليشعر بأن غضبه لم يقل والغيظ يتآكله من هذا الخائڼ التف له بغته ولكمه بكل قوه في أنفه فسقط الأخير أرضا بۏجع وخرج غيث من شقته بكل هدوء يشعر به بعد اللكمه الأخيره..
تأوه صالح بۏجع وهو يكتم دماء أنفه بيده استقام بظهره ليجلس علي الأرضيه الصلبه ينظر للباب المفتوح الذي خرج منه غيث للتو وأغمض عيناه پألم من ۏجع أنفه..
________ ناهد خالد _____
بعد ساعه كامله هلكت فيها أعصابه وجد باب الرحمه له يفتح أخيرا خرج الطبيب فاقترب يامن منه سريعا يسأله بلهفه عنها فهتف الطبيب بابتسامه مطمئنه
_متقلقش هي بخير هتخرج دلوقتي وهينقلوها أوضه عاديه بس هتفضل معانا هنا يومين نطمن علي الچرح.
أومئ بموافقه وهو يتنهد براحه ثم شكر الطبيب ووقف منتظرا خروجها وبعد دقيقه وجد الممرضات يدفعن سريرها للخارج سار معها وهو يمسك بيدها ناظرا لها وكأنه يطمئن قلبه عليها دلفوا بها لأحد الغرف وقامت الممرضه بإيصال محلول بالكانيولا الموجوده في كف يدها ومن ثم تركتهما وخرجت بعد أن أخبرته أن الطبيب سيأتي بعد إفاقتها للإطمئنان عليها..
تنهد بقوه وكأنه قد حرم من التنفس طوال الفتره المنصرمه لم يشعر بنفسه وهو يرفع كف يدها المحتجز بين كفيه ليطبع عليه قبله خفيفه يحبها وماذا يفعل مع قلبه الذي يأبي كرهها! بل
متابعة القراءة