رواية حافية على الهاوية بقلم سما سعيد
تفارقة
فحمدت الله كثيرا لانة وقع تحت يدها
وعلى الفور قامت بوضعة اسفل ملابسها
وخرجت مسرعة اغتنمت فرصة وجود رقية بحجرة الطهى
فتسللت مغادرة الى شقتها وهى تخبأة ما بين ملابسها
ومن ثم هبطت ثانيتا الى شقة حمواها فدلفت مسرعة
دون ان تطرق على الباب لانها قبل ان تصعد قد تركتة مفتوحا بعض الشئ
بمكان آخر بعيدا عن هذة العائلة
فى احدى الشقق كان رجلان يبدوان وكأنهما شقيقان نظرا
لتقارب ملامحهم المقبولة لقد كانا يجلسان على مقربتا من بعضهم
يتهامسون بخفوت يحملون بين اناملهم اكياس
شفافة بها احدى المساحيق البيضاء
وموضوع امامهم حقيبة متوسطة الحجم بها الكثير من تلك الاكياس
الرجل الاول فى العقد الثالث من عمرة
والرجل الثانى فى العقد الثانى من عمرة
الرجل الاول مستفهما هاة هنعمل اية فى المشكلة دى
الرجل الثانى بتفكير مش عارف ادينى فرصة افكر
الرجل الاول بإستياء مش محتاجة تفكير ياابو العريف
البت دى خلاص مبقلهاش عيش معانا
وشها اتحرق عند الحكومة وانا مقدرش اجاذف بفلوسى
الرجل الثانى مستفهما طب هنتصرف ازاى ف البضاعة دى
مينفعش البضاعة تفضل ف البيت اكتر من كدا دا خطړ علينا
محروق عند الحكومة وبكدا اقدر اطمن والبضاعة معاها
الرجل الثانى بقلق طب تضمن منين ان البنت اللى انت هتجيبها دى
تكون امينة وتصون سرنا ولا حتى متاخدش فلوس البضاع وتهرب بيها
الرجل الاول بمكر الحل الوحيد انى اتجوزها
وبكدا هتكون تحت ايدى على طول
الرجل الثانى مبتسما هى فكرة بس وبعدين
نغورها ونجيب غيرها
الرجل الثانى بجدية طب مابلاش بنت وخليها راجل
شاب كدا صغير نزغلل عينية بالفلوس
الرجل الثانى مندفعا لاء راجل لاء البنت احسن على الاقل نقدر عليها
واهو اشوفلى معاها يومين حلوين بالمرة ماهى هتبقى مراتى بقى
وبعد ان انهى جملتة ضحكا الاثنان بصخب
على شاطئ الذكريات إندثرت احلامى
مساءا داخل شقة مصطفى بدر العطار
دلف بها الى شقتهم وهو قابض على معصمها پعنف
نزعت يدها من بين قبضتة وهى تقول بإستياء
اوعى بقى سبنى هو انت مبتعرفش تتفاهم الا بالعڼف
اندفع اليها قاصدا صفعها فتصدت الية قائلة
اياك تمد ايدك علية كفايا بقى انا خلاص مبقتش
تحدث مصطفى بنبرة هوجاء قائلا انتى ازاى تقوللهم انك مش حامل
ازاى تكدبينى ادامهم وتطلعينى عيل صغير
آيات على مضض انا مكدبتكش آنا قلت انة حمل كاذب
ومقلتش ع الحقيقة الحقيقة اللى انت زيفتها واجبرتنى انى اخفيها عنهم
وكنت عايزنى استمر ف خداعهم وبعد كدا اقولهم انى اجهضت
مصطفى بحنق طب مش هو دا كان اتفاقنا ياست هانم
ضحكت آيات ساخرة وقالت اتفاقنا انت اللى خلفتة لما طردتنى
من بيتى وكان سبب خضوعى ليك ف كدبتك انك هددتنى انك هتطردنى
سكت واستحملت علشان افضل ف البيت دة
وفوجئت منك
بطردى يبقى استمر بكدبتى لية
خللى كل واحد يعرف الحقيقة بقى
انا مبقاش عندى طاقة للاحتمال اكتر من كدا
سكت كتير نفسى اصړخ بعلو صوتى انا تعباااااااانة يانااااس تعبااااااانة
تعبانة والله العظيم بموووووووت
باغتها مصطفى بصڤعة على وجهها نهرها بأبشع الالفاظ
ومن ثم تحدث بسآم انا خلاص قرفت منك شهور وانا بتعالج
ومفيش اى تقدم وكل دة بسببك سيبانى لوحدى طول الوقت
وشاغلة نفسك بالطبيخ والغسيل ونايمة بعيد عنى
عايزانى اتقدم ازاى واتعالج وانتى مفكيش ريحة الانوثة
اڼهارت دفاعا عن كرامتها وهى تبكى على حالها قائلة
لاء بقى لاء كدا كتير انت اللى بعدت عنى واخترت تنام لوحدك
لانك كل مرة بتحاول تقربلى بتفشل وبعد كدا بتجيب اللوم علية
لو لبست قميص تتخانق معايا لو قربت منك علشان حتى
اتكلم معاك مبطقنيش ودائما بتحملنى انا الذنب
اردفت بخفوت قاټل قائلة حرام عليك
انا ذنبى اية انا عملت اية علشان يكون دة جزائي
ومن ثم اجهشت بالبكاء المرير والنحيب الحزين الاليم
شعرت وكأنها لا شئ بلا ذات بلا هوية ولا انتماء
شعرت وكأنها مثل صخرة بمنتصف البحار تعصفها
الرياح وترتطم بها الامواج بلا رحمة
وآنذاك كان إياد يصعد الدرج المؤدى الى اعلى
ذاهبا الى الغرفة العلوية التى يعدها منذ آيام لتصبح مرسم لة
وحالما سمع صوت هتاف شقيقة وصوت بكاءها انتابة الاندهاش
فتوجة الى شقة شقيقة وطرق بخفوت على بابها
فلملمت آيات شتات حالها ودلفت مسرعة الى حجرتها
فتح مصطفى الباب الى شقيقة فرمقة إياد بأندهاش
حينما وجدة بحالة يرثى لها
فعدل مصطفى من هندامة واذن لشقيقة بالدخول
جلسا الشقيقان بحجرة الصالون ودار هذا الحوار بينهم
إياد مستفهما اية يامصطفى فية اية
مصطفى بأمتعاض ابدا مفيش
إياد بإصرار لاء فية
يا مصطفى فية
انت بتضربها لية هى عملتلك اية
اندهش مصطفى من نبرة صوت شقيقة فتحدث على مضض قائلا
وانت مالك شئ ميخصكش مراتى
وبربيها
إياد بإستياء ميصحش يامصطفى مراتك ست كويسة
ومتربية وبنت ناس ومتستحقش منك المعاملة دى
ولو بابا وآمى عرفوا هيزعلوا منك جداااااا
تحدث مصطفى بحدة قائلا انت ازاى تتكلم معايا بالشكل دة
انت ناسى انى اخوك الكبير
إياد بصوت خفيض لاء يا مصطفى مش ناسى
وعلشان انت اخويا الكبير وقدوتى مش عايز اشوفك
بالشكل دة مش عايزك تتصرف مع مراتك كدا
زفر مصطفى الهواء الساخن بحنق ولم يعلق
فتحدث إياد بخفوت قائلا طب بس اهدى كدا واستعيذ من الشيطان
وقوللى هى عملت اية تستحق انك تضربها وتزعقلها بالشكل دة
انت ناسى انها حامل ودا خطړ عليها وعلى الجنين
وهنا انفرجت شفتاة يقول مبقاش فية حمل خلاص
ومن ثم اختلجت بداخلة فكرة ماكرة فأردف قائلا
آيات اجهضت الجنين بنفسها
اتسعت اعين إياد بعدم تصدق وهو يقول انت بتقول اية
مش ممكن ابدا مش معقول مراتك اجهضت الجنين
وبنفسها بنفسها ازاى يعنى مش فاهم
مصطفى بحنق عملت مجهود ذيادة وهى متعمدة
لحد الجنين ما نزل
وهنا جحظت عين إياد ومن ثم تمتم بداخلة منى
نهض إياد عن مقعدة وصاح بصخب قائلا مش ممكن مش معقول
والله العظيم ما اسيبها ازاى مستحيل انا لازم انزلها لازم
وعندما كاد يغادر من امام شقيقة استوقفة مصطفى
قائلا بعدم استيعاب استنى هنا وفهمنى انت تقصد اية
وهى مين دى اللى مش هتسيبها ونازل على فين
إياد بنبرة هوجاء صاخبة منى منى بنت عمك هى السبب
اندهش مصطفى من جملة شقيقة فتحدث قائلا منى
طب ومنى مالها ومال الموضوع دة
تحدث إياد بحنق قائلا من كام يوم الست بنت عمك كانت عند مراتك
وانا كنت تحت ف اوضتى سمعت صوت كركبة جاية من شقتكوا
فقلقت وطلعت وخبطت وفتحتلى مراتك ولما سألتها
قالتلى انها بتنضف الشقة والست منى كانت واقفة ف البلكونة
وسيباها لوحدها تشيل وتحط وهى حامل
متظلمش منى هى ملهاش اى ذنب
لم تكن هذة الجملة نابعة من مصطفى بل كانت نابعة من آيات
التى آتت اليهم بعد سماعها صوت إياد العڼيف
فتوجهت اعين الشقيقان اليها بأندهاش
زجرها مصطفى بحدة لاذعة قائلا انتى تخرسى خالص
مش عايز اسمع صوتك انتى فاهمة
فتدخل إياد قائلا اهدى يا مصطفى مش كدا وخليها تتكلم
فدفعها مصطفى وهو يمضى مغادرا للحجرة قائلا
انا خلاص مبقتش طايق اشوف شكلها ولا اسمع صوتها
ومن ثم خرج فلقد ارتآى المغادرة عن البقاء
متوجها الى حجرة الاطفال التى باتت حجرتة منذ شهور
فتغضن وجهها بشدة وتسارعت دموعها بالهبوط
من عينيها وسكبت معها كل آلامها
وعندما شعر إياد بحزنها وبكائها تحدث قائلا
آنا اسف ع اللى حصل من اخويا ومن بنت عمى
تحدثت آيات الية من بين دموعها قائلة اخوك وانا واخدة
على معملتة دى اما منى فمذنبهاش حاجة
تقبض وجة إياد ومن ثم تحدث قائلا ازاى الذنب كلة ذنبها
هى السبب ف نزول الجنين
توجهت آيات الية بنظرة عابرة وقالت مكنش فية جنين
اصلا علشان ينزل انا مكنتش حامل
انفرجت شفتاة بذهول قائلا اية مكنش فية جنين
اومال مصطفى بيق
قاطعتة آيات قائلة مصطفى بيعاقبنى على حاجة انا مليش ذنب فيها
انا مكنتش حامل واتهمنى انى اجهضت الجنين
ومن ثم صاحت آيات پجنون قائلة ومش ممكن هيكون ابدا ابدا
ابتسم إياد بخفة ليزيل من توتر الموقف قائلا بس اهدى كدا وبلاش عصبية
وان شاء الله ربنا يعوضكوا والمرة الجاية الحمل يكون حقيقى ويكون فية جنين
ومن ثم رفع وجهة الى رب السموات وهو يقول سامحنى يارب
ظلمت منى ومن ثم توجة بحديثة اليها قائلا
انا عايز اقولك حاجة ضرورية يامرات اخويا قبل ماامشى
اندهشت آيات قائلة خير
إياد بنبرة خفيضة انا مش عايزك تقربى من منى دى اكتر من كدا
وخللى تعاملك معاها على اساس القرابة مش الصداقة
نظرت الية غير مستوعبة ومن ثم قالت لية بتقول كدا
وبصراحة انا اللى عايزة اسألك انت لية بتكرهها بالشكل دة
مع انها طيبة خالص
ضحك إياد ساخرا وقال منى طيبة داانتى اللى طيبة وعلى نياتك
المهم انك تسمعى كلامى وتبعدى عنها انا عارفها اكتر منك
ومن ثم اردف بخفوت انا خاېف عليكى منها
حدقت اليه مصډومة مذهولة من جملتة فمضى ليغادر
ولكن استوقفتة جملتها الخاڤتة وهى تقول خاېف علية
استدار إياد وتحدث بجدية ايوة خاېف عليكى منها
اولا لانك زى ولاء اختى ثانيا لانى مبرتحلهاش وعايزك
تخلى بالك من نفسك ومن جوزك ومن بيتك
ومن ثم اردف قائلا بعد اذنك دلوقت انا طالع ع المرسم بتاعى
ولو مصطفى اتكلم معاكى نادى علية وانا هبعتلة بابا وللا امى
والاحسن انك متتكلميش معاة النهاردة خالص وسيبية لحد
ما يهدى لانة متضايق وانا عارفة عصبى تصبحى على خير
وبعد ان انهى جملتة غادر متجها الى اعلى
ظلت بمكانها مذهولة مأخوذة بطريقتة الرائعة بالحديث
والتى تكون بعيدة الاقتراب كبعد الارض عن السماء
من طريقة شقيقة الاكبر بالحديث
وفى ذلك الوقت خرج مصطفى من حجرة الطهى وهو يحمل
بين يدية قنينة تحتوى على المياة الباردة
نظر اليها بسخط ومن ثم قال بحدة مش قلتلك مش عايز اشوف
وشك ادامى حتى لو كنتى لابسة النقاب
نظرت الية بعينين ادمتها الدموع فنهرها بحدة
امشى غورى على اوضتك ومش عايز اسمع صوتك امشى
خفق قلبها ذعرا فإنصاعت الى رغبتة
ومضت من امامة متوجهة حيث حجرتها
اغلقت بابها عليها بإحكام من الداخل
نزعت نقابها التى يتوارى خلفة وجهها المكفهر
ومن ثم رمت بجسدها المثقل بالاحزان على طرف الفراش
ظلت لفترة من الزمن تبكى على حالها
فلقد تبددت احلامها السعيدة بأسعد ليلة بحياتها
وهى ليلة زفافها بفقدانها حقوقها الزوجية كأى زوجة
وتوالت آيامها وهى تتعذب بجفاة وسوء معاملتة لها
لقد اذاقها القدر مرارا فاتكا أعضائها
وبرغم ذلك اضمرت امرها عن الجميع لكى لا تكشف امر عجزة
تنهدت بعمق ونهضت عن فراشها ذهبت الى جزانتها
لتآتى بثوب النوم الذى سترتدية فجأة تذكرت الدفتر الخاص
بإياد والمملوء بصورها التى رسمها اليها بخط يدة كما قال
فهى الى الان لم تنظر الى ما بداخلة
فدفعها الفضول الشديد لتآتى بة وتشاهد ما يوجد بداخلة
وبالفعل آتت بة من اسفل ملابسها بالخزانة خاصتها
وعندما شرعت تتفحص ما بداخلة وضعت آناملها فوق شفتيها
تمنع شهقاتها المليئة بالذهول والاندهاش
لقد كان الدفتر مملوء بعدة بورتريهات لوجهها البرئ
والتى رسمها لها بخط يدة كما قال
فقد رأت صور لها وكآنها ملتقطة بكاميرا فوتغرافية
وبورتريهات اخرى مرسومة بالقلم الړصاص
لقد ابدع حين قام برسمها فالرسومات لها نفس ملامحها
وابتسامتها ونظرة عينيها
الى هذا الحد تعمق بملامحها ف المرات القليلة المعدودة
التى قابلها بها بالماضى
الى هذا الحد ظلت ملامحها راسخة بذهنة طوال