صراع الذئب بقلم ولاء رفعت
المحتويات
... أخرجت هاتفها لتهاتف جدتها التي تقطن بإحدي الأحياء الشعبية بالمعصرة ...
رحمة الو ياتيتا
الجدة مين معايا
رحمة أنا رحمة ياتيتا
الجدة أهلا
يابنتي وحشتيني .. أخيرا أفتكرتي إن ليكي جده تسألي عليها
رحمة متزعليش مني ... أنا جايلك هاقعد معاكي عندك ف المعصرة
الجدة
بس أنا مش ف المعصرة أنا سافرت بقالي 3 شهور وقاعدة ف البلد ... ما هو لو كنتو بتسألو أنتي وامك وأخوكي كنتو هاتعرفو
الجدة لما نشوف ... أنتي كنتي جايه لي ليه
أبتسمت بتهكم وقالت كنت جاية أطمن عليكي متشغليش بالك ... عايزة حاجة
الجدة تسلمي يا حبيبتي ... ابقي قولي لأمك تسأل عليا
رحمة حاضر إن شاء الله .. مع السلامة ... أغلقت المكالمة لتشعر وكأن الدنيا تقبض ع نحرها .... فلا ملجأ لها سوي شخص واحد
رحمة الو أزيك يا أستاذ إيهاب أنا رحمة ...
رن جرس المنزل ... فنهضت لتري من بالخارج وهي تمسح عبراتها تناولت إسدال الصلاه لترتديه بسرعه وفتحت الباب
مساء الخير ع الحلويين ... قالتها حياه
خديجة مساء النور ... أتفضلي
حياه ميرسي يا ديجا أنا لاقيتك مش بتخرجي قولت أطمن عليكي وجيبالك معايا حاجه كده من عمايل إيديا يارب تعجبك ...
أردفت دي كنافة بالمانجا بس بتكاتي الخاصة كوليها وهتدعيلي
خديجة ميرسي يا أم آسر تسلم إيدك
حياة أي أم آسر دي! قوليلي ياتوتا ده دلعي المفضل والي بحب الكل يناديني بيه
وقعت عينيها ع الردهة المقلوب بها الأشياء رأسا ع عقب ... فأندفعت إلي الداخل وأردفت أي ده
دد ده كان فار دخل الشاليه وقعدت أجري وراه و....
قاطعتها حياه وهي محدقه بوجهها وقالت
أنا آسفه ع تدخلي بس ممكن تعتبريني زي أختك وتفضفضيلي ... جوزك الي عمل كده
أشارت إلي آثار أنامله ع وجنتها
خديجة بخجل قالت
معلش يا مدام حياه ... دي حاجه خاصة مابيني وبين جوزي
شعرت بالإحراج وقالت
قالتها وغادرت ع الفور
أغلقت خديجة الباب لتعود إلي غرفتها وفجاءة أنقطع التيار الكهربائي فشعرت بقليل من الخۏف يتسلل إليها ... أخذت تقرأ المعوذات الثلاث وبعض الأدعية ... تذكرت هاتفها... سارت نحو التخت بحذر حتي لاتتعثر ف شئ فوجدته لكن فارغ الشحن ... تنهدت بضيق فقالت
وفي منزل حياة عادت لتجد شقيقها ف إنتظارها وقال
كنتي فين إبنك صدعلي دماغي لحد ما نام
لم تجيب عليه حيث كانت شارده
صاح ف وجهها وقال حياااااه
أنتبهت له وقالت بتزعئ ليه ما أنا أدامك أهو
آسر بكلمك وأنتي متنحه للهوا .. روحتي فين
حياه فاكر البنت العروسة الي عرفتك عليها من يومين
خفق قلبه ... فكثيرا كان يخرج إلي الشاطئ ليراها ويقترب من منزلها ليتأكد من وجودها أم عادو إلي القاهرة
قال بإهتمام وإنصات خير مالها
حياه كنت عندها بطمن عليها لاقيت الدنيا مقلوبة عندها ف الشاليه وشه محمر وعليه علامات صوابع ع الأغلب جوزها ضربها وشكله متخانق معاها
جز ع فكه وقبضته وقال باللهفه
وهي عامله أي دلوقت
حياه بتعجب من إهتمامه المبالغ فيه قالت
وعايز تعرف ليه !!
زفر بحنق وقال مش سيادتك بتحكيلي وأنا بسمع لك !! بطلي ذكاء
حياه هي كويسه بس يا حرام صعبانه عليا شكلها كانت مقهوره من العياط
تركها آسر وبدون أن يتفوه غادر ع الفور ... ليزداد إندهاش شقيقته وقالت وده رايح ع فين
أستيقظ الصغير وقال مناديا خالوووو يا خالوووو
بداخل القلعة التي شيدها نيكلاوس بالقرب من سلاسل جبال ستانوفوي بروسيا حيث الطقس المعتدل الذي يبعد عن الثلوج والصقيع ...
يقيم كلاوس حفل بمناسبة الصفقة التي أتممها مع القيصر ... بداخل ساحة شاسعة مخصصة للحفلات ... فالقلعة مبنية ع طراز قلاع القرون الوسطي منها وقال
أستني هقفلهالك
قالت بخجل لا لا .. أنا هاعرف
قالتها وكأنه لم يستمع إليها لتجده أمسك بيديها ووضعهما ع صدره محدقا ف عينيها قائلا
أنا هقفلك سوسته الفستان وأنتي أقفلي لي زراير القميص وأربطلي الكرافت ...
أبتعدت عنه وقالت شكرا ... مش عايزة أنا أفتكرت حبل التقفيل جيباه معايا ...
قالتها
رمقها بتفحص وقال
ما أجمل اللون الأسود ع بشرتك
توترت كثيرا فقالت
شكرا
ترك كأسه ع الطاولة المجاورة له ومد يده إليها وقال
هل تسمحين لي
بما حولها
وصل إلي الحفل يبحث عنها ...
هي محلقة بين يديه الآن بساحة الرقص .... قالتها سيلينا بنظرات إنتصار وشماته فهي تعلم مدي غيرته الشديدة ع زوجته .... وف طريقه إليهم وقف أمامه النادل الذي يوزع الخمر فألقي قصي الصينية پغضب لتقع الكؤوس ع الأرض وتتحطم ... وصل إلي الساحة وحينها توقفت الموسيقي وأنتهت الرقصة ... صفق الجميع لهما ... لتعود إلي إدراكها لتقع عينيها ف عينيه التي تحولت من لون الزيتون إلي ظلام الليل الحالك ... أرتجف قلبها من الخۏف فتلك الليلة لاتمر بسلام
هياي يا رجل أين كنت كل هذا الوقت ... كيف تترك ذلك القمر بمفرده !!... قالها كلاوس الذي بدأ يثمل
أجابه قصي من بين أسنانه
كلاوس ... الزم حدودك وإلا سأجعلك ټندم ع ما فعلته للتو
أبتسم بخبث وقال
أتقصد عندما رقصت مع زوجتك !!
لم يتحمل كلماته وقام بتوجيه لكمة قويه أوقعته أرضا ... ركض الحراس نحو قصي لينقضو عليه فأوقفهم كلاوس بإشارة من يده وقال
أتركوه إنه صديقي إيها الأغبياء
نهض وهو يمسح دماء فمه فأردف يالك من رجل حاد الطباع فأنا كنت أمازحك
قصي بنبرة ڠضب هادر
إنك تعلم لا أحب المزاح ف هذه الأمور
كلاوس حسنا .. حسنا أنسي الأمر
قصي بل أنت أنسي أي صفقات أخري بيننا
كلاوس ماذا تعني !
قصي أعني لاتعامل لك معي من الآن
قالها ليتجه
نحو صبا وجذبها من يدها مغادرا القاعه وولج إلي المصعد
لماذا فعلت ذلك ... قالتها سيلينا
كلاوس كنت
أتسلي قليلا وأجعله يشعر بما كنت أشعر به .. قالها مبتسما بمكر
رمقته سيلينا بإزدراء وتركته وهي تتمتم غبي
وصل إلي الغرفة ومازال قابضا ع يدها فدفعها إلي الداخل وقال
حضري الشنط عشان مسافرين حالا
أقتربت منه بحذر وقالت الي شوفته تحت كان غ.....
صاح پغضب وهو يكبت جموح نيرانه التي لو أطلقها عليها لټحرقها
مش عايز أسمع ولا كلمة ...وياريت مسمعش صوتك ده خالص
أندفعت نحوه لترتمي ع صدره تبكي وقالت بإعتذار
حقك عليا ... أنا آسفه
أبعدها بهدوء عن صدره وقال أنا مستني برة لما تخلصي إندهيلي .. قالها وهو يتناول سيجارته ويشعلها بالقداحة ثم غادر الغرفة ينتظرها بالخارج ...
خرجت سيلينا من المصعد متجهه نحو غرفتها وهي تنظر إلي قصي الذي لايعيرها إي إهتمام ...
كادت تولج إلي غرفتها لتتراجع مرة أخري وذهبت إليه بخطي هادئة ....
هل ستسافر الليلة ... قالتها سيلينا
أومأ لها وهو يزفر دخان سيجارته ...
وهل ما
جيالك يا حبيبي ... قالتها حياه وذهبت لتطمأن ع إبنها
وفي الخارج ... خشيت الوقوف أمام المنزل بمفردها فذهبت إلي الشاطئ وهي تعقد ساعديها لتستمد الدفء قليلا ... وصلت إلي الشاطئ فجلست أمام البحر تشكو إلي الله حالها داعية بهدايته ... بدأت نسمات الهواء بالبرودة خاصة إنها نهاية موسم الصيف لتعلن عن بدأ فصل الخريف ...شعرت بالبرد فقررت العودة إلي المنزل وهي تدعو إن يكون التيار قد عاد ... سارت بخطي سريعة نحو المنزل ... وجدت الباب مفتوحا فتذكرت إنها لم توصده جيدا ... قالت بسم الله ... وولجت إلي الداخل وهي لم تري شيئا من الظلام
أنتبهت إلي صوت يأتي من إحدي الغرف بالمنزل فشهقت پذعر ... حسبت إنه قد عاد ... ذهبت نحو مصدر الصوت وقالت
آدم ... يا آدم ... أنت جيت
لارد ... فأرتجفت پخوف تخشي أن يكون لصا ... ركضت نحو باب المنزل
فأصتدمت بأحدهم ف طريقها وكادت تصرخ
مټخافيش ده أنا .... قالها آسر وهو يمسك بيدها ووضع يده الأخري ع فمها
فتركها ليمسك بهاتفه وقام بتشغيل تطبيق الإضاءة
أبتعدت وقالت آسر !!! بتعمل أي هنا !!! وإزاي دخلت !!
آسر آسف إن دخلت من غير أستآذان بس كنت ماشي من أدام الشاليه لاقيت الباب مفتوح والدنيا ضلمه
صاحت بسخرية وأنا بقي هاصدق الي حضرتك بتقولو ده أتفضل أطلع بره لو سمحت
عاد التيار فقال بصراحة أنا كنت عايز أطمن عليكي بأي شكل ... خصوصا لما حكتلي حياه عن الي شافته
تنهدت بفراغ صبرها وقالت
عايزين مني أي !! بتدخلو ف حياتي ليه !!
أقترب من المنزل يحمل باقة أزهار ليقدمها إعتذار لها ... فلم يتحمل نظراتها عندما صفعها ... وقرر أن يعتذر إليها بطريقة رومانسية ... أرتسمت البسمة ع ثغره عندما وصل أمام المنزل لتتحول إبتسامته إلي وجوم عندما رأي الباب مفتوحا ويأتي صوت من الداخل يعلم جيدا صاحبه
في الداخل ....
عشان بحبك يا خديجة ... من ساعة ماشوفتك ف المستشفي وإنتي بتيجي كل يوم لوالدك ... لاقيت حاجه فيكي بتشدني ... ولما جيت أقولك عايز أتقدملك ورفضتني حسيت إن خسړت حاجة غالية أوي ولما عرفت إنك هتتجوزي آدم مستحملتش وسافرت عشان أبعد عن كل حاجه بتفكرني بيكي .. مكنتش مسافر الجونة وإتحججت لحياه بإن ورايا شغل بس حكتلي عن موقف آسر لما تاه وأنتي لاقيتيه وأول ما قالت إسمك وإنك لسه متجوزه قلبي حس إنك أنتي فقولت أتأكد من يوسف بطريقة غير مباشرة ... معرفش إي الي حصلي لاقيت نفسي جاي ع هنا عشان أشوفك ولو لأخر مرة
وهتكون أخر لحظة ف حياتك يا واطي ... صاح بها آدم الذي ولج للتو وهو يسدد اللكمات لآسر
صړخت خديجة وقالت آدم ... سيبو ھيموت ف إيدك
صاح بها بصوت مرعب أخرسي أنتي وحسابك معايا بعدين
ظل يتعارك كل منهما ... لينتهي العراك بجثو آدم فوق آسر ويسدد له ضربات بقبضته فأمتلأ وجهه بالډماء
صړخت خديجة
كفاية يا آدم
أرجوك ده ھيموت .. قالتها وهي تمسك بيده
فتوقف ليلتفت إليها بنظرات أوقفت قلبها من الړعب ... أبتعدت عنه بحذر .. نهض ووقف محدق بآسر الذي حاول النهوض
متابعة القراءة