صراع الذئب بقلم ولاء رفعت
المحتويات
منها أي مقاومة
كفايه يا طه
.. وكانت شيماء تقف ف الشرفة بمنزل والدها ... عقدت حاجبيها بتعجب وقالت
هو أي الي رجعه بدري ! وماله بيجري كده ليه !!
أخرجت هاتفها من جيب ثوبها لتجري الإتصال عليه فأوقفها صرخات وعويل صباح خالة سماح
في إيطاليا ...
أستيقظت كارين
يونس أبس ليه هو أنا لسه عملت حاجه ! ...قالها وأبتسم بمكر
لاء أصحي وفوء بقي عشان ورانا كذا مشوار النهارده
يونس مشوار أي
كارين نسيت الريفيو الي أنا وأنت هنعمله ف الجاليرس الي قدمنا فيهم
يونس تصدقي أنا ناسي خالص ... كويس إنك فاكره
رمقته بمزاح وقالت
مين واخد عقلك يا سي يونس !
جذبها من زراعها وقال
هو ف حد واخد عقلي وقلبي وروحي غيرك ... ده أنا بنسي نفسي معاكي خالص
يونس لقمة عيشنا !! هو أنتي متأكده إنك كارين العزازي !!
ضحكت
أشار إلي فمه ...فقالت
يلا أدخل خدلك شاور
تأففت بحنق وقالت يونس الدريس عادي مفهوش أي حاجه وبعدين أنتي عرفتيني وأنا بلبس كده
زفر بضيق فقال
قبل الجواز مكنش ليا حق أقولك تلبسي أي لكن دلوقت إنتي مراتي وأنا مستحملش حد يبصلك بطرف عينه
صاح پغضب
هو أنا عشان بحبك وبغير عليكي يبقي بتحكم فيكي !!
كارين أنت بتزعئ ومكبر الموضوع أوي كده ليه ... إحنا مش ف مصر هنا البلد كل واحد ف حاله ولو ماشيه حتي ببكيني محدش هيبص عليا أو يضايقني
يونس
ليه ياختي عايشه ف وسط ملايكه !! .. بقولك أي يا كارين أدخلي غيري قميص النوم الي لبساه ده وإلبسي حاجه محترمه لإما مش هتشوفي الشارع
وأنا مش هغير وهاخرج كده لأن مرتاحه فيه وبتخنق من الجينز وأي حاجه طويله
رمقها بنظرات حاده وقال
براحتك يا كارين أعملي الي تعمليه .. بس متزعليش مني بعد كده
قالها وقام بإرتداء
قاطعها بصفعه قويه لتقع أسفل قدميه ... صاح يونس پغضب وقال
متمدش إيدك عليها يا حيواااان
نهضت لتركض نحوه لكن منعها قصي جاذبا إياها من خصلاتها وقال
هربتي من المستشفي وعديتها بمزاجي
وكنت متأكد إنك عند مدام فايزه وسبتك براحتك ... لكن تستغفليني وتسافري وتروحي تتجوزي إبن عزيز البحيري فده الي مينفعش أعديه خالص ... قالها ليلقنها صڤعة أخري فصړخت ف وجهه
صاح بصوت مرعب
بس أنا بكرهه وبكره أبوه وجده وعيلته كلها
قال يونس بنبرة واهنه من الألم
إحنا ملناش ذنب ف
مش عايز حاجه
تعالت شهقاتها أنا مليش غيره من بعد بابا الله يرحمه
عانقها بقوة وقال
أنا كل حاجه ليكي ياقلبي وهاعوضك عن كل حاجه .
الأخيرة
بعد مرور ثلاثة أشهر ....
في منزل آدم ....
أستيقظت خديجة من جوار آدم الذي يغط ف النوم ... نظرت إلي شاشة الهاتف لتجدها الثامنة صباحا ...
آدم .. حبيبي .. إصحي ... الساعه 8 وطيارة ماما هتوصل ع 9 أوم يلا عشان نلحق نروحلها المطار .. قالتها خديجة
تقلب بتأفف وقال بصوت ناعس
طيب سبيني 5 دقايق كمان
خديجة
أوم يا كسلان مش كفايه ضيعت علينا صلاة الفجر
فتح عينيه وإبتسم بمكر وقال
ده أنا برضو الي ضيعتها ولا أنتي الي خلتينا نسهر طول الليل و.....
شهقت بخجل ووضعت يدها ع فمه وقالت
بس خلاص ياريتني ماصحيتك
نهض بجذعه ولمس وجنتها بأنامله بحنان وقال
حبيبي لسه بيتكسف
إبتسمت وهي تخفض بصرها بخجل وقالت
اه بتكسف ... وأوم يلا عشان منتأخرش ع ماما
أمسك يدها وقبل كفها وقال
ممكن حبيبة آدم تحضرله هدوم ع زوءها عقبال ما ياخد شاور
خديجة
من عيوني ياروح وقلب وعقل حبيبة آدم
آدم خديجة
خديجة نعم
آدم بحبك
خديجة وأنا بعشقك
عانقها بحنان وقال
ربنا مايحرمني منك
شكرا يا حبيبي ع وقفتك ومساعدتك لأخويا
آدم متقوليش كده يا روحي ده إبن عمي وأخويا وأخو روح قلبي وبإذن الله خال عيالي الي ربنا هيرزقنا بيهم إن شاء الله
خديجة يارب
آدم يلا عقبال ما أخلص تكوني حضرتيلي الهدوم وفطار من
إيديكي الحلويين دول ... لأن حبيبك جعان أوي
ولجت إلي المطبخ لتقوم بتحضير الفطور وعندما إنتهت من عمله وضعته فوق المائدة بالردهة .. وذهبت إلي غرفة النوم لتجلب له ثيابه ووضعتها فوق التخت ... خرج من المرحاض وأرتدي تلك الثياب وذهبت لتتوضأ وتلحق بها ليؤدي كليهما فرضهما حيث يصلي بها إماما ... داعية ربها ف السجود بأن ينجو شقيقها من كربه و يرزقها بالذرية الصالحة ويديم بينها وبين زوجها بالمودة والمحبة .
تترجل من سيارة الأجرة بثقل بسبب بطنها المنتفخة ... عادت من عملها وتصعد إلي منزلها ... فمنذ ذلك الحاډث ولم تعرف عنه شيئا تاركا قلبها ممزق جريح عندما علمت من صديقه بخيانته لها ...
إلي إن ف ذلك اليوم ... كانت تتناول طعامها التي لم تعرف مذاقه من كثرة الشرود والتفكير ... ليقاطعها
صوت رنين جرس المنزل ... تناولت حجابها ووضعته ع رأسها وذهبت لتري من الزائر
فتحت الباب ... أتسعت عينيها وتسمرت قدميها عندما رأته يقف أمامها ف حالة يرثي لها ... شعره وذقنه كثيفه ... ثيابه غير مهندمه
كادت تغلق الباب ف وجهه فقام بمنعها وقال بنبرة رجاء
أنا آسف
صاحت شيماء بنبرة ڠضب
إمشي من هنا مش عايزه أشوفك
عبدالله
عشان خاطر الي ف بطنك سامحيني .. أنا مش عارف أعيش من غيرك
شيماء
عارف إن لولا إنه حرام وخاېفه من ربنا كنت زماني نزلته من ساعتها لأن خلاص مش عيزاك ولا عايزه حاجه تربطني بيك لأنك إنسان كداب وندل وأخرهم خاېن وعمري ما هأمن ع نفسي معاك تاني
عبدالله
أنا فعلا أستاهل كل الي بتقوليه بس جاي وبطلب منك إنك تسامحيني ... إغفر لي للمره الأخيره
شيماء
أطلب المغفره دي من ربنا ومش عايزه منك غير إنك تطلقني وكفايه أرف لحد كده
أقترب منها وأمسك بعضديها وصاح بها
وأنا إستحاله أطلقك يا شيماء وعمرك ما هتنسيني طول ما أنا جواكي وشايلة حته مني
قالها وذهب نحو الباب ليغادر
فصړخت وقالت
لو مطلقتنيش هاخلعك يا عبدالله
ألتفت إليها وحدق بها بنظرات تحدي وقال
لو قادره إعمليها
قالها وصفق الباب خلفه بقوه فصړخت وقالت
بكرررررهك .. بكرررهك يا عبدالله
قالتها وهي تجلس ع الأرض .. إنهارت من البكاء
ولج إلي مكتبه لتستقبله بإبتسامة لكنه لم يبادلها
فقال
السلام عليكم
رحمة وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إيهاب بنبرة جديه قال
هاتيلي الملفات الي عندك وحصليني ع المكتب
رحمة أمرك يا فندم
دخل إلي مكتبه ... زفرت بضيق فأخذت الملفات وذهبت خلفه ... وبعد أن دخلت المكتب وجدته يجلس أمام مكتبه وقال
أتفضلي أقعدي
جلست أمامه ... وأخذ يحدق بها فقالت
أنا حاسه حضرتك متضايق .. هو أنا عملت حاجه
أومأ لها وقال
اه ... بقالك فتره بتقوليلي يافندم وحضرتك
رحمة
لأنك رئيسي ف الشغل ولازم أقولك كده
إيهاب
وف واحده برضو تقول لخطيبها كده
رمشت عدة مرات وقالت بتعجب
خطيبي !!!
أخرج من جيبه علبه صغيرة وقام بفتحها ليظهر منها خاتم فقال
تتجوزيني يا رحمه
بداخل قاعة محكمة الجنايات ...
آدم متقلقش يا طه المحامي طمني إن مادام الطعن أتقبل يبقي ممكن تاخد براءه بإذن الله
طه معدتش تفرق يا ابن عمي ... أنا عارف كل الي بيحصلي ذنب كل الناس الي ظلمتهم من أول البنت الي كانت بتحبني وأختي الي ياما قسيت عليها وأبويا الي ماټ وهو ڠضبان عليا
خديجة
متقولش كده ياطه خلي ثقتك ف الله كبيره وأدعي إنه يخفف عنك ويظهر براءتك ... أنا مسمحاك يا أخويا ومتخافش بابا بيجيلي ديما ف رؤيه وبيوصيني عليك ... ورحمة كنت لسه مكلمها من فترة وعرفت الي حصل وكانت بتدعيلك يعني هي كمان مسمحاك ... فأطلب المغفره والعفو من ربنا إنه لغفور رحيم
طه
يارب أنت
الي شاهد
محكمة
ولج القاضي والمستشارون ....
القاضي بعد قبول الطعن من هيئة المحكمة وإعادة
فتح ملف القضية رقم 788 جنايات القاهرة لسنة 2019 والإستماع إلي الشهود لقد ....
ثانية يا سيادة القاضي ... قالها عبدالله الذي ولج للتو
القاضي أنت مين
أجاب عبدالله بخجل
أنا الي كنت مع المرحومة سماح وقت ما توفت
القاضي
أصدك عشيقها
عبدالله
حاجة زي كده ...أنا جيت أشهد بالحق
القاضي قول والله العظيم لأقول الحق
عبدالله والله العظيم هقول الحق ... الليلة دي كنت رايح أقابل الي إسمها سماح عشان كانت موعداني إن هتخلي جوزها طه يكلم عمو أشتغل عنده ف المصنع أو الشركة ... هي إستغلت إن محتجها وساومتني إإإن .. إن يعني أعمل معاها علاقه ف مقابل الخدمه دي ... وإحنا بنتكلم جه طه طب علينا أتخانقو مع بعض وكل الي عملو إنه ضربها بالقلم فهي وقعت لورا ع سن الكومودينو ومعرفناش غير لما وقعت ع الأرض وساح ډمها وقاطعه النفس خالص ... أنا مكنتش مستوعب الي حصل أخدت حاجتي وهدومي ومشيت وقتها شوفت خالتها طالعه ع السلم خبطت فيها ڠصب عني وقعدت تزعئ سبتها وجريت وهربت من الحارة كلها
بس ده كل الي حصل
القاضي طيب أتفضل أقعد عبدالله
تعالت الهمهمات بين الحضور
أسكتهم القاضي بالطرق ع المنصه بالمطرقة الخشبية ... ثم تابع بالقول
لقد قررت المحكمة بالحكم ع طه سالم البحيري بالبراءه .. رفعت الجلسه
في منزل علياء ...
تركض خلف أبناء شقيقتها وتصيح فيهم إياد ... مالك ... لو مسمعتوش الكلام مش هخلي مامي تاخدكو للنادي
مالك خلاص يا خالتو مش هنعمل شقاوه تاني
رن جرس المنزل ...
فقالت طيب يلا روحو ع أوضتكو بسرعه
قالو لها حاضر يا خالتو
ذهبت وقامت بفتح الباب بدون أن تنظر من العين الصغيرة ...
ممكن أدخل ... قالها يوسف وهو يحمل باقة أزهار
رمقته بتوتر وقالت وهي ترجع خصلاتها خلف أذنها
أتفضل
ولج إلي الداخل وهو يتأمل ذلك المكان الذي لم يأتي إليه من قبل سوي مرة واحده منذ أكثر من ثماني سنوات
متابعة القراءة