رواية بقلم هناء النمر قلوب ارهقتها الحياة
المحتويات
أذاى مش تشغلى دماغك
ماشى هشغله المحامى بتاعه هو تعرفه منين بقى
بسيطة بعتله حظ ب آلاف جنيه عمل كل اللى انا عايزه يعنى من الاخر يقنعهم بسرعة الصلح وأنهم ينفذولك اللى انتى عايزاه لأنهم هيخسروا القضية
اختارت هدى مع هذا الرجل لماذا يتكبد عناء إلغاء كل العقبات التى من الممكن أن تمنع سفرها
قولى
ليه انا بالذات ليه بتعمل كل ده فى ممرضات
أشطر منى بكتير ويتمنوا ربع الفرصة دى
كان مسلسل الرسايل كان سريع بينهم لكن توقف تماما عند هذه الرسالة وكأنه لا يعرف الرد أو حتى يفكر فى رد مناسب لقوله
بعدها بثوانى ليسوا بالقليل اتاها الرد
قولتلك مرة أن الأمير هو اللى اختارك وده كفاية عندى عشان اعمل أى حاجة عشان انفذ رغبته وبعدين انا بدور على ممرضة هتعيش فى بيتى وفى وسط اهلى وهتقضى معظم الوقت مع أبويا يعنى لازم أكون واثق فيها
مش مهم تقتنعى انا اللى عايزة أسألك سؤال ومحتاجله إجابة صريحة
اتفضل
يوم المترو كنتى فعلا ضاربة حاجة زى ما صاحبتك كانت بتقول
فى سؤال أهم ياترى اجابتى هتأثر على قرارك بسفرى معاك
دى مش إجابة لسؤالى ياهدى متجاوبيش على سؤالى بسؤال
ترامادول
أفندم
قرصين كنت واخدة قرصين ترامادول
وانتى بتاخديه
أنت ايه رأيك
تانى بتردى بسؤال
لأ مليش فى الحاجات دى كان صداع جامد وطلبت من واحدة حاجة للصداع ادتنى ده اخدته من غير ما أعرف هو ايه
وانتى بتاخدى أى حاجة من أى حد
اصلى بثق فيها وللأسف هى كمان كان مضحوك عليها ومكانتش تعرف هو ايه
أنا مبكدبش
عارف
اثارتها هذه الكلمة فعلا
يلا نامى دلوقتى عشان تقدرى على أحداث بكرى قصدى انهارضة الساعة بقت تلاتة هستنى رسالة بردك النهائى بكرى بليل تصبحى على خير
أغلق البرنامج دون حتى أن ينتظر ردها قالت هدى وهى تغلق هاتفها
أوقات بتبقى قليل الزوق وبتنرفزنى بس فيك حاجة حاجة تجنن
أنت على بعضك تجنن
بالفعل مر اليوم على هدى كالچحيم لكن نهايته اراحتها حقا قد
انتهى كل شئ انتهى الکابوس لم يبقى شيئا تقلق بشأنه غير أخواتها ووالدتها
دخلت المطبخ وجدت والدتها تدور فيه ذهابا وإيابا بدون هدف معين ويبدوا عليها الڠضب الحقيقى
بتعملى ايه ياماما
ومين هيتعشى اتنين روحوا مع اجوازهم واتنين طلعوا يناموا مش فاضل غير انا وانتى
وانتى مش هتاكلى
لأ ولا حتى انتى هتاكلى ياماما
جلست المرأة على أقرب كرسى وبدأت عينيها تمتلئ بالدموع وهى تقول ربنا يسد نفس اللى
كان السبب
سيبك من الكلام الفارغ ده تعالى معايا عايزاكى فى حاجة
أمسكت بيدها وادخلتها غرفتها اجلستها على حرف السرير وهى تقول
حاجتى اللى اتشونت تحت دى ابدأى أتصرفى فيها اللى ينفع يتعان
لهيام عينيه واللى مينفعش بيعيه وخدى دول كمان
إيه دول
مؤخر الصداق اللى اخدته نصه عينيه تصرفى منه والنص التانى سدى بيه جزء من الدين اللى عليكى
دى فلوسك عينيها هتحتاجيها وبعدين مالك بتتكلمى كأنك
مش هتفضلى معانا
خدى الفلوس ياماما واعملي اللى بقول عليه وأنا فعلا هسافر
هتسافرى ! فين وليه
السعودية وطبعا عشان اشتغل
والشغل مينفعش إلا بالسفر ما انتى بتشتغلى أهو
وفى أخر الشهر بأحد كام أخرى 2000 جنيه هناكل منهم ولا هنسد دين ولا مصاريف دراسة البنتين ولا ولا ياماما احنا على اخرنا
الناس هتقول ايه يابنتى
الناس الناس الناس عملونا ايه الناس لما أبويا ماټ واتبهدلنا بعده لما اخواتى اتمرمطوا واللى يسوي واللى ميسواش يأمر ويتحكم لما بخرج وببات برة عشان أجيب قرش يساعدنا لما اتدينتى لطوب الأرض عشان تجهزيينا لما الناس نفسهم هم اللى نهشوا عرضى عشان ببات فى شغلى
بعد كل ده ولسة بتقولى الناس
الناس هيعملولك ايه لما واحد من الديانة يشتكيكى بشيك من اللى انتى ماضياهم على نفسك وتدخلى السچن هعمل ايه وقتها انا والولايا اللى جوا دول
اڼهارت الأم وسقطت على الأرض باكية ركعت هدى بجانبها
ياماما انا مش بقولك كدة عشان تعيطى انا بقولك الكلام ده عشان تعرفى انتى واقفة فين بالظبط إحنا محتاجنلك بجد لازم تمسكى نفسك وتفضلى واقفة فى وسطتنا اللى اتجوزوا فينا واحدة منهم جوزها مسافر ومبيجيش غير شهر واحد فى السنة والتانية جوزها انسان ژبالة وجوازها على كف عفريت وأنا واديكى عارفة حالى وهيام عايزة مصاريف من ڼار عشان تكمل كلية الألسن بتاعتها والتانية عايزة كلبشات وتتكلبش بيها لاسعة وخيالها واسع هنضيع من غيرك ياماما
سيبيلى انا موضوع الفلوس كل اللى هيجيلى هبعتهولك كل شهر تصرفى وتسدى دينك واللى يفضل ابدأى جهزى هيام بس سيبك من الناس وخلينا ندور على مصلحتنا
ارتمت الأم فى أحضان ابنتها ولم يتوقفا الاثنان عن البكاء إلا من الإعياء الذى اصابهما
ارتمت هدى على سريرها وامسكت بهاتفها ارسلت له رسالة من أربع كلمات فقط
أنا موافقة اسافر معاك
أنا موافقة اسافر معاك
رد عليها برسالة هو الأخر
بكرة هاتى معاكى اوراقك الرسمية وصور خاصة عشان الفيزا والباسبور
ولم ترد فقط قرأت الرسالة ووضعت الهاتف أمامها وأعادت رأسها
للخلف لماذا تخاف من الغد ضهل لأنه جديد عليها أم لأنها تعودت على الصدمات فمن الطبيعى وجود صدمة أخرى غدا
بعد نصف ساعة صدع تييليفونها بتنبيه الرسائل مرة أخرى
بطلى تفكير ياهدى نامى وارتاحى احسن
ابتسمت هو يتذاكى عليها فمن الطبيعى أنها تفكر تسهر ليلها تفكيرا فى أمس واليوم وقلقا من الغد
لكن رغم علمها بذلك إلا أن رسالته تمس شيئا فى قلبها وتسعدها حقا
أغمضت عينيها وذهبت فى ثبات عميق من ارهاق اليوم من اوله وحاولت أن تحلم بالجيد فى مستقبلها لا السئ منه
خرجت هدى من بيتها فى طريقها للمستشفى رغم تنبيه والدتها ونظرات الناس التى تلاحقها منهم الموافق على ما فعلت ومنهم اللائم
لكن لديها إحساس بأن شئ جديد ولد بداخلها شئ لا تعلمه تركيبة غريبة من الحرية والانطلاق والتفائل والأمل شئ جعلها مختلفة مختلفة فى نظرتها وابتسامتها حتى كلامها شئ أضاف لوجهها نضارة أكثر ولنظرهها بريق خاص
وهذا كله لاحظه خالد من أول نظرة ألقاها عليها واحقاقا للحق كل هذا أضاف لها جاذبية جديدة لم يعهدها بها رغم أنها بالفعل كانت مٹيرة بالنسبة له لكن ما حدث أضاف لها نكهة جديدة
تم التصريح من الأطباء بخروج الأمير من المستشفى من أجل تجربة المكوث فى المنزل لفترة قبل سفره ليتطمئنوا على صحته وقدرته على التعايش واكمال علاجه بعيدا عن المستشفى لكن بالطبع اوصوا بوجود ممرضة متخصصة تتابع ادويته وصحته جيدا
وبالطبع كانت هدى هى الاختيار فعجل خالد من إنهاء أوراق استقالتها من المستشفى أما عن العمل الحكومى فهى فعلا فى إجازة رسمية منذ أكثر من شهر
لم تمانع هدى فى
ذلك ولم تخبر أحدا باستقالتها بل تعاملت على أنها ما زالت فى المستشفى تذهب وتعود فى المواعيد التى اعتادت عليها لمدة أسبوع
كان الاتصال المباشر كان بينها وبين الأمير فقط أما خالد فقد تجنبها معظم الوقت غير أوقات الاطمئنان على والده فقط غريب أمره هذا الفتى
وفى يوم وجدت الخادم يناديها واخبرها أنه يريدها فى مكتبه فاتجهت إليه وجدته جالسا على مكتبه يقرأ فى بعض الأوراق طرقت الباب فأشار لها بالدخول والجلوس أمامه ففعلت
مد يده لها بظرف فتحته لتجد أوراق سفرها كاملة
جاهزة
لايه
للسفر
امتى
بعد بكرة الضهر
بسرعة كدة
اها هترجعى بيتك دلوقتى هتقضى بقية انهارضة وبكرة كمان مع اهلك العربية هتكون قدام باب بيتك يوم الاتنين الساعة عشرة الصبح تكونى جاهزة وقتها ومستنية على الباب
أشار بجانب الباب وهو يقول
الحاجات دى ليكى
التفتت هدى لتجد شنطة ضخمة مستقرة بجانب الباب
إيه دى
دى هدوم جديدة ليكى
حضرتك شايفنى ضايعة اوى كدة ومحتاجة هدوم جديدة شكرا انا عندى هدوم الحمد لله
دى مش عشانك اوى يعنى دى عشان شكلك العام يكون لطيف أو بمعنى أصح دى هدوم تشبه
اللى بيتلبس هناك عشان انتى هتكونى معاه فى كل مكان هيروحه فلازم يكون شكلك لطيف
قام من
مكانه واقترب منه بمسافة معينة وقال
فى عربية تحت هتوصلك لحد موقف بلدكم لو عايزاها توصلك لحد باب بيتك انتى حرة السواق معاه أمر يوديكى مكان ما انتى عايزة
قامت هدى واتجهت للغرفة المخصصة لها غيرت ملابسها ثم اتجهت خارجة بدون اى كلام استقلت السيارةوطلبت منه يوصلها حتى موقف السيارات لتركب من هناك
قضت آخر ساعاتها فى منزلها بين مؤيد للسفر ومعارض له فرح من أخواتها البنات أجمع بسفرها هذا ما شجع والدتها على الموافقة والترحيب به أما الھجمة المضادة كانت ممن حولهم جميعا أقارب وجيران لكن بالطبع كل هذا لا يؤثر بأى شكل من الأشكال على قرارها
وجاء موعد سفرها كانت جاهزة فى الموعد المحدد وبعد موجة من السلام والبكاء من أخواتها ووالدتها استقلت السيارة وانطلقت بها
وصلت لباب العمارة فعلا وجدت الجميع فى حالة استعداد الخدم يحملون الحقائب للسيارات
بعدها بدقائق نزل الأمير ويصاحبه خالد وركبوا سيارة أخرى بعدما أشار لها لتبقى مكانها
بعدها تحركت السيارات باتجاه المطار
السؤال الذى بدر على عقل هدى فى هذه اللحظة أين الزوجة المتكبرة من كل ذلك ولكنها نفضت ذلك عن عقلها ذلك لأنه ليس من شأنها
المفاجأة أنه ما كانت تنتظرهم هى طائرة خاصة علمت بعد ذلك أنها تخص العائلة بالكامل ومخصصة للسفرات البعيدة
كانت هذه اول مرة تستقل فيها طائرة وخاصة أيضا كانت كالجناح الرئاسى الذى نراه فى التليفزيون
كانت هدى سعيدة بما تختبره لأول مرة فقد كانت دائما تحلم بالحرية والسفر ككل فتاة
وصلت الطائرة للأرض المباركة كانت تنتظرهم أسطول من السيارات الفاخرة الأخرى وكما الحال فى مصر استقلت هدى سيارة وحدها الغريب أن الطريق استغرق أكثر من أربع ساعات حتى الآن هى لم تعلم اين هى الآن وإلى أين تتجه فهى تتحرك معهم كالماريونيت وفق اشارتهم
هدأت السيارات من سرعتها حاولت
تتبين ما هو خارج السيارة وجدت سور عالى جدا وبوابة هائلة من الحديد تفتح للسيارات
متابعة القراءة