قصه جديده بقلم الكاتبة شهد محمد جادالله
المحتويات
ترمي
قصدك إيه يا رهف
اجابته بنظرات قوية ثابتة
قصدي انت عارفه كويس وياريت تمشي وكفاية فضايح لغاية كده
زاغت نظراته وجز على نواجذه ثم قال من تحت انفاسه الغاضبة
على العموم خالتي هي اللي بعتاني علشان لازم تسافر البلد وتلفونك مقفول ومش عارفه توصلك
جعدت حاجبيها واستطردت قائلة بعدم ثقة
انا سيباها مع شيري ومجبتش سيرة سفر
أجابها ونظراته الحاقدة لم تفارق موضع نضال
يامن ضربوا عليه ڼار وحالته خطېرة ولازم اخدها اوديها هناك علشان تبقى جنبه
شهقت هي بفزع وقالت متعجلة بعدما استشفت صدق حديثه
يا خبر طب يلا نجيب شريف ونروحلها علطول
عن اذنك يا دكتور.
رد نضال بتنهيدة متقطعة
طبعا اتفضلي يا بشمهندسة وهبقى اكلمك اطمن عليه.
هزت رأسها وهرولت مسرعة لتجلب ابنها هاتفة بأسم الأخر
يلا يا حسن
بينما هو كان بنيته أن ينقض عليه ويفتك به من شدة غيرته ولكن حين تناهى إلى مسامعه اسمه منها من جديد عرض عن الفكرة وكل ما كان يشغله أن يهرول خلفها ولكن بعد أن رشق نضال بنظرة مغتاظة حاقدة تنم عن تلك النيران التي انشبها بداخله ولكن الأخر كعادته أخذ الأمر بكل ثبات إنفعالي وبنظرات ثابتة ظنها الأخر متحدية زادت من سعير نيرانه المتأججة.
هو ايه اللي حوصل
أجابتها الطبيبة بعملية وببسمة هادئة
كنت غميانه يا جمر
هزت رأسها ثم نفضت الغطاء عنها وهبت مغمغمة بملامح حزينة متهدلة والقلق والحسړة تفتك بها
حامد أنا لازمنا اطمن عليه زمناته خرچ من اوضة العمليات
منعتها الطبيبة قائلة وهي تجلسها مرة أخرى
اطمني يا جمر حامد هيبجى زين وتنه خارچ والدكتور جال أن الړصاصة ما مچاتش في أعضاء حيوية وحالته لحد كبير مستقرة
من صوحك يا حكيمة
لتؤكد الطبيبة قائلة
من صوحي يا جمر وهو كلها كام ساعة وينجلوه اوضة عادية وهتجدري تطمني عليه بنفسك و تبشريه
تهللت أسارير قمر وكسرت بسمة باهتة وجوم وجهها ولكن تردد صدى كلمتها الأخيرة بأذنها لتتساءل بريبة
ابشره بإيه
وهنا اخبرتها الطبية بيقين مؤكد بعدما قامت باكتشاف الأمر عند إغمائها
مبارك يا جمر أنت حبلة
ايه بينك وبينه
قالها هو منفعل وهو يجلس بجوارها في السيارة اثناء قيادتها في طريق المنزل.
زفرت هي انفاسها واجابته بإقتضاب دون أن تمنحه نظرة واحدة
شغل!
كرر جملتها بنبرة منفعلة للغاية وملامحه تنم ڠضب عظيم...
لتزفر من جديد حانقة وتدير رأسها لصغيرها المنكمش بمقعد السيارة قائلة
شريف حط السماعات بتاعتك يا حبيبي واسمع الاغاني اللي بتحبها
اومأ الصغير بطاعة وعينه لا تفارق ظهر والده پذعر ظهر جلي على تقاسيمه حين أخرج سماعات اذنه واوصلها بجهازه وانصاع لها لتطمئنه رهف بعيناها من المرآة الأمامية التي علقت عينه مصادفة عليها وتخبره بنظراتها أن كل شيء سيكون على مايرام.
في حين أن ابيه لم يكن يشغله كل ذلك واستأنف صراخه بها
شغل ايه اللي بينك وبينه وبعدين حتى لو شغل مش في النوادي يا هانم
ممكن تتكلم بطريقة احسن من دي وراعي أن الولد معانا وخاېف من صوتك
لم يهتم بحرف مما نطقت به بل تعالى صوت صراخه أكثر
انا بقولك ايه وانت بتقوليلي ايه انا عايز افهم شغل ايه ده اللي بينك وبينه ومخليه بيتكلم بثقة كده ويقولك هكلمك اطمن عليه يعني معنى كده انك عطياله كمان رقم تليفونك
وهنا لم تتحمل طريقته التي لم تتغير وتذكرها بخنوع رهف القديمة لذلك قالت بشراسة قتالية
انت بأي حق بتحاسبني وبتتهمني...انا مبقتش مراتك واللي بينا هما ولادك وبس متديش نفسك حجم اكبر من حجمك في حياتي.
برر هو بعجرفة دون أن يعير شيء أي أهمية
غير تلك الغيرة التي تتأكل قلبه
ماهو علشان خاطر
انك أم ولادي أنا بحاسبك وبصراحة بقى موضوع شغلك ده مش داخل دماغي وشايف ولادك أهم ومن حقهم تتفرغي ليهم ده لو عايزة مخدهمش منك
اوقفت سيارتها أمام البناية فور وصولهم وأمرت الصغير بحركة من يدها أن يسبقها للداخل وحين فعل تنهدت تنهيدة مثقلة بالكثير وقالت وهي تنظر له نظرة مطولة مؤنبة مفعمة بالخذلان والخزي التي ذاقتهم على يده
تاخدهم مني ! تاني هترجع تساومني وتلوي دراعي بيهم أنت هتفضل زي ما أنت عمرك ما هتتغير
نكس رأسه وابتلع غصته قائلا بتراجع كي يلاحق زلفة لسانه وتسرعه
لأ اتغيرت وبعدك عني علمني كتير بس ڠصب عني يا رهف أنا قولت كده من حړقتي أنا ھموت لو شوفتك مع حد غيري
غيرك...مش ده الحق اللي أنت عطيته لنفسك قبل كده!
غامت عينه بالندم وقال راجيا بعدما أزاح حدته وعجرفته جانبا
رهف أنا ندمت وحياة ولادي ندمت وطلقتها ولسة عندي أمل تسامحيني أنا لسة بحبك
نفت برأسها بعدم اقتناع وردت بصمود وقناعات أصبحت راسخة بها بعد نكبتها
مشكلتي معاك مكنتش هي وبس...واظن مش محتاج إني اقولك نفس الكلام
متابعة القراءة