قصه جديده بقلم الكاتبة شهد محمد جادالله

موقع أيام نيوز


الجارفة التي تكنها له
مش مهم هنروح على فين المهم أننا نبقى مع بعض 
تنهد تنهيدة مسهدة وأتسعت بسمته وهو يشملها بأهتمام وفيض عيناه وكم تمنى حينها أن يبوح بما يختلج بقلبه لها ولكنه منع ذاته فلن يصرح ويعطي ذلك الوعد الصريح منه إلا إذا كان جدير به وفي استطاعته مجابهته والتصدي لكافة عقباته بينما هي كانت تشعر بحالة من السلام النفسي غير عادية فلولا محادثة شهد لها بالأمس وحديثها عن مخاوفه وتلك القناعات الراسخة التي بها لم تكن تعلم فيما يفكر ولم تكن تشعر بتلك المعاناة التي تدور برأسه فحقا هي لا تكترث كونه لم يبوح لها بمكنون قلبه فيكفيها أنها ترى ذلك في عيناه وفي كافة أفعاله فهي تعشقه ولا سبيل لها من دونه لذلك يتوجب عليها أن تحترم تلك القناعات الراسخة بداخله فقد شعرت بموافقته الضمنية لها كي تظل بجواره وذلك كافي لها بل أكثر من كافي كي تشعر بالراحة والأمان. 

كأس يتبعه أخر حتى أصاب بحالة من الثمالة يرثى لها وكأن تلك الطريقة الوحيدة التي تلهيه كونها جعلته اغبى رجل على وجه الأرض فمنذ تلك الليلة المشؤمة وهو يكاد يجن كي يتواصل معها ولكن لم يحدث ذلك حتى صديقتها الذي اضطر أن يسايرها كي تطمأنه عنها لم تريحه بل عاملته بطريقة فظة للغاية استفزته ولكنه صمد كي لا يجعل الشبهات تحوم حوله ولكن اليوم وكعادته في الآونة الأخيرة كان يقف أمام منزلها بصورة متوارية على أمل رؤيتها والاطمئنان عنها وبالفعل حالفه الحظ ووجدها تعود برفقة الأخر وياليته لم يراها بأم عينه حينها داخل السيارة يقسم حينها كان سينقض عليه وهو يظن أنه يتودد لها و يرغمها على ذلك ولكن لصډمته حين أمعن النظر داخل السيارة وجدها هي راضية مما جعل شيطانين الأرض جميعا تتراقص أمام عينه وهو يدرك انها كانت تتلاعب به لذلك حاك شيطانه برأسه خطة جهنمية سوف تطيح بعدوه اللدود وتجعلها تأتي تحت قدمه كي يرضى بها بعد أن يتخلى عنها الأخر.
خير يا صاحبي في أيه جيبني على ملا وشي ليه
قالها فايز وهو يجاوره
على أحد المقاعد العالية التابعة لذلك البار العريض بأحد الأماكن الليلية التي يجتمعون بها زفر طارق حانقا وأخبره بشړ
عايز منك خدمة
أجابه فايز برحابة
أنت تأمر يا طارق قولي عايز أيه
هقولك بس الأول عايزك تراقبلي ميرال وتعرفلي مصاحبة مين وايه أراره
استغرب فايز وقال متهكما
ميرال إشمعنا أنت حنيت ليها ولا ايه
نفى طارق برأسه وأخبره بعيون قاتمة تقطر بالخبث
لأ... بس في دين قديم ولازم يسد وميرال هي حلقة الوصل اللي هتقضي على نادين الراوي
الثاني والعشرون
المرأة التي تسرق عقل الرجل أذكى من التي تسرق قلبه لأن الرجل لديه ألف قلب وعقل واحد
ديستوفيسكي.
بعد مرور اسبوعين
كان هو بحالة يرثى لها فبعد ذلك اليوم المشؤوم الذي باته بالحبس وهو يتوافد عليه الكوابيس المرعبة كل ليلة وقد ساءت نفسيته لدرجة كبيرة
وخاصة كونه لم يستطيع بشتى الطرق أن يجدها بعد ما حدث ولا يعلم شيء عن ابنائه مما جعله يكاد يفقد صوابه ويشعر أن شيء كبير ينقصه ورغم أن الأخرى تحاول أن تحتل تركيزه بشتى الطرق إلا انه يشعر بفتور غريب نحوها حقا يستغرب ذاته فمن كانت سابقا لا يلق لها بال ولم يهتم بها يوم أصبحت هي محور أفكاره الآن فقد أصبح لايفعل شيء سوى التفكير بها وكيف أصبحت بعد خسارتها ورغم أنه يحمل سخط عظيم تجاهها كونها صعدت الأمر ولكنه يكاد يجن ويطمئن عليها وعلى أطفاله ولكن كعادته تدخل شيطانه وبرر له انها تثير أعصابه وتثأر لكبريائها لا أكثر بفعلتها وسوف تعود وحينها سيتمكن من التأثير عليها فمازال يكمن بداخله هاجس كونها لا تستطيع العيش دونه وسوف تتفهم اعذاره ككل مرة وتعود إليه وحتى أنه توقع انها ستتنازل عن ذلك البلاغ اللعېن الذي سيتسبب في مقاضاته. حقا التفكير كان ينهكه بشدة لدرجة انه أهمل عمله و جعل أحد العاملين ينوب عنه في كل شيء على أمل أن يجدها ويضع حل لمعضتله معها
ولكن إلى الآن لم يحدث ذلك مما جعله في مزاج عكر طوال الوقت وتثور ثائرته من أقل شيء وبالطبع الأمر لم يعجبها بتاتا لذلك اعترضت قائلة وهي تقف أمامه 
هو أنت هتفضل في الحال ده لأمتى إن شاء الله أنا زهقت
أجابها بنفاذ صبر وهو يطفأ سيجارته التي لا يعلم عددها لليوم بالمنفضة
ابعدي عني يا منار أنا مش ناقصك
لوحت بيدها وردت متهكمة
كل ده بسبب المسهوكة بتاعتك أيه يعني لما أختفت شوية هي بتعمل كده علشان تغيظك شوية وهترجع دي حركات ستات بايخة وأنا عارفاها
تنهد بضيق وأجابها بثبات حاول أن يتقمصه وثقة ليست ابدا بمحلها
عارف أنها هترجع هي أجبن من أنها تهرب بولادي...هي بس بتكدني علشان كنت سبب في خسارة اللي في بطنها بس ملحوقة هتروح مني فين مسيرها ترجع
لوحت بيدها وقالت باستخفاف مقيت
يوووه
 

تم نسخ الرابط