المنديل
المحتويات
بطاعة عندما إستمع لهمس تلك التي مازالت تجلس مكانها على الأرض
_ أنا لسه محاسبتكش على لمسك ليا على فكرة.
رسم على ثغره إبتسامة ساحرة وهمس بدوره
_ هسيبك تحاسبيني زي مانت عايزة بس لما تبقي ليا يا روحي!
علقت الكلمات بحنجرتها بسبب ذلك الذي أحرجها بكلماته وغادر مع والده بعد أن غمز لها بنفس إبتسامته الساحرة تلك. حاولت محوها منعقلها وإقتربت من الفتيات اللواتي إجتمعن معا يفكرن فيما سيفعلنه إلى حين موعد تناول العشاء.
تساءل عبد الرحمان وهو يجول بنظره حول الجميع فأجابه عدي قائلا
_ في اوضته مش عايز ينزل لانه لسه زعلان على صاحبه الي اتوفى.
هز رأسه بتفهم ثم خاطب رسلان بأمر
_ روح ناديله يا رسلان.
حاول الإعتراض لكن أكرم وكزه بخفة وأشار له بعينيه ليطيع أمره. إتجه إلى الداخل ووقف في البهو يستمع إلى صړاخ الفتيات السعيدات أوربما الشامتات بهم لظنهن أنهم طردوا من قصرهم بسببهن. إنتظر لثوان قبل أن تلاحظه إحدى الخادمات وتقترب منه متسائلة عن سببوجوده
أومأ برأسه قائلا بلباقة
_ ايوه ممكن تروحي لأمجد فوق وتقوليله يجي هنا لو سمحت
_ حاضر.
إبتعدت عنه لتلبية طلبه فوقف ينتظرها مكانه لكنه فوجئ ببدور تظهر أمامه بعد ثوان. ظن أنها تريد محادثته بشيء ما لكنه رفع حاجبيهبتعجب وهو يراها ترمقه بغيظ من صراخه عليها قبل قليل ثم تشيح بوجهها وتختفي عن أنظاره ثانية.
عقد حاجبيه بحيرة من تصرفاتها الغريبة نظر إليها بتعجب حين مدت له يدها بالحقيبة لكنه فهم مرادها حين تمتمت
نظر إلى كفه الذي كان ېنزف حقا منذ كسره للكأس ثم حول بصره إليها وجاهد لمنع إبتسامته من الظهور وهو يلتقط منها الحقيبة قائلا
_ شكرا.
أشاحت بوجهها متظاهرة بأنها لا تزال غاضبة منه رغم دقات قلبها التي لا تدري سبب تسارعها نظرت إليه من طرف عينها وهو يعقم جرحهويضمده لكنها لاحظت نصف إبتسامة صادقة ترتسم على شفتيه. إبتسمت هي الأخرى وإلتفتت إليه هاتفة بعفوية
لاحظ مراقبتها له فمحى إبتسامته سريعا وعاد البرود يغلف وجهه وهو يواصل تضميد جرحه. تضايقت من ذلك وصاحت
_ هو انت مش بتحب تبتسم قدام حد ليه
أجاب ببرود وقد إنتهى مما كان يفعله
_ انت عارفة ليه ..
طالعته بحزن ثم إقتربت منه وأمسكت بيده التي كانت ټنزف قائلة
_ مهما كان السبب قوي الدنيا دي مبتستهلش نزعل عشانها ..
_ طول مانت عايش لازم تبتسم ..
واصل هو إتخاذ الصمت جوابا فصاحت بغيظ طفولي
_ انت عارف انك لو مبتسمتش النهاردة انا هعمل ايه
طالعها بإستفهام وترقب فتابعت بنبرة بدت له مضحكة
_ هعيط.
أشاح بوجهه عنها فأخفضت رأسها بيأس دون أن تدرك أنه الآن يبتسم على طفولتها وبشدة. رسم البرود على ملامحه ثانية عندما إلتفتإليها في اللحظة التي ظهر فيها أمجد وإقترب منهما بملامح حزينة.
إنتبهت بدور عليه فحضنته عند وصوله إليها وقالت محاولة التخفيف عنه
_ متزعلش يا جوجو هو دلوقتي في مكان احسن وعايزك تدعيله مش تزعل عليه!
جاهد لرسم إبتسامة صغيرة على شفتيه متمتما
_ ربنا يرحمه.
ثم حاول تغيير الموضوع قائلا
_ عملت ايه النهاردة
أجابت بهمس
_ كنت هتكلم مع ملاك بس
تغيرت نظرته الحزينة إلى الإهتمام وقال بلهفة
_ بس ايه
طالعته بنظرات غريبة قبل أن ټنفجر في الضحك فجأة. عقد أمجد حاجبيه بإستغراب وتمتم
_ بتضحكي ليه
أجابت بخبث
_ مش ملاحظ انك من أول ما جبت في سيرتها نسيت صاحبك وبقيت ملهوف عليها
إبتلع ريقه بإحراج وقال
_ لا مش كده انا بس
_ انت معجب بيها صح
نظر إليها بحيرة ثم تنهد قائلا
_ معرفش بس أنا حاسس اني مهتم بيها اوي عايز اعرف عنها كل حاجة أنا متأكد ان ورا وحدتها دي حكاية وعايز اعرفها ..
مطت شفتيها بتفكير وقالت
_ انا برضه حاسة بكده .. لما دينا اتكلمت معاها وحاولت تصاحبها قالتلها انها مش عايزة صحاب ومعتقدش ان في إنسان عادي هيرفضيبقى عنده صحاب من غير سبب.
_ هنعمل ايه طيب احنا لازم نساعدها تبقى ..
_ روح اتقدملها.
رفع حاجبيه بتعجب وردد
_ اتقدملها
أومأت بتأكيد قائلة
_ يب انت معجب بيها متنكرش ممكن لو وافقت عليك هتقدر تصاحبها وتعرف هي ليه مش بتحب تصاحب.
_ هفكر
كان كل ذلك الحديث يدور أمام رسلان الذي كان يركز بأنظاره على بدور لم تكن فاتنة أو ساحرة الجمال مجرد فتاة عادية لكنها محبوبةبأفعالها وتصرفاتها ذكائها أو غبائها أحيانا مرحها وإبتسامتها التي ترتسم على ثغرها دائما محاولاتها في إسعاد غيرها .. ربما لديهابعض العيوب لكنها مناسبة لأن تكون فتاة أحلام أحدهم ..
مهلا لحظة! ما هذا الذي يفكر فيه
نفض تلك الأفكار من رأسه ثم تنحنح حتى ينتبها له وقال مخاطبا أمجد
_ يلا يا أمجد جدو بيستنانا برا.
_ يلا ..
كان يسير حول المسبح بالفناء الخلفي بصمت وإبنه يقف بالقرب منه ينتظر منه المبادرة بالحديث إستدار إليه أخيرا بعد بضع دقائق قائلاوهو يضيق عينيه بشك
_ مين دي الي كانت بتمثل انها وقعت من السلم وايه علاقتك بيها يا يامن
إبتلع ريقه ثم حك رأسه وهو يلوي شفتيه بتردد من الإجابة تطلع إلى والده الذي كان يضع يديه خلف ظهره وينظر إليه بترقب فتنهد مجيباوهو يخفض رأسه
_ إسمها دينا ..
رفع رأسه إليه ثانية عندما لم يتلقى أي رد فعل من والده فأكمل
_ هي ساكنة هنا جنبنا إنتقلت من فترة قصيرة مع عيلة أمها.
إنتهى من كلامه وهو يشير بإصبعه بإتجاه منزلها هز أحمد رأسه بصمت منتظرا مواصلة إبنه لحديثه. وضع يامن كفه على مؤخرة عنقهوأخفض رأسه متفاديا النظر إليه دون أن يضيف كلمة أخرى.
زفر الآخر بنفاذ صبر ثم صاح
_ مقولتليش ايه علاقتك بيها وليه كنت خاېف عليها اوي ومنعت عدي من انه يشيلها
أجابه وهو يلعب بحصى صغيرة وجدها على الأرض برجله دون أن يرفع رأسه
_ بحبها ..
رفع أحمد حاجببه بدهشة ثم تساءل
_ من امتى
_ من وانا عندي عشرة سنين.
_ وانت شوفتها فين أصلا
توقف عن اللعب بالحصى لكنه ظل ينظر إليها بشرود إنتبه أحمد إلى تلك الإبتسامة اللطيفة التي إرتسمت على شفتيه فإبتسم هو الآخروإقترب منه حتى توقف أمامه وضع يده على رأسه وبعثره ليفيق يامن من شروده ثم قال بنبرة حانية
_ بتحب من وانت عندك عشرة سنين ومخبي على أبوك ناوي تحكيلي امتى طيب
رفع رأسه إليه ثم أجاب
_ هحكيلك دلوقتي بس بشرط ..
رفع حاجبيه بإستنكار فتابع يامن سريعا
_ أنا عايزك تخطبهالي!
تظاهر أحمد بالتفكير ثم إبتسم قائلا
_ موافق يلا احكي ..
ضيق عينيه وهو
متابعة القراءة