المنديل
المحتويات
موافق أنا واثق انك هتاخد بالك منها .
أومأ رسلان مؤكدا على كلامه قبل أن يعم الصمت بينهما لفترة قصيرة تذكر رسلان خلالها ما جاء لأجله فإعتدل في جلسته وتنحنح قبل أنيبدأ الحديث
_ أنا كنت جاي عشان اقولك على حاجة مهمة .
أصغى أكرم إليه بإنتباه فأردف رسلان بهدوء
_ انت فاكر لما بدور قالت انها شافت ماما واحنا مصدقناش
_ هي فعلا شافتها بس مش ماما
عقد أكرم حاجبيه متمتما
_ مش فاهم .
أخذ رسلان نفسا عميقا قبل أن يسترسل
_ هي شافت واحدة تانية بس كانت شبه ماما اوي لدرجة انني كنت هصدق انها هي فعلا بس لما سألت عنها عرفت انها واحدة تانية بسليها علاقة بموضوع طلاقك من ماما وأنا وأمجد وبدور روحنالها النهاردة واتكلمنا معاها .
_ ليها علاقة ازاي وايه الي حصل لما شفتوها
_ هقولك ..
عودة بالذاكرة
جلس الثلاثة بغرفة الجلوس في الفيلا التي تعود إلى تلك السيدة بعد أن أخبرها رسلان بأنهم يحتاجون إلى الحديث معها في أمر مهموأجبر أمجد بدور على إلتزام الصمت بعد أن أقنعها وهو يهمس لها بأنها ليست ليليا كما تظن .
قالتها تلك السيدة التي تشبه ليليا إلى حد كبير والتي تدعى شادية فنفى رسلان برأسه مجيبا
_ لا شكرا احنا أصلا مش هنطول ..
نظرت إلى الثلاثة بتفحص ثم جلست أمامهم متسائلة بفضول
_ طب اتفضلوا .. عايزين مني ايه
أخرج رسلان هاتفه وعبث به قليلا قبل أن يجعل شاشته التي ظهرت عليها صورة فادي بمواجهتها وقال
أمسكت شادية بهاتفه وتمعنت النظر في الصورة ثم أعادته إليه وهي تنفي برأسها مردفة
_ لا معرفوش ..
لاحظ رسلان رعشة يدها وهي تعيد إليه هاتفه فإبتسم ساخرا لكنه لم يعلق .. سكت قليلا وهو ينقل نظره إلى أمجد ثم إلى بدور التي كانتفي عالم آخر وهي تحدق بشادية بطريقة مريبة جعلت هذه الأخيرة تبتلع ريقها بتوتر .
_ بصراحة كده أنا دورت وراك قبل ما اجيلك وعرفت انك كنت بتشتغلي خدامة .. بس فجأة وفي يوم وليلة لقيت شغلانة حلوة وسبحان اللهبرضه في نفس اليوم بقى عندك فلوس وانتقلت من الشقة الصغيرة الي كنت عايشة فيها مع جوزك قبل ما ېموت للفيلا دي .
_ يا ترى الفلوس الي غيرت حالتك المادية جاتلك منين
إبتلعت ريقها ثانية وهي ترى نظراته الحادة المصوبة نحوها فحاولت تصنع الڠضب حين صاحت
_ انت جاي لحد بيتي عشان تسألني جبت فلوسي منين
أومأ برأسه ببرود وعاد ليوجه شاشة هاتفه إليها قائلا
_ أنا بس عايز اتأكد انك مخدتيهاش من الراجل ده مقابل انك تنتحلي شخصية أخته الي كانت شبهك اوي وتعملي الي هو قالك عليه وهوانك تتكلمي مع جوزها بشخصيتها وتقوليله انك اتجوزتيه عشان ټنتقمي لاخوك منه وانك عمرك ما حبيتيه وبعدها تقابليه مرة تانية وتقوليلهان بنته ماټت .
رفع حاجبيه في نهاية كلامه وأردف تحت صډمتها والتي لم تقل عن صدمة بدور
_ مش هو ده الي حصل والا أنا غلطان عاد إلى القصر بعد نصف يوم قضاه في المستشفى لإخراج الړصاصة من ذراعه ثم تضميدهلكنه تفاجأ عند دخوله بسيف وهو يجلس أمام الباب الرئيسي ينتظر قدومه .. إقترب منه ياسر قائلا بتعجب
_ انت بتعمل ايه هنا
أجابه سيف بإبتسامة صغيرة
_ كنت بستناك يا عمو مش انت قولتلي استناني هنا ولما ارجع هنتعرف
إبتسم ياسر تلقائيا وأجاب
_ ايوة وعلى فكرة انت ممكن تناديني ياسر على طول بلاش عمو دي .
_ حاضر .
قالها سيف ببسمة لطيفة ثم أشار إلى المقاعد الموجودة بالحديقة قائلا
_ هو احنا ممكن نقعد هناك
أومأ ياسر برأسه وإتجه ناحية المقاعد وهتف وهو يشير لسيف بأن يتبعه
_ طبعا تعالى ..
تبعه سيف بحماس وجلس بجواره ثم تساءل سريعا مشيرا إلى ذراعه المصاپة
_ هي بټوجعك
أجابه ياسر بصراحة
_ ايوة بتوجعني اوي بس أنا بتحمل عادي ..
_ عايز ټعيط
تفاجأ ياسر من سؤال سيف الغريب وتمتم بإستغراب
_ لا ليه
أجابه سيف وهو يلوي شفته السفلى بحركة بدت للآخر ظريفة
_ لاني ببقى عايز اعيط لما تبقى في حاجة في جسمي واجعاني بس مقدرش عشان كله بيقول ان الرجالة مش بټعيط وأنا عايز ابقى راجل.
رفع ياسر حاجبيه بدهشة بينما إسترسل سيف بإبتسامة صغيرة
_ بس رحمة بتقول انه منطق غلط لأن الكتمان مينفعش بس احنا مجتمع مريض بنحاول نصعب كل حاجة على نفسنا مع ان الدنيا بسيطة!
إزدادت دهشة ياسر من الكلام الذي يسمعه لأول مرة من طفل صغير والذي لم يفكر فيه سابقا لكن إسم رحمة الذي أدرجه هذا الصغيرلفت إنتباهه فتساءل بإستغراب
_ رحمة مين
_ أختي .
تساءل ياسر بتعجب عندما إستوعب جواب سيف
_ يعني انت ابن كريمة
أومأ سيف برأسه بإبتسامة كبيرة مردفا
_ عارف أنا بحب ماما اوي رغم انها بتعاملني ساعات كأني لسه صغير بس حاسس اني مش هعرف اعيش من غيرها .
_ اشمعنى
_ لأنها دايما بتحاول تديني كل حاجة أنا نفسي فيها عشان مبقاش أقل من صحابي رغم اننا معندناش فلوس كتير ده غير انها طيبةوحنينة اوي ومش بس معايا لا هي كده مع الكل ..
تابع ياسر حديثه بإهتمام وهو يذكر قلقها عليه ويدها التي كانت ترتجف كثيرا عندما رأت إصابة ذراعه حتى تحولت ملامح سيف إلىالحزن فجأة وأردف
_ بس زمايلي ساعات بيتريقوا عليا ويقولولي اني ابن خدامة .. هو شغل ماما عيب يا ياسر
قال الأخيرة بنبرة قريبة للرجاء وهو ينظر إلى ياسر فشعر هذا الأخير بغصة في حلقه بسبب حديث كتلة البراءة الجالسة بجواره ونفى برأسهفواصل سيف كلامه ببسمة
_ عارف .. هما الي مش عارفين هي بطلة في نظري ازاي ماما اشتغلت هنا عشاننا وعشان نكمل دراستنا ومسمحتش لرحمة انها تشتغلوتسيب دراستها واختارت انها تتحمل مصاريفنا كلها لوحدها .
إزدادت إبتسامته فجأة وهو يختتم كلامه قائلا
_ ماما إنسانة عظيمة فعلا !
شعر ياسر بدمعة تكاد تطل من بين جفنيه والندم قد بدأ يأخذ مكانه في قلبه خاصة عندما قارن بين ما فعله هو في حياته وبين ما فعلته تلكالتي كان يعتبرها مجرد خادمة تنفذ ما يطلب منها فقط .. شعر في تلك اللحظة أن الله قد أرسل إليه هذا الصغير ليعلمه معنى الأخلاقولينبهه عما كان عليه من تكبر على الناس .
إبتسم بحزن ثم خاطب سيف قائلا
_ عارف عايز لما يبقى عندي ولد اجيب واحدة زي مامتك تربيه
متابعة القراءة