المنديل

موقع أيام نيوز


حتى قطعته بدور فجأة بقولها 
_ ممكن أعرف انت رافضة يامن ليه 
ظهرت ملامح الإعتراض على وجه دينا قبل أن تتمتم بملل 
_ وهو لازم يبقى في سبب عشان أرفض 
أجابت الثانية بغيظ 
_ آه لازم ! لما يبقى في حد متمسك بيك بالطريقة دي وانت رافضة يبقى أكيد في سبب !
قلبت دينا عينيها بضيق ثم سكتت قليلا تنظر إلى الفراغ بشرود .. رفعت بدور أحد حاجبيها بإستغراب وهمت بالسؤال عما يشغل بالها لكنهاتفاجأت بها تهمس فجأة 

_ لأني بحب حد تاني !
كان يسير بإتجاه غرفته فور عودته من العمل توقف فجأة عندما وضع يده على مقبض الباب وهم بفتحه نظر إلى باب غرفتها بطرف عينيهبنظرات غامضة وبدا أنه يفكر في شيء ما شغل تفكيره ومنعه عن الإنتباه لعدد الدقائق الي مرت وهو يقف بنفس وضعيته أمام الباب .
أفاق من شروده على يد وضعت على كتفه تلاها صوت خلفه يهتف بقلق 
_ مالك يا رسلان انت كويس 
إلتفت برأسه إلى صاحب الصوت ثم أومأ بهدوء مطمئنا إياه 
_ أنا كويس يا أمجد متقلقش .
ثم عاد ينظر أمامه بتفكير وأردف 
_ بس في حاجة شاغلة تفكيري وعايز أعملها النهاردة قبل بكرة !
رفع أمجد أحد حاجبيه بإستغراب وتساءل 
_ هي ايه 
أرخى رسلان يده من قبضة الباب وإلتفت إلى أمجد بكامل جسده متسائلا 
_ بابا فين 
_ في اوضته أعتقد .. بس في ايه يا رسلان 



إنتظر إجابته لكنه تفاجأ به يبتسم بهدوء ويتمتم وهو يبتعد عنه متجها ناحية غرفة أكرم 
_ هتعرف قريب !
رفع أمجد كتفيه بقلة ثم نزل تاركا رسلان يدخل غرفة أكرم بعد إستماعه للإذن بالدخول .. وجده يستند على ظهر فراشه ويفرد ساقيه واضعاحاسوبه على فخذيه ويبدو منهمكا في العمل أغلق الباب وإتجه ليجلس بجانبه على السرير دون أن ينطق بحرف .
رفع أكرم حاجبيه بإستغراب ونظر إليها متسائلا بإهتمام 
_ في حاجة يابني 
حك الآخر عنقه بتوتر متمتما 
_ اه .. أنا محتاج أتكلم معاك في موضوع ..
أغلق أكرم الحاسوب ووضعه على الجانب الآخر من السرير ثم إعتدل في جلسته وولاه كامل إهتمامه قائلا 
_ اتكلم .. سامعك .
حاول رسلان الحديث وحرك شفتيه محاولا إخراج الحروف من حلقه لكن الإحمرار بدأ يسيطر على وجهه مما جعل أكرم يرمقه بقلق وريبة .
أخذ نفسا عميقا ثم أسرع يقول بنبرة بدت .. محرجة 
_ أنا عايزك تجوزني بنتك !
يتبع دخلت القصر بعد عودتها من منزل دينا وهي شاردة الذهن تفكر فيما قصته عليها قبل قليل وصلت إلى قاعة الجلوس فوجدت الجميعهناك تقريبا عدا والدها ورسلان وخالد .. ألقت عليهم التحية ثم جلست بجانب أمجد بهدوء ولم تمنع نفسها من إختطاف نظرة نحو يامنفوجدته ينظر إلى الفراغ بشرود .
قوست شفتيها بحزن وبعض الشفقة وهمست 
_ أقوله ازاي أنا دلوقتي انها بتحب حد تاني 
إنتبه أمجد إليها فعقد حاجبيه بإستغراب وتساءل 
_ كنت بتقولي حاجة 
نفت برأسها بصمت لكن تعابير وجهها الحزينة لم تفته وضع كفه على وجنتها متسائلا بإصرار 
_ مالك يا بدور لو في حاجة مضايقاك ممكن تحكيلي !
أخفضت رأسها بضيق ثم رفعته وقالت بنبرة قريبة للبكاء 
_ هو احنا ليه بنتجنب الي بيحبونا والي بنحبهم بيتجنبونا ليه ميبقاش الحب متبادل بين كل اتنين وميبقاش في طرف تالت بيفضل يتوجعمن الحب ده إتسعت عيناه بدهشة من كلامها المفاجئ ودموعها التي أطلت لتتجمع في عينيها رمش بعينيه بعدم فهم ولم يعرف بما يجيب لكن دموعها التي أصبحت تنذر بالهبوط جعلته يجيب بمرح 
_ ممكن لاننا ناس بتحب تهزق وتتهزق 
طالعته بتفكير وهي تزم شفتيها ثم أومأت موافقة 
_ منطقي !
أتبعت كلمتها بتنهيدة ضيق فإستفسر أمجد بقلق 
_ مقولتيليش مالك وايه الي خلى الكلام ده يجي لبالك أصلا 
_ أنا كويسة متقلقش بس يامن ..
قطعت كلامها وهي تلقي نظرة سريعة عليه ثم تابعت 
_ انت عارف طبعا هو بيحب دينا جارتنا ازاي .. مع اني مش عارفة عرفها منين ولا حبها امتى بس كلنا عارفين انه ھيموت ويتجوزها .. بسالنهاردة لما اتكلمت معاها وسألتها هي رفضته مرتين ليه قالتلي انها بتحب حد تاني ..
رفع أمجد حاجبيه بدهشة ثم نظر إلى يامن سريعا قبل أن يعود ببصره إلى بدور التي أردفت 
_ وطلبت مني اعرف يامن بكده عشان يستسلم وميحاولش معاها تاني .. بس لما سألتها عن الشخص الي بتحبه قالتلي انه سابها من زمانومسألش عنها خالص !
رفعت عينيها إلى أمجد عندما لم تجد منه ردة فعل فوجدته يتطلع إلى يامن بحزن .. عاد ينظر إليها لثوان حتى تمتم بتساؤل 
_ لو كنت مكانها هتعملي ايه 
أجابت سريعا 
_ كنت هختار الي بيحبني طبعا !
لكنها أخفضت رأسها مردفة 
_ بس هي بتقول انها خاېفة تظلمه معاها .
لوى شفتيه بتفكير ثم همس بقلة حيلة 
_ معرفش المفروض نعمل ايه لاني مش خبير في المواضيع دي بس اعتقد ان الاحسن انك تتكلمي مع يامن وهو لو بجد متمسك بيهاوبيحبها هيتصرف .
أومأت برأسها بصمت ثم شردت قليلا قبل أن تلاحظ دخول والدها بوجه يعتليه الضيق .. وقفت بنية الحديث إليه لكنها وجدته يتجاهل الجميعويقترب من عبد الرحمان ويهمس له بشيء ما قبل أن يقف هذا الأخير ويتبعه نحو غرفة المكتب .
عقدت حاجبيها بإستغراب وترددت في الذهاب خلفه لكنها تراجعت أخيرا وجلست مكانها محاولة كتم فضولها لمعرفة ما يشغل بال والدها .
دخل الإثنان غرفة المكتب بهدوء لكنهما تفاجآ بخالد مستلقيا على الأريكة ويضع سماعات أذن ويبدو منشغلا في عالم آخر .. إنتبه إليهمافإعتدل في جلسته ونزع السماعات قائلا وهو يرى الضيق على وجه عمه 
_ انت كويس يا عمي 


جلس عبد الرحمان خلف المكتب وجلس أكرم بمقابلته دون أن يجيب .. رفع خالد أحد حاجبيه بإستغراب وهم بتكرار سؤاله لكنه سكت وهويستمع إلى عمه الذي تحدث فجأة 
_ رسلان ..
نطق بذلك ثم سكت ثانية فتساءل عبد الرحمان بقلق 
_ ماله 
_ عايز يتجوز بدور !
رفع بصره إليهما بعد إلقائه الخبر باحثا عن أي أثر للصدمة لكنه تفاجأ بخالد يعود للإستلقاء على الأريكة وهو يزفر براحة 
_ أخيرا !
حملق أكرم به بتعجب ثم صاح بنفاذ صبر 
_ أخيرا ايه بقولك رسلان عايز يتجوز بدور ! لا وكمان بيقولي انه عايزها هي ومش هيتجوز غيرها !
رفع عبد الرحمان كتفيه ببرود مستفز وقال 
_ وايه الجديد 
حول أكرم بصره إلى والده وهتف بغيظ 
_ بابا ! انت متأكد انك سامعني كويس 
_ ايوة .. قلت ان رسلان عايز بدور ومش عايز يتجوز غيرها واحنا كلنا عارفين ده !
رمش أكرم بعينيه بسرعة بعدم إستيعاب ثم ضيق عينيه متسائلا بشك 
_ عارفين ومن امتى 
أجابه خالد بدلا عنه 
_ ايوة عارفين وكلنا لاحظنا تقريبا النظرات الي بينهم حتى
 

تم نسخ الرابط