المنديل

موقع أيام نيوز


ماء !
ضحكت بدور بخفة متمتمة 
_ بصراحة أنا أصلا تخيلتكم كده ساعتها !
قالت كلماتها تلك ثم عادت تنظر إلى النيل قبل أن تتابع كلامها هامسة ببسمة صغيرة 
_ بس بصراحة حبيت المغامرة وقدرت أعرف تقريبا كل أسرار العيلة الي كانت بالنسبالي غامضة ..
تمتم أمجد بضحكة صغيرة 
_ أسرار 


أومأت بدور بتأكيد ثم أردفت بفخر 

_ وأنا عرفتهم كلهم !
وقبل أن تسمح لأمجد بالحديث كانت هي تستطرد سريعا 
_ لا استنى ! في حاجة واحدة لسه معرفتهاش !
_ هي ايه 
نظرت إلى عينيه وتساءلت بحيرة 
_ مرات عمي أحمد .. اڼتحر ت ليه 
طالعها أمجد لثوان ثم ضحك قائلا 
_ منصحكيش تعرفي لانك لو عرفت ممكن ترجعي تخافي مننا تاني !
إستفسرت بدور بفضول 
_ ليه 
نفى أمجد برأسه متمتما 
_ أنا مش هقولك اسألي حد تاني لو عايزة !
كانت تجلس لوحدها بغرفة الجلوس بعد أن صعدت دينا إلى غرفتها لتحضر هاتفها عندما وجدت رجلا عجوزا يدخل البيت فجأة فنظرت إليهبإستغراب وتساءلت فور وقوع نظره عليها 
_ انت مين 
طالعها رشاد _ جدها _ باستغراب وقال 
_ انت مين ايه يا هناء هو انت بقيت بتعرفي تهزري 
توقعت هناء أنه أحد أقاربها لمعرفته إسمها فأجابت وهي تنفي برأسها 


_ أنا مش بهزر أنا بجد مش فاكراك لاني فقدت الذاكرة .
طالعها رشاد پصدمة سرعان ما تحولت إلى الملل هاتفا 
_ في ايه يا بنتي هو انا اسيبك يومين ارجع الاقيك اتعلمت الهزار البايخ 
نزلت دينا في ذلك الوقت وإستمعت إلى جملته الأخيرة فقالت بتوتر 
_ ااء جدو ! هناء فقدت الذاكرة فعلا !
إلتفت رشاد إلى دينا مطالعا إياها پصدمة في نفس الوقت الذي ظهر فيه عامر من خلفها متقدما من والده وتحدث بهدوء 
_ تعال فوق يا بابا وأنا هشرحلك ..
حول رشاد أنظاره إلى عامر والذي سحبه من ذراعه ليصعد إلى غرفته في الأعلى وفور وصولهم صاح رشاد بقلق 
_ احكيلي يا عامر حصل ايه في غيابي 
أجبره عامر على الجلوس على سريره ثم تنهد قبل أن يبدأ الحديث 
_ هناء استغفلتني وقررت انها تكمل انتقا مها من وائل وراحت لحد فيلته .. مش عارف كانت ناوية على ايه بس الي عرفته بعدين انه قدرياخد منها .. عذريتها 
قال الأخيرة بصعوبة غير غافل عن أعين والده المتسعة من الصدمة لكنه إسترسل كلامه قائلا 
_ بس في ست طيبة شافتهم وهما داخلين للفيلا وحاولت تلحقها وأخدتها عندها ولما هناء فاقت حاولت تنت حر ونطت من الدور الأول بسالحمدلله وقعت على كومة ورق شجر بس دماغها ضړبت في حاجة صلبة تقريبا عشان كده فقدت الذاكرة ..
زفر عامر في نهاية كلامه بعد أن كان يشعر بغصة في حلقه أثناء حديثه .. رفع رأسه إلى والده ليجد ملامح الڠضب تغلف وجهه متمتما 
_ يعني مش مكفيه انه السبب في مو ت بنتي وكمان ضيع شرف حفيدتي 
حاول عامر تهدئته قائلا 



_ هنشوف الموضوع ده بعدين يا بابا احنا دلوقتي لازم نلاقي حل للي حصل لهناء .
سكت قليلا عند إنتهاء كلامه ثم أردف بتردد 
_ الست الي اخدتها لبيتها عرضت عليا ان ابنها يتجوزها جواز صوري عشان يستر عليها ..
طالعه رشاد لثوان ثم قال بضيق 
_ بلغها اننا موافقين مفيش في ايدنا حل تاني دلوقتي .
دخل إلى مكتب والده بالشركة عندما أذن له بذلك فوجده شارد الذهن كما كان منذ البارحة إقترب منه وجلس على المقعد أمامه متسائلا 
_ عامل ايه النهاردة 
رفع محمد رأسه إليه ثم عاد إلى عمله متجاهلا إياه عندما علم مقصده .. لكن عدي واصل كلامه وكأنه يسمعه 
_ حاسس انك مش على بعضك من أول ما شفت ماما امبارح ..
سكت يحاول إلتقاط ردة فعل من والده لكنه لم يجد فإسترسل كلامه متظاهرا بالتفكير 
_ امم انت لسه بتحبها صح 
نظر إليه محمد سريعا ثم نفخ بنفاذ صبر قبل أن يهتف 
_ عايز ايه يا عدي 
_ عايزك ترجع لماما ..
نطق عدي بتلك الكلمات بهدوء فرفع محمد أحد حاجبيه بدهشة متمتما 
_ انت الي بتقول كده يا عدي انت ناسي انك كنت ھتموت بسبب إهمالها 
نفى عدي برأسه وأردف 
_ لا مش ناسي بس أنا مسامحها خلاص هي اه كانت مقصرة اوي معانا بس عرفت في الفترة دي انها طيبة خالص وعرفت انت ليهحبيتها زمان ولحد دلوقتي لسه بتحبها ..



إختتم حديثه بإبتسامة ماكرة فصاح محمد بحدة 
_ خلاص يا عدي الي كان بيني وبين يمنى انتهى متفكرش في حاجة مش هتحصل !
عقد عدي حاجبيه بضيق وهتف بإعتراض 
_ مش هتحصل ليه بابا انت لسه بتحبها وهي كمان لسه بتحبك فايه المشكلة 
إلتزم محمد الصمت وهو ينظر إلى عيني إبنه عندما لم يجد جوابا لسؤاله فأردف عدي بجدية 
_ أهل ماما الي كانوا السبب في انها تبقى مهملة ما توا .. وجوزها التاني واتطلقت منه .. ماما مبقاش عندها حد غيرنا واحنا مش هنسيبالقصر ونعيش معاها يعني هو حل من اتنين .. إما انك ترجعها او اننا هنجيبها تقعد معانا في القصر برضه وهتضطر تشوفها كل يوموأنا كلمت جدي في الموضوع ووافق !
وقف من مكانه وإتجه إلى خارج المكتب دون أن ينتظر ردا من والده .. وعند خروجه قابل رسلان والذي كان متجها إلى مكتب أكرم لكنهأوقفه قائلا 
_ رسلان ..
إستدار إليه رسلان ونظر إليه بإستفسار فأردف عدي 
_ مجيتش بدري كالعادة ليه كنت فين الصبح 
أجاب رسلان بعجلة وهو يتابع طريقه 
_ هقولك بعدين يا عدي لما نرجع القصر ..
وصل إلى مكتب أكرم وطرق الباب ثم دخل دون إنتظار الإذن فوجده يرفع رأسه إليه بإستغراب ثم سرعان ما إبتسم عند رؤيته وأشار لهبالجلوس أمامه قائلا 
_ تعال يا رسلان .
جلس رسلان على أحد المقاعد أمام المكتب وهو يفكر في طريقة يبدأ بها الموضوع الذي جاء من أجله لكن أكرم سبقه قائلا ببسمة صغيرة 


_ كويس انك جيت كنت عايز اتكلم معاك .
تطلع إليه رسلان مستفسرا 
_ في ايه 
أجاب أكرم وهو يقف من مكانه ثم يتجه ليجلس على المقعد الآخر مقابل رسلان 
_ بدور بلغتني امبارح بموافقتها عليك .
_ بجدد 
تساءل رسلان بعدم تصديق فأومأ أكرم مؤكدا ليبتسم رسلان إثر ذلك براحة .. تابع أكرم إبتسامته وكادت تنتقل إلى ثغره هو الآخر لولا ماقاله رسلان حينها 
_ يبقى هنكتب الكتاب على طول !
_ انت مستعجل كده ليه 
تساءل أكرم بأعين ضيقة فرفع رسلان كتفيه مجيبا ببساطة 
_ عادي يعني مفيش داعي نعمل خطوبة واحنا أصلا عايشين مع بعض وأصلا جدو هيقول كده واحنا مش هنخالف كلام جدو ..
تابع أكرم النظر إليه بنفس الطريقة وكأنه لم يقتنع لكنه إبتسم فجأة وهتف 
_ وأنا
 

تم نسخ الرابط