المنديل
المحتويات
.. عندما كانت العائلة مجتمعة كعادتها في موعد الغداء حول مائدة الطعام وكانت ليليا آنذاكتحمل بدور في بطنها وزوجة أحمد كانت لا تزال على قيد الحياة .
يجلس خالد بجانب ليليا ويضع يده على بطنها البارزة بفضول متمتما
_ هي البنت الي في بطنك هتجي امتى انا زهقت من الولاد !
أجابه رسلان الجالس بجانبها من الجهة الأخرى وهو يبعد يده عن بطنها بغيظ
تجاهله خالد وهو يعيد وضع يده على بطنها قاصدا إستفزازه فهو يعلم جيدا غيرته عليها لكنه هذه المرة إبتعد عنها رغما عن أنفه بسببأكرم الذي حمله بمشاغبة وأبعده عنها هاتفا بنبرة مرحة
_ عارف يا خالد لو قربت من مراتي تاني أنا هحرمك من الاكل خالص ! هو انا كام مرة قولتلك متلمسهاش
هز خالد كتفيه بلامبالاة فهو قد نال غايته بإستفزاز رسلان لكنه عاد إلى مكانه بعد ثوان ليكمل تناول طعامه كما يفعل الجميع في أجواءمخالفة للهدوء تملؤها شجارات الأطفال كالعادة فتجد الطعام متطايرا هنا وهناك بينهم ولا أحد يهتم .. وحتى الخدم تعودوا على ذلكالوضع .
_ شادية ! عاملة ايه وحشتيني اوي يا حبيبتي !
بادلته شادية العناق مرددة بفرحة وإشتياق
_ وانت كمان واحشني اوي يا عبده وعشان كده جيتلك هنا اول ما جيت مصر !
_ تعالي يا بثينة .
إقتربت منه بثينة بعد إبتعاد والدتها وحضنته قائلة
_ ازيك يا خالو
_ الحمدلله انت عاملة ايه
إنتظر منها إجابة عادية لكنه لاحظ تجاهلها له أو بالأحرى عدم إنتباهها لما يقول بل تركيزها مع والدتها التي كانت تسلم على بقية أفرادالعائلة .. إلتزم الصمت وهو ينظر إليها بإستغراب حتى إنتهت شادية من التسليم عليهم جميعا فتحدثت بثينة سريعا
كان محمد في تلك الأثناء يضع عدي على حجره رغما عنه مخفيا ملامحه خلف رأسه .. إبتلع ريقه عند سؤال بثينة عنه ونظر إلى يمنى التيرفعت حاجبيها بإستغراب وتساءلت بغيرة
_ وانت بتسألي عنه ليه
نظرت إليها بثينة من الأعلى إلى الأسفل ثم هتفت متجاهلة سؤالها
_ هو انت مراته
أجابها خالد بدلا عن والدته وهو يقترب منها بعد أن كان يراقب في صمت
نقلت بثينة بصرها إليه ثم إبتسمت وإنحنت قليلا لتصل إلى مستواه رغم قصر قامتها هاتفة بإبتسامة غير مريحة بالنسبة له
_ انت خالد ماما قالتلي عنك .. عارف انك شبه أبوك اوي لولا ان بنتي هتبقى أختك كنت هجوزهالك .
إنتبهت جميع حواس يمنى إلى جملتها الأخيرة وفهمت مقصدها سريعا لكنها تساءلت محاولة تكذيب نفسها
إعتدلت بثينة في وقفتها وفكرت في تجاهلها لكنها إبتسمت بخبث حين لمحت محمد بطرف عينها وهو لا يزال يخبئ وجهه خلف إبنه فإقتربتمنه ووضعت كفها على كتفه مجيبة
_ لاني هتجوز محمد فطبيعي بنتنا هتبقى أخت خالد من أبوه !
وقف محمد مبعدا يده عنها وهو يترك عدي الذي إبتعد وهو يراقب الوضع بحماس كما يفعل بقية الأولاد .. بينما إبتلع محمد ريقه ثانية عندمارأى نظرات يمنى التي لا تبشر بالخير وحاول إيجاد الكلمات المناسبة ليمنع بثينة من الإقتراب منه أكثر دون إحراجها أمام عمته حتى يمركل شيء على خير .. فيمنى لن تسكت أكثر إن رأت إمرأة أخرى تفكر في الإقتراب منه حتى لو كانت تصغره بأكثر من عشر سنوات كبثينة.. وعمته ستنقلب عليه حتما إن فكر بچرح صغيرته أو إحراجها فهي من كانت تقنعها منذ صغرها بأنها ستكون زوجته وحتى بعد خذلانهلها وزواجه من أخرى إلا أنها لازالت متمسكة بقرارها وتنتظر منه أن يطلق يمنى ويتزوج إبنتها .. لكنه يرى أنها تعاني من خلل في عقلهاجعلها تفكر هكذا !
أفاق من أفكاره على يد بثينة التي حاوطت عنقه بكل جراءة إستفزت بها يمنى .. ولم يكد محمد ينطق بحرف أو يحاول إبعادها حتى وجديمنى تقترب منهما سريعا وتسحب شعر بثينة فجأة وهي تصرخ بشراسة
_ لا ده انت محدش هيفكك من تحت ايدي النهاردة !
إنتهت من كلماتها وهي تسحب شعرها أكثر وتمسك رقبتها بيدها الثانية لټخنقها .. إقتربت منهم شادية بفزع على إبنتها لكنها توقفت وهيترى بثينة تبعد يد يمنى التي تحاول خنقها وعضتها بكل قوتها متسببة في إبتعاد يمنى عنها .
إتسعت عينا يمنى پصدمة وتمتمت بنبرة تبدو هادئة كذلك الهدوء الذي يسبق العاصفة
_ انت قد الي عملتيه ده
إبتعدت بثينة وهي ترتب شعرها سريعا وأجابت بتحدي
_ اه قده !
إحتدت عيون يمنى ثم إستدارت برأسها إلى طاولة الطعام وأخذت سکينا صغيرا كان قريبا منها ثم أسرعت إليها وأمسكتها ثانية تحتصرخات الجميع الفزعة ومحاولاتهم للتفريق بينهم
إنزعج محمد من ضحكات الجميع التي تعالت عند إنتهاء خالد من سرد تلك الأحداث التي يذكرها جيدا رغم صغر سنه حينها فرمقه محمدبنظرة حانقة ثم قال محاولا تغيير الموضوع وهو يخاطب أحمد
_ سيبك من الموضوع ده وقولي يا أحمد هو انت لسه مش ناوي تحدد ميعاد الفرح بتاع ابنك
هز أحمد كتفيه مجيبا بعدم إهتمام
_ مش عارف ياسين هو الي هيقرر مش أنا .
تدخل عبد الرحمن قائلا
_ هنعمل فرح ياسين وعائشة ورسلان وبدور مع بعض .
_ بس بدور لسه مش موافقة .
قالها أكرم بتذمر وإعتراض باد في ملامحه وكأنه قد تذكر غيرته على إبنته للتو .. وما زاد تذمره تعقيب عبد الرحمان بثقة
_ هتوافق متقلقش !
هم أكرم بالرد إلا أن رنين الجرس بطريقة مزعجة منعه عن ذلك .. إبتسم خالد بسخرية وتمتم
_ وصلوا !
_ هناء اتعرضت للإڠتصاب !
نطق بها عامر پصدمة بعد إستماعه لحديث المدعوة نادية والتي إتصلت به عن طريق هاتف هناء لإخباره بما حل بإبنة أخته .. أومأت ناديةوهي تردف بنبرة حزينة
_ ايوة أنا مش عارفة التفاصيل كويس بس شفت الولد الي اسمه وائل وهو داخل بيها ولاني عارفة انه مش كويس خفت عليها وحاولتادخل وانقذها منه .. بس ملحقتش وكان هو اخد الي هو عايزه .
تسمر عامر في مكانه وفقد القدرة على النطق تحت تأثير الصدمة التي لم تكن هينة أبدا لكن نادية إسترسلت في كلامها غير منتبهة لحالتهتلك
_ كان مخډرها ساعتها ولما أنا جيت هو هرب وأنا أخدتها وكشفت عليها ولقيتها فعلا مبقتش بكر .. ولما فاقت وقولتلها سيبتها شوية معنفسها بس رجعت ولقيتها نطت من البكلونة فجبتها هنا للمستشفى بسرعة .
إزدادت دقات قلبه تسارعا خوفا من أن يحصل
متابعة القراءة