اسرار عائلتي
المحتويات
هناء فهتفت دينا بمرح
_ اتعودي على الحاجات دي كل يوم عشان ماما بتحب تعملها دايما لدرجة انها كانت عايزة تشتغل في محل حلويات بس بابا الله يرحمهكان رافض انها تشتغل ..
رمقتها علا ببرود ولم تعلق فأردفت دينا بإستفزاز لم تقصده
_ بصراحة مش عارفة ازاي اتقبلت رفضه بسرعة أنا لما اتجوز مش هسيب جوزي يقولي لا ولو ح
_ وانت هتتجوزي ازاي وانت كل ما يجيلك عريس ترفضيه بسبب ومن غير سبب ده حتى يامن الولد الحليوة رفضته مرتين مع انه شاريهاوكمان محترم وعنده فلوس يعني كان هيعيشها في جنة بس نقول ايه بس على البت الي مش بتقدر النعمة دي !
قالت كلماتها الأخيرة وهي تخرج من الغرفة وټضرب كفيها ببعضهما بحسرة بينما لوت دينا شفتيها بضيق وتمتمت وهي تذكر إختطافه لها
تطلعت هناء إلى دينا بإستغراب وتساءلت بعد تأكدها من خروج علا
_ معلش بس هو مين يامن ده
أجابت دينا وهي تشير بيدها إلى مكان عشوائي
_ ابن عم صاحبتي الي ساكنين هنا جنبنا مش عارفة هو يعرفني ازاي بس بعد ما شفته أول مرة لقيته جه وخطبني بس أنا رفضت .
_ ورفضت ليه
هزت دينا كتفيها مجيبة ببساطة
_ بس على حسب كلام خالتو علا هو خطبك مرتين وشاريك صح
أومأت دينا برأسها ثم أردفت
_ بس أنا مش بحبه !
نظرت هناء إليها بتمعن ثم قالت
_ انت بتحبي واحد تاني
نظرت إليها دينا پصدمة لكنها أومأت برأسها ثم تساءلت
_ عرفت ازاي
رفعت هناء كتفيها قائلة
_ توقع مش أكتر .. بس هو مين الولد الي بتحبيه ده
_ يعني انت بتحبيه من الثانوي
تساءلت هناء بدهشة فأومأت دينا بإيجاب وأردفت
_ ايوة ومن اولى ثانوي كمان وهو برضه كان دايما بيلمحلي انه بيحبني بس من أول ما دخلت الجامعة مشفتوش .
_ طب حبيتيه ليه
أجابت دينا بعد تفكير
_ شخصيته جذبتني تحسي ان عنده كاريزما وفي نفس الوقت فرفوش والكل بيحبه !
_ افهم من كلامك انه لو مظهرش في حياتك هتفضلي ترفضي العرسان الي بتجيلك لحد ما تعنسي
_ هروح عند دينا الأول لما نرجع عشان اطمن على هناء ايه رايك تروحي معايا يا مريم
قالتها بدور التي تجلس بجانب مريم بسيارة رسلان في الخلف فأومأت مريم موافقة وهي تحاول كتم ضحكاتها على نظرات رسلان الحانقةلهما بسبب إصرارهما على عدم جلوس إحداهما بالمقعد الأمامي ليأخذا راحتيهما بالحديث فبدا وكأنه سائقهما الخاص .
إنتفضت من مكانها فجأة جاذبة إنتباه كل من رسلان ومريم وتساءلت موجهة سؤالها إلى رسلان
_ انت عملت ايه في حكاية الست الي شبه ماما الي شفتها في المول
نظر إليها رسلان من خلال مرآة السيارة مجيبا بهدوء
_ عرفت اوصل للمكان الي هي ساكنة فيه بس لسه مشفتهاش .. هروح بكرة
قاطعته بدور صائحة بلهفة
_ هروح معاك !
سكت رسلان وحول نظره
إلى الطريق دون أن يجيب وكانت هي تنتظر إجابته بلهفة حتى قال أخيرا
_ هفكر .
جلست بجوار إبنتها وخالها حول مائدة الطعام بعد إصراره على تناول الغداء معهم أولا ثم المغادرة لتجهز نفسها للسفر .. إنتبه عبد الرحمنإلى غياب عائشة وياسين فتساءل بإستغراب
_ امال عائشة وياسين فين
هز الجميع أكتافهم بجهل وأردف أكرم وهو يبحث عن بدور ورسلان
_ بدور ورسلان كمان مختفيين .
_ رسلان اخد مريم وبدور معاه وقالي انهم هيتغدوا برا بس ياسين مقاليش حاجة .
وفور إنتهاء عبد الرحمان من إلقاء كلماته دخلت عائشة بهدوء وألقت التحية ثم جلست بجوار خالد ونظرت إليه نظرة فهم معناها فأومأ برأسهثم وقف وتحدث مخاطبا عبد الرحمن
_ أنا هروح أجيب ياسين واجي مش هتأخر يا جدو .
عقد عبد الرحمن حاجبيه بإستغراب وقبل أن يسأل عما حدث وجد خالد يخرج من غرفة الطعام سريعا ومعه عائشة فشعر بالقلق على حفيدهولم يستطع أن يمد يديه إلى الطعام من قلقه .. لكنه إبتسم عندما عاد خالد بعد دقيقتين ومعه ياسين وعائشة وخلفهم آخر شخص توقعواقدومه شخص جعل عيني محمد تجحظان وهو يهمس
_ يمنى
إبتسمت يمنى وهي تنظر إلى عبد الرحمن قائلة
_ ايه يا عمي هو أنا مش مرحب بيا هنا والا ايه
نظر إليها عبد الرحمن بغموض ثم هتف وهو يشير لها بالجلوس
_ لا ازاي يا بنتي اتفضلي .
حولت أنظارها على جميع من بالغرفة وخاصة بثينة التي حاولت تجنبها قدر المستطاع بإستغراب من تواجدها هنا .. جلس كل واحد بمكانهوجلست يمنى بجوار عائشة ثم بدؤوا في تناول الطعام في جو ساده التوتر بسبب ظهور طليقة محمد فجأة وتحديدا في نفس الوقت الذيحضرت فيه بثينة .
ومن جهة أخرى كان هو ينظر إلى طبقه بتشتت ولم يأكل منه شيئا .. لم يرها منذ فترة طويلة فقد كان يتجنب مقابلتها ولو صدفة حتى لايضعف أمام مشاعره ناحيتها والتي بقيت مخلصة لها طوال هذه السنين .. وظهورها أمامه بعد كل هذه المدة شقلب كيانه وحرك مشاعرهالتي كانت في سبات عميق بسبب غيابها الطويل .
لعنها في سره بسبب ما فعله ظهورها به في لحظة غير مدرك لحالتها التي لم تكن أفضل من حالته فهي أيضا تشتاق إليه ورغم زواجهامن آخر إلا أنها مازالت تحتفظ بمشاعرها ناحيته وكان قرار ظهورها هذا نابعا من غيرتها التي لم تنتهي عليه من هذه التي تدعى .. بثينة !
حولت أنظارها إلى هذه المرأة التي كانت قبل سنوات شابة صغيرة تتدلل على حبيبها .. وعندما علمت بقدومها الآن لم تستطع منع نفسها منالمجيء لتضع لها حدا إن حاولت التقرب إليه ثانية .. لكنها كانت تبدو هادئة ولا يظهر بأنها تنوي على شيء على عكس إبنتها التي لاحظتيمنى نظرات الإعجاب التي كانت توزعها على شباب العائلة بما فيهم خالد وعدي وكذلك ياسين !
بعد إنتهائهم من تناول الغداء إختفى محمد من بينهم تماما تجنبا لمواجهتها وجلست يمنى مع إبنتها حيث الجميع وهي سعيدة لترحيبهمبها متناسين ما حصل سابقا .. إلى أن جاء موعد ذهاب بثينة والتي ودعت الجميع حتى إبنتها ثم خرجت من بوابة القصر لكن صوت يمنىالتي تبعتها أوقفها
_ استني .
إستدارت إليها بثينة بهدوء ثم قالت بإبتسامة
_ مش عارفة انت هنا ليه بس واضح انك لسه بتغيري على محمد مني حتى بعد إنفصالكم بس متقلقيش أنا مبقتش بحبه ولا بفكر في
قاطعتها يمنى قائلة بحدة رغم الراحة التي سيطرت عليها عند سماعها لكلماتها
_ أنا مش جاية عشان كده لان مبقاش في حاجة بيني وبين محمد .. أنا بس جاية أقولك اني مش هسكت لبنتك لو فكرت تلف حوالين أولاديوالا جوز بنتي زي ما مسكتلكيش زمان .
تجاهلتها بثينة وهي تتابع طريقها لكنها في الحقيقة كانت قلقة وخائڤة من أفعال إبنتها .. بينما إستدارت يمنى إلى خالد الذي خرج خلفهاوهمست له بهدوء
_ روحني دلوقتي يابني ..
وقف بسيارته أمام منزل دينا لتنزل منها بدور ومريم بعد أن قضوا كامل اليوم خارج القصر فقد أخذهم بعد ذهاب مريم إلى المكتبة إلىمطعم فاخر لتناول الغداء ثم إلى البحر .. ولا ينكر أنه ورغم عدم حبه للخروج شعر بالسعادة لرؤية فرحتها ولتواجدها تحت أنظاره طوالالوقت .. لكن الرحلة إنتهت وعاد هو إلى القصر تاركا إياها مع مريم عند صديقتها .
دخلت الفتاتان المنزل بعد أن فتحت لهما علا الباب وأوصلتهما إلى غرفة هناء حيث تجلس هناك رفقة دينا وفور وقوع عين بدور عليها ركضتنحوها وهتفت بلهفة
_ كنت فين يا هناء دينا قالتلي انك كنت مختفية انت كويسة
نظرت إليها هناء بإستغراب ثم حولت أنظارها إلى دينا التي تنحنحت قبل أن تلقي عليهم ذلك الخبر
_ هناء فقدت الذاكرة يا بدور .
رفعت بدور رأسها إلى دينا وطالعتها پصدمة بينما همست مريم بعدم تصديق
_ فقدت الذاكرة ازاي وايه الي حصل
رفعت دينا كتفيها بجهل ثم قالت مخاطبة هناء وهي تشير إلى بدور
_ دي صاحبتي الي حكيتلك عنها والي جنبها دي أخت ابن مرات أبوها الاولى في الرضاعة .
أفاقت بدور من صډمتها ثم خاطبت هناء ثانية بتساؤل
_ يعني بجد انت مش فاكراني
أومأت هناء برأسها وبدأ الضيق بالظهور على ملامحها فحاولت دينا تغيير الموضوع قائلة بمرح عندما لاحظت قبول مريم وبدور لبعضهما
_ ايه ده هو انتو اتصالحتوا أخيرا
نظرت بدور إلى مريم ثم إبتسمت وأومأت برأسها فتنهدت دينا بإرتياح ثم أشارت لهما بالجلوس على السرير قائلة
_ اتفضلوا اقعدوا انتو لسه واقفين ليه
جلست كلتاهما ملبيتين دعوتها ثم بدأت دينا الحديث قائلة بعد أن لاحظت إحمرار وجنتيهما دلالة على تعرضهما لأشعة الشمس لفترة
_ هو انتو كنتو فين
_ كنا بنتفسح مع رسلان وأبشرك بدور قررت انها هتوافق عليه خلاص !
قالتها مريم بحماس فصححت بدور قائلة
_ أنا لسه بفكر ومخدتش قرار على فكرة !
نظرت إليهم هناء بعدم فهم فإنتبهت إليها دينا وشرحت لها بهمس
_ رسلان الي هو ابن مرات أبوها الاولى خطبها من اسبوع كده وهي لحد دلوقتي مش عارفة توافق والا لا .
أومأت هناء بتفهم ثم إلتفتت إلى بدور وتحدثت مخاطبة إياها
_ وانت مش موافقة ليه انت برضه بتحبي حد تاني
نفت بدور برأسها بينما تمتمت مريم بإستغراب
_ برضه
ثم إستدارت إلى دينا وأردفت بتوقع
_ لا تكوني انت بتحبي واحد تاني وعشان كده رافضة يامن
سكتت دينا ولم تجبها لكن هناء التي أومأت برأسها أكدت لها توقعاتها فتساءلت مخاطبة دينا
_ ويبقى مين حبيب القلب الي رافضة ابننا عشانه
تضايقت دينا وهي تشعر بالسخرية التي غلفت نبرة مريم لكنها أخبرتها بما أخبرت به هناء قبل قليل .. وعند إنتهائها هتفت مريم بحكمة
_ على فكرة ده ممكن يكون بيلعب عليك وحتى لو كان بيحبك بجد ممكن تكوني
بالنسباله مجرد حب مراهقة وتلاقيه دلوقتي نسيك .. والمفروض انك كواحدة عاقلة متضيعيش العريس المناسب الي بين ايديك عشان أمل ممكن يتبخر في لحظة لو عرفت مثلا انه متجوز .
أخفضت دينا رأسها متمتمة بصوت منخفض قليلا لكنه وصل إلى مسامعهم
_ بس أنا مش هعرف انساه واحب يامن ومش عايزة اظلمه معايا !
_ بس انت مش مدياه فرصة أصلا عشان يخليك
متابعة القراءة