اسرار عائلتي
المحتويات
سريعا قبل أن يسمح لعبد الرحمن بالإعتراض فتنهد هذا الأخير ثم همس ببسمة
_ اهرب يا محمد اهرب بس برضه هترجعلها وأنا متأكد من ده !
أما عند خالد وليلى فقد كان يجلس بجانبها غير مهتم لثرثرتها معه وكأنها إعتبرته صديقها منذ أن حدثها لأول مرة فقط ليستغلها لإشعالغيرة بدور .. لكنه كان ينظر إلى رسلان الجالس بجوار أكرم ويبدو أنه يحدثه في شيء مهم ثم حول أنظاره إلى بدور الجالسة مع عائشةويمنى قبل أن يعود بهم إلى ليلى وهتف موقفا إياها عن ثرثرتها
نفت ليلى برأسها بإستغراب وتساءلت
_ لا هما مخطوبين يعني
_ لا أصل بدور لسه موافقتش مش عارف ليه رافضاه مع انه راجل كويس من كل النواحي وميترفضش ده غير انه بيحبها اوي ..
كان يقول ذلك محاولا جعلها تشعر بالشفقة ناحية رسلان وتقرر مواساته ثم تراهم بدور معا فتشعر بالغيرة لتكتشف أنها تكن له بعضالمشاعر فتوافق على الزواج منه .. لكنه تفاجأ عندما كادت ليلى ترد على كلامه بأكرم يتنحنح ليلفت إنتباه الجميع قائلا
شعرت بدور بالخجل وهي ترى نظرات الجميع مصوبة نحوها وهتف عبد الرحمن بإستحسان
_ أنا شايف انه مناسب اوي .
سعد الجميع بالخبر بعد معرفتهم بموافقة بدور بينما إلتفتت ليلى إلى خالد بحاجب مرفوع
أومأ خالد بدهشة ثم أردف
_ مكنتش عارف انها وافقت .
قال ذلك ثم إبتسم براحة لأجل إبن عمه لكنه تفاجأ بليلى تتمتم ببساطة
_ وافقت لأنها غبية .. هو في واحدة عاقلة هتوافق تكمل حياتها مع واحد ابن حرام
إتسعت عينا خالد پصدمة من كلماتها التي خرجت من فمها بكل بساطة وإحتقرها في هذه اللحظة كثيرا لكنه تساءل بفضول
_ من ماما عادي .
أومأ برأسه ثم أشاح بوجهه بعيدا عنها وهو يشعر بالتقرف لوجودها بجانبه وندم أشد الندم على ما كان يخطط له سابقا كان يفكر فيالوقوف والإبتعاد عنها لكنه وجدها تضع يدها على ذراعه قائلة
_ مالك انت زعلت
رمقها بنظرة إحتقار وأجاب قبل أن يقف متجها بعيدا عنها
من جهة أخرى كان ياسر يعبث بهاتفه بملل عندما إنتبه إلى سيف الذي كان يطل برأسه على قاعة الجلوس مشيرا إليه بالقدوم ولحسن حظهبأنه لم ينتبه إليه أحد غيره .
إتجه إليه وإبتعد به عن قاعة الجلوس قليلا ثم تساءل
_ انت بتعمل ايه هنا
أجابه سيف بحماس
_ قلت لماما اني عايز افضل هنا لاني عايز اشوفك مرة تانية أصل انت صاحبي الوحيد والوحيد تقريبا الي مش بيعايرني بشغل ماما !
_ طب .. تعالى نقعد فوق في اوضتي .
_ يلا .
قالها الصغير ثم تبعه إلى الأعلى حتى وصلا إلى غرفته فركض سيف نحو الشرفة وجلس على أحد المقاعد الموضوعة بها فجلس ياسر أمامهقائلا بإبتسامة
_ هاا هنتكلم في ايه
رفع سيف كتفيه متمتما
_ مش عارف كلمني عنك أو
قطع كلامه وهو يرى ياسر يشعل سېجارة أخرجها من جيبه ووضعها بين شفتيه فسارع الأخر ليجذبها من بينهما وصاح بحاجبين معقودين
_ انت بتعمل ايه انت مش عارف ان ده مضر لصحتك
_ عارف بس
قطع ياسر كلامه وهو يرى سيف وهو يحاول إطفاء السېجارة بالمطفئة المتواجدة على الطاولة الصغيرة بين المقعدين بأصابعه الصغيرة ثميلتفت إليه قائلا
بحزم طفولي
_ انت هتوعدني انك مش هتدخن تاني !
إبتسم ياسر على ملامح وجهه وقال
_ هحاول ..
_ لا انت هتوعدني !
قالها بإصرار فرفع ياسر حاجبيه ثم هتف مجاريا إياه
_ طيب اوعدك .
وضعت كوب القهوة أمام زوجها الذي كان منشغلا بمشاهدة التلفاز ثم جلست بجانبه فسألها ونظره مثبت على الشاشة
_ امال ملاك فين يا بسمة
أجابته بسمة بحزن على تلك الفتاة التي تعتبرها إبنتها
_ يعني هتبقى فين يا سامي قافلة على نفسها في الاوضة كالعادة !
تنهد سامي ثم أخذ رشفة من قهوته قبل أن يقول
_ مش عارف هتفوق من الحالة دي امتى أنا قلقان عليها .. لازم تعرف ان مۏت أخويا ومراته كان قضاء وقدر ومش بسببها .
زفرت بسمة بضيق ثم تمتمت بقلق
_ أنا خاېفة عليها البنت بقت إنطوائية من ساعتها ولا بتحب تعمل صحاب ولا بتوافق على العرسان الي بيجولها حتى أنا مش بتتكلم معاياخالص .
وقف سامي من مكانه قائلا
_ أنا رايحلها ..
ثم تحرك من مكانه متجها نحو غرفة إبنة أخيه الوحيدة وطرق الباب فإستمع إلى صوتها من الداخل يقول
_ أنا شبعانة يا عمتو اتعشوا لوحدكم أنا عايزة أنام !
أجابها سامي بصوت هادئ لكنه وصل إلى مسامعها
_ أنا عمك يا ملاك عايز اتكلم معاك شوية ممكن
إنتظر لثوان ففتحت له الباب وفسحت له المجال قائلة
_ اتفضل .
إبتسم لها ثم أغلق الباب خلفه وإتجه للجلوس على كرسي مكتبها ثم أشار لها بالجلوس على سريرها قائلا
_ اقعدي .
جلست حيث أشار لها ونظرت إليه منتظرة بداية حديثه فأردف
_ انت هتبقي قافلة على نفسك كده كتير
أخفضت ملاك رأسها ولم تجب ولاحظ سامي ملامح الضيق التي حاولت إخفاءها لكنه إسترسل
_ أنا كنت ساكت على حالتك دي لاني متفهم الي مريت بيه ومسألتكيش عن آخر عريس رفضتيه مع انه كان كويس بس خلاص يا ملاك أنامش هسيبك في الحالة دي طول عمرك .. لازم تشيلي فكرة انك السبب في مۏت باباك ومامتك .
رفعت ملاك رأسها هاتفة
_ بس
قاطعها سامي سريعا
_ انت لازم تفوقي على نفسك يا ملاك وأنا مش هفضل ارفض العرسان الي بيجولك كتير أنا عايز اتطمن عليك .
_ أنا مش عايزة اتجوز دلوقتي يا عمي أنا أصلا لسه صغيرة
قالتها بإعتراض فقاطعها للمرة الثانية
_ ولا صغيرة ولا حاجة أنا عايز مصلحتك يا بنتي وجوازك هو الحل ..
كادت ملاك تتحدث لكنه قاطعها مرة ثالثة قائلا بمرح مغيرا مجرى الحديث
_ وبعدين انت بتعملي ايه هنا والا عاملة فيها مكتئبة عشان تتهربي من شغل المطبخ روحي ساعدي مراتي يلا !
إبتسمت ملاك لمرحه وتمتمت بإبتسامة بسيطة
_ حاضر .
إتجهت إلى غرفة شقيقها لتجد يامن يجلس معه كعادته فإبتسمت وإقتربت منه ثم قالت مخاطبة إياه
_ أنا عايزة مقابل لاني اقنعت دينا انها توافق عليك !
رفع يامن أحد حاجبيه وتساءل ببسمة
_ عايزة ايه طيب
ترددت قليلا في سؤالها لكنها حسمت أمرها وأجابت
_ عايزة اعرف مامتك اڼتحرت ليه
إختفت إبتسامة يامن وتمتم بضيق
_ بتفكريني ليه دلوقتي أنا كل ما افتكرها احس بالذنب .
رفعت بدور حاجبيها بإستغراب خاصة وهي تستمع إلى آدم الذي تدخل قائلا
_ هو ربنا يرحمها وكل حاجة بس بصراحة تستاهل .
ضربه يامن على ذراعه وهتف بلوم
_ ازاي جالك قلب تقول كده واحنا السبب في انتحارها !
إتسعت عيناها پصدمة مرددة
_ انتو السبب ازاي
تنهد يامن بضيق ثم أجاب
_ أولا الي اڼتحرت دي مش ماما دي مرات بابا التانية .
_ هو عمو أحمد اتجوز مرتين
تساءلت بدور بإستغراب فأومأ آدم وهتف بضحكة
_ أصل كلهم اتجوزوا مرتين مفيش غير عمو محمد هو الي فضل مخلص لطنط يمنى .
_ حتى جدو
قهقه آدم بشدة وإبتسم يامن بسخرية وهو يجيب
_ ده اتجوز اتنين في نفس الوقت لانه كان عايز يخلف عيال كتير بس ربنا مرادش يخلف منهم الاتنين والتانية طلعت مبتخلفش ..
فتحت بدور فمها پصدمة ثم ضحكت قائلة
_ عشان تعرفوا ان الي بيتجوز اكتر من مرة في الاخر بيفضل لوحده !
_ أنا أصلا مستحيل اتجوز واحدة تانية غير دينا .
_ وأنا مش هتجوز !
_ وأنا كتب كتابي بعد أسبوع .
شعرت بدور بالإحراج سريعا عندما قالت ذلك بلهفة فحاولت تغيير الموضوع مخاطبة يامن
_ بس مقلتليش مرات عمو أحمد اڼتحرت بسببكم ازاي
_ بعد مۏت ماما الله يرحمها مرات بابا التانية حاولت تلف عليه واقنعته انه يتجوزها ومش عارف هو دماغه حصله ايه ساعتها ووافق بساحنا حاولنا نطفشها ومش عارف برضه حصل لدماغنا ايه وسمعنا الخطط بتاع آدم والي كانت السبب في انتحارها .
_ ليه عملتوا ايه
أجابها آدم وهو يتمدد على فراشه بلا مبالاة
_ عادي يعني عيشناها في فيلم ړعب وفضلنا نبعتلها رسايل ټهديد وكده .. وهي أصلا كانت مريضة نفسيا واحنا مش عارفين فراحتانتحرت .
إبتلعت بدور ريقها محاولة تكذيب ما سمعته لكن كلام يامن الذي كان يحاول تبرئة نفسه أكد لها ذلك
_ بس أنا مليش دعوة أدهم وآدم وعدي وياسر هما الي عملوا كده .
رمقه آدم بأعين ضيقة وتحدث ساخرا
_ ليه ناسي لما دخلت لاوضتها وكتبت بالروج على المراية كلمة مۏت ومعاها وش بيضحك
طالعتهما بدور پصدمة ثم إبتلعت ريقها ثانية وتمتمت وهي تتجه إلى الخارج
_ ايه العيلة دي يا ربي أنا هرجع أخاف منكم تاني بجد .
_ احنا بنهزر على فكرة ومعملناش حاجة من دي احنا حاولنا نطفشها فعلا بس مش بالطريقة دي .
قالها آدم سريعا فوقفت بدور وإستدارت إليه ليكمل
_ بس بجد هي كانت مريضة نفسيا ومحدش كان عارف لحد ما اڼتحرت .
أومأت بدور بتفهم ثم كادت تواصل طريقها إلى الخارج لولا أن يامن هو من أوقفها هذه المرة
_ دقيقة !
وقفت للمرة الثانية وإلتفتت إليه فأردف
_ انت رايحة معانا عند دينا بكرة
أومأت بدور إيجابا قائلة
_ طبعا .
_ طب .. قوليلها اني بحبها اوي ..
في اليوم التالي كان عبد الرحمن يجلس مقابل عامر ورشاد وبجانبه أحمد وأبناءه الثلاثة يتحدثون في الأمور المعتادة بينما كانت بدورتجلس مع هناء ودينا في غرفة الأخيرة والتي كانت ترتدي فستانا بسيطا وتضع على وجهها القليل من مساحيق التجميل.
كانت بدور تحدثها عن يامن بحماس عندما شعرت بملل دينا المعبر عن برودة مشاعرها تجاهه فقل حماسها وكادت تلتزم الصمت لولا تذكرهالما طلبه منها في الأمس .. إبتسمت بمكر ثم هتفت فجأة
دينا انت عارفة يامن قالي ايه امبارح
تساءلت دينا بلا مبالاة
_ ايه
_ طلب مني اقولك انه بيحبك اوي !
قالتها بدور بهمس وبنبرة جعلت وجنتي دينا تحمران خجلا لما ألقت به بدور على مسامعها بصراحة بينما أردفت الأخيرة بمحاولة منهالتحريك مشاعر دينا ناحيته ولو قليلا
_ وأنا أصلا شايفة
حبه ليك في عينيه خاصة لما تلمع أول ما إسمك يتقال قدامه .. ومش هقولك على حالته لما عرف انك وافقت يجي يتقدمده كان شوية وهيطير من الفرحة .. بجد يا دينا يامن متيم بيك مش بس بيحبك !
إبتسمت بعد إنتهاء كلامها وهي ترى تأثيره عليها والذي شعرت بالرضا نحوه وكادت تسترسل لولا دخول علا وإستعجالها لدينا حتى
متابعة القراءة